الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم..؟!!!(1/2)

عبدالامير الركابي

2022 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عبدالاميرالركابي
اعرف ان الموضوع الذي انا بصدد التعرض له، سيثير الكثير من الرفض الساخط، بالاخص اذا نشر في مكان هو موقع معروف ب"يساريته"، لكن ايضا بانفتاحه، وباعتقاده الراسخ بان لاحقيقة مطلقة، هذا عدا مايحركه من حرص على ان تؤدي الافكار دورا في الحياة، وفي رسم مسارات المنطقة التي هو منها، ومستقبلها، خصوصا وانه يمارس حضوره مستقطبا قطاعات مهتمه بالافكار، قد تكون الاكثر فاعلية اذا هي استرجعت بوثبة صحو اليوم، الاسباب التي تقربها من استعادة الذاتيه التاريخية، بعد مغادرة ماصار ملحا على مستوى المعمورة، حيث لايكفي "الوفاء" لوحده، اوالاعتياد، او القصور، كمبررات تجعل الاستمرار على تكرار المحفوظات خارج الديناميات العالمية والاقليمية الداهمة، واللازمة مصيريا سارية كما هي الان.
وكانت افكار الغرب ومنظمومته النموذجية قد دهمت المنطقة منذ اكثر من قرنين مضت، كانت حصيلتها ماتعيشه المنطقة اليوم من ترد شامل، وشلل، وخروج للافكار المتبناة والجاري تكرارها، من خانه المجدي، فضلا عن الفعال الايجابي، ولا ننسى بان ماكان حدث وقتها من موجة ببغاوية، قد جعلته ممكنا وقتها حال المنطقة المتردي، في الوقت الذي عرف الغرب نهضته الحديثة، ومجمل حداثيته بظلالاتها وتوهماتها الخطيرة على ذاتها، وعلى مستوى العالم الذي غلبت عليه لاسباب لاعلاقة لها بصحة نظراتها، او تفكرها بما خص الوجود والمجتمعات، ومسارات التاريخ، بقدر مالعب فيها الدور الاساس، ضخامة حجم المنجز الذي تحقق هناك، بالاخص في مجال الالة واثرها الانقلابي المجتمعي الانتاجي، عدا عن حزمة المنجزات العلمية الطبيعية والتقنية المواكبه، هذا في الوقت الذي كانت منطقتنا تعاني حالا من الانهيار والانحطاط الشامل، اعقب الدورة التاريخيه الثانيه الاسلامية الامبراطورية العباسية، منذ سقوط بغداد وريثة بابل عام 1258، ماهيأ وقتها الاسباب لظهور فئات وجماعات، واحيانا بلدان بتكوبن وبنية بعينها مثل مصر وساحل الشام، لان تطلب "النهضة" في غير اوانها، فتستسهل العبور على الاليات الذاتيه، وتوجد المبررات والاسباب التي تلغيها، لصالح فعالية كونية اوربية مفترضة، بلا تدقيق، ماقد ادخل المنطقة من وقته زمنا هو بالاحرى "نهضوية زائفة" بلا اساس واقعي، و" مادي"، يبررها، هي بالاحرى وفي العمق، حالة من "الانحاط الثاني". كان الحصة التي توفرت عليها منطقتنا من النهضة الغربية الحديثة، ونوع اثرها وتجليها في هذا الجزء الحيوي التاسيسي تاريخيا من المعمورة.
هذا الطور الانحاطي، يوافق ويبصم، ولايناقش ايا من موضوعات الغرب، فضلا عن مكان ظاهرته ومحلها من التاريخ كاجمال، لا كلحظة قد تكون عابرة، لها مايعقبها، وماهي موجودة كي تتسبب في تبلوره، والموضوعات الكبرى المنوه عنها كثيرة بما خص توصيف اللحظة، وقراءة الاليات التاريخيه الفعليه القابعة خلف الظاهرة المجتمعية وحقيقتها، ومالاتها المطابقة لاساس ومبتدأ كينونتها، كان من ابرزها موضوعة الطبقات والصراع الطبقي التي واكبت ـ وكان ذلك حتميا ـ الانقلاب الالي، فاكتشف الغرب وقتها وقبل ماركس، كينونته البنيوية الطبقية التي هي حالة خاصة بالموضع الذي عرف الانتقالة النوعية الالية، لايوجومايؤيد كونيتها، او شمولها لبقية المجتمعات التي عاش جزء منها ووجد بالاصل، بلا تمايزات مثل مجتمعات اللادولة في امريكا قبل الغزو الابادي، وامريكا اللاتينية ومثال والمايا والانكا والازتيك، واستراليا، و اجزاء من افريقا، وبعض من اسيا، وثمة مجتمع ازدواج مجتمعي، مع انه وحيد نمطا على مستوى المعمورة، ومجتمعات احادية دولة بلا ديناميات طبقية كما الحال في وادي النيل، مايجعل من النظرة الغربية الاوربية المرافقة لصعود الغرب المعاصر لهذه المسالة الحيوية، واتخاذ الاوربيين موقف التعميم لنوعهم المجتمعي، من باب التعسف الذي يجدر، وكان يجب على الشعوب الاخرى ان ترفضه، باعتباره نوعا من تكريس الذاتيه وتعميمها بالضد من اعتبارات العلم والحقيقة، مما لاتخفى دوافعه، ومنها وبمقدمها الرغبة في تكريس الذات والنموذج ضمن ظروف مؤاتيه، لم تكن الشعوب والامم الاخرى، ومنها وبمقدمها منطقتنا، تملك الاسباب، ان لم تكن وجدت وقتها، في وضع هو حال نموذجي للرضوخ، وقبول ادعاء الاخر باسم المعرفة والعلمية و "ديالكتيك الطبيعة".
والاهم من كل هذا والاخطر من توهمات الغرب واغاليطه وجناياته على الحقيقة التاريخيه والمجتمعية، ماقد ذهب اليه احد ابرز ممثليها التفكريين "ماركس"، الذي اعتبر تاريخ المجتمعات "تاريخ صراع بين الطبقات" وهذه كذبة لااساس يبيح تعميمها، هذا غير ماقد ذهب اليه من تكريس قانون حاكم لحركة المجتمعا ت يخضعها لما اسماه"المادية التاريخيه"، يكبل بها المجتمعات داخل خمس مراحل لاتحيد عنها، وصولا الى الاشتراكية والشيوعية حيث تسود العدالة المطلقة، الامر الذي كان من شانه تحفيز رغبات وامال واسعه على مستوى المعمورة، يتحول الغرب وظاهرته بموجبها الى محطة نهايتها اليوتوبيا والحلم.
وماركس كان يرتكز حين وضع نظريته الى السياقات المتوقعه لعملية الصراع الطبقي في اخر طور، هو الطور البرجوازي الحال على انقاض الاقطاع، وماكان قد عاشه هو من احتدامية اصطراعية ابان الالية المصنعية، في منتصف القرن التاسع عشر، عندما كانت الالة ماتزال في طورها الاول، قبل التكنولوجي الذي ستضطلع بالانتقال اليه، المجتمعية الامريكيه "المفقسه خارج رحم التاريخ"، يوم لم يكن الغرب الاوربي قد انتهى دورة، مع الالة المصنعية وهو ماصار واقعا في القرن العشرين، القرن الامريكي، بانتظار القفزه الاخيرة التي ستعرف الالية ابانها دخول الطور التكنولوجي الاعلى، حيث تنتهي موجبات الانتاجية الحاجاتية الجسديه، لصالح وسيلة الانتاج العقلي، المطابق لاصل مستهدفات المجتمعية، وغاياتها الابعد المضمرة، غير المكشوف عنها النقاب.
واهم ماقد غاب عن ماركس والغرب بعمومه، ان الاله مع انبثاقها قد انهت "الصراع الطبقي" بعكس الاعتقاد الذي داخله هو، فالاصطراعية البرجوازيه الاقطاعية، هي اخر ونهاية الاصطراعية الطبقية، لم تكن لتتحقق الا بظهور عنصر ثالث من خارج عملية الاصطراع الثنائي الاقطاعي/ البرجوازي، هو عنصر مغير كليا ونوعيا للعملية المجتمعية، وماكانت بنيت عليه بالاصل، بعلاقتها بالبيئة، وغلبة فعل وتشكيل الاخيرة ابان الطور اليدوي، وهو ماكرس الطبقية في اوربا، والازدواج في ارض مابين النهرين، واحاديتي الدولة واللادولة على مستوى المعموره، عندما لم يكن للكائن البشري وقتها القدرة على التدخل في العملية المجتمعية، بينما وجد مع الالة عنصر جديد فعال وحاسم، قابل للاستعمال الواعي، بما يجعل التباينات التي كانت قد وجدت ابان الفعل المطلق البيئي، تتغير لصالح وضع مختلف نوعا، الكائن البشري خلاله قادر عل اعادة صياغة البنية المجتمعية، وتحويرها، وهو الحاصل والمتغير الاكبر الرئيس الذي طرا على الوجود والمجتمعات، واليات صيرورتها التاريخيه من يومها، بعد فترة امتازت بالاحتدام في القرن التسع عشر، وحفزت نقيضها، هي التي ضخمت التوهمية لدى شخص مثل ماركس، وجعلته يتخيل احتمالات تسلسلية مخالفة ل "الديالكتيك" الذي يؤمن به كثيرا، فالانقلابيه النوعية الحاصلة اليوم، هي انتهاء زمن الاصطرعية الطبقية كتحول تاريخي نوعي، لا استمراره في غير زمنه واوانه.
والاهم من كل هذا، غياب ظاهرة غير عادية عن التدبر العقلي الاوربي، تلك التي كان ينبغي ان تتركز على انبثاق حالة وظاهرة "المجتمعية المفقسة خارج رحم التاريخ" خارج الفعل البيئي التاريخي ومفعوله، ونتائجه الطبقية والنمطية، ودور "الفكرة" في تشكيله الآني غير المتبلور، سواء في شعار البيوريتانيين المهاجرين وهم على سواحل القارة الجديده: " سنبني مدينه على جبل" التوراتي الابراهيمي، او التاكيد على "الرسالية الكونية" بعد تمازج الالة والراسمال الاتي من خارج المكان، ومن دون دينامية تاريخيه تبرره، وتفاعلهما، وشعب هو من اكثر شعوب الارض تدينا، يعرف اليوم 1586 جماعة دينيه منها 700 "غير تقليدية"(1)، مع ان الغرب مايزال يجد من الاسباب، مايجعلة يلحق هذا الموضع الخارج كليا عن سياقات وتاريخ التشكل المجتمعي، وبمقدمه الطبقي الاوربي، تحت ابطه، مع انه يتلطى خلفه، كما يميل بقوة واصرار على ان يفعل دائما، فتصير امريكا منذ الفرنسي توكفيل "غربا" اوربيا، فقط لان من هاجروا الية اوربيون، بمخالفة كلية صارخة لابسط قواعد تشكل المجتمعات، مع ان الموقف من الظاهرة الامريكيه بالذات فاضح، ودال على الخطل الغربي وحداثته، بازاء مقتضيات الحقيقة بوجه عام.
ـ يتبع ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا ما نشره " معهد دراسة الدين الامريكي" في تقرير له نشر في 1988 في موسوعة الاديان الامريكيه/ طارق متري/ مدينه على جبل؟ عن الدين واتلسياسة في امريكا/ طارف متري/ دار النهار/ بيروت/ص 32 .
(2) وضه توكفيل الفرنسي في القرن التاسع عشر اول كتاب يبحث في "بنية الولايات المتحدة الامريكيه السياسية حمل اسم " الديمقراطية الامريكيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا


.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ




.. ماذا يخبئ حزب الله لإسرائيل جنوب الليطاني | #التاسعة


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م




.. وقفة أمام القنصلية الألمانية في إسطنبول رفضا للحرب الإسرائيل