الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في محاولة لعسكرة السياسة اليابانية / بايدن يريد إشراك طوكيو بخطط واشنطن في المحيطين الهندي والهادئ

رشيد غويلب

2022 / 5 / 31
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يستغل الرئيس الأمريكي بايدن تداعيات الحرب في أوكرانيا، لتسريع وتفعيل دور بلاده في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي تعتبرها الولايات المتحدة المركز الجيوسياسي للعالم. وفي هذا السياق زار الرئيس الأمريكي في الأيام الأخيرة كوريا الجنوبية واليابان للقاء أهم حلفائه في المنطقة. بعد أن أثنى على أداء زعيمي البلدين، الرئيس الكوري الجديد يون سوك يول، ورئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا. وقد بادر بايدن إلى زيارة البلدين، قبل أن يقوم زعيماها بزيارة واشنطن، في مجاملة دبلوماسية لم تشهدها المنطقة منذ قرابة 30 عامًا. وعلى عكس أسلافه، غابت بكين في أول رحلة للرئيس الأمريكي إلى آسيا.
اختيار الرئيس الأمريكي كوريا الجنوبية، وليست اليابان، كمحطة أولى، أثار تكهنات بين اليابانيين، الذين رأى الكثير منهم، إن ذلك يعود إلى محاولة بايدن اقناع الرئيس الكوري الجديد بضرورة تهدئة العلاقات المتوترة مع طوكيو. ويقول مراقبون إن العلاقة المضطربة بين الخصمين تمثل „حلقة مفقودة في هيكلية الدفاع الأمريكي في المحيطين الهندي والهادئ”. لقد عارضت طوكيو باستمرار وبشدة مطالب كوريا الجنوبية بإجراء تحقيق شامل في أيام الاستعمار الياباني في كوريا وجرائم الحرب التي ارتبطت بها.

مواجهة الصين
كانت اجتماعات بايدن مع شركائه في شرق آسيا تدور بشكل رئيسي حول تعزيز العلاقات وتشديد الخناق على الصين. ولتحقيق ذلك، تم الاثنين الفائت إطلاق “الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ”، والذي تريد الولايات المتحدة الأمريكية بواسطته استعادة دور القائد الاقتصادي في المنطقة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الشراكة عبر المحيط الهادئ، وفقدان الولايات المتحدة للمزيد من النفوذ في جنوب شرق آسيا، في مواجهتها مع الصين. وتشارك في الإطار الاقتصادي، حتى الآن 13 دولة اكثرها في جنوب شرق آسيا كتايلاند وإندونيسيا.
وفي اليوم التالي التقى في طوكيو، رؤساء ما يسمى بـ “الحوار الأمني الاستراتيجي”، الذي يضم الولايات المتحدة، واليابان وأستراليا والهند. وصدر عن اللقاء بيان ختامي شديد اللهجة ضد الصين، تضمن ضمن أمور أخرى: “إننا نرفض أي إجراءات قسرية أو استفزازات أو إجراءات أحادية الجانب تهدف إلى تغيير الوضع الراهن وزيادة التوترات في المنطقة”. و”عسكرة المناطق المتنازع عليها، والاستخدام الخطير لسفن خفر السواحل والميليشيات البحرية، والجهود المبذولة لتعطيل استغلال الموارد البحرية للدول الأخرى”.
حظي اللقاء المباشر بين بايدن وكيشيدا بأكبر قدر من الاهتمام في وسائل الإعلام اليابانية، وحتى قبل المحادثات، تسربت معلومات مفادها، أن رئيس الوزراء الياباني سوف يعد نظيره الأمريكي بزيادة الميزانية العسكرية بشكل كبير. وكان كيشيدا قد أعلن في وقت مبكر من كانون الأول 2021، أ بداية “حقبة جديدة من الدبلوماسية الواقعية”. ولا تزال التفاصيل غير واضحة، لكن رئيس الوزراء الياباني حدد ثلاثة عناصر لسياسته الجديدة: التركيز على القيم العالمية؛ إرادة يابانية بدور مؤثر في القضايا العالمية والمشاركة في حل المشكلات؛ وحماية أرواح المواطنين اليابانيين. إن النزعة السلمية السابقة لليابان في الدبلوماسية العالمية، التي كانت من نتائج الكارثة التي تسببت بها الحرب العالمية الثانية يراد الآن القاؤها في البحر.

الحرب بالنيابة
يتناسب هذا بشكل جيد مع استراتيجية “التوازن الخارجي”، التي يحمل الأمريكيون بموجبها قوى إقليمية مسؤولية الدفاع عن مصالحهم، حيث ما كان ذلك ممكنا. لقد استاء معلقون يساريون من عدم مسؤولية كيشيدا، بإطلاق وعوده بتوريط اليابان بمشاركة في حرب محتملة. ومنذ الالتزام بالدفاع الجماعي عن النفس الذي قطعه رئيس وزراء اليابان السابق، شينزو آبي، في عام 2015، ستضطر البلاد إلى المشاركة في حالة وقوع نزاع عسكري فعلي بسبب تايوان بين الولايات المتحدة والصين.
ستكون ساحة المعركة الرئيسية هي جزر أوكيناوا بالقرب من المقاطعة التي تعتبرها بكين انفصالية. وستكتفي فيه الولايات المتحدة، باستثناء قواعدها في اليابان، بمراقبة الاشتباك فقط. من جانبه حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ مرارًا وتكرارًا من السقوط مرة أخرى في هيكلية الحرب الباردة. وبالنسبة للمراقبين اليابانيين، فإن الدرس الذي يمكن استخلاصه من الحرب في أوكرانيا هو أن الدول الأصغر لا ينبغي أن تستفز جيرانًها الأكبر، ويجب أن تعتمد الالتزامات الدبلوماسية، أو تنضم إلى أطر أكبر.
ويمكن أيضًا طمأنة كوريا الشمالية، التي تُستخدم ترسانتها النووية كسبب لإعادة تسليح اليابان، بالالتزام بعدم محاولة تغيير نظامها السياسي. لكن توجهات حزب رئيس الوزراء الياباني تخلو من مثل هذه المحاولة، وعلى العكس من ذلك يريد رئيس الوزراء، الطامح في البقاء أطول فترة ممكنة في منصبه، الحصول على دعم “الصقور” في حزبه بواسطة اتخاذ مواقف متشددة من الصين وكوريا الشمالية.
ستُجرى في تموز المقبل انتخابات مجلس النواب الياباني، ومن المحتمل ألا تكون هناك انتخابات وطنية لمدة ثلاث سنوات. وإذا فاز الحزب الحاكم (الديموقراطيون الليبراليون) بالأغلبية، فسيكون لدى كيشيدا الوقت الكافي لتنفيذ خططه بعناية. ولكن حتى بدون الأغلبية، يمكنه التعاون مع الأحزاب اليمينية الأخرى، وحتى تعديل الدستور السلمي النافذ، وفق توجهاته العدوانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا لاينتقد اليسار التسلح في الديكتاتوريات
منير كريم ( 2022 / 5 / 31 - 09:17 )
الاستاذ رشيد غويلب المحترم
لا نسمع من اليسار الا انتقادات التسلح في الديمقراطيات
ولا نسمع من اليسار انتقدات برامج التسلح في الديكتاتوريات والامثلة واضحة جدا في حالة كوريا الشمالية والصين وروسيا وايران
شكرا

اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر