الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12484 سورية المستقبل التي نأملها

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2022 / 5 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


.
بالرغم من عدم استقرار الحالة السياسية والعسكرية والأمنية على جميع الأراضي السورية حتى اليوم ـــــ المصادف لل 30 من أيار عام 2022م. ــــ وما يُحيط بها من دول مضطربة الأوضاع في جميع مناحيها.
ومع إقرارنا بأجندة مسبقة التحضير لقضم الأرض السورية من قِبل دول الجوار أو إنشاء كانتونات انفصالية لإضعاف الدولة السورية وإجبارها على الانخراط في مشروع التسوية مع إسرائيل الذي كان لي رأياً فيه قبل أكثر من أربعين عاماً عندما زار الرئيس المصري أنور السادات سورية ولن أكمل هنا. لكنني قلتُ يومها هي فرصة علينا أن نستغلها. فقد استرجعت مصر سيناء. وبدأت تنهال عليها المساعدات الدولية من كلّ حدب وصوب أما نحن لازلنا ضمن المربع الأول.
أما رأينا اليوم فمن المؤكد التأكيد على أن نُعيد قراءة العمل بمشروع المصالحة والتسوية. ولنضع مصلحة السوريين كافة قبل كلّ شيء حتى بالنسبة لموضوع الأجزاء المغتصبة فهذا موضوع أخر يُترك لاجتماعات مجلس الشعب أو مجلس الأمة السورية بكلّ مكوّناتها القومية.
كما ونقر بالآثار السلبية للحراك الذي جرى في آذار من عام 2011م. ومع كلّ ما حدث لايزال بعض أتباعه يظنون بأنّ مشروعهم كان فعلاً حضاريا على الرغم من أنهم يقرون بأن جوهر وحقيقة ذاك المشروع تتحكم به قِوى إقليمية ودولية وحتى إسرائيل. وقد دمرّ جرّاء فعله إرثاً سوريا ً على مختلف الصعد .وترك أكثر من مليون شهيد وأسس لمشروع الكره بين المكوّنات السّورية جميعها دون استثناء وغيرها من آثار لن تزول كما يتوقع بعض السذج أو بعض الوطنيين والثورجية .
وأما ما قلناه بشأن الحِراك منذ الأشهر الأولى على أن لا قدر لمن قاموا بتغيير قواعد الوجود للدولة السورية لأسباب ٍ مختلفة . وأن ثورة الياسمين التي بدأت من تونس ومرت على مصر وتوقفت في سورية . وقدمنا منطقية الخصوصية السورية وخطورتها وتميزها وذلك لقربها من إسرائيل. وحين نكتب قناعتنا فنحن لا ننتظر من أحد أن يوافقنا في هذه الجزئية. كما ونؤكد على عدم انخراطنا في هذا التيار أو ذاك . وحسبنا أننا نعتز بسوريتنا ماضياً وحاضراً ومستقبلا.
والهم الأخر والمهم في مشروع دراستنا يتمثل بآثار التغيرات الديمغرافية التي حدثت جرّاء ما جرى في سورية. وموضوع المهجرين والمهاجرين والمطلوبين والفارين أضف إلى هذه المواضيع موضوع الحالة المعيشية في سورية وخاصة الغلاء الفاحش الذي لم يعد يُطاق ،والذي استنزف الطاقة الاقتصادية والروحية والفكرية والعلمية والإنسانية للأسرة السورية .
مع غياب كامل لعدم معالجة موضوع زيادة الرواتب لتتناسب أقل ما يمكن مع شيء من الحالة ومؤثرات الغلاء على الأسرة السورية .نضيف إليه موضوع تأثيرات انقطاع مستمرة في التيار الكهربائي والماء وعدم توفر الغاز . لابل لنقل بانعدام عناصر ومقومات وضرورات الحياة للإنسان السوري داخل سورية. كلّ هذه المؤثرات علينا أن نأخذها بعين الاعتبار في موضوع المواطنة وحب الوطن والقدرة على التضحية من أجله وما إلى هنالك من مفاهيم وقضايا ترتبط بلقمة العيش.
فهذه الآثار السلبية التي نلمس حضورها بشكل واضح ويومي متمثلاً في عدم ثقة أغلب أبناء المكوّنات السورية بالدولة السورية من خلال الحالة التي وصلت إليها عن طريق مؤسستها العسكرية وبنيتها الاقتصادية ومؤثراتها السياسية ودورها في الساحتين المشرقية والعالمية وتحكم المليشيات الأجنبية على الأرض السورية مع العلم هناك مواضيع لانريد أن ندخل في شعابها لئلا نفقد البوصلة .
علينا أن نقر بحالة لا لبس فيها ولا غرور ولا نبقى تحت تأثير قوة الحالة غير الطبيعية التي يعيشها الإنسان السوري مهما كانت حالته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمهنية. أن نتدارس مواضيع وتقديم مقترحات فلسفية غير نمطية لمعالجة المأساة السورية .
ومن هذه المحطة لنبدأ بتقديم فكرة البدء بتشكيل ورشات عمل من قبل المفكرين والاقتصاديين والسياسيين والقانونيين والتربويين السوريين ومنصات التواصل الاجتماعي والإعلامي الذين يؤمنون بوحدة الأرض السورية ومشروعية نهضتها وحمايتها وتنميتها لمستقبل سيأتي وعلينا أن نتحضر لإرهاصاته على مختلف الصُعدْ.
والبداية كما نرى يجب أن نبدأ بتقديم مقترحات مشاريع وطنية لما بعد المأساة السورية وكلها بإجماع وطني وبدون شروط مسبقة نكتب بعضها الآن كمقترحات يُمكن العمل عليها ويُمكن إضافة مقترحات جديدة ترفدها فما نكتبه غير منجز إنما هو تقديم جهد نأمل بأهميته .
فإذا كُنا حريصين على أن يكون المستقبل السوري قوياً ويحمل ملامح حضارية سورية تؤثر وبفعالية في المشهد المحلي والعالمي برمته .
علينا أن نعمل لتوفير الظروف الطبيعية لإيجاد منظومة فكرية وفلسفية وحقوقية وسياسية واجتماعية ودينية تتمتع تلك المنظومات مشروعية امتلاكها ضمانات غير قابلة للقراءات المختلفة بين المكوّنات من جهة وأجيالها من جهة ثانية والتي تقوم على تحقيق فعلي وسلوكي لتأسيس مواطنة كاملة لا تقوم على الأكثرية الدينية أو القومية أو المذهبية بل تقوم على أساس المواطن المستحق وعلى أساس حق كلّ سوري أن يكون في أعلى المراتب الوظيفية حتى رئاسة الدولة السورية ،ورئاسة مجلس الوزراء . فليست حكراً على قومية أو دين . وأن يكون ذلك متفق عليه بالإجماع من خلال كتابة عقد اجتماعي يتساوى فيه جميع السوريين دون استثناء .
مع الإيمان والعمل على إعادة قراءة الموروث السياسي والاجتماعي والثقافي والديني للسوريين كافة واستلهام العبر منه لتسخيرها في الواقع والمستقبل لتخدم السوريين كافة .
لهذا علينا تقع المسؤولية الوطنية والتاريخية والأخلاقية. بتشكيل جبهة حقيقية لتجسيد الفعل الحضاري لسورية بكلّ مكوّناتها ومراحلها التاريخية واستنهاض مضامين القيم الإنسانية والإبداعية والحقوقية لدى أبنائها كافة .وذلك لتحقيق عناصر متكاملة وقوية في وجه الأعاصير المستقبلية .وأن تكون التنمية التربوية بمناهجها غير الهجينة والمؤدلجة والمليئة بما يُثير حفيظة أي مواطن كان وتنقية تلك المناهج من شوائبها على أساس جديد يتربى عليه الناشئة ضمن واحات المواطنة الكاملة وحق الجميع في امتلاكهم واعتزازهم بشعور يلتمس من خلاله كل مواطن بأنّ العدالة محققة وأنّ الحرية المنظمة والمنتظمة بالفعل والقوة موجودة لدى الجميع . وأنّ الاقتصاد والثروة الوطنية هي ملك للجميع وآثارها واضحة من خلال تحقق الرفاه للسوريين وأنها تخدم الإنسان وتحقق له الكرامة ويتمكن من تحقيق شخصيته القومية واللغوية والدينية والمذهبية ومساواته مع كلّ أبناء الوطن السوري على قدر وساق.
من كلّ ما سبق والذي أسهبنا في بعض بنوده كان عبارة عن مقدمات ضرورية لنصل إلى السؤال القائل:
كيف لنا أن ننهض بسوريتنا وإنساننا السوري . وعلى أية أسس تكون نهضتنا؟!!
ولكي نتوصل إلى جوهر هذا السؤال. علينا أن نُعيد مجموعة أسئلة ضمن سياقات الإنجاز الحتمي والضروري لقيام نهضتنا السورية. من تلك الأسئلة:
1= ما هو مصير تمسكنا بالبناء الهرمي لقوميتنا وديننا ومذاهبنا ومفاهيم كالأقليات القومية والدينية في سورية المستقبلية؟!!.
2= كيف نتخلص من آثار الفلسفات التي تحكمنا وتتحكم بنا والتي توارثناها عبر مئات من السنين ؟ كيف ننتهي بموضوعية وقناعة من آثارها السلبية التي تُعد عائقاً لتحقيق العدالة والمساواة والمواطنة الكاملة التي نقرأ عنها في دول الغرب ؟!!
وما هي الأفكار الفلسفية التي علينا تبنيها لتغيير هذه النمطية الفكرية الخطيرة التي تتملكنا وتستهلكنا ، وهل نحن على استعداد حقيقي لتغيير فلسفة حياتنا والقبول بفلسفة جديدة تُغاير غالبنا الفلسفة التي توارثناها؟!!
3= هل نستورد تجارب سياسية واقتصادية لتطبيقها على الأرض السورية لبناء مشروع سورية المستقبل الحضاري والإنساني والحقوقي ؟
4= هل تعتقد بأنّ البناء المستقبلي يُمكن إقامته من خلال إعادة تأهيل مكوّنات الدمار الشامل الذي حصل لسورية خلال هذه الأعوام وكيف؟ وما هي آلية الفرز الحقيقي لتلك المكوّنات التي سنعيد ترميمها؟
5= هل يمكن بناء سورية الحديثة بنفس الأدوات السياسية والأنظمة التشريعية والقضائية والبنية التحتية للقيم التي توارثناها منذ سبعين عاماً وأكثر وكيف .هل بإعادة تأهيلها على ضوء ماحدث؟
6= ماذا عن أهمية ومؤثرات المحمول الديني في مجمل الحياة السورية وكيف يجب أن تنضبط مؤثراته على الحياة السورية وعلى الشارع السوري؟!
7= هل نُبقي على وزارة للأوقاف لصالح دين معين ولها ميزانية بينما الديانات الثانية لا تحصل على 1% من تلك الميزانية والميزات؟!! كيف نحقق في هذا الجانب العدالة هل بتأسيس وزارة جديدة؟
8= وسائل الإعلام السورية هل نُبقيها لصالح دين الأغلبية أم يجب أن نبتدع أساليب تتحقق فيها العدالة للجميع؟!!
9= التراث السينمائي والمسرحي والدرامي هل نظل نُحافظ على منهجيتنا الحالية القائمة على تصويرنا لسجايا الأكثرية وتراثها العمراني بينما نتناول الأقليات دوما من خلال شخصية مهزوزة ومهزومة وأما الشخصية النسائية فنختارها دوما ونصورها على أنها بائعة جسدها وبائعات الهوى ألا يكفي ألا نخجل على أنفسنا وعلى إبداعاتنا..؟!!
10= كيف سنتفهم واقعاً ـــ كما في الغرب ــــ بأنّ المواطنة هي الأساس وأنّ لا حق يعلو عليها مهما كان ولأيّ دينّ أو أكثرية ٍ أو قومية كنا.وأن تُثبت في الدستور السوري جميع القوميات السورية وتُرسم في الدستور السوري وعلى قدر واحد.
11= رئاسة الدولة يجب ألاّ تكون حكراً على أي دين كان. وألا يحق للرئيس الترشح للرئاسة لأكثر من دورتين مهما كانت الظروف حتى لو كانت ظروف حرب تنتهي مهمته ويتسلم زمام الأمور رئيس مجلس الشعب يُعاونه رئيس الوزراء ووزير الجيش ريثما تنتهي الحرب وعندها تبدأ مسألة الانتخابات الرئاسية.
12= ألا يتحكم رئيس الدولة في قيادة جميع مؤسسات الدولة وأن تنحصر مسؤولياته في تحقيق العدالة للجميع. على أن تُترك مسؤولية قيادة بقية المؤسسات والوزارات والدوائر لنتائج الانتخابات النزيهة والقائمة على ضابطة سجلات هذا المواطن أو ذاك ونزاهته وقدرته وحكمته .
13= نرى أن نتبنى تقسيمات إدارية جديدة بصلاحيات أوسع من صلاحيات المحافظة وباتفاق وتوافق للسورية من خلال مؤتمر عام . وقد تقتضي دمج أكثر من محافظة أو تقسيم محافظة إلى أكثر من وحدة إدارية. وذلك تماشياً مع تحقيق العدالة والحرية والمساواة للجميع المكوّنات وأن تكون القيادات من أبناء تلك المنطقة الإدارية بما مقداره 95% من موظفيها ومسؤوليها واداريها.
14= للحفاظ على الأقليات الدينية وأخص الأقلية المسيحية واليزيدية، ولاستمرار وجودها الفاعل والسوي والطبيعي في الوجود السوري الذي نأمله. ولكوننا على يقين من استحالة تحقيق تجربة المواطنة الكاملة وتطبيقات للدستور المكتوب على أرض الواقع، وحتى لخمسين سنة بعد الإقرار والكتابة في كثير من جزئيات الحياة. يجب أن نعترف لهذه الأقليات الدينية ونوفر لها منطقتين من المناطق الإدارية في سورية والتي سيتفق عليها جميع السوريين مع حق تلك الأقليات على أن تُعيد انتشارها على الأرض السورية وبإشراف الحكومات السورية. وبدون أيّ إكراه أو استغلال لتحقيق تجمعها في تلك المناطق الإدارية. كوادي النصارى (النضارة). مثلاً. وإلا فنحن أمام حالة استنزاف وتصحر عاجلاً أم آجلا...
15= من أهم العوامل التي نأمل أن تحقق نجاح التجربة السورية هو المحاسبة العاجلة والفاعلة بكل من يزدري بالأديان وتكفير أتباع بعض الديانات أخص الموجود منه من خلال تراث ديني وخطب دينية من على المنابر. لنتوقف عن ذلك إذا كُنا نحرص على مفهوم العيش المشترك كما وألفت انتباه الجميع بشأن الديانة اليزيدية التي نشتمها على الطالع والنازل. ونعرف جميعاً مدى اللعنات على معتقدها فهذا أيضا علينا أن نكف عنه إذا تبجحنا بأننا نُحافظ على مشاعر إخوتنا في الوطن .فسورية التي نأمل أن تولد وتنبثق من رمادها كالفينيق. يجب أن تدرس جميع إشكالياتها دراسة مستفيضة وعلمية وموضوعية.
هذا المقال ليس كاملاً لابل لم نخض فيه منهجية الفلسفة التي يجب أن نتبعها ولم نتطرق للموضوع بأسلوب فلسفي بل بقينا على السطح ليفهمنا القارئ العزيز مهما كان مستواه.
وللموضوع صلة.مع أنهار مودتنا وتقديرنا للجميع.
ملاحظة هامة: أولاً: بالنسبة لي فقد تجاوزت من العمر ال 72 سنة فلا أكتب في هذا الجانب من أجل منصب أو غاية أرجوها لنفسي .إنما غايتي الوحيدة وأُشهد العلي على ما أقوله هو وطننا الحبيب سورية ـ سورية المستقبل، التي تستحق أن نقدم من أجلها مقترحات وعلى المؤسسة الحريصة قراءة ودراسة كل مقترح مقدم عبر وسائل التواصل أو كتب رسمية.
وثانياً: أنا على ثقة تامة هناك السفهاء وأغلب الذين يتملكهم عُصاب القومية والشوفينية سيرون فيما كتبناه أو في بعضه خروجاً عن المألوف وربما اتهمونا بالاستشراق أو العمالة وهم أنفسهم موضع شك من إخلاصهم لدولتهم السورية ...
اسحق قومي. ألمانيا في 30/5/2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت