الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاح أبو ياسين-الاتجاه الرمزي في الشعر الحديث مقدمة وتطبيق في شعر ماجد الحيدر/قصيدة سفر الجنون

ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)

2022 / 6 / 1
الادب والفن


الاتجاه الرمزي في الشعر الحديث مقدمة وتطبيق في شعر ماجد الحيدر/قصيدة سفر الجنون
صلاح أبو ياسين-ناقد عراقي

(سفر الجنون) للشاعر العراقي والقاص والمترجم المبدع ماجد الحيدر نُظِمت قبل الاحتلال الامريكي للعراق عام 2002م ، وهي من القطع الشعرية الجميلة التي تنتمي للمدرسة الرمزية في الشعر الحديث والتي ظهر أثرها في الشعر العربي بفعل المعطيات الاولية في تراث الادب العربي اولاً ، وثانيا بسبب التواصل الحضاري المتين في القرن العشرين مع آداب الشعوب الآخرى لاسيما الادب الفرنسي وتطور دراسات الادب المقارن ونشاط الترجمة التي كان لها دور الريادة في الاتصال الثقافي..
ودون ان نغفل عن حقيقةٍ مفادها ان الادب العربي في العصر العباسي والعصر الحديث منذ نهاية القرن التاسع عشر حافل بالصور الرمزية ولنا من الشواهد في (كتبنا الادبية مايعد ادبا فذاً في بابه كرسالة الغفران للمعري وحي بن يقظان والمقامات والادب الصوفي*1)..
وان الرمز امسى ضرورة من معطيات التجديد في الشعر العربي وهو ياخذ في باب الشعر السياسي حيزا كبيرا بفعل الاستبداد السياسي وسياسة كمّ الافواه ، ونلمس آثار الرمزية في الشعر العموي الحديث كما هو جليّ في الشعر الحر ، ولنا في شعر البارودي واحمد شوقي والجواهري خير دليل..
كما ان (الرمزية ظهرت في الشعر المهجري متاثرة بالشعر الغربي ، لكنها لم تخرج في بواكيرها عن الذوق العربي عند جبران خليل جبران وايليا ابو ماضي وبشارة الخوري وعلي محمود طه وميخائيل نعيمة ، ونزار قباني) *2..
وفي كتابه التجديد في الشعر الحديث يضرب الدكتور (يوسف عز الدين) امثلة على ذلك من شعرهم ، ولامجال لذكرها في هذه القراءة الموجزة لنصنا الشعري (سفير الجنون) ، لكن يمكن الرجوع اليها في الكتاب..
{ ومنها على سبيل المثال ، ماذكره د. يوسف عز الدين عن رمزية الغابة للوطن في قول ابي ماضي..
يالهفة النفس على غابة
كنت وهند نلتقي فيها
انا كما شاء الهوى والصبا
وهي كما شاءت امانيها
لله في الغابة أيامنا
ما عابها الا تلاشيها }
# ويمكن ان نضيف اليها -على سبيل المثال-:
رمزية الوطن في شجون النهر الخالد وحكم الطغاة الزائل
كما في قول الجواهري :
(يا دجلة الخير: ما يُغليكِ من حنَقٍ
يُغلي فؤادي، وما يُشجيكِ يشجيني
ما إن تزالَ سِياطُ البغي ناقعةً
في مائِك الطُهْرِ بين الحِين والحين
ووالغاتٌ خيولُ البغي مُصْبِحةَ
على القُرى آمناتٍ والدهاقين
يا دجلة الخير: أدري بالذي طفحت
به مجاريك من فوقٍ إلى دوُن
أدري على أيِّ قيثارٍ قد انفجرت
أنغامُكِ السُمر عن أنَّات محزون
أدري بأنكِ من ألفٍ مضتْ هَدَراً
للآن تَهْزَين من حكم السلاطين)
وكذلك رمزية الديك للطغاة السفاحين في قصيدة نزار قباني :
(في حارتنا.. ديك سادي سفاح
ينتف ريش دجاج الحارة.. كل صباح
ديك يصرخ عند الفجر
كشمشون الجبار
يخطب فينا.. ينشد فينا.. يزني فينا
فهو الواحد وهو الخالد
وهو المقتدر الجبار..)
# ولايفوتنا الذكر -هنا- ان الافراط في الغموض والخيال يبعد الشعر عن بنيته الفنية ورسالته الانسانية ويجعله ادبا للنخبة ومصدراً للسأم في نفس القارئ ، والامثلة لهذا الضرب من الشعر كثيرة في معالم شعرنا الحديث والمعاصر..
‏وعلى اية حال فان الغموض في ادب المدرسة الرمزية المعاصرة يكشف آفاقاً واسعة وجديدة في ظل حياة الانسان المعقدة في العصر الحديث وتداخل العلاقة بين الشعر والفلسفة وعلم النفس ، وفي ظل تشتت الافكار والاهواء والصراعات الايديولوجية والعسكرية وما يؤول عنها كما حدث في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ، وما حدث في الوطن العربي بعد نكسة حزيران 1967 ، وفي ظل طبيعة الانظمة السياسية كذلك ودور البيئة الثقافية في شكلها الحضاري الموروث وفي نمط تحررها وقيودها..
‏ان المذهب الرمزي في الشعر الغربي الحديث -في ضوء تطور فن الترجمة ووسائل الاتصال الحضاري - كان قد بسط تاثيره بشكل اوسع في الشعر العربي الحر سواء كان ذلك بنسق قصيدة التفعيلة او قصيدة النثر ، لانه يعطي للشاعر فسحة اكبر في التعبير والخيال ، ومن الترجمات الشعرية الرائدة في هذا المجال مانقلة الدكتور عبد الغفار مكاوي من نصوص في كتابه ثورة الشعر الحديث من بودلير الى العصر الحاضر..
‏ولأن جوهر الرمزية في الادب الغربي واسع المعطيات والدلالة في ضوء صوره وتطوره التأريخي.. فقد تباينت التعريفات الشعرية عند الرمزيين والنقاد ، فجوهر الرمز عند (بودلير يعنى بالعلاقة بين الانسان والكون الى ماوراء المحدود ، ويتوخى رامبو الصور التي تتداعى في النفس الانسانية ، في حين يعمد ملارميه الى ترويض اللغة واخضاعها لاداء ما لا تعبر عنه)*3
‏ امّا تأثير الرمزية في الشعر العربي الجديد فقد بات متعدد الوجوه وأنعكس أثره حسب ثقافة الشاعر ومنظومته الفكرية والنفسية.. ‏ومن جميل التوضيح في مفهوم الرمز في الشعر الذي يلخص هذه الرؤى هو ماذكره الدكتور سالم احمد الحمداني في كتابه مذاهب الادب الغربي ص.224
‏(ان للرمز مفهومين :
‏اولهما : هو انابة شيء عن شيء آخر
‏وثانيهما : ان الرمز تفاعل بين شيئين احدما ظاهر والآخر خفي
‏وقد اوضح احد الدارسين ماهيته بقوله ان الادب الرمزي هو ذلك الادب الذي يقرأه القارئ العادي فلا يفهم منه الا ظاهره ، أما القارئ المتأمل فيفهم منه هذا الظاهر ولكنه لايقف عنده بل هو لايكاد يمضي في القطعة الادبية الرمزية حتى يبهره ما تحت سطحها ، وان الصور التي يتخيل مافيها من جمال ومعاني واهداف هي غير تلك الصور الذهنية التي تكون قد مرت بذهن قارئ آخر او بذهن الشاعر نفسه..)
# لا اريد الاطالة في السرد ، وحسبي التوضيح ليكون مدخلاً للموضوع ولكي نعتبر ونفهم سرّ الايحاء والغموض الشفيف في القطعة الشعرية (سفر الجنون) التي تنتمي الى هذا الاتجاه الادبي..
بالاضافة الى ان القطعة تعدّ من شعر التفعيلة ، فقد بنيت على ايقاع تفعيلة المتقارب (فعولن) وتحويلاته كما سنوضح ذلك في خاتمة المقال..
‏ ‏
‏# القطعة جميلة تدعونا للقراءة والتامل ، ولربما يكمن سر جمالها في الكناية عن سفير الجنون وعن مفردة الجنون وماتحمله في النص من دلالة..
‏-----------------------
‏فالنص مفتوح على رؤى كثيرة في نسق العلاقة بين سفير الجنون وبين سيد العالم العاقل !! ، وبين محفله المخملي على ايقاع رقصة الفالس وهي ترتفع نحو الفضاء وبين ساعته الباقية ، وبين الركض في شارع مظلم على برك الدم وبين حبل المنون !..
# يمكن من زاوية نظر تبحثُ في جدل الصراع الانساني وفي ضوء قراءة مفتوحة للنص تأخذ واقع حياة الانسان في الشرق الاوسط وحياة الفرد العراقي في عهد النظام السابق كنموذج بيّن.. ان تكون رمزية الجنون عن الوجود وسفير الجنون عن سفر حياة انسان الشرق في كينونته السيكولوجية والسلوكية كظالم طاغ او كمظلوم بائس ، ويكون سيد العالم العاقل رمزاً لطاغ اسمى في التجبر والارادة كفرعون الكبير ذي الاوتاد!! والالهة في اساطير وادي الرافدين..
وكأن الجنون سِفرٌ معادل-هنا- للمأساة في الحياة والموت معا وكأن الشقاءَ لاينتهي بالرحيل !..
او كأن دورة اعمارنا في واقع الحياة بشرق المتوسط يخالف كينونة الحقيقة في وجودنا بأعلى مراتب الاحياء العاقلة..
فلسنا في الواقع الا اسفلها شأنا في دورة الحياة وفي الفطرة السليمة بل في معنى الاستخلاف كقادة في الارض يسخر لهم كل شيء ، فالجنون هو سفر حياتنا وليس الفرد منا الا طاغ وبائس او قاتل وحفار قبور ، وان دورة ايامنا بين الولادة والممات ليست الا دالة واحدة لمأساة الوجود ، ولربما يؤطر النص تعبيرا مضمرا يوحي ببؤس وسخرية القدر ومايؤول اليه !..
#ويمكن من زاوية نظر آخرى تبحث في ثيمة التمرد الانساني والتحدي في النص الذي قد يعدّ ضربا من الجنون وفي ضوء المقاربة الموضوعية في الادب المقارن :
ان نتصور -هناك- خيطا مشتركا يصل بين قطعة سفير الجنون وبين مسرحية الذباب لسارتر *4 او انسان البير كامو المتمرد..
فتكون ثيمة القطعة الشعرية كامنة في الارادة الخفية الاسمى من قيود العقل المأسور بالأنا والتبعية وحسابات الربح الآني..
وكأن شخصية اورست -في مسرحية الذباب- المتمرد على واقع الذل والخضوع والاستكانة والذي يحسم امره اخيرا بقتل الملك المتعسف أيجست.. هو (الراوي العليم) خلف السرد الشعري يحركه او يعبر عنه نبض الكاتب واحساسه بالفجيعة وعبث الحياة ، اما الجنون فلعله صفة تفسر شأن المتمرد في وعي الناس كشأن أورست واخته ألتكرا ، في حين ان الجنون الحقيقي هو الوصف المنصف والأمثل لأولئك الاتباع البؤساء الذين هانت ارادتهم كدأب اتباع الملك ايجست والاله جوبيتر كسيد للعالم العاقل..
يكفي ان نستعرض لذلك هذه المقاطع المضيئة في النص :
{ سفيرُ الجنونْيقدمُ أوراقه في المساء/ الى سيّدِ العالَمِ العاقلِ..
سفير الجنون.. / سيكشف في المحفل المخملي/ عورته ( قلبه النابضا ) / ويرتفع الفالس نحو الفضاء / ليحسب المجنون الراقص ساعته الباقية
سفير الجنون سيركض في الشارع المظلمِ/ على بركٍ من رشاشِ الدمِ/ويهوي على ركبتيه هناك./الى حيث مدت حبال المنون }
# من ناحية لغوية : نلحظ ان الشاعر استخدم بعض المفردات اللغوية الجميلة المتوائمة مع الايقاع والمعنى :
- سادر : تائه وفي عينيه حيرة
- المنجنون : الدولاب التي تدور ويستقى عليها
وجاءت تشبيها جميلا للدوران حول صخرة للرياء والكذب..
- رقصة الفالس : هي رقصة جماعية فيها شيء من اثارة وتحدٍ وهذا ما اراده الكاتب لكنها بالاصل قالب ايقاعي جميل وقد تحول فيما بعد الى رقصة عالمية جماعية سادت في المانيا والنمسا في اواخر القرن الثامن عشر وانتشرت بين الشباب من الجنسين لكنها منعت لكونها غير محتشمة.. اما الايقاع الاصل فقد استخدمه بعض الموسيقيين العرب في الحانهم..
- الحفل المخملي : يقصد فيه حفل راقص بملابس من نسيج له خَمْل اي مايشبه الزغب او الوبر
- الضياء الكسيف : خفت ضياؤه او احتجب وهو المكسوف.. لكن الشاعر استخدم جوازا صيغة فعيل المناسبة للايقاع وان لم تكن صائبة لغويا..
نلحظ ان المقطع الثاني في النص مفعم بالصور الرمزية الكثيفة حيث المحفل المخلمي ورقصة الفالس ، والضياء الكسيف ، والقمر الذي سُمِلت عيناه وقُذف في دروب السماء ليحسبَ ساعاته الباقية..
حيث نستشعر سخط السارد العليم ونقده الساخر اللاذع ، كما نلمس صورة من محاكاة لعالم يحمل سمت الضياع والتشظي النفسي وانهيار القيم وبؤس الحقيقة..
# ايقاع القطعة :
تعدّ القطعة من شعر التفعيلة ، ونلحظ كما في تقطيع السطور الشعرية ان تفعيلة المتقارب (فعولن) هي الحاكمة في النص..
مع ثلاث من تحويلاتها الاساسية هي :
(فعولُ) بالقبض / (فعْلن) بالخرم/ فعُل بالحذف وهو لايأتي ألّا في نهاية السطر الشعري كما في الشعر العمودي) *5
ولم تدخل في القصيدة تفعيلة المتدارك وخببه (فاعلن/ او فعِلن) الا نادرا ، ويمكن تصويبها باختيار كلمة مرادفة في المعنى..
* سفير الجنون :
سفيرل/ جنوني : فعولن - فعولن
* ‏يقدمُ أوراقه في المساء :
يقدْدِ/ مُ أََوْرا/ قَهُ فل/ مسائي :
فعولُ/ فعولن/ (فعِلن) / فعولن
* الى سيّدِ العالَمِ العاقلِ :
‏الى سي/ يدل عا/ لملْ عا/ قلي :
فعولن/ فعولن/ فعولن/فعُل
‏* الى الجَـدَثِ العفنِ العاطرِ :
‏الَلْ جَ/ دثل عَ/فنل عا/ طري :
فعولُ/ فعولُ/فعولن/فعُل
‏* الى نائمٍ ، سادرٍ ، سائرِ :
‏الى نا/ ئمن سا/ درن سا/ئري :
فعولن/ فعولن/ فعولن/ فَعُل
‏* يدور على صخرةٍ للرياء :
‏يدورُ/على صخْ/ رتن لل/ريائي :
فعولُ/ فعولن/ فعولن/ فعولن
‏* ‏كما المنجنون :
‏كمل منْ/جنوني : فعولن/ فعولن
‏* سيكشف في المحفل المخملي :
سيكشِ/فُ فِلْ محْ/فلِلْ مخْ/ملي : فعولُ/ فعولن/فعولن/فعُل
‏* عورته ( قلبه النابضا ) :
‏عوْرَ تَ/ هُ قلْبَ/ هن نا/بضا :
(فاعلُ) ؟ / فعولُ/ فعْلن/ فعُل ‏
{ ‏لو جاء في هذا السطر كلمة (لباسَه او عيوبَه) بدل (عورته) لكان الايقاع منتظما مع القصيدة بصيغة فعولُ }

* سيركض في الشارع المظلمِ :
‏سيرْكُ/ضُ فشْ شا/رعلْ مظْ/ لمي : فعولُ/فعولن/فعولن/فعُل ‏---------------------------------
الهوامش :
‏*3/1 : مذاهب الادب الغربي ومظاهرها في الادب العربي الحديث
‏د.سالم احمد الحمداني ص223- 225
‏*2 : التجديد في الشعر الحديث
د. يوسف عز الدين ص.194
‏*4: مسرحية الذباب : جان بول سارتر ترجمة حسين مكي
*5: القبض في التفعيلة :
حذف الحرف الثاني الساكن منها
الخرم في التفعيلة :
حذف اول الوتد المجموع منها
الحذف في العروض: اسقاط السبب الخفيف من التفعيلة
--------------------------------------
سفير الجنون/ د. ماجد الحيدر
من المجموعة الشعرية : مزامير راكوم 2002
سفيرُ الجنونْ ..
يقدمُ أوراقه في المساء
الى سيّدِ العالَمِ العاقلِ
الى الجَـدَثِ العفنِ العاطرِ
الى نائمٍ ، سادرٍ ، سائرِ
يدور على صخرةٍ للرياء
كما المنجنون …..
… ….
سفير الجنون ..
سيكشف في المحفل المخملي
عورته ( قلبه النابضا )*
وتحت ضياء القصور الكسيف
يراقص عذراءه الميتة
ويرتفع الفالس نحو الفضاء
الى قمرٍ سملوا عينه
وألقوا به في دروب السماء
ليحسُبَ ساعاتِه الباقية
…. …..
سفير الجنون
سيركض في الشارع المظلمِ
على بركٍ من رشاشِ الدمِ
ويهوي على ركبتيه هناك
قبالة مشنقةٍ غافية …
تغني وتضحك في نومها
وتهتز في غنجٍ ناعمِ ..
ليحرق أوراقه في الصباح
ويرسل في إثرها دمعتين
ويصعد زحفاً على الدكتين
الى حيث مدت حبال المنون
سفير الجنون ……
(من مجموعة مزامير راكوم الدهماء-بغداد 2002)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3