الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة

عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)

2022 / 6 / 4
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


مُسْوَدَّة مَشْرُوع إِنْشَاء قَنَاة تَلْفَزِيَة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة، (الصيغة 9).
الــــــــفَـــــــــهْــــــــــرَس
1) اِقْتِرَاح إِنْشَاء قَنَاة تَلْفَزِيَة فَضَائِيَة مُنَاضِلَة وَمُشْتَرَكَة...................... 2
2) الـمُـبَـرّر الـثـقَـافِـي لِإِنْشَاء هذه القَنَاة...................................... 4
3) الـمُـبَـرِّرَات الـتَـوَاصُـلِـيـة لِإِنْشَاء القَنَاة................................... 4
4) الـمُبَـرِّرَات الِتـْقـنِيَة لِإِنْشَاء القَنَاة........................................... 6
5) مُـبَـرِّر اِنْـخِـفَـاض الـكُـلْـفَـة الـمَـالِيَة....................................... 6
6) الـمُبَـرِّرَات الـقـانـونـيـة لِإِنْشَاء القَنَاة...................................... 8
7) الـمُـبَـرِّرَات السـيـاسـيـة لِإِنْشَاء القَنَاة..................................... 9
8) أَمْثِـَلة على الَتْلَفزَات الفَضَائِيَة الـمُسْتَـقِـلَّـة وَالَّناقِـَدَة...................... 13
9) مَنْ يُشارك في إنشاء هذه التلفزة الـمُشتركة ؟........................... 18
10) مَن يُـقَرِّرُ في تَوَجُّهَات هذه التلفزة المشتركة؟.................................21
11) أَمْـثِلَـة على بَـعـض الـبَـرَامِـج الـتَـلْـفَـزِيَـة الـمُـقْـتَــرَحَــة.............. 21
12) اللُّــغَــات الــمُــسْــتَــعْــمَــلَــة في الــتَــلْــفَــزَة الــمُــشْــتَــرَكَــة..... 22
* ** *** ** *
1) اِقْتِرَاح إِنْشَاء قَنَاة تَلْفَزِيَة فَضَائِيَة مُنَاضِلَة وَمُشْتَرَكَة
■ نَـقْتَـرح إِنْشَاء قناة تَلْفَزِيَة، فَضَائِيَة، وَمُشتـركة، وَمُسْتَـقِلَّة، فيما بين عِدَّة فاعلين سِيَّاسيِّين دِيمُوقراطيّين، وَيَسَارِيِّين، ويكون مقرّها في خارج البلاد، وتـكون ذات تَوَجُّه تـقَدُّمِي، وديموقراطي، وَنـقْدِي، وَمُعَارِض، وتـكون على شكل شركة محدودة المسؤوليات (Société à Responsabilités-limit-ées, s.a.r.l).
■ ويكون البَثُّ التَلْفَزِي لهذه التلـفزة المشتركة عبر بعض الأَقْمَار الْاِصْطِنَاعِية، مِثل "هُوط بُورْدْ" (Hotbird 13°E)، أو "نِيلْ سَاط" (NileSat 7°W)، أو غيرهما.
■ وَيُمكن أن تكون صِيغَة هذه التلفزة المشتركة على شكل عِدَّة صِيَغٍ: إِمَّا صِيغة مَغْرِبٍيَة (خاصّة ببلد المغرب)، وإمَّا صيغة مَغَارِبِيَة (مَـفْتُوحَة على مُجْمَل بُلدان شمال إفريقيا، وهي مُوريطانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا)، وإمّا صيغة مفتوحة على فَاعِلِين مِنْ مُجْمَل البلدان الناطقة بالعربية.
■ ولماذا إِنْشَاء قَنَاة تَلْفَزِيَة مُشتركة فيما بين قِوَى تَـقَدُّمِيَة ويسارية ؟ لأن التجارب أَكَّدَتْ أنه، ما دامت طبقة المُسْتَـغِـلِّـيـن الكبار تحتكر استـعمال التلفزة، لن تَـقدر القِوَى التَـقَدُّمِيَة واليسارية على تَـثْـقِـيـف الشعب، وَلَا تَنْظِيمِه، وَلَا بِنَاء أحزاب قَوِيَة، وَلَا الفَوْز في الانتخابات.
■ ولماذا إنشاء هذه القناة التلفزية على شكل شركة مَحْدُودَة المسؤوليات ؟ لأن الفاعلين المشاركين في إنشاء هذه التلفزة، وفي تَدْبِيرِهَا، هم متعدّدون، ولأن الشكل التنظيمي الذي يُسهّل معالجة الخلافات المُحتملة فيما بين فاعلين متعدّدين هو شكل الشركة المَحْدُودَة المسؤوليات (SARL).
■ ولماذا يكون مقرّ هذه القناة التلفزية في خارج البلاد؟ لأن الدولة في بلدنا اِسْتِبْدَادِيَة. وَلن تسمح أبدًا الدولة بوجود قَنَاة تَلْفَزِيَة مُستـقلة، وتـقدّمية، وناقدة، وَمُعَارِضَة، داخل البلاد. وكيف يُمكن لِدولة استبدادية، لا تسمح حتى بتنظيم أنشطة حزبية، أو جَمْعَوِيَة، أو ثَقَافِيَة، كَيف يُمكن لهذه الدولة أن تسمح بوجود قَنَاة تَلْفَزِيَة مُستـقلّة، وَنَاقِدَة، وَمُعَارِضَة للنظام السياسي القائم؟ بل سَتَعْمَل الدولة على مَنْع وَقَمْع كل مَنْبَر نَاقِد أو مُعارض.
وَإذا اقْتَرَحْنَا أن يكون مَقَرّ الشركة المُؤَسِّـسَة لِلقَنَاة التَلْفَزِيَة الفَضَائِيَة المُشْتَرَكَة في إحدى الدول الأوروبية، فَهذا الطرح لَا يَعني أننا نَثِـقُ بشكل مُطلق في «دِيمُوقراطية» الدول الغربية. [أُنْظُر تجربة إِقْدَام دول الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا الغربية، في فبراير 2022، على مَنْع القنوات التلفزية الروسية: "رُوسْيَا تُو دَايْ" (RT, Russia Today)، و"اسْبُوتْنِيك" (Spoutnik)، المَبْثُوتَة عبر الأقمار الاصطناعيّة "هُوطْبُورْد" (Hotbird 13°E)، و"أَسْطْرَا (Astra 19,2°E)، والنيل سَاطْ (NilSat 7°W)].
2) الـمُـبَـرّر الـثـقَـافِـي لِإِنْشَاء هذه القَنَاة
أحد أسباب تَخلّف الاقتصاد، وأحد أسباب تَخَلُّف المجتمع، وكذلك أحد أسباب ضُعف قِوَى اليسار، يرجع إلى كون غالبية الشعب شِبْه أُمِّيَة، أو شِبْه جَاهِلَة، أو ذات تكوين ثـقَافِي هَزِيل، أو ذات وعي سياسي ناقص.
وَتُساهم في إدامة هذا التخلف المُجتمعي عِدَّة عناصر مُتَشَابِكَة. ومن بَيْنِها : ضُعف جَوْدَة منظومة التعليم؛ وَغِيَّاب شبه تَام لِلْمَكْتَبَات المفتوحة لِلعُمُوم؛ وَرَدَاءَة برامج التلفزات العُمُومية، والخُصوصية؛ وَحِرْمَان هذه التلفزات العمومية من الاستقلالية تُجاه السّلطة السياسية، ومن الديموقراطية، ومن حُرِّيَات التَـفْـكِير، وَالتَـعْبِير. وَلَا تَـقُوم التلفزات العُمومية سِوَى بِالدِّعَايَة السياسية المُحافظة. وَلَا تَـهْتَـمّ هذه التلفزات العُمومية بِتَنْوِير المواطنين. وَإِنَّمَا تَهْتَمّ فقط بِالتَـحَـكُّـم في عُـقُول المواطنين، وَتَـكْـيِـيـف مَعَارِفِهِم، وَمَشَاعِرِهِم، وَآرَائِهِم، لِجَعْلِهَا خَاضِعَة، وَمُحَافِظَة.
وَيُمْكِنُ لِلتَلْفَزَة أن تَكُون أداةً فَعَّالة في ميدان تَـثـقِـيـف الشعب. وَتَـقدر التلفزة على تَسْرِيع عَمَلِيَة نَشْر الثَـقَافَة العامّة في عُمُوم الشعب، وذلك أكثر من المدرسة، ومن الجريدة، والمجلة، والإذاعة، والمواقع الإلكترونية.
3) الـمُـبَـرِّرَات الـتَـوَاصُـلِـيـة لِإِنْشَاء القَنَاة
مَن لَا يَـقْدِر على إِيصَال آرَاءِهِ إِلى أَغْلَبِيَة المُوَاطنين، لَن يَـقْدِر على جَنْيِ تَصْوِيتِهِم في الانتخابات، وَلَن يَـقدر أيضًا على تَنْوِيرِهِم، وَلَا على تَأْطِيرِهِم، وَلَا على تَـعْبِئَتِهِم، ولا على تنظيمهم، وَلَا على حَثِّهِم على خَوْض النِضَال.
والتلفزة هي أهم وسيلة دِعَائية، وتَـثـقِـيـفِية، وَتَنْوِيرِيَة. وهي أكثر فعالية بالمقارنة مع الجريدة، والمجلّة، والكتاب، والإذاعة (radio)، والمواقع الإلكترونية. وتستطيع التلفزة الوصول إلى أعداد كبيرة جدًّا من الجماهير، بالمقارنة مع أعداد الجماهير التي يمكن أن تصل إليها الجريدة، أو المجلة، أو الكتاب، أو الإذاعة، أو المواقع الإلكترونية.
(في المغرب مثلًا، وَحَسَب الأرقام المُتَدَاوَلَة بشكل وَاسِع، يُوجد قُرَابَة 36 مليون نسمة في 2010. وتصل الجَرِيدَة اليومية، أو المَجَلَّة الأسبوعية، إلى ما يتراوح بين 10 آلاف و 20 ألف شخص. ويصل الكِتَاب إلى ما يتراوح بين ألف وألفين شخص. وَتَصِلُ الإذاعة إلى ما يتراوح بين 5 آلاف و 30 ألف في اليوم. ولا يتجاوز عادةً زُوَّار مَوْقِع إلكتروني مُعيّن بضعة عشرات في اليوم، أو آلاف في الشهر. بينما يمكن أن تصل التَلْفَزَة، خاصة أثناء ساعة الذِّرْوَة، إلى ما يتراوح بين 100 ألف و 5 مليون مشاهد في كلّ يوم، خاصةً إذا كانت هذه التلفزة مشهورة بِجَوْدَة بَرَامِجِهَا).
ولا تـقْدِرُ الأغلبية الكبيرة من المواطنين على قراءة مقال في جريدة، أو في مجلة. وَلَا تَـقدر على قراءة كتاب. لكنها تـقدر بِسُهُولة على مشاهدة برنامج وَثَائِـقِي، أو برنامج حِوَارِي، على قناة تلفزية فَضَائِيَة.
ويمكن للتلفزة أن تلعب أدوارًا إيجابية أو سلبية، وذلك حسب نوعية مضمون البرامج التي تَبِثُّهَا هذه التلفزة. فإن كان مضمون برامج التلفزة إخباريًا، أو تَنْوِيرِيًّا، أو تَثـقِـيفِـيًّـا، أو عِلْمِيًًا، أو تَعْبَوِيًّا، أو ديموقراطيًا، سَيَسْتَـفِيدُ منه الشّعب. وإن كان مضمون برامج التلفزة سَطْحِيًّا، أو مُتَخَلِّفًا، أو خاطئا، أو رَدِيئًا، أو كاذبًا، أو مُخادعًا، أو مُضَلِّـلًا، أو انتهازيا، أو ديماغوجيا، فسيكون مُضِرًّا بالشعب.
ونعيش اليوم في مرحلة تاريخية، يحتاج الشعب فيها إلى التَنْوِير، والتَوْعِيَة السياسية. كما نَحْتَاج إلى نـقْد الأفكار الخُرَافِيَة، أو العادات المُتَخَلِّفَة. ونحتاج إلى فضح السُلُوكِيَّات السياسية المَوْسُومَة بِإِسَاءَة اِسْتِـخْدَام السُلْطَة. وَنَحْتَاج إلى فَضح السُلُوكِيَات الاقتصادية المَوْسُومَة بِالغِشِّ، أو الفَسَاد. وَتُوَفِّر التَلْفَزَة الفَضَائِيَة إِمْكَانِيَّات فَـعَّالَة في هذا المجال.
4) الـمُبَـرِّرَات الِتـْقـنِيَة لِإِنْشَاء القَنَاة
من بين مُبرِّرَات مشروع إنشاء قناة تَلـفزية مُشتـركة، نجد أن التِكْنُولُوجِيَّات الإلكترونية الحَديثة (électronique + informatique) حَوَّلَت مشروع البَثِّ التَلْفَزِي إلى تجهيزات بسيطة نِسْبِيًّا. وَتَحْتَلُّ الحَوَاسِيب (computers) في إِنتاج بَرَامِجِهَا الدَّوْرَ الأساسي.
كما أن هذه التكنولوجيات الرقمية مَـكَّنَت مِن تـقليص عدد المأجورين المُدَاوِمِين العاملين في هذه القناة التلفزيونية (المَبْثُوثَة عبر قمر اصطناعي). حيث يمكن أن تعمل هذه التلفزة (في بدايتها) بِـقُرَابَة عَشْرَة أشخاص مأجورين مُداومين. وَقَدْ يقبل بعضهم أن يعمل كمناضل مُتَطَوِّع، ولو مؤقّتًا.
ويمكن لِمِئَات، أو آلَاف، المُواطنين المُناضلين، المُتواجدين داخل البلاد المُسْتَهْدَفَة، أن يُسَاهِمُوا في إغناء البرامج المُتَلْـفَزَة، عَبْر إِنْتَاج فِيدِيُوهَات، يُصوِّرُونَهَا بِواسطة هَوَاتِفِهِم المَنْـقُولة، على شكل حِوَارَات، أو أنشطة ثـقافية، أو أَحْدَاث إخبارية. ثم يَبْعَثُونَ هذه الفيديوهات، عبر هَوَاتِـفِهِم، أو حَوَاسِبِهِم، إلى مركز هذه القناة التَلْفَزِيَة المُشتركة.
وَيُمكن أن تُصبح تَكْلُفَة هذه التلـفزة المُشتـركة مُخَفَّضَة. ويمكن تَحَمُّلُهَا بِسُهُولة نِسْبِيَة، مِن طَرف شَرِكَة جَمَاعِيَة مُشتركة.
5) مُـبَـرِّر اِنْـخِـفَـاض الـكُـلْـفَـة الـمَـالِيَة
- سِعْر الإِيجَار السَّنَوِي لِجِهَاز إِرْسَال (transpondeur) البَثِّ (émission) التلفزيوني عبر قَمَر اصطناعي فضائي، هُو قُرَابَة 300 ألف يورو في السنة. وَتَتَرَاوَحُ السُّرعة بين 35 و 45 ميجا بايت / ثانية (Mb/s). وَيَسْمَحُ كل جهاز إرسال (transpondeur) بِـبَـثِّ 8 إلى 15 قناة تلفزيونية.
- مَا تُؤَجِّرُه الشركة التي تُـقَدِّمُ خَدَمَات بَثّ تَلْفَزِي، هو جِهاز إرسال (transpondeur)، وليس تَرَدُّد (fréquence) قناة تلفزيونية فَضَائِيَة واحدة.
- يَسْمَحُ كل جهاز إرسال (transpondeur) بِـبَـثِّ مَا يَتَرَاوَحُ بين 8 إلى 15 قناة تلفزيونية فَضَائِيَة. ومعنى ذلك هو أنه، بالنسبة للجزء المُتعلّق بِالبَـثِّ وحده (بدون اعتبار الجزء المُتعلّق بِإِنْتَاج البرامج) ، فإن سِعْر بَثِّ قَنَاة تلفزية فَضَائِيَة رقمية واحدة (بِسرعة تتراوح بين 4 و 5 ميجا بايت / ثانية)، يساوي سِعْر جِهَاز الإرسال (transpondeur) مَقْسُومًا على عدد القنوات المُضَاعَفَة بواسطة هذا الجِهاز المُرْسِل المستجيب. أي أن هذا الثمن يتراوح بين 24000 إلى 45000 يُورُو سَنَوِيًا. بِشَرْط العُثُور على شُرَكَاء يَـقْبَلُون بِاقْتِسَام جِهَاز إرسال واحد (un transpondeur).
- وَلِتَسْهِيل تحمّل كُلْفَة هذه القناة التلفزية الفَضَائِيَة، يجب : (1) أن يكون الفاعلون المُؤَسِّـسون لهذه التلفزة مُتعدِّدين أكثر ما يُمكن. (2) أن تُؤَسَّـسَ هذه التلفزة من طرف شَرِكَة مُشْتَرَكَة ذَات مَسؤوليّات محدودة (Société à Responsabilités-limit-ées, SARL). (3) لِتَخْفِيف العِبْء المَالِـي على المُساهِمِين في رَأْسَمَال هذه الشركة، يُوَزَّعَ رأسمال هذه الشركة (sarl) بين الفاعلين المُؤسّـسين الرئيسيّين، وَيُبَاعُ الجزء الباقي من أَسْهُم هذه الشركة إلى المِئَات، أو الآلَاف، من الأشخاص المُسَاهِمِين الصِّغَار (petits actionnaires)، الذين يُساندون، أو يُدَعِّمُون، هذا المشروع التَلْفَزِي.
ويمكن أن يكون سِعْر سَهْم الشركة الواحد هو مثلًا 100 درهم (أو 10 دُولَار أمريكي).
وللمُساهمة في تَـغطية تـكاليف التسيير العادي للمشروع، يمكن (بعد انطلاق المشروع) استـعمال بيع بعض الإشهار الاقتصادي، أو جَمْع التبرّعات من عند مناصري المشروع، على شكل هِبَات، أو تَبَرُّعَات، مثلًا بالأداء عبر الإنتـرنيت (PayPall).
ويمكن لِلْمُؤَسِّـسِي الرئيسيّين للشركة أن يُسجّلوا في قانونها الداخلي، أنها شركة غَيْر رِبْحِيَة. بمعنى أن أرباح الشركة، في حالة وجود أرباح، لا تُوَزَّعُ على حاملي أسهم الشركة، وإنما تُسْتَثْمَر هذه الأرباح من جديد، في مجالات تطوير الشركة، وتمويل إنـتاج برامجها المتنوّعة.
6) الـمُبَـرِّرَات الـقـانـونـيـة لِإِنْشَاء القَنَاة
لم يَعُد احتكار الدولة لحقّ إنشاء القنوات التلفزيونية، وَلَا عامل الـقمع السياسي، قادرين على مَنْع المُواطنين مِن إنشاء قناة تَلْـفَزِيَة فَضَائِيَة مُشْتَرَكَة. حيث يُمكن أن يكون مقرّ شركة هذه الـقناة التلـفزية المُشتركة في دولة أجنـبية (في إسبانيا، أو البرتـغال، أو إيطاليا، أو فرنسا، أو اِنجلتـرا، أو مَالْطَا، إلى آخره). وفي هذه الحالة، تخضع شركة هذه القناة التلفزية لقانون الدولة المُضيفة، وليس لقانون البلدان المُسْتَهْدَفَة التي تُلْتَـقَـطُ فيها برامج هذه التلفزة.
ولتسهيل تـدبير هذه الـقناة التلـفزية المشتـركة، وَلِتَـقْلِيصِ المشاكل التي يُحْتَمَل أن تحدث فيما بين الـفاعلين المشاركين في اِمْتِلَاك هذا المَشروع، يمكن أن تـكون هذه التلـفزة على شكل شركة محدودة المسؤولية (société à responsabilités-limit-ées, sarl).
ويمكن أن يُسَجِّلَ المُؤَسِّـسُون الرئيسيّون لهذه التلـفزة المشتـركة، في نظامها الداخلي، أن برامج هذه التلفزة المُشتركة ستـكون، وستبقى، مُنْفَتِحَة على مُجمل الآراء، والكفاءات، والمساهمات، والشخصيات، التي تَتَمَيَّزُ بِالمَوْضُوعِيَة، أو بِالتـقَدُّمية، أو بالديموقراطية، أو بِمُنَاصَرَة العَدَالَة المُجتمعية.
وإذا خاف الـفاعلون (المشاركون في إنشاء هذه التلـفزة المشتـركة) من أن يُهَيْمِنَ أيّ طَرف على هذه القناة التلفزية المُشتركة، يمكنهم مثلًا أن يُسَجَّلُوا في قانونها الداخلي، أنه لا يحق لأي مشارك في رأسمال هذه الشركة، أن تَتَجاوز مساهمته نسبة 33 % من رأسمال هذه الشركة. كما يُمكنهم أن يختاروا نِسْبَةً أقلّ مِن ذلك.
وإذا خاف الـفاعلون (المشاركون في إنشاء هذه التلـفزة المشتركة) مِن أن تحدث خلافات حول استـغلال، أو حول اقتسام، وَقْت البَثِّ التَلْفَزِي، أو غيره، يُمكنهم أن يَــكْتُبُوا بُنُودًا، أو قواعدَ، في قانونها الداخلي، تُحَدِّد طريقة مُعالجة أيّ نَوع مِن المشاكل التي يُحتمل أن تحدث في المُستـقبل فيما بين المُشاركين في إنشاء هذه الشركة المُشتركة.
7) الـمُـبَـرِّرَات السـيـاسـيـة لِإِنْشَاء القَنَاة
اِسْتَوْلَى النظام السياسي القائم (المَخْزَن)، على التَلْـفَزَات العُمومية، وَحَوَّلَها إلى ملكية خُصُوصية، خاصّة به، وَبِخُدَّامِه. رَغْمَ أن هذه التلـفزات العمومية هي مُمَوَّلَة من الضرائب التي يُؤدِّيها أفراد الشعب.
وَيستـعمل النظام السياسي القائم (المخزن) هذه التلـفزات العمومية لتـرويج دِعَايَاته الكاذبة، التي تُضَلِّلُ الشعب. ومنذ عشرات السِنِين، لَا يُسْتَدْعَى لِلْمُشَاركة في برامج التلـفزات العُمومية، سوى مَنْ هُم مُنَاصِرِين لِلنظام السياسي الـقائم، أو مَن هُم مِن خُدَّامِه، أو مِن مَدَّاحِيه.
وَيَمْنَعُ النظام السياسي القائم (المَخْزَن)، كل مَن هو تـقَـدُّمِي، أو نَاقِد، أو مُعَارِض، مِن أن يَظهر في بَرامج التَلْـفَزَات العُمومية. وَيَحْرُمُ النظام السياسي مِن الظهور في برامج التلـفزات العُمومية، كلّ شخص تَمَيَّزَ بِالنَّـقْد، مِن بَيْن الصحفيّينَ، وَالكُـتَّاب، والمُـثـقَّـفِـينَ، والمُـفَـكِّـرِينَ، والبَاحِثِين، والـفـنّانين، والـفُـكَاهِيِّين، والمُبْدِعِين، والعُلَمَاء، والـفَلَاسِفَة، والمُتَخَصِّصِين، والتـقْـنِيِّين، والمِهَنِيِّين، والمُخْتَرِعِين، والخُبَرَاء، والاقتصاديّين، والأساتـذة الجامعيّين، وغيرهم مِن المواطنين.
وكل شخص يُحْتَمَلُ فيه أن يكون قادرًا على نـقْد الأوضاع المُجتمعية، أو السياسية، أو الاقتصادية، أو الثـقافية، أو يُحتمل فيه أن يكون قادرًا على كشف الأزمات المُجتمعية، أو يُحتمل فيه أن يكون قادرًا على فَضْحِ نـقَائِص النظام السياسي القائم، أو على كَشْفِ انحيّاز السلطة السياسية لِصَالِح طبقة المُسْتَـغِلِّين الكبار، كل هؤلاء الأشخاص يصبحون مَمْنُوعِين من المشاركة في الحِوَارَات المُبَرْمَجَة في التلفزات العُمُومية. وَيَغْدُون مَحْرُومِين من مُمَارِسة حقّهم المشروع، في التـعبير عن آرائهم، وَفي تَبْلِيغ اقتـراحاتهم، عبر وَسَائِل الإعلام العُمومي، إلى عَامَّة جماهير الشعب.
ولا تُـقدّم التلفزات العمومية برامج ثـقافية، تَهدف إلى الارتـقاء بوعي المواطنين إلى مُستوى مُتَشَبِّع بِمبادئ دولة القانون، وبالأخلاق السياسية، وبالديمقراطية، وبالتضامن المُجتمعي، وبضرورة الإلتزام بحقوق الإنسان (كما هي مُتَعَارَف عليها عَالَمِيًّا).
ولا تُـقَدِّمُ هذه التلـفزات العُمومية نشرات إخبارية حقيقة، تحتوي على أخبار مَوْضُوعِيَة، وَمُحَايِدَة، وَنَزِيهَة، حَول الأحداث الوطنية الحقيقية، وحول أوضاع الشعب الفعلية، المَوْجُودَة في البلاد. كما لا تـقدم التلفزات العمومية، وَبِمَوْضُوعِيَة، أخبار الأحداث العالمية، وأخبار ثورات الشعوب، ضِدَّ ظُلم الأنظمة السياسية، أو ضِدَّ استبداد الحُـكَّام الطُغَاة، أو ضد الإمبريالية، أو ضد الصهيونية.
وَتَحْتَـكِرُ «السلطة السياسية» في البلاد حقّ إنشاء، وإدارة، الـقَنَوَات التِلِفِزْيُونِيَة في البلاد، وتمنع وُجود تَلْفَزَات خُصُوصِيَة تَتَمَيَّزُ بِالاسْتِـقْـلَالِيَة، أو بِالنَّـقْد، أو بِالمُعارضة السياسية.
وَمنذ سِنِين، تُوجد 12 قَنَاة تِلِـفِزْيُونِيَة عُمُومية في بلاد المغرب. وَتَخْضَعُ كُلّ هذه الـقَنوات التِلِفِزْيُونِيَة إلى السلطة السياسية السائدة في البلاد. وَتـقْتَصِرُ هذه التَلْفَزَات العُمومية على مَدْح رئيس الدولة، وَعلى خِدمة النظام السياسي القائم، وخِدمة خُدَّامِهِ وَأَنْصَاره. وتـرفض هذه التلفزات العُمومية خدمة الشعب. كما ترفض التعريف بِمَوَاقف وآراء القِوَى السياسية النَاقِدَة، أو المعارضة لِلنظام السياسي القائم. وتمتنع التلفزات العمومية عن تـقْدِيم أخبار حول أنشطة الجمعيات المُدافعة عن حقوق الإنسان. وهذا كُلُّه ظُلم وَجُور.
بَيْنَمَا في مُجمل الدول الديموقراطية في العالم، نَجِدُ أن التلـفزات العُمومية تَحْظَى بِقَانُون يَضْمَنُ اِسْتِـقْلَالَهَا عن رئيس الدولة، وعن السلطة السياسية، وعن الحكومة، ولا تَخْضَع لِتَوْجِيهَاتِها. بل تَسمح التلـفزات العُمومية، في البلدان الديموقراطية، لكل مواطن كُـفْء بِانْتـقَاد الأوضاع الـقائمة في بلاده.
كما نَجد في بعض البلدان الديموقراطية، أن مُدير القناة التَلـْفَزِيَة يُنْتَخَبُ من طرف الصحفيّين العاملين في هذه الـقناة، لِكَيْ يُدَبِّرها خلال وِلَايَة واحدة قَدْ تـَدُوم خمس سنوات. ويظلّ هذا المُدير مُستـقلًا عن السلطة السياسية. ومُدير كل قَنَاة تلـفزية عُمومية (في البلدان الديمقراطية)، وَبِتَـعَاوُن مع صحافيّيها وَتـقْنِيِّيها، هو الذي يضع، بشكل مُستـقل، خَطَّهَا التَحْرِيرِي، وَيُحَدِّدُ نَوْعِيَة برامجها، ويسهر على تـنـفيذها، دُون الخُضُوع إلى أيّ تـدخّل لِلسلطة السياسية القائمة في البلاد.
فتـكون السلطة الإعلامية (في البلدان الديمقراطية) مُسْتـقِلَّة، مثل استـقلال السلطة الـقضائية، أو استـقلال السلطة التشريعية. واستـقلالية الـقناة التلـفزية يعني أنها لا تخضع لِِتَوجيهات السلطة السياسية. وعَكْسُ ذلك، يُؤَدِّي حتمًا إلى استـغلال النُـفُوذ، وإلى تَضَارُب المصالح، وإلى الانتهازية، وإلى الغِشِّ، وإلى الاستبداد.
وَخُضُوع مُجمل قَنَوَات التلـفزات العُمومية في بلاد المغرب لِلسُّلطة السياسية، جعلها تَبْـقَى رَدِيئَة، أو سَخِيـفَة، أو فَارِغَة، أو بَليدة، أو مُتخلِّفة. وجعلها عاجزة على إنـتاج وَلَوْ نَشْرَة إِخْبَارِيَة حقيقية وَاحدة عن بلاد المغرب. كما جعلها عاجزة على إنتاج ولو برنامج حِوَارِي واحد يكون فيه الكلام حُرًّا، وديموقراطيًّا. لأن هذه التلـفزات العُمومية (في المغرب) تَرْفُضُ التَعْرِيـفَ بالأوضاع المُجتمعية الحقـيقـية الموجودة في البلاد. ولأن هذه التلفزات العمومية تميل إلى اِعْتِبَار كل خَبَر أو مُعْطَى مَوْضُوعِي سِرًّا مِن بين «أَسْرَار الدولة»، أو من «أُسُـسِ أمنها». ولأنها تـرفض التَعْرِيـف بِأَسْرَار الاقتصاد، تَـفْعِيلًا للشَـفَافِيَة الضرورية. ولأن هدف هذه التلـفزات العُمومية، ليس هو إِخبار الشعب، أو تَثْـقِيـفُه، أو تَنْوِيرُه، بَل هدفها هو إِخْفَاء الواقع المَأْزُوم، وتَضْلِيلُ الشعب، وَخِدَاعُه، وَتَجْهِيلُه، وَتَسْهِيلُ التَحَكُّم فيه.
وتـرفض هذه التَلـفزات العمومية إعطاء الكلمة للمواطنين النَاقِدِين، أو المُعَارِضِين. وَتَمنـع التلفزات العمومية مُختلـف الآراء السياسية، أو الـفكرية، أو الثـقافية، أو الاقتصادية، أو الـفلسفية، التي تحتوي على النَـقْد، أو على المُعَارَضَة، مِن أن تَظهر على شاشات هذه التلـفزات العُمومية.
وَتَرفض التلـفزات العُمومية (في المغرب)، وبشكل مُطْلَـق، تـنظيم حوارات ثـقافية، أو سياسية، تـكون حَـقِيـقَـةً مُتـعدّدة الآراء، ويحضرها، في نـفس الوقت، أشخاص من اليَمِين، ومن الوَسَط، وَمِن اليَسار.
وَتَتَعَمَّد التلـفزات العُمومية استـعمال أسلوب اِستجواب الـفرد الوحيد، وتـرفض أسلوب الاستجواب الـفَوْرِي لِعِدَّة أشخاص يحملون آراء مختلـفة، وينتمون إلى توجّهات سياسية مُتَبَايِنَة، أي أنهم ينتمون إلى اليمين، والوَسَط، واليَسَار، كما هو الحَالُ موجود في وَاقع المُجتمع.
وَيَحْرُصُ مُنظّمُو برامج التلـفزات العُمُومية (في المغرب) على الاقتصار على استدعاء أنصار النظام السياسي الـقائم. وَيَتَمَيَّزُ أنصار النظام السياسي بِكَوْنِهِم لا يَعرفون سِوَى تَمْجِيد «التَوجِيهَات الحَـكِيمَة، والسياسات الرَّشِيدة، لجلالة الملك، نَصَره الله وَأَيَّدَه». ويَتَمَيَّزُون دَائِمًا بِتِكْرَارِهِم لأغنية «العَامْ زِينْ، والحمد لِله»، وأن بَلَد «المغرب هو أحسن بلد في العالم»، وأن «المغرب بلد اِسْتِثْنَائِي في العالم». وتستـدعي التلـفزات العمومية هذا النوع من الأشخاص، ولو كانوا رَدِيئِين، أو جُهَّال، أو اِنْتِهَازِيِّين، أو مُنافقين، أو مُرْتَزَقَة في ميدان ترويج الدِعَايَة الكَاذِبَة. وفي نـفس الوقت، تـرفض التلـفزات العمومية استـدعاء أشخاص مُستـقلّين، أو نَاقِدِين، أو مُعَارِضِين، ولو كانوا مُتَنَوِّرِين، أو بَارِعِين، أو عُلماء، أو خُبَرَاء، أو عَبَاقِرَة، قَادِرِين على تَبْلِيغ مَعَارِفِهِم إلى عَامَّة الشعب. ومن المَوْضُوعي أن تَعْكِسَ التلـفزات العمومية رَدَاءَةَ النظام السياسي القائم.
وعلى خِلاف الاحتـكار السّابق لِلتَلْفَزَات العُمومية من طرف السُلطة السياسية، ظهرت فجأةً في المغرب، ومنذ سنة 2020، 13 قناة تَلْفَزِيَة «خُصُوصِيَة» (privées)، تَبُثُّ عَبر الأقمار الاِصْطِنَاعِية "هُوطْ بُورْدْ" (HotBird)، و"نِيلْ سَاطْ" (NileSat) (وليس فقط عبر الإنترنيت). ومنها التلـفزات الخُصوصية التالية : الأُنْس (إسلامية)، م24 (M24)، تِيلِي مَارُوكْ، شَدَى تِيـفِي، شُومِيشَة (الطَّبْخ)، الـفِيلَالي حليمة مَطْبَخْ، مَاسْتَرْ شِيـفْ (الطَّبْخ)، كَبُّور (فُكَاهَة)، فُـقَـهَاء تِيـفِي (إسلامية)، مَارُوك مَطبخ، جزيرة الكنز، أَمُودُو (الطبيعة)، احْدِيدَّان (فُكَاهَة)، شَوَارِق... وبعض هذه الـقنوات التلـفزية الخُصُوصية تُمَارس تَوَجُّهًا إسلاميا أُصُوليًّا مَفْضُوحًا.
وَلَا نَـعلم تَـفَاصِيل المَقَايِيس، وَلَا المَسَاطِر، التي أَعْطَتْ الدولة الرُّخَصَ على أساسها لِتَأسِيس هذه التَلْفَزَات الخُصُوصية، كما لَا نعلم مَدَى اِحْتـرامها لِمَوَاثِيـق حُقـوق الإنسان (كما هي مُتـعارف عليها عَالَمِيًّا).
8) أَمْثِـَلة على الَتْلَفزَات الفَضَائِيَة الـمُسْتَـقِـلَّـة وَالَّناقِـَدَة
تُوجَد أكثر مِن 550 قناة تَلْفَزِيَة فَضَائِيَة تَعمل باللغة العربية. ولا نَهْتَمُّ هنا بِالقَنَوَات التَلْفَزِيَة التي تعمل على "يُوتْيُوبْ" (Youtub)، أو مَا شَابَهَهَا. وَإِنَّمَا نَهْتَمُّ فَقَط بِالقَنَوَات التَلْفَزِيَة التي تَتَّصِف بِكَوْنِهَا فَضَائِيَة، وَمُسْتَـقِلَّة عن الدول، وَنَاقِدَة، أو مُعارِضَة، لِـبعض الأنظمة السياسية الناطقة بالعربية. ومِن أبرز هذه التَلْفَزِيَة المَعنية، المَوْجُودَة في سنوات 2020، والتي يمكن الاستفادة من تجاربها، نجد القنوات التالية:
1. قَنَاة «المَغَارِبِيَة» (Al Magharibia)، وتستـعملها حركة سياسية مُعارضة في الجزائر. وَقَنَاة «المَغَارِبِيَة» هي قناة تلفزيونية خُصُوصية، ذات نَـفْع عام، تُعْنَى خُصوصًا بالجزائر. وَتَبُثُّ عبر الـقَمَرَيْن الاصطناعيّين «نِيلْ سَاطْ» (NileSat)، و«هُوطْ بُورْدْ» (Hotbird). وَلَها تَأثير هَام داخل الجزائر. وتـعرّضت للـقمع عدّة مرّات. وَتَمَّ إنشاؤها لِأول مرّة في مدينة لُنْدُن في يونيو 2011. ثم انتـقل مقرّها إلى مدينة بَاريس، في فرنسا، في سنة 2013. وقد أُضْطُرَّت في سنة 2021 إلى تغيّير اِسْمِهَا إلى "أَوْرَاسْ" (Awraas). وهي قناة قريبة من الحزب الجزائري «الجبهة الإسلامية لِلإنـقاذ»، (Front Islamique du Salut). ومُؤَسِّـسُها هو أسامة مدني، اِبْن الزَعِيم السياسي الإسلامي عَبَّاسِي مَدَنِـي.
ورغم أن إسم «المغاربية» يُحِيلُ على بلدان شمال إفريقيا، لا ندري هل سبق لِمَالِكِي هذه القناة أن اِقْتَرَحَت على قوى سياسية من باقي بلدان شمال إفريقيا المشاركة في رأسمالها، أو في برامجها.
وبعد اِنطَلاق «الحِرَاك» في الجزائر، تَـغَيَّر التَوَجُّه السياسي لِتَلْفَزَة «المَغَارِبِيَة»، وانتـقلت من الدِّفاع عن فِكْر الإسلام السياسي الأُصُولِي، إلى الدفاع عن شعارات المعارضة الجزائرية، وعن شعارات "الحِرَاكْ" الجزائري، وعن شعارات "الليبرالية" (اقتصاديًّا وسياسيا). وَتَسْمَح قناة "المغاربية" للمواطنين الجزائريّين، سواءً كانوا في داخل الجزائر أم في خارجها، بِأَن يُعبّروا مُباشرةً عن آرائهم السياسية عبر الهاتـف. وَعلى العُمُوم، بَـقِيَ المُسْتَوَى السياسي والثـقافي لِبَرامج قناة "المغاربية" ضَعِيفًا، أو غَيْرَ كَاف، بالمُقارنة مثلًا مع برامج قناة "الميادين".
ومعلوم أنه توجد هيئات سَعُودية، وإماراتية، وَقَطَرِيَة، تُساهم في تمويل بعض الـقنوات التِلِفِزْيُونِيَة «التي تَعْتَنِي بِالمجموعات البشرية المُسلمة، المُقِيمَة في أوروبا». وليس غريبًا أن تظهر غدًا قناة تَلْـفَزِيَة خُصوصية، مُوجَّهَة لبلاد المغرب، وَتُموِّلُهَا جهات إسلامية أُصُولِيَة من الشرق الأوسط، أو تُمَوِّلُها مُؤسّـسات إسرائيلية صهيونية.
2. القَنَاة التَلْفَزِيَة الفَضَائِيَة «المَيَادِين»، وهي قناة نَاقِدَة، وَمُعارضة. وَتَعمل اِنْطِلَاقًا من لُبْنَان. وَبَدَأَ بَثُّ قناة «المَيَادِين» في 11 حزيران يونيو 2012. وَتُساند «حِزْب الله»، ودولة إِيرَان. لكنها مُنْفَتِحَة على كثير من التِيَارَات السياسية التقدمية، وعلى قِوَى المُقاومة الفلسطينية. وَأَكَّدَ البَعْضُ أن "حزب الله" لَا يَمتلك حِصَصًا في رَأْسَمَال هذه القناة. وَتَبُثُّ هذه القناة بَرامجَ إِخْبَارِيَة، وسياسية، وَحِوَارِيَة، وَتَحْلِيلِيَة، وَنَـقْدِيَة، وَثَـقَافِيَة، وَتَنْوِيرِيَة. ويديرها غَسَّان بَن جَدُّو. ومقرّها الرئيسي في بيروت. وترخيصها بريطاني. وَتَبْلُغُ مِيزَانِيَتُهَا السنوية قُرابة 40 مليون دولار أمريكي. وَتَُشارِكُ في رأس المال القناة شخصيات سعودية، وفلسطينية، ولبنانية، وغيرها. وَقَامَ غسان بن جدو بِجَوْلَة في بلدان أوروبا، وأمريكا الجنوبية، لِبَيْع اسهم هذه القناة إلى أفراد الجَالِيَّات العربية. وكان سِعْرُ سَهْم الشركة يُبَاع بِـ 100 دولار أمريكي للسّهم الواحد. وتتوزّع مكاتب القناة على عِدَّة عواصم، كَأَنْـقَرَة، وطهران، وواشنطن، ولندن، وبكين، ومسكو، ودمشق، وغيرها، إلى جانب مكتـبَين رئيسيَّين في القاهرة، وتونس العاصمة. واسْتَـقْطَبَت القناة نخبة من المخرجين، والمهندسين، والتِـقْنِيِّين، ذَوِي الخِبْرَات في حُقُول الإعلام، والبَثِّ الفضائي والمباشر. وشعار القناة هو «الواقع كما هو». وقد اِسْتَمَدَّت القناة اسمها من «ميدان التحرير» في مدينة القاهرة المِصْرِيَة الثائرة، وَمِن باقي «الميادين» العربية الأخرى، التي تحتضن ثورات الربيع العربي. وَتُرِيد القناة أن تكون مساحة تَلَاق، وَحِوَار، وَتَـفَاعُل. وَتَرْفُض القناة أن تكون إطاراً لأي تمييز عنصري، أو تفرقة عرقية، أو تقسيم ديني، أو تحريض طائفي، أو مذهبي. وَغَسَّان بن جدو هو رئيس مجلس الإدارة، وَسَامِي كْلِيب مدير قسم الأخبار، وتنازل نَايِف كَرِيم عن منصبه كمدير عام لقناة الميادين، وفَضَّلَ البقاء كعضو في مجلس إدارة القناة. وَتَبُثُّ قَنَاة «المَيَادِين» على الأقمار الاصطناعية "بَدْرْ 4" (Badr 4, 26°E)، و"عَرَبْسَاتْ" (Arabsat, 26°E)، و"نِيلْسَاتْ" (NilSat 7°W)، و"هُوطْبُورْدْ" (HotBird 13°E)، و"غَالَاكْسِي 19" (Galaxy 19, 97°W)، و"نُورْسَاتْ نِيلْسَاتْ أُورْبِيتْ" (Noorsat Nilsat Orbit 7°W)، و"غُولْفْسَاتْ نِيلْسَاتْ أُورْبِيتْ" (GulfSat NilSat Orbit 7°W)(1)، وَتَتَعَرَّضُ قناة "المَيَادِين" من وقت لآخر لِلتَشْوِيشْ الإِِلِكْتْرُونِي (مِثلما يحدث لقناة "RT Arabic").
3. قناة «الحِوَار»، وهي قناة نَاقدة، وَيَغْلُبُ عليها التَوَجُّه السياسي الإسلامي الأُصُولِي. وَتَبُثُّ برامج حوارية باللغة العربية. وَتَهْتَمُّ بِقَضَايَا الجَالِيَّات العربية المُقِيمَة في أوروبا. وَتَبُـثُّ بعض البَرَامِج الدِّينِيَة الإسلامية، وَتَهْتَمُّ بِالقَضَايَا الدينية للأقلية المسلمة في بُلدان الغرب. بَدَأَت البَثَّ في عام 2006 م. وتبثّ اِنْطِلَاقًا من مدينة لُنْدُن في بريطانيا، على الأقمار الاصطناعية «عَرَبْ سَاتْ»، و«هُوطْ بِيرْدْ»، و«أتلانتيك». وَتَسْتَجْوِبُ هذه القناةُ الشُيُوخ الإسلاميّين، وَأَهْل الخبرة والاختصاص، داخل الاستوديو، وعبر الاتصالات. وَتَسْأَلُ أصحاب الرأي والمواقف المختلفة. وَمِن أَبْرَز ضُيُوفِهَا المُسْتَجْوَبِين: حسن عبد الله الترابي، فتحي يكن، عبد السلام ياسين، راشد الغنوشي، عصام العطار، محمد المسعري، سعد الفقيه، وغيرهم. والهدف من إنشاء قناة «الحِوَار»، حسب مؤسسها عزّام التميمي، هو : «تشجيع الحوار بين الشعوب، لأن المشاكل التي نعاني منها، والأزمات التي نمر بها، يمكن أن نتغلب عليها إذا ما وافقنا على أن نتحاور، ليكون هذا الحوار بديلاً عن الشجار، لعلنا بالحوار نصل إلى نتيجة ما». والمدير العام لِـ قناة «الحوار» هو عبد الرحمن أبو دية. ورئيس تحريرها هو عزام التميمي. ومدير الإنتاج فيها هو زاهر بيراوي. وسبق للحكومة المصرية أن مَنَـعَت بث هذه القناة علي القمر نَايْل سَات (NilSat) في 1 أبريل 2008. وَبَرَّرَت الحُكومة المصرية قَرَارَهَا بِالاِعْتِمَاد على وثيقة «مبادئ تنظيم البَثّ والاستقبال الفضائي في المنطقة العربية»، التي اِتَّـفَـقَ عليها وزراء الإعلام العرب، خلال اجتماع لِـ «الجامعة العربية» في القاهرة، في فبراير 2008 (2).
4. قناة «الحوار التونسي» (بالفرنسية: Elhiwar Ettounsi)‏. وهي قناة تَلْفَزِيَة تُونسية، مُسْتَـقِلَّة، وَخَاصَّة، ومعارضة. وتعمل من خارج تونس. بدأ أول بَثّ لها في مايو 2003. كانت في بدايتها تبث ساعتين في الأسبوع، خلال يوم الأحد. وَانْـفَـتَـحَت جُزْئِيًّا على مُعارضي حكم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وتعرّضت هذه القناة لِلعديد من المضايقات من طرف نظام زين العابدين. وكانت بعض برامجها مُبَاشِرَة، وبعض الآخَر مُسَجَّل. وبعد الثورة التونسية في سنة 2011، وَسَّعَت القناة توقيت بثها، وأصبحت قناةً مستقلة على قمر "نَايْلْسَات"، اِبْتِدَاءً من 1 سبتمبر 2011. وفي 28 سبتمبر 2014، تم بيع قناة «الحوار التونسي» لزوجة سامي الفهري (وهو مُقَدِّم بَرامج تَلْفَزِيَة)، وتم دمج قناة «الحوار التونسي» مع قناة سامي الفهري المُسَمَّاة قناة «التونسية». وَتَـبُـثُّ مُنْذُئِدٍ نفس البرامج، وَبِنَـفْس الطَّاقَم، على قمر "هُوطْ بِيرْد"، ومنذ 2004، على قَمَر "يُوتِلْسَاتْ" (Eutelsat). وكان لهذه القناة مَـقَرّ يقع في مدينة منوبة في تونس العاصمة. وكان البث يُقَام عبر السَّاتِل، والأنترنت، والميكروويف الأرضي في باقة TNT(3).
5. قناة مُكَمِّلِين، تعارض النظام السياسي المصري (عبد الفتاح السيسي). وَتَبثّ من خارج مصر. وهي مُرتبطة بِـ «جماعة الإخوان المسلمين».
6. قناة الأقصى، فلسطينية، إسلامية، تَبُثُّ من غَزَّة، تابعة لحركة حَمَاس، بدأت في سنة 2006. قَصَفَتْهَا إسرائيل عدّة مرات. لكنها لم تَتَوَقَّف. لأنها كانت تنقل مُعِدَّاتها من مكان إلى آخر. وَتُشَوِّشُ عليها إسرائيل إِلِكْتْرُونِيًّا. وتضايقها حركة فتح. ومنعتها فرنسا من شبكة الأقمار الاصطناعية التابعة للشركات الفرنسية.
مُلاحظات عامّة: كانت القوى السياسية الإسلامية أكثر سَبْـقًا، وأكثر قُدْرَةً، على إنشاء قنوات تَلْفَزِيَة فَضَائِيَة (باللغة العربية)، بِالمُقَارنة مع القوى السياسية اليسارية. والسبب في ذلك هو أن القوى الإسلامية تجد بِسهولة دُوَلًا قادرة على تمويل مشاريعها. بينما القوى اليسارية تَبْقَى فقيرة، وَمُجْبَرَة على الاعتماد على نفسها.
ومعظم الدول الغربية القوية تَتَوَفَّرُ على قناة تَلْفَزِيَة فَضَائِيَة، ناطقة بالعربية، وموجّهة لِلبُلدان الناطقة بالعربية. ومنها مثلًا قناة الحُرّة (AlHurra، وهي تابعة للولايات المتحدة الأمريكية. وبدأت البَثّ في سنة 2004. وميزانيتها السنوية تفوق 500 مليون دولار أمريكي. وَتُشَغِّلُ قُرابة 200 شخص). وقناة "بِي بِي سِي عربي" (BBC Arabic) (وهي تابعة للمملكة المتحدة، اريطانيا). وقناة "فرنسا24" (France24) (تابعة لفرنسا). وقناة "DW Arabic" (وهي تابعة لألمانيا). وقناة "RT Arabic" (وهي تابعة لروسيا). وقناة "CGTN Arabic" (وهي تابعة للصين). وقناة "العالم"، وهي تَابعة لِـإِيران. وَقَنَوَات "تِي آرْ تِي" (TRT)، وهي تَابِعَة لِتُورْكْيَا. إلى آخره.
9) مَنْ يُشارك في إنشاء هذه التلفزة الـمُشتركة ؟
لِتَوْفِير حُظوظ أكبر لِنجاح مَشروع هذه التلفزة المُشتركة، في أوساط جماهير الشعب، يُستحسن أن يكون الأشخاص المُشاركون في إنجاز هذا المشروع، مُتَمَيِّزِين بالإلتزام بِمَبادئ الوطنية، والتـقَدُّمِيَة، والديموقراطية، وبالرَّغبة في إعطاء الأسبقية لِخِدْمَة مصالح الشعب وَتَحَرُّرِه.
وَيُستحسن أن يُشارك في رأسمال الشركة (المُؤَسِّـسَة لهذه القناة التلفزية المُشتركة) أشخاص من قِوَى اليسار في بلدان شمال إفريقيا. وَيُرْجَى أن يُشارك هؤلاء الأشخاص بِصِـفَتِهم أشخاص، وليس بِصِفَتِهِم مؤسّـسات حزبية، أو جَمْعَوِيَة.
إن المُشاركة في إنجاز قناة تلفزية فضائية مُشتركة هو تَحَدٍّ إِضَافِيّ مَطروح على قِـيّادات قـوى اليسار الأربعة بالمغرب. (وهي "حزب الطليعة"، و"حزب الاشتراكي المُوحد"، و"حزب المؤتمر"، و"حزب النّهج"). وإذا لم تقدر هذه القيادات على المساهمة في إنجاز هذا المشروع، فإن هذا العجز سَيُكِّدُ أنها دُون المستوى المطلوب.
وَلِتَوْضِيح شَكْل مُساهمة شَخصيّات من قِوَى اليسار، نَـطْرَحُ أن: 1) مُساهمة شخصيات من قِوَى اليسار في مشروع إنشاء التلفزة المُشتركة هي مُسْتَحَبَّة، لكنها ليست لَا إجبارية، ولا شَرْطًا. لأنه من المُمكن أن لَا تـقدر هذه الشخصيات اليسارية على المشاركة في إنجاز مشروع التلفزة المُشتركة. 2) يجب أن تكون مساهمة قوى اليسار على شكل شَخْصِيَّات يسارية مُستـقلّة، وليس على شكل مُؤَسَّـسَات حزبية صِرْفَة. 3) إذا لم تستطع هذه الشخصيات اليسارية أن تُؤَدِّيَ نَصِيبَها في رَأْسَمَال الشركة المُؤَسِّـسَة للتلفزة، فإنها سَتُصبح مُتجاوزة. 4) إذا تَأَخَّرَت، أو عَجزت، هذه الشخصيات اليسارية عن المشاركة في تحقيق المشروع، فإن باقي الشخصيات المُؤَسِّـسَة لهذا المشروع سَتُصبح غير مُجبرة على انتظارها.
10) مَن يُـقَرِّرُ في تَوَجُّهَات هذه التلفزة المشتركة؟
وَمِثْلَمَا هو الحال في الشركات الأخرى، يكون الأشخاص المُسَاهِمُون في رَأْسَمَال شركة هذه التلفزة المُشتركة، هم الذين سَيُناقشون، وَسَيُـقَرِّرُون، خَصَائِصَ هذه الشركة، وقانونها الداخلي، وَتَوَجُّهَ هذه القناة التلفزية، وَمَسْؤُولِيهَا، وَمأجوريها، وَنَوعية برامجها، وطريقة استعمال أوقات البَثّ، وَلَوائح المُتَعَاوِنِين مع القناة، إلى آخره.
11) أَمْـثِلَـة على بَـعـض الـبَـرَامِـج الـتَـلْـفَـزِيَـة الـمُـقْـتَــرَحَــة
مِن بين البرامج المُـقْتَرَحَة في مشروع التلفزة المُشتركة المُقبلة :
- نشرة إِخْبَارِيَة، يُعِدُّهَا صحافيّون مِهَنِيُّون، تـُقَـدِّمُ أهم الأحداث، والتطوّرات، الجارية.
- برنامج خاص بالتَعْرِيف بِتَـفَاصِيل أوضاع المُجتمع، في مجمل الميادين المُجتمعية، على شكل تَحْقِيـقَات مِهَنِيَة، وتـقَارير موضوعية، وَعُرُوض وَاضحة، ومُتنوّعة.
- برنامج خَاصّ بالاقتصاد، يتطرّق إلى مُجمل مواضيع الاقتصاد، والمُقَاوَلَات، والانتاج الصِنَاعِي، والتجارة، والخدمات، والرِّيع، والاحتكار، والغِشّ، والرَّشْوَة، والفَسَاد، والتَبَعِيَة لِلْإِمْبِرْيَالِيَة، واستحالة الخروج من التخلّف بواسطة الرأسمالية.
- برنامج خاصّ بالسياسة، يَتَـنَاوَل القضايا السياسية الحالية، على شكل حِوَارات، واستجوابات، فيما بين 2 أو 3 ضُيُوف، يَكُونون مُختلفين، وَمُتَـغَيِّرِين (وَيَنْتَمُون إلى اليسار، والوسط، واليمين).
- برنامج خاص بِالتَنْوِير، والتَوْعِيَة، والاحتياط، في ميدان الصِحَّة، الفردية والمُجتمعية.
- بَرنَامج خاصّ بالكُتب الأساسية، سواءً كانت قَديمة أم حديثة، على شكل استجواب 2 أو 3 من بين المُثـقَّـفِين والكتّاب حول مضامين هذه الكُتب.
- برنامج خاصّ بالتاريخ، يهدف إلى تَـثـقِـيـف جماهير الشعب في ميدان التاريخ (سواءً تاريخ المغرب، أم تاريخ مختلف بلدان العالم).
- برنامج خاص بالقانون، يهدف إلى تعريف جمااهير الشعب بالقوانين القائمة، وَبِـنـقَائِصِهَا، وَبِانْحِيَّازِهَا، وَبِمَشَارِيع تَـقْوِيمِهَا. ويقوم بمقارنتها بالقوانين القائمة في البلدان المُتَـقَدِّمَة.
- برنامج خاص بِالفَـلْسَـفَة، يهدف إلى تعريف جماهير الشعب بِـالثُـرَات الفَلْسَفِي العالمي، وتاريخها، ومدارسها، وأقطابها.
- برنامج خاص بالعلوم والتكنولوجيات، يهدف إلى تعريف جماهير الشعب بمختلف العُلوم، والتكنولوجيّات، والتِـقْنِيَّات. ويستعين جزئيًّا هذا البرنامج بِمُقتطفات مِن البرامج القديمة المشابهة، التي سبق أن عرضتها تلفزات في بلدان أخرى.
- برنامج خاص بالفُكَاهَة، يَتَبَارَى فيه الفُكاهِيُّون والفَنَّانُون، وَيَحتوي على السُّخْرِيَة النَاقِدة لِلظَّوَاهِر المُجتمعية المُتخلّفة.
ويمكن لهذه التلفزة المُشتركة أن تُحاول عَـقْدَ اِتِّـفاقيّات مع تَلْفَزَات عُمومية تَابِعَة لِبُلدان أجنبية، بهدف الاستفادة من إنتاجها الماضي، وبِهدف استعمال جُزْئِيٍّ لِمُـقْـتَطَـفَات مَأخوذة مِن بين رَوَائِــع البَرامج الماضية، والتي سَبَـقَ أن أُذِيعَت في هذه البلدان الأجنبية، خاصّةً في الميادين العِلْمِيَة، والتِكْنُلُوجِيَة، والثـقافية. ويُمكن ترجمة هذه المُـقْتَـطَـفات إلى اللغة العربية، أو الدَّارِجَة، أو الأمازيعية. مع الحرص، في كلّ مرّة، على الحُصُول على الرُّخَص الضرورية في هذا المجال، من عند ذوي الملكية الفِكْرية الأصلية.
12) اللُّــغَــات الــمُــسْــتَــعْــمَــلَــة في الــتَــلْــفَــزَة الــمُــشْــتَــرَكَــة
بِاعتبار مشروع التلفزة المشتركة مُوَجَّهًا إلى جماهير الشعب، وَبِاعتباره مُكَرَّسًا لِخدمة تَحَرُّر الشعب ونهضته، فإن برامج هذه التلفزة المشتركة ستكون باللغة العربية، وَبِالدَارِجَة الشعبية، وباللغة الأمازيغية (وليس بلغات الدول الغربية).
وينبغي في المُـقْتَطَـفَات، وفي الْاِقْـتِـبَاسَات، المأخوذة من الإنتاجات العِلْمِيَة الماضية الناجحة لتلفزات عمومية أجنبية، أن تكون مُترجمة إلى اللغة العربية، أو الدَارِجَة، أو الأمازيغية.

* * *
رحمان النوضة
(18 نونبر 2021). (حُرِّرَت صيغة أولى مُبَسَّطَة لهذه الوثيقة في سنة 2011. وَأُرْسِلَتْ إلى بعض قادة أحزاب اليسار بالمغرب).
(هذه الوثيقة غير موجّهة لِلْعُمُوم. وَالمَرجو عدم تَـقَاسُمها سِوَى مع الأشخاص المُؤَهَّلِين لِلمساهمة في إنشاء هذه القناة التلفزية الفَضَائِيَة المُشتركة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال


.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري




.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا