الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم العالمي للبيئة في 5 / حزيران ( لا نملك سوى ارضا واحدة )

عادل عبد الزهرة شبيب

2022 / 6 / 5
المجتمع المدني


اعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها المرقم ( 2994 - 27 ) والمؤرخ في 15 كانون الأول 1972 اعتبار يوم الخامس من حزيران / يونيو من كل عام يوما عالميا للبيئة في جلسة مؤتمر ستوكهولم في السويد . ولابد من اتخاذ الاجراءات العاجلة لإحياء انظمتنا البيئية المتضررة.
يركز موضوع يوم البيئة العالمي لعام 2022 المعنون " لا نملك سوى ارض واحدة " على العيش بشكل مستدام في وئام مع الطبيعة . ويصادف عام 2022 مرور ( 50 ) عاما على مؤتمر ستوكهولم الذي حدد يوم الخامس من حزيران كيوم عالمي للبيئة , حيث عقد المؤتمر الأول للبيئة في ستوكهولم عام 1972 تحت شعار " لا نملك سوى ارض واحدة " , وبعد مرور 50 عاما يظل هذا الشعار ساريا , فكوكب الأرض هو موطننا الذي يجب ان تحمي البشرية موارده المحدودة .
ووفقا لتقرير برنامج الأمم المتحدة المعنون " التصالح مع الطبيعة " والذي صدر في وقت سابق من هذا العام , فإن تحويل النظم الاجتماعية والاقتصادية يعني تحسين علاقتنا مع الطبيعة وفهم قيمتها ووضع هذه القيمة في صميم عملية صنع القرار . وبهذا الصدد قالت ( إنغر أندرسن ) المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة انه في عام 2022 نأمل أن نرى العالم يتجاوز منحى الخطر بشأن جائحة كوفيد – 19 , لكننا نفعل ذلك مع العلم بأننا ما زلنا نواجه الأزمات الكوكبية الثلاث وهي : " تغير المناخ , وفقدان التنوع البيولوجي , والتلوث " .
تقام الاحتفالات بيوم البيئة العالمي في 5 حزيران من كل عام حيث انه اليوم الرئيسي للأمم المتحدة لتعزيز الوعي العالمي والعمل من اجل البيئة . وقد نمى الاحتفال بهذا اليوم على مر السنين ليصبح اكبر منصة عالمية للتوعية البيئية العامة ويحتفل به ملايين الأشخاص في جميع انحاء العالم .
تشير تقارير الأمم المتحدة الى اننا ومنذ امد طويل مازلنا نستغل النظم البيئية لكوكبنا الأرض وندمرها حيث انه في كل ثلاث ثواني يفقد العالم من الغابات ما يساوي ملعب كرة قدم , وعلى مدار القرن الماضي دمرنا نصف الأراضي الرطبة وفقنا بالفعل ما يصل الى 50 في المئة من الشعاب المرجانية , ويمكن ان نفقد ما يصل الى 90 في المئة منها بحلول عام 2050 حتى لو اقتصر الاحترار العالمي على زيادة بمقدار ( 1,5 ) درجة مئوية . لقد ازدادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم لثلاث سنوات متتالية . ويركز يوم البيئة العالمي على استعادة النظام البيئي , وان استعادة النظام البيئي تعني منع ذلك الضرر وتغيير عواقبه انتقالا من استغلال الطبيعة الى علاجها . وفقط من خلال النظم البيئية الصحية يمكننا تعزيز سبل عيش الناس ومواجهة تغير المناخ ووقف انهيار التنوع البيولوجي . ومن الضروري اتخاذ الاجراءات العاجلة لإحياء انظمتنا البيئية المتضررة , وان استعادة النظام البيئي هي مهمة عالمية ذات نطاق واسع , ذلك انها عملية تستلزم اصلاح مليارات الهكتارات من الأراضي – وهي مساحة اكبر من الصين او الولايات المتحدة - ليتمكن الناس من الحصول على الغذاء والمياه النظيفة وسبل العيش , كما تعني عملية استعادة النظام البيئي كذلك اعادة النباتات والحيوانات من حافة الانقراض وتشمل كذلك العديد من الاجراءات البسيطة التي يمكن للجميع عملها يوميا من مثل زراعة الاشجار او تخضير المدن او اعادة بناء الحدائق او تنظيف القمامة بجانب الانهار والسواحل , ولاستعادة النظم البيئية منافع عديدة كما تشجع الاستعادة اتاحة الوظائف في المناطق الريفية حيث تشتد الحاجة اليها . تشير بعض الحقائق والأرقام الى انه يفقد سنويا اكثر من ( 4,7 ) مليون هكتار من الغابات اي اكبر من مساحة الدانمارك , وانه يصب ما يقرب من 80 % من مياه الصرف الصحي في العالم في محيطاتنا وانهارنا دون معالجة , وان العالم فقد ما يقرب من 87 % من الأراضي الزراعية الرطبة خلال الـ 300 عاما الماضية .
اما في العراق فهناك تدمير كبير للبيئة حيث تتعاظم اهمية الأمن البيئي بسبب المخاطر نتيجة تلوث الهواء والماء والتربة حيث لا تتوفر في العراق بيئة آمنة ونظيفة تؤمن صحة المواطن العراقي وتدعم التنمية الاقتصادية المستدامة , اذ ان هذا الموضوع ليس من اولويات القوى المتنفذة الحاكمة وقد شهد العراق في الفترة الأخيرة العديد من العوا صف الترابية التي ادت الى اصابة العديد من المواطنين بالاختناق وبالأضرار الصحية . وهذه العواصف الترابية ترجع الى التصحر الذي شهده العراق وانخفاض مناسيب مياه الانهار والاهوار والبحيرات بسبب السياسة المائية لمل من ايران وتركيا المخالفة للمواثيق الدولية الخاصة بالدول المتشاطئه . اضافة الى عدم وجود المساحات الخضراء والأحزمة النباتية الى جانب استخدام المولدات الأهلية على نطاق واسع في مدن العراق المختلفة وما تسببه من تلوث الهواء اضافة الى الاعداد الكبيرة من السيارات وما تطلقه من غازات تسبب تلوث الهواء , الى جانب العمليات الصناعية ومداخن معامل الطابوق وندرة استخدام التكنولوجيا النظيفة , كلها عوامل ادت الى تدهور الهواء في العراق عموما وبمعدلات غير مسبوقة.
فلنعمل معا من اجل بيئة نظيفة في العراق ومعالجة الأضرار التي لحقت بالبيئة العراقية نتيجة سوء الادارة والتخطيط وغياب الرؤى الاستراتيجية واعتماد نهج المحاصصة الطائفية .

المصادر :
1) الأمم المتحدة/ بمناسبة اليوم العالمي للبيئة .
2) برنامج الأمم المتحدة للبيئة .
3) صوت العراق / د. جيهان بابان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر