الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....37

محمد الحنفي

2022 / 6 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الهوية اليسارية لا يمكن أن تكون إلا هوية يسارية:.....3

إننا، بالحرص على التربية على التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، في أفق الاشتراكية، إنما نعفي المجتمع، من السقوط في متاهات التخلف، ونجعله يحرص على السير في الاتجاه الصحيح، حتى يرتقي الأفراد، ويرتقي المجتمع، كمجتمع، يسعى باستمرار، إلى جعل حياته في خدمة الأمل: في تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

وهذا النوع من التربية، عندما يتمرس به المجتمع، يصير حريصا على التربية على حقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما تراها الاشتراكية، باعتبارها حقوقا إنسانية، تفرض احترامها، بما في ذلك الحقوق الخاصة بالمرأة، كما هي واردة في اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل، التي، بدونها، لا نستطيع أن نحترم المرأة، وأن نحترم الأطفال/ ذكورا، وإناثا.

ووضوح اليسار، يقتضي أن يكون التصور مبنيا على وضوح النظرية اليسارية؛ لأنه، بقدر ما تكون النظرية واضحة، تكون الممارسة واضحة، ويكون أفق النضال واضحا، يكون اليسار، في علاقته بالجماهير الشعبية الكادحة، واضحا، وتكون الأهداف، التي يسعى إلى تحقيقها اليسار، واضحة، حتى يصير البرنامج النضالي: المرحلي / الإستراتيجي، واضحا، لا نحتاج إلى التمعن فيه كثيرا، من أجل فهمه، واستيعابه، والعمل على أجرأته.

فوضوح اليسار، المبني على وضوح النظرية، في أبعادها: التاريخية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية: الراهنة، والمستقبلية، حتى تصير أجرأة البرنامج النضالي، في أبعاده: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في متناول جميع اليساريين، ومن أجل أن تصير أجرأة البرنامج، وسيلة لإحداث تحول معين، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، التي تسعى إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، في أفق الاشتراكية.

وأهم ما يمكن أن يتميز به المناضل اليساري، الملتزم باليسار، والمخلص له، والعامل على تطوره، وتطويره، والساعي، بالنضال المستمر، إلى تحقيق أهداف اليسار، والأمل على بلوغ غاياته، نجد أنه:

1) لا بد أن يكون له اقتناع بالاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف، ولا بد أن يعمل على استيعاب قوانين المادية الجدلية، والمادية التاريخية، في تطورها، ولا بد أن يحرص على تمثل النظرية اليسارية، في ممارسته، ولا بد أن يسعى إلى نشر مضامين النظرية، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، كما تقتضي منهجية الاشتراكية العلمية، التي يعتمدها كل مناضل حزبي، ويعمل على تمثلها، ما أمكن، وتوظيفها في تحليله الملموس، للواقع الملموس.

2) لا بد، أن يحرص على استيعاب البرامج اليسارية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، حتى يعمل على تفعيل البرنامج، في مستوياته المختلفة، بما فيها المستوى القومي، والمستوى العالمي؛ لأن البرامج الحزبية، في مستوياتها المختلفة، تعكس الرؤيا الحزبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في مستوياتها المختلفة، حتى تصير تلك الرؤيا، هي التي تحكم الممارسة اليسارية.

وممارسة المناضل اليساري، سواء كان اليسار إصلاحيا، أو تغييريا: اشتراكيا، أو تغييريا شيوعيا، وصولا إلى تحقيق الأهداف الحزبية، القريبة، والمتوسطة، وأملا في تحقيق الأهداف البعيدة.

3) استيعاب المنهج الاشتراكي العلمي، القائم على أساس الاقتناع: بفلسفة الاشتراكية العلمية؛ لأنه بدون فلسفة، لا يكون علم، ولا يكون منهج علمي: تحليلي / تركيبي، من أجل العمل على تفعيل الواقع، برؤيا فلسفية علمية، تجعلنا نعيش واقعا آخر، أكثر تقدما، وأكثر تطورا، مما عليه الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يتأتى للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والتجار الصغار، والمتوسطين، والفلاحين الصغار، والمتوسطين، والمعدمين، أن يتذوقوا معنى الحياة، وأن يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية، كما تتصورها الاشتراكية؛ لأن استيعاب المنهج العلمي، والفلسفة الاشتراكية، والعلم: الاشتراكي العلمي، يرفع من شأن المناضل اليساري، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف التجار الصغار، والمتوسطين، وفي صفوف الفلاحين الصغار، والمتوسطين، والمعدمين؛ لأن الفكر الاشتراكي العلمي، والفلسفة الاشتراكية، والعلم الاشتراكي، ليس خاصا بجهة معينة، حتى وإن كانت، تلك الجهة، هي اليسار المناضل، فيما هو للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

5) جعل التحليل الاشتراكي العلمي، وسيلة للوقوف على معاناة الجماهير الشعبية: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يتبين:

ما العمل، من أجل التخلص من المعاناة مرحليا، وبصفة نهائية، بعد ذلك؟

سعيا إلى تحقيق تحرير الإنسان، من كل أشكال العبودية، وتحرير الأرض، أو ما تبقى منها، من الاحتلال الأجنبي، وتحرير الاقتصاد الوطني، والدولة، من الارتباط بالمؤسسات المالية الدولية، ومن الخضوع للتعليمات الدولية: الأجنبية، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وصولا إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الاشتراكية، وإقامة الدولة الاشتراكية.

ذلك، أن التحليل الاشتراكي العلمي، يوقفنا على أمرين أساسيين:

الأمر الأول: واقع التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية، وطبيعة الطبقات السائدة فيها، وما يجب عمله، من أجل تغيير التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية القائمة، في أفق إقامة تشكيلة بديلة. وفي مثل حالتنا:

العمل على تغيير التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية الرأسمالية التابعة، وإقامة تشكيلة اقتصادية / اجتماعية اشتراكية، يتساوى، في إطارها، الأفراد: ذكورا كانوا، أو إناثا، في الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وفي القيام بالواجبات، تجاه الأفراد، وتجاه الجماعة، وتجاه الدولة، وتجاه المجتمع، وتجاه الشعب: لأنه في الدولة الاشتراكية، لا يمكن أن تقوم بالواجب، دون أن تقتنع بالحقوق الإنسانية، كما تراها الاشتراكية، كما لا يمكن، أن تتمتع بالحقوق الإنسانية، دون أن تقوم بالواجب؛ لأن التمتع بالحقوق، يستلزم القيام بالواجب، ولأن القيام بالواجب، يستلزم التمتع بالحقوق الإنسانية.

وهكذا، نجد أن تحقيق أهداف اليسار، والعمل على بلوغ غاياته، يقتضي الاقتناع بالاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف، كما يقتضي الحرص على استيعاب البرامج اليسارية، في شموليتها، واستيعاب المنهج الاشتراكي العلمي، القائم على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبالعلم الاشتراكي؛ لأنه بدون فلسفة اشتراكية، وبدون علم اشتراكي، لا يكون منهج اشتراكي علمي، كما يقتضي العمل على جعل الفكر الاشتراكي العلمي، والفلسفة الاشتراكية، والمنهج الاشتراكي العلمي، مستوعبا جماهيريا، وجعل التحليل الاشتراكي العلمي، وسيلة للوقوف على معاناة الجماهير الشعبية الكادحة، حتى نستطيع، من خلال ممارستنا اليومية، اكتساب ثقة الجماهير الشعبية الكادحة، والوقوف إلى جانبها، والعمل معها، على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، وقيادتها، من أجل الوصول إلى ذلك، سعيا إلى تحقيق الإنسان: في الفرد، وفي الجماعة؛ لأن ذلك الإنسان، في الفرد، وفي الجماعة، لا يتحقق، بدون التحرير، وبدون الديمقراطية، وبدون الاشتراكية، في إطار إقامة الدولة الاشتراكية، التي بدون الوصول إليها، لا تنعتق البشرية، من العبودية، والاستغلال، والاستبداد، ولا تتخلص من المصائب، التي تترتب عن سيادة العبودية، والاستبداد، والاستغلال، والذي يجعل المجتمع مريضا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، الأمر الذي ينعكس على مستوى الممارسة اليومية: الفردية، والجماعية، التي تعرف الابتلاء بجملة من المشاكل، التي تسيء إلى المجتمع، وتجعله: لا يستطيع الخلاص، من مختلف الأمراض، التي تصيب الأفراد، وتصيب المجتمع، في نفس الوقت، حتى يتحرر الإنسان، وتتحرر الجماعة، ويتحرر المجتمع، ويتحرر الشعب، من العبودية، ومن الاستبداد، ومن الاستغلال. ولا بد من العمل الدؤوب، على تحرير الإنسان، من كل أشكال العبودية، وتحرير الأرض، أو ما تبقى منها، من الاحتلال الأجنبي، وتحقيق الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، في أفق الاشتراكية، والشروع في إقامة الدولة الاشتراكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا