الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة الشعبية في فلسطين-2

سعيد مضيه

2022 / 6 / 6
القضية الفلسطينية


احتدام المواجهة
قرر الحزب توثيق العلاقة مع الجناح الكفاحي من الحركة الوطنية ، وابتدأ بحمدي الحسيني. "في عام 1931 أسس حمدي الحسيني عصبة مقاومة الاستعمار وهي اول مجموعة وطنية تتبنى أفكارا إصلاحية –اجتماعية- نظرية لم تعهدها الاتجاهات الوطنية في ذلك الحين[2/89]. وفي نفس العام دُعِي حمدي الحسيني لحضور مؤتمر مكافحة الاستعمار المنعقد بباريس، ثم انتقل الى موسكو ، حيث استقبله ستالين بالكرملين.[2/89]
التقى الحسيني بستالين في الكرملين، وكان المترجم نجاتي صدقي ، كما أفادت ابنته. أراد الزعيم السوفييتي اختبار" حساسيات حمدي، فقال له حين دعاه للجلوس: لقد جلس على هذا الكرسي من قبلك ملك الأفغان، امان الله خان" . اجابه حمدي على الفور :"ان جلوس ملك الأفغان على هذا الكرسي لا يشرفني قطعا". لمس ستالين نزعة حمدي اليسارية وانطلق يحدثه عن قضايا الشرق الأوسط والاستعمار، وركز حديثه على الرشوة "قائلا انها أخطر ظاهرة في الحركات الوطنية، وهو يعني بالرشوة الأساليب التي يلجأ اليها المستعمر لتلويث ضمائر الزعماء والقادة واستدراجهم لخدمة مآربه ومصالحه...ومما قاله لي حين اصطاف في لبنان : ‘نظل نكافح في سبيل استقلال فلسطين مهما كلف الثمن، ومهما كانت النتائج’ "[2/90]
في تلك الأثناء ثابر الشيخ عز الدين القسام إلقاء الخطب بجامع الاستقلال في حيفا، محذرا من مخاطر الهجرة اليهودية والاستيطان اليهودي. انتقل الشيخ عز الدين القسام من التحريض إلى العمل وأعلن الكفاح المسلح من أحراش يعبد يوم 20 تشرين ثاني / نوفمبر 1935، حيث استشهد في نفس اليوم فألهب استشهاده ارجاء فلسطين وانتفض الوجدان الجمعي يطلب السير على درب الشهيد. احدث استشهاده هزة عنيفة في أرجاء فلسطين."نشر حمدي الحسيني ومحمد نمر عودة بيانا فور شيوع نبأ الاستشهاد، مؤيدين نهجه الكفاحي في مقاومة الانتداب[3/119]. ويقول خليل البديري"صدرت عدة دعوات للاضراب والعصيان المدني بعد استشهاد القسام.[3/120].
تصاعدت الاحتجاجات مصحوبة بمزاج شعبي ثوري ارغمت قيادة الحركة الوطنية على العدول عن التوسل للانتداب وانتهاج خط المواجهة. وحدث الإضراب العام الذي استمر ستة أشهرـ تحمل الفلاحون خلاله الإرهاق والحرمان الشديدين، وتسارعت الدعوات لإنهائه مع حلول موسم قطاف حمضيات بيارات "الأفندية". صدر بيان الدول العربية يعلق الأوهام على "الصديقة" بريطانيا. كتب فائق وراد في مذكراته : " أثناء الإضراب عانت قريتنا شأن غيرها من القرى . كنا نتبادل إنتاجنا الزراعي بمواد أخرى مع قضاء نابلس. نشأ قادة محليون في القرى، وكان من أبرزهم في منطقتنا الشيخ عبد الفتاح زبن من المزرعة الشرقية ، وكان معروفا بشجاعته وحسن سيرته واخلاقه وانضباطه"[1/20].
حين أعلن الإضراب العام في 9 نيسان/ إبريل1936، تعطلت الدراسة والتجارة وحركة النقل والموانئ. قاطع الجميع متاجر اليهود. أضرب الطلبة ذكورا وإناثا ولم تردعهم التهديدات بضياع السنة الدراسية."كانت المراة تكتفي هي واولادها برغيف خبز مع زعتر...اعتمدت على اعمالها في توفيرالأكل لأطفالها ؛ بتربي معزة بتاخذ من لبنها بتغذي أولادها ، بتزرع حديقة بيتها ..[4/199].
جرى إحياء هذا التقليد مع اندلاع انتفاضة عام 1987، ونشطت زراعة الحواكير بجانب البيوت في القرية والمدينة، الى جانب تربية الدجاج البياض واللاحم والأرانب لتأمين الاكتفاء الذاتي.
ساهم الإضراب في نشر محنة الفلسطينيين في انحاء العالم . وكتب اول رئيس وزراء للهند، جواهر لال نهرو في مذكراته عن الإضراب شارحا محنة الشعب الفلسطيني وقلقه. انتهى الإضراب دون ان يحقق نتيجة عندما طلب حكام الدول العربية من شعب فلسطين وقف الإضراب متسولين عطف " الدولة الصديقة". بسبب عقم الإضراب انطلقت الثورة المسلحة؛ شاركت في الأنشطة المؤازرة للثورة الكاتبة ساذج نصار، زوجة شيخ الصحفيين الفلسطينيين نجيب نصار، وتحت إرشادها نشطت ميمنة القسام ، ابنة القائد الشهيد.
ثورة 1936
ثم اندلعت الثورة عام 1936 ، وقودها فلاحون وكسبة نفذ صبرهم على الهجرة اليهودية وتواطؤ الانتداب. لم تخضع فعاليات الثورة لقيادة موحدة ومضت بدون تنظيم او تخطيط. شملت الثورة مناطق فلسطين كافة. من ذكريات الرفيق الراحل فايق وراد إحدى المعارك مع الانتداب جرت في الجوار: "كانت منطقة عيون الحرامية على طريق نابلس – القدس تشهد اكثر المعارك ضراوة مع دوريات الجيش البريطاني، وذلك لملاءمتها لحرب العصابات. وبرز قادة آخرون في منطقة رام الله ، منهم محمد العمر من مزارع النوباني وأبو عبد الله الشامي (محمد أحمد مصطفى) من بيت عور التحتا، وعبد الدايم عبد الصمد من البيرة ، واحمد علي العيساوي من العيسوية والقائد حسن سلامة من قولية"[1/20].
يتذكر الرفيق وراد ان فصيلا من الثوار بقيادة محمد العمر انتشر في منطقة رام الله والبيرة مع مجموعة من الثوار، الأمر الذي دفع بالجيش البريطاني للقدوم الى رام الله بمساعدة برية وجوية ؛ فجرت اشتباكات عنيفة بين الثوار وجيش الاحتلال . ومع اشتداد المواجهة هبت مجموعات كبيرة من الفلاحين من القرى المجاورة لمساعدة الثواروإسنادهم . اغلق الثوار المدارس حفاظا على أرواحنا وعدنا ، نحن الطلاب الى بيوتنا قبل الظهر . انتهت المعركة مساء ذلك اليوم بسقوط عدد كبير من الشهداء، وعدد اكبر من الجرحى ؛ واندفع الناس لحمل الشهداء والجرحى من أرض المعركة؛ كانوا يحملونهم على الحمير والبغال ويبعدونهم عن عيون الجيش والجواسيس. اخفوهم بادئ الأمر في جامع القرية(بيتين)لمداواة الجرحى. استطاع الأهالي إسعاف الجرحى بما تيسرمن وسائل تحت ضوء شحيح جدا، خوفا من هجوم الجيش البريطاني على الجامع ومن ثم اعتقالهم. لهذا نقلوهم مرة اخرى من الجامع الى البراري ، حيث المغر والكهوف[1/17].
ومن ثم توجب على الأهالي ان يتابعوا حالة الجرحى من حيث توفير الطعام والشراب والعناية بهم، صار الواحد يذهب الى الجريح في الصباح ويمكث عنده حتى المساء، ثم يأتي آخر ليحل محله.. في تلك المعركة سقط أكثر من عشرين شهيدا ، كان أربعة من بيتين، ومن دير دبوان استشهد ثمانية، ومن برقة ثلاثة ....شاهدْتُ النساء في الجامع يمسحن الدماء عن الجرحى على ضوء السراج ولمبات الكاز[1/18]... كان سائدا بين الناس أن مكان استشهاد الثائر مكرم ، ومن الواجب وضع حجر فيه عند المرور لتكريمه. صارت كومة الحجارة تكبر مع الأيام[1/19].
وفي عرابة البطوف بالجليل أورد السيد احمد صالح الجربوني في كتاب "الذاكرة الحية" حكايات عن وقائع من ثورة 36 واخرى من الصدامات مع الاحتلال الإسرائيلي. سهل البطوف، بخصبه وتنوع وتعدد الخضرة في ربوعه، قد أثر في ذهنيات البشر الملتصقين به . السهول بثراء محاصيلها وتنوعها ، وكذلك تنوع ألوانها وتمازجها في لوحات طبيعية جذابة ، وكذلك التجدد فى الحياة .. كل هذه الوفرة انعكست وفرة في العطاء والجود وطبعت سلوك البشر وتفكيرهم بالرفق والنخوة واللين والإبداع والتحضر لينتج عن ذلك كله ثقافة تفاعل ووئام وثقافة مقاومة وتحدي . قدمت عرضا للكتاب اختصرت الحكايات . وفيما يلي حكايتان عن واقعتين ذاتي دلالة عن الروح الكفاحية التي حفزت النضال الثوري في تلك الحقبة:
"ايام ثورة الثلاثينات كانت عرابة البطوف منطلقا للثورة، وتكررت غارات الجيش البريطاني على القرية يفتشون ويتلفون المواد التموينية ويعتقلون. ذات غارة جلبت القوة العسكرية البريطانية معها احد العملاء مقنع الرأس والوجه. طلب ضابط القوة جميع الرجال الحضور الى ساحة القرية والانتظام في صف يمرون واحدا واحدا امام العميل ." مر الشباب والشيوخ وانهال العميل عليهم بالضرب، ولم ينج من عصاه أحد حتى وصل الشيخ سعيد المصطفى، مختار القرية وأحد ابرز المثقفين بالمنطقة، والقاضي العشائري الأول في البلاد"؛ هوى عليه العميل بالضرب.
" وما ان راى ذلك الشيخ صالح الأحمد حتى وثب كالأسد من الصف الطويل وتقدم من العميل ونزع الغطاء عن راسه، ثم اشبعه ضربا شديدا، وهو يصرخ‘ يا خائن يا ابن الكلب، تضرب شيخ عرابه وشيخ البلاد كلها، يلعن ابوك وابو الانجليز اللي جابوك على بلدنا ياخاين يا نذل..."46
ذهل القائد واسرع يحاول انقاذ العميل وليهدئ من غضب الشيخ صالح، ثم حاول ان يسترضيه، ولكن الشيخ ظل يصرخ وكانت كلماته كانها طلقات رشاش".
عندها أمر القائد جنوده بسحب العميل الى إحدى المجنزرات، وما هي الا دقائق حتى غادرت قوة الدهم القرية وسط إكبار الناس وإعجابهم"- 46 .
ورثة الانتداب
...كان من بين جرحى المعركة مع الانجليز عبد الله الحجيري، ما إن رفعوه على ظهر جمل لنقله الى مستشفي في سوريا حتى خلع حذاءه وقدمه لصديقه محمد الفاعور ، وقال: خذ حذائي ، يصعب عليك أن تعود الى الظهرة- حيث منازلهم- حافي القدمين ( كثر من بين الثوار من اجتاز الفيافي بدون حذاء في قدمه). أما انا فساتدبر ، أمري بعد العلاج". ظهرة ابو الهيجا كانت مقرا للثورة ، لأن الدوريات البريطانية ابتعدت عنها نظرا لوعورتها وصعوبة التحرك فيها.
توقفت الثورة الفلسطينية بعد ان استشهد قادتها ، وأبرزهم في منطقة الشمال عبد الله الآصبح؛ إذ قضى بعد مواجهة حامية ثم مطاردة طويلة ، حتى تمكنت إحدى طائراتهم من إصابته بقذيفة ، فخرّ شهيدا في نيسان 1938 على سفح جبل الجرمق ... .
في الظهَرة استقر عبدالله الحجيري.-58
ما ان استتب الأمر لحكومة إسرائيل ، وإذا بجهاز مخابراتها يعرف كل شيء عن الثورة. لذلك كان الحجيري أول من فرضت عليه الإقامة الجبرية في الظهرة بامر من حاكم الجليل العسكري.. هكذا ظل الشيخ عبد الله كما صار يدعى، سجينا في الظهرة ، يتجدد أمر حجزه حتى العام 1972.
بعدها انطلق يتجول في البلاد من الشمال حتى مرج بن عامر برفقة أحد اولاده كتجار مواشي. ذات يوم ، مرا بالقرب من منازل عشيرة القديرات التي شردتها رياح النكبة مع أميرها خالد المعجل ، فطلب من ابنه ان يوقف السيارة وينتظره بعض الوقت ، عرض الابن مرافقته ورفض بعناد: " زيارة إخوتي واحبابي النازلين في المنطقة...وراء الرويسة "...‘اود أكون لوحدي عندهم وفي زيارتهم"-59
عاد الشيخ بعد ساعتين، ورأى الابن امارات الأسى والحزن بادية على وجه والده، رغم محاولته إخفاءها. وسأل الابن وألحّ؛ تعالى الشيخ على الحزن والذكريات المؤلمة ، وراح يحدث ولده بصوت متقطع عن معركة خاضها ورفاقه الثوار هناك ، وأشار الى المكان ، وان ثمانية من إخوانه استشهدوا فيها ودفنوا في أرضها .. وأضاف : صار الواجب يا بني – بعد رفع الإقامة الجبرية عني – ان ازورهم ، فهم إخواني وأحبائي. ثم ارتفع صوت الشيخ بالبكاء. بعدها ساد الصمت الى ان استجمع قواه وقال : لن انساهم جميعا ما حييت.
"- يا سلام تتذكرهم وتبكيهم كانهم سقطوا قبل اسبوع؟!... كل إخوانك الثوار بمثل حنانك ووفائك يا أبي؟
"نعم يا ولدي ، تلك أيام مضت لكنها لا تنسى ، فيها تآخينا ووقعنا عهد الوفاء للوطن وللشعب ، وكذلك لبعضنا بالدم ... نعم أذكرهم جيدا ، واحدا واحدا ، الله يرحمهم".60
يضيف الكاتب أحد صالح جربوني: ثورة غريبة سبقت الزمن، فانطلقت قبل موعدها في ظروف صعبة جدا، لم يكن لمقاتليها ذخائر كافية وسلاحهم بنادق قديمة بلا تموين ولا إسعاف ميداني، كل رجالها كانوا آية في العطاء والوفاء، وفي الصدق والحنان. منهم من لايملك ذخيرة ولا حذاء، بل إيمان لا يتزعزع بعدالة القضية وثقة بالقيادة. لذلك قاتل رجال الثورة الفلسطينية بشجاعة ادهشت المؤرخين، وما زالت تثير إعجاب الباحثين لإيمانهم ان الوطن للجميع وانه الأب الحاني لكل الأبناء-61

ساهمت المراة الفلسطينية بدور كبير في رفد النهوض الثوري ، اختلف بين المدينة والريف.
تحدث اكثر من شاهد، مثل عصام عبد الهادي، عن"خلايا القسام" أو "رفيقات القسام" ضمت نساءًا من قرية الشيخ ، ومن قرى ألوية حيفا وعكا ونابلس[4/348]. ضم الفريق النسوي رقية الحوري من حيفا وخزنة الخطيب ونايفة الزبن التي كان بيتها ملتقى نساء الإطار". كانت تتردد على بيت نايفة نساء من الطيرة ومن عكا. كانت النسوة المسنات يقمن بغسل ملابس المناضلين، حين يصعدون الجبال للتدرب، ويحضرن الأطعمة خبزا ومؤنا ويصعد بها الصبايا الجبال حيث يقيم المناضلون. وكن يجمعن التبرعات وبعضهن يستقبلن المجاهدين الجرحى في بيوتهن. تفكك الإطار باستشهاد القسام.
شاركت المراة الريفية بنقل السلاح وإخفائه وتنظيفه وبتزويد المناضلين بالمؤن والماء والذخيرة ونقل رسائلهم وإخفائهم واستطلاع الطرق وتقديم إسعافات اولية مبسطة. بينت شهادات الرواة الشهود، من رجال ونساء أن القرويات كن يصعدن الجبال ليلا يحملن قرب الماء والمواد التموينية ، وإذا صدف وقابلهن الجنود يجبنهم انهن ذاهبات إلى(المشحرة- حيث يصنع الفحم) ليطفئن الفحم الملتهب. البعض اخفين السلاح بين رزم الحطب، أو الخضار وحملنه على رؤوسهن، ولدى الرجوع يلتقطن الزيتون كي لا يثرن شكوك الجنود الانجليز.
وفي قرية حلحول حجزت سلطات الانتداب مجموعة من الشباب في ساحة مكشوفة أحاطتها بأسلاك شائكة ( تيل بلغة اهل القرية) ومنعت عنهم الطعام والشراب أياما متتالية. عرفت الحادثة باسم التيل وعامها 1938 عام التيل، أرّخت به الولادات والوفيات . كان ذلك في شهر حزيران وتحت شمسه اللاهبة. تظاهرت نسوة من البلدة ضد الحصار وجلبن الأطعمة والمياه التي القاها الجنود على الأرض امام أنظار المعتقلين. توجهت نسوة إلى القدس يقدمن المذكرات إلى السفارات والقنصليات. سقط عدد من المعتقلين صرعى الجوع والعطش. وصلت لندن أخبار الحصار؛ وأثيرت داخل مجلس العموم. أنكر رئيس الوزراء الخبر ونفى ان يقْدم "اكثر جيوش العالم أخلاقية" على تصرف كهذا. لكن وفدا طبيا زار المعتقل واجرى كشفا على المعتقلين وحذر من أن الجميع سيلقون حتفهم خلال يوم او يومين ، كما قدم توصيات بصدد كيفية إطعام من بقي على قيد الحياة. فقد الحياة في هذا الحصار الهمجي ثلاثة عشر رجلا، بعضهم راوغ الجنود بمسوغ جلب بندقية ونزل بئر الماء والحق بطلقة صرعته.
وفي شهادة يسرى البربري نطلع على أن " المرأة اشتركت بالنضال العسكري مع الرجل . كانت المراة القروية هي التي تمون وتمول رجال المقاومة في الجبال والكهوف ، وكانت تقوم بدور المخابرات: تنقل الأخبار لرجال المقاومة، وتتلقى التعليمات تنقلها للخارج....". في ثورة 1936ذاع صيت الحاجة عائشة أبو الغيدا الشوكانية ، إحدى النساء اللواتي شاركن في العمليات القتالية مع المجاهدين. واشتهرت أيضا رقية بنت الشيخ محمود عبد الرحيم ، كانت تتبع الثوار في المغاور وعلى ذرى الجبال ، تحمل المؤن للثوار وتنقل لهم تحركات الدوريات العسكرية . كانت نساء المدن ينقلن أخبار تحركات الجيش الى النساء القرويات كي يبلغنها للثوار. وكن يستقبلن القرويات يلبسنهن ملابسهن كي يجلسن ويتداولن الأمور مثل أساليب تضليل الدوريات والجواسيس وسبل كشف الجواسيس ، الذين يتنصتون عند شبابيك البيوت. كانت الطالبات ينظمن دورياتهن لهذه الغاية.
احيانا ترافق بنت على قدر من الشجاعة أحد الثوار،" ماشيات يحملن السلال على الرؤوس، محضرات ، ما حدا بيعرفهم . عندما يصير إشي، يعرفوا ، يزتوا الفرد(يرمي المسدس إلى البنت المرافقة) وتتناول الفرد وتحطه في السلة وتحط فوقه خضرة"[4/81]. بقيت حميدة أبو ريا تدب (تملأ) السل كله سلاح، وتحمل السلاح، وتظل طالعة والعسكر يبقوا واقفين على الباب ، تمرق تدب السل وتحط السلاح ."[4/81].








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على