الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رُهاب إسرائيل من العَلَم الفلسطيني (1 من 3)
نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)
2022 / 6 / 6
القضية الفلسطينية
نهاد أبو غوش
وسط حالة من الجدل الشديد حول رفع العلم الفلسطيني في القدس وفي أوساط الفلسطينيين العرب في إسرائيل، صادقت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي مطلع حزيران الجاري، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يحظر رفع العلم الفلسطيني في المؤسسات التي تُموّلها الدولة، وقد صوّت إلى جانب هذا القانون الذي قدمه النائب الليكودي إيلي كوهين 63 عضوا من قوى المعارضة والائتلاف الحكومي على السواء، بينما عارضه 16 نائبا من النواب العرب وبعض ممثلي اليسار الصهيوني.
وكان لافتا قيام رئيس الوزراء نفتالي بينيت والمُرَكّبات اليمينية في ائتلافه الحكومي، بالتصويت لصالح هذا القانون جنبا إلى جنب مع سلفه بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود، وباقي أطراف المعارضة اليمينية، وذلك على الرغم من السلوك الذي ميّز أطراف المعارضة والحكومة بامتناع كل طرف عن تأييد مشاريع القوانين التي يقدمها الطرف الآخر بما يشمل القضايا الحساسة والأمنية، ما يؤكد أن الموقف من العلم الفلسطيني ودلالاته بات محلّ إجماع اليمين الإسرائيلي بمختلف تلاوينه. وقد تغيب عن جلسة التصويت لأسباب متباينة كل من رئيس الوزراء البديل يائير لابيد وأعضاء حزبه "يوجد مستقبل" باستثناء رئيس الكنيست ميكي ليفي، وكذلك وزيرالأمن بيني غانتس، فيما انقسم أعضاء الائتلاف الحكومي حيث صوتت أحزاب اليمين جميعها مع القانون بينما عارضه نواب "ميريتس" والقائمة العربية الموحدة.
استهداف الهوية الوطنية
اللجوء إلى خيار استثمار الغالبية المتاحة في الكنيست لفرض تشريعات تُقَيّد حقوق الفلسطينيين في إسرائيل في التعبير عن هويتهم الوطنية وانتمائهم القومي، جاء ردا على موجات التعبير عن هذه الهوية الوطنية عبر سلسلة من الفعاليات والأنشطة الجماهيرية والتي امتدت من مسيرات العودة للقرى المهجرة خلال السنوات السابقة، وصولا إلى أنشطة الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية وخاصة جامعة بن غوريون في بئر السبع، وجامعة تل ابيب، إلى مظاهر التعبير عن الهوية الفلسطينية كما في أحداث هبة تشرين عام 2000، أو أحداث شهر أيار 2021.
ولعل في الاستقواء بالقانون المستند للأغلبية اليمينية في الكنيست لمواجهة ظاهرة رفع العلم الفلسطيني دليلا إضافيا على أن الحملات التي خاضتها قوى اليمين في الماضي ضد العلم الفلسطيني ودلالاته لم تكن تستند إلى أي مُسوغ قانوني، بل هي جزء من حملات التحريض على كل ما يتعارض مع الاتجاه المهيمن لتهويد الدولة ورموزها ومنع كل ما يتعارض مع هذا الاتجاه، الأمر الذي بلغ ذروته في سن قانون أساس القومية في تموز/ يوليو 2018، والذي بات يشكل قاعدة لمزيد من التشريعات والممارسات التمييزية.
الحادثة التي استفزت قوى اليمين الإسرائيلي من الشركاء في الحكومة وقوى المعارضة كانت فعاليات إحياء ذكرى النكبة في جامعة بن غوريون في بئر السبع، والتي دفعت رئيس بلدية المدينة روبيك دانيلوفيتش إلى اتهام إدارة الجامعة بالتخاذل قائلا أنه يشعر بالصدمة والخجل، صحيفة هآرتس ذكّرت قراءها بأن رئيس البلدية هذا كان ناشطا في الجامعة عينها، ولشدة تطرفه قامت إدارة الجامعة بمعاقبته وحظر نشاطاته.
معاقبة الجامعات
لكن تحريض دانيلوفيتش وصل إلى مراكز القرار في مجلس الوزراء، حيث وصفت وزيرة التربية والتعليم يفعات شاشا بيتون أنشطة الطلاب العرب بأنها " لا يتقبلها العقل"، وقد توجهت الوزيرة للحصول على استشارات قانونية لمواجهة هؤلاء الطلاب الذين يشاركون في التحريض والعنف والإضرار برموز الدولة.
أما وزير المالية أفيغدور ليبرمان، فلم يكن بحاجة إلى استشارات، ولوّح بوقف الميزانيات التي تدفع للجامعة في أعقاب الاحتفال. في حين دافعت إدارة الجامعة عن قرارها، وقالت في بيان لها بحسب افتتاحية صحيفة هآرتس التي كرست لنقاش الموضوع " نحن نتفاخر بطلابنا على جانبي المتراس، وهذه الرياح هي التي يجب أن تهب بدلا من الرياح السيئة والمتصاعدة للفاشية".
قبل ذلك شهدت جامعة تل أبيب تظاهرة مشابهة رفع فيها الطلاب العرب علم فلسطين، ما شكّل صدمة لبعض الأوساط الإسرائيلية بما في ذلك لبعض الإعلاميين، حيث علّق المذيع التلفزيوني في القناة 12 حاييم اتجار على الواقعة بقوله " هذه صورة من جامعة تل أبيب، هؤلاء الناس ومن بينهم طلبة جامعيون يعتقدون أن قيام دولة إسرائيل كارثة، إنهم لا يدعون إلى المساواة بل يعارضون حقيقة وجودنا، ويدرسون في جامعة يجري تمويلها من مواردنا المالية، السماح لهم بذلك هو الغباء بعينه".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله