الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيل الراية

خالد بطراوي

2022 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الموقف المشرف للطلبة الأردنيين النشامى أثناء مسابقة لطلبة مدارس دولية في العاصمة الأردنية "عمان" برفضهم حتى سماع إسم "إسرائيل" وإعتبارها دولة وإنسحابهم من المسابقة الدولية ... موقف يصب في الإتجاه الصحيح.
ومن منا لا يذكر تلك الحادثة عندما توجه مواطن أردني الى "كسارة" ليقوم بتحميل شاحنته نقلة "ناعمه" حيث شك أصحاب الكسارة وعمالها بنواياه فتبعوه ليكتشفوا أن الشاحنة قد قامت بتفريغ حمولتها لصالح خط الغاز الإسرائيلي، فأحضر النشامى شاحنة وجرافة خاصة بهم وقاموا بتحميل "الناعمة" وإرجاعها وإعادة ثمنها.
ومن من أيضا ينسى ذلك النشمي قائد الطائرة المدنية الأردنية وهو يعلن لركاب الطائرة قائلا " السادة المسافرين عبر الخطوط الملكية، نود أعلامكم بأننا الان نحلق فوق الأراضي الفلسطينية ... لكل مشتاق لمدينة القدس .. عاصمة فلسطين الأبدية ... تستطيعون الان رؤيتها من يسار النافذة ... تستطيعون رؤية المسجد الأقصى وقبة الصخرة بلونها الذهبي والحرم القدسي الشريف ... مسار الطائرة ... وتمر فوق مدينة بيت لحم ... مهد المسيح ... الى رام الله ... وصولا الى أقصى الشمال من مدينة طولكرم وجنين حتى حيقا وعكا .. وصولا الى شواطىء وسواحل البحر الأبيض المتوسط ... مدة الرحلة ساعتين ... وصولا الى الوجهة النهائية الى مطار فرانكفورت الدولي ... نتمنى لكم رحلة آمنة للجميع إن شاء الله".
إذا .. أيها الأحبة .. هي ذي .. المعادلة ... الممارسة على الأرض ... ممارسة عملية ... ضد التطبيع .. تناهض التطبيع ... وتتصدى له ... فالتطبيع كما قال الشاعر الراحل محمود درويش هو " القبول برواية الأخر عن التاريخ".
الشعوب العربية قاطبة لا تقبل بالرواية الإسرائيلية الصهيونية التاريخية، وليست على إستعداد بأي شكل من الأشكال للتعاطي مع هذا الكيان الطفيلي الهجين الذي يجري عمليات ممنهجة على مدار السنوات الماضية منذ بدء النكبة الفلسطينية الى يومنا هذا لإقحامه وفرضه كأمر واقع في النسيج العربي العروبي في بلادنا.
فإن كانت بعض الحكومات لبعض الدول قد أبرمت "إتفاقيات سلام" مع كيان الإحتلال، إلا أن الشعوب العربية لم ولن "تهضم" وجود هذا الكيان الغاصب حتى "لو شربت مشروبات غازية" تسهيلا لعملية الهضم، ويشذ عن ذلك .. قلة قليلة.
لخّص الفيلم السينمائي " السفارة في العمارة" حال أول "إتفاقية سلام" عربية / إسرائيلية، كما لخصتها المواقف المشرفة للنشامى الأردنيين التي ورد ذكرها أعلاه وغيرها من المواقف التي لا تقبل التأويل، إذ ظلت كل الإتفاقيات حبيسة الأدراج وما هي إلا " حبر على ورق" بالنسبة للضمير الشعبي العربي.
اللقاءات المتلفزة لإبناء الشعوب العربية في الميدان، عندما يشاكس مقدم البرنامج من يلتقيه مؤكدا أن " القدس عاصمة إسرائيل" يلقى صدا وسدا منيعا لدرجة تصل الى الإعتداء على مقدم البرنامج ورفض تلقي أي مبلغ من المال مقابل فقط القول ( حتى ولو لفظا) أن القدس هي عاصمة لكيان الإحتلال.
خلاصة القول ... لن يستطيع كيان الإحتلال .. إحداث إختراق في الوجدان العربي العروبي .. ولن يستطيع تغيير الثوابت العربية إزاء أرض فلسطين وإزاء القدس وأكناف بيت المقدس.
لكن، هل علينا أن نستريح؟ وأن لا نفعل شيئا؟ ونمدد "أرجلنا" كما يقولون؟
فلنتذكر دوما دعوة رسول الله صلوات الله عليه وسلّم عندما ورد في الحديث النبوي " ... فتهدي له زيتا يسرج فيه، فمن فعل، فهو كمن أتاه"، والمقصود هنا بيت المقدس ... فإن كانت الشعوب العربية غير قادرة على الصلاة في المسجد الأقصى وهي ترفض الصلاة من خلال بوابة التطبيع مع الكيان الإحتلالي، فدعم أهل القدس .. المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس .. مسألة تستحق التوقف عندها.
حتى وإن كانت الظروف المادية لا تسمح بمثل هذا الدعم .. فأهل بيت المقدس يتفهمون الظروف ... فإن "شق التمرة" التي تحدث عنها رسول الله .. يتمثل في هذه الحالة .. بالفعل الجماهيري العروبي العربي ... المتمثل أولا في مناهضة التطبيع بكافة أشكاله، وفي مقاطعة منتجات الإحتلال ومنتجات تلك الدول الى قامت أو ستقوم بنقل سفارتها الى القدس والتي إعترفت أو ستعترف بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال.
ذلك جانب، أما الجانب الآخر، فيتعلق بتوظيف التكنولوجيا وإنشاء منصات شبابية عربية وعالمية تناهض التطبيع، تروي رواية التاريخ الحقيقية، تتخصص بعضها في الموروث الفلكلوري، والموروث الثقافي، والموروث المعماري وهكذا دواليك ... فليس وجبة الحمص ولا قرص الفلافل، ولا المسخن ولا المنسف .. من الآكلات الشعبية الإسرائيلية، وكذلك الثوب المطرز وخبز الطابون ... والزيت والزعتر.
ثمة أفكار كثيرة تصب في ذات الهدف ... للتصدي للرواية الإسرائيلية الصهيونية حول تاريخ المنطقة برمتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على