الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستتراجع تركيا عن اجتياح غربي كوردستان - الجزء الأول

محمود عباس

2022 / 6 / 6
القضية الكردية


في الفضاء الدولي، وعلى المستويات الجارية؛ القريبة من الحرب العالمية، وكطرف لها ثقلها على موازين القوى المتصارعة، تتحرك تركيا سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا، تستغل الظروف لتفرض مصالحها على القوى الكبرى والإقليمية، قد تهدأ لفترة لكنها لن تتخلى عن مطامعها ومشروعها، وستتحين الفرص المناسبة لاحتلال غربي كوردستان وعلى مراحل.
تحشد قواتها، والآلاف من المهاجرين العرب الذين يود إعادتهم وتسكينهم في المنطقة الكوردية، تقدم المخططات تلو المخططات لأمريكا وروسيا، وتعدل فيها عند الرفض أو الاختلاف، مستفيدة من الضعف الداخلي، وأخطاء الإدارة الذاتية، ومن النخر الذي بدأ يتوسع في مفاصلها المهمة، كدوائر قوى الأمن وغيرها، والتي من إحدى سماتها؛ أنتشار نمطية الأمن البعثي بين الأسايش، حتى ولو كانت حالات فردية، يقولها لي أحد كتابنا المعروفين من الوطن، وبحسرة، ما يسمعه ((إنني أشاهد كل يوم، احد .... وهو يتصرف كما كانوا يتصرفون رجالات المخابرات (بتعرف تحكي مع مين ولاك)) هذه اللغة تعكس ذهنية أدوات النظام الشمولي الدكتاتوري؛ انتشاره وباء كارثي، إلى جانب انعدام الأمل في تحسين البنية التحتية والواقع المعيشي، والمؤدي إلى تعالي التهديدات الأردوغانية، وتتالي حواره مع أمريكا على مصير المنطقة.
فكل تصريح منه أو من وزير خارجيته يسبقه أو يلحقه عرض جديد على أمريكا وروسيا، والهدف هو ذاته، احتلال المنطقة الكوردية، ومحاولة إزالة الإدارة الذاتية، وفي الواقع أية إدارة لها علاقة بالكورد، فالأقنية الدبلوماسية بينهم مفتوحة على مصراعيها، يتم التداول بين لجانهم المعنية بالأمر بشكل يومي.
استراتيجيتها التي لا تتغير تجاه الكورد وقضيتهم والتي هي أكثر من معروفة، مع ذلك سنكررها للتذكير ليس إلا:
1 البعيدة المدى، واضحة لأمريكا وروسيا وأوروبا مثلما لنا نحن، وهي منع إقامة إي كيان كوردي، ليس فقط الإدارة الذاتية الحالية، ومعروفة أسباب التكتم أو التغاضي الدولي عنها.
2 القريبة، هي تبديل القوى المتحكمة في غربي كوردستان بقوى عربية وتركمانية تابعة لها، وعليه قامت باحتلال المناطق وعلى مراحل، وهي أكثر من معروفة للجان الأمريكية والروسية المعنية بالقضية السورية، وقد تحدث فيها جيمس جيفري، وبريت ماككورك، أمام الكونغرس، وكذلك بوگدانوف، ومسؤولين أخرين من الجانب الروسي.
3 الحالية، هي ملء الفراغ الموجود بين المناطق المحتلة، أي بين سري كانيه وكري سبي والباب وعفرين وإدلب، وجعلها منطقة متصلة ببعضها، وعلى هذا الأساس تغير في صيغها ونصوصها المطروحة على طاولة الحوارات مع أمريكا وروسيا، إلى أن تتلاءم ومصالحهم، وبشكل خاص مصالح أمريكا والتي ستكون تبعات الهجوم بدون الموافقة؛ خطيرة على مستقبل حزب العدالة والتنمية وتركيا عامة.
تركيا (ولا نقول أردوغان، لأنه وباء ينتقل من نظام إلى أخر، بغض النظر عن الحاكم) لن تغير من طموحاتها، حتى لو غيرت من المسميات، والمضمون، ولا تهمها ما ينجم عن الإدارة الذاتية، حتى ولو أنها تسخر بعض نشاطات الـ ب ي د للتأكيد على تبريرات اجتياحها. فلو كانت الإدارة الذاتية تدمر فعلا القادم الكوردي، كما نوهنا إلى أخطائها، فيما لو حللناها من البعد الإيديولوجي أي عندما تفرض منهجية الأمة الإيكولوجية أو الديمقراطية، فلماذا ياترى تريد تركيا إزالتها؟
فهل نحن أمام دولة محتلة لكوردستان تريد الخير للشعب الكوردي! وتريد أن تنقذه من براثن الـ ب ي د أو قوات الـ ي ب ك؟
أم أنها ترى المختلف، والقوى الكوردية الحزبية لا تعي الجاري؟ وتركيا كانت ستهاجم بشراسة لا تقل عن الجاري فيما لو تم رفع علم كوردستان على حدودها، ولكانت الحجج بأوجه مختلفة؟ ومعروفة لنا جميعا أن تركيا منذ الكمالية وحتى اليوم هدفها القضاء على الماهية الكوردية. وظهور الإقليم الفيدرالي في جنوب كوردستان، كانت تجربة مريرة لها، فرضتها الظروف الدولية، وستعمل المستحيل لئلا تتكرر، وهي قضية تحتاج إلى دراسة واسعة.
بما أن الـ ب ي د والأحزاب التابعة لها، كانت تدمر عفرين، وتخلق الكوارث في شرق الفرات، وهو ما يجري فعلا وعن جهالة، من البعد المعيشي والإداري والسياسي، فلماذا تركيا تريد القضاء على الإدارة التي تخدم، كما يتهم، مشاريعها التوسعية، والتدميرية بحق الأمة الكوردية؟
من المؤسف أننا كحراك كوردي وكوردستاني غارقون في الخلافات الداخلية ونتناسى على أن أردوغان لا يقف على الاحتمالات، ولا ما أقدمت عليه الـ ب ي د من الكوارث بحق ديمغرافية المنطقة الكوردية، ومعارضتها، ما دامت لها صبغة كوردية، أو توصف في الأروقة الدبلوماسية العالمية أو على الإعلام على أن المنطقة تدار من قبل قوى كوردية، أي عمليا لن تسمح تركيا ومعها إيران، قدر ما تتمكن من أن يكون للكورد دور في قادم سوريا، حتى ولو كتبعية وموالي، أو أدوات تحت الطلب.
للكورد وحدهم الحق في معاتبة، ومعارضة، ونقد الـ ب ي د، والقوى التابعة لها والتي تدير الإدارة الذاتية، ومطالبتها بتغيير سلوكها ومعاملتها مع الشعب والمعارضة الكوردية، فهي سلطة شمولية دكتاتورية بالنسبة للشعب الكوردي، حتى ولو أنها لا تمثل إلا جزء بسيط من الشارع الكوردي، تحكم وتفرض طغيانها، والمطلوب منا ككورد معالجة القضية، وعلينا ألا نسمح للأعداء بالتدخل فيما بيننا. فما يحق للحراك الكوردي لا يحق لتركيا ولا لإيران وللنظام ولا للمعارضة السورية، رغم أن الطلب من الأعداء بعدم التدخل في شؤوننا الداخلية سذاجة سياسية، فطوال تاريخنا، وساحاتنا عرضة لكل الانتهاكات، واليوم أساليب الإدارة الذاتية وجهالة البعض من قياداتها ومنهجيتها الشاذة، وتفردها بالسلطة، وأخطائها الإدارية تفتح الأبواب للأعداء بالتكالب على الشعب الكوردي. أما مهاجمة القوى المتربصة بنا نابع من منطق عداوتهم للقضية الكوردية، وهنا يكمن التداخل الكارثي التي تستغلها أو تتغاضى عنها معظم أطراف حراكنا.
يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
4/6/2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة -هيومن رايتس ووتش- توثق إعدام 223 مدنيا شمال بوركينا ف


.. بعد فض اعتصام تضامني مع غزة.. الطلاب يعيدون نصب خيامهم بجامع




.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د