الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك .. ! 2 من 3

أمير أمين

2022 / 6 / 6
الادب والفن


مع مجموعة من العراقيين تم نقلنا الى الجزيرة الثانية..كان المكان هذه المرة مختلف قليلاً من ناحية صغره قياساً بما كنا عليه وهو عبارة عن فندق قديم يحتوي على ثلاثة طوابق , كان الارضي فيها يستخدم للطبخ وتوزيع الاكل والاستراحة اي كان مطعماً يكفي لمئة شخص أما الطابقين الاول والثاني ففيهما عدد من الغرف يتوزع عليها اللاجئون ..حيث أنني سكنت في إحداها مع إثنين من العراقيين اللذان تعرفت عليهما وعرفت أنهما من المقربين للحزب الشيوعي أي أصدقاء الحزب ..كانت المدينة صغيرة وهادئة على العكس من هذا المكان الذي يضج بالنزلاء وخاصة الفلسطينيين وكانت تعمه الفوضى والصياح وتكسير بعض الاغراض بشكل متعمد كما كان يحوي على عدد من اللاجئين من الذين تخصصوا بسرقة المحال التجارية وبيعها بسعر رخيص جداً على من يشتريها كالاحذية والملابس وغيرها ومنهم بعض العراقيين حيث كان من بينهم رجل يقول أنه كان نقيب إداري في الجيش السابق ..كان هذا الحرامي يأخذ حقيبة فارغة ويعود ومعه بعض الاغراض المسروقة يبيعها على اللاجئين الذين لم تتلوث أياديهم بالسرقة لكنهم مشاركين فيها من خلال عملية الشراء ..! المهم كنت كثيراً ما أترك الفندق بعد وجبة الفطور وأتمشى في المدينة لغرض استكشافها وخاصة البحر والبحيرات التي صرت أصطاد فيها السمك ..وفي يوم قبيل الظهر لاحظت أن إمرأة تتلفت يمنة ويسرة وبيدها ورقة تنظر اليها ..كانت كالمشدوهة..وفجأةً صاحت ..عفواً ..عفواً.. هل أنت عربي ..قلت لها نعم ..أنا عراقي..ردت مرحبة وواصلت ..أنا أخذت إقامة في هذه المدينة وهذا عنوان سكني الجديد ولا أعرف أين هو ..أخذت منها الورقة وتمعنت ملياً بالعنوان وقلت لها ..أنا جديد هنا وأعيش بالكامب لكني سأساعدك بالبحث عن العنوان ..وصرنا أنا وهي نسأل عنه المارة وكان قريباً وسهلاً لما عثرنا عليه ..شكرتني وغادرت ..بعد أسبوع سمعت ان في المدينة مكتبة فيها كتب عربية ..قلت أنها فكرة ممتازة أن أقتني كتاب وأقوم بمطالعته وأن لم أستطع فسوف أقرأه داخل صالة القراءة ..دخلت المكتبة وقرأت شيئاً فيها وحينما خرجت شاهدت المرأة واقفة تنوي الدخول اليها ..! بصراحة لقد نسيتها لكنها فاجئتني بكلمة ..مرحبة ..نسيتني ..مو أنت الذي ساعدني في البحث عن سكني الجديد ..!! قلت لها ..الله..لم يكن في بالي أنني سألتقيك يوماً ما ..لكنها أكدت أن المدينة صغيرة وممكن أن أراها كل يوم ..كانت شغوفة بالمطالعة وتفهم اللغة الانكليزية بالاضافة الى أنها لاحقاً تعلمت الدنماركية بسهولة ..كانت جذابة , شعرها ناعم لكنه قصير وكان قوامها ممتلأ ..ليست رشيقة ولا سمينة وبشرتها كانت حنطية اللون وصوتها ناعس وهي حسب ما ذكرت لي من بلد عربي آخر لكنه غير مجاور للعراق ..سألتني.. هل تأتي دائماً للمكتبة ..! قلت لها ..أنا أحب القراءة وربما سأكون نزيلاً دائماً هنا ..ضحكت وردت ..إنشالة نصير نتشاوف ....كانت خلال عدة أيام تنتظر قدومي للمكتبة ولا أدري لماذا لم أحقق رغبتها حيث تأخرت عن المجيء حوالي أربعة أيام وبعدها التقينا وكأننا أصدقاء وكانت الشمس في مرحلة الغسق والجو بدأ يبرد ..رحنا نتمشى قرب ساحل البحر ..لم يكن أحداً هناك ..وبحجة البرد وخوفي عليها منه أخذتها بأحضاني وصرت أقبلها وأعصرها فكانت تحتج بضحكة وتقول مو من الفم ..قبلني فقط ان شئت على وجنتي ..! ولم أكتفي بذلك بل ذهبت لتقبيل ما تحت القميص ..لكنها صرخت ومازحتني ..كم أنت جريء وحليو..ثم صارت عشيقتي خلال تلك الفترة التي كنت وبقلق أنتظر فيها حصولي على الاقامة ..كانت لي معها سهرات حلوة في شقتها نسهر ونشرب ونأكل وأبات معها ثم أعود للكامب بعد الفطور..وحينما حصلت على الاقامة في 19 نوفمبر 1992 وبعد عشرة أيام جرى نقلي الى كوبنهاكن ..زارتني في الفندق الذي إستقريت فيه وبقيت معي ثلاثة أيام ولم أستطع من زيارتها في مدينتها التي صارت بعيدة عني إلاّ بعد مرور سبعة شهور وكانت حزينة لأنني رفضت العرض الذي تقدمت به لي وهو الزواج بسبب كونها كانت مطلقة و لها عدد من الاطفال من الجنسين وهذا صعب علي وصارحتها بذلك ..وبعد مرور عدة أعوام وحينما تزوجت وإنفصلت عن زوجتي واتصلت بها ..قالت لي أنك كنت على حق ..واردفت قائلةً أنا تزوجت وأيضاً انفصلت مرة ثانية بسبب عدم تحمل زوجي الجديد لاولادي ..ولم التقي بها بعد ذلك إلاّ مرة واحدة وكانت في عجلة من أمرها قرب محطة قطار العاصمة كوبنهاكن ولم توافق على المجيء والمبيت معي حيث كنت حينها قد سكنت في أحد الاقسام الداخلية بعد انتهاء سكني في الفندق الثاني الذي كان يقع في منطقة الفالبي ..وكان إسمه روسيني ..في صيف عام 1993 زرت بلغاريا والتقيت ببعض الزملاء من الجامعة وقربها وبقيت حوالي شهر ونصف أمضيت غالبية الايام مع صديقتي جانيت ولما عدت استوقفتني الشرطة في المطار لمدة ساعة وقالوا لي هذا ليس جوازك وهو لأخيك لأنهم شاهدوا أن عمري لا يتناسب مع بنيتي وصاروا يتصلون بالتلفون ووضعوا رقابة من أحدهم عليّ ومن المضحك هنا أنني نسيت حتى كلمة ناي أي لا ..من الارتباك ..وبعد مدة أفرجوا عني وقالوا ..صحيح هذا أنت .!.روح لسكنك الآن ..للأسف كانت معي شابة في الطائرة صار بيني وبينها تقارب روحي وانسجام لكنها شاهدتني وكأنني مجرم بينهم ففزعت وغابت ولم التقيها مجدداً ..المهم قلت مع نفسي سوف ادرس اللغة بجد هذه المرة حتى أستطيع ان ادافع عن نفسي حينما يشكّون بهويتي وشخصيتي وأنهيت مراحل جيدة من التعلم وصرت أدبر حالي في الذهاب للطبيب والبلدية والبنك وغيرها بدون مترجم..وفي مطلع عام 1995 تزوجت من إحدى قريباتي التي جاءت من العراق الى سوريا وعملت لها جمع شمل خلال شهرين فقط وعشنا ولأول مرة في شقة جميلة وواسعة وانجبت هي ولد وبنت ثم بعد أكثر قليلاً من خمس سنوات إنفصلنا عن بعض وعدت لعدم الاستقرار من جديد حيث سكنت لشهرين مع أحد الاصدقاء وبعدها إتصل أحد اساتذتي بمركز الازمات راجياً منهم إيجاد مكان لي ..فقالوا له يوجد لدينا ..وعشت بمركز الازمات المسمى كريزة سنتر لخمسة شهور ثم حصلت على شقة صغيرة ومن هنا فكرت بالزواج مجدداً فدبر لي أخي من بغداد صديقة زوجته وكان عمرها 38 عاماً وصرت أتصل بها وارسلت لي صورها واتفقنا على عقد الزواج في الاردن مطلع عام 2002 وجاءت مع أخيها وأخي وتعرفنا على بعض في الفندق لكنها كانت مترددة وتريد وقت إضافي للمعرفة بينما أنا وافقت رأساً عليها وتم العقد الديني وفي المحكمة بعمان فرجع الاخوان الى بغداد وبقيت هي معي وكانت متمردة وعنيدة ترفض المعاشرة الزوجية إلا بشكل خفيف وكأصدقاء وبعد فترة قصيرة طلبت مني أن أحجز لها مقعد في الباص وعادت للعراق وبعدها بخمسة أيام عدت للدنمارك وحالما وصلت وكانت معي 312 دولار فقط ..تبرعت ب 12 دولار لطريق الشعب بأسماء أولادي ماريو وموناليزا وأرسلت لها 300 دولار كمساعدة وقمت بعمليات شاقة جداً لكي أحصل لها على الاقامة في الدنمارك حيث كانت الامور كلها موصدة في تلك الفترة وبعد حوالي عشرة شهور حصلت عليها وكنت فرحاً جداً وكان عدد من الاصدقاء يتصلون بي مهنئين ..لكن الصدمة الكبرى كانت حينما أبلغتها بحصولها على الاقامة ورفضها للسفر الينا بحجج واهية وكونها قد إشترت ارض وتريد أن تبنيها لي ولها اي للمستقبل كما إدعت وطلبت هي إمهالها بضعة شهور ..ألخ كانت رافضة منذ البداية بينما أنا كنت أساعدها مادياً وابذل قصارى جهدي لجمع شملنا سوية وبأقرب فرصة ..المهم حسمت الامر وذهب لدائرة شؤون الاجانب واسقطت إقامتها وقطعت اسلاك التلفون الارضي وأنهيت المسألة..! وحلفت بأنني لن أتزوج أبداً ولكن فقط أصادق وصادقت إحدى جيراني الدنماركيات ولكنها انتقلت الى منطقة أخرى ولأنها كانت كحولية فقررت انهاء العلاقة معها على الرغم من كونها أحبتني وكانت إمرأة طيبة جداً وفي الاربعين من عمرها لديها ولد شاب وبنت يعيشون مع والدهم وكانت تأتي وتطرق الباب بالجرس او بيديها لكنني قررت عدم فتح الباب لها وصرت أهتم باللغة والعمل وعكفت على ترك الصداقات مصبراً نفسي بقراءة الكتب من قصص الى روايات الى أشعار وغيرها ..لكن بعد سقوط النظام بثلاثة شهور فاجئتني الزوجة المتمردة بكارت ورسالتين تطلب مني العودة لموضوع الزواج وكونها زوجتي الوفية ..! وتريد أن التقي بها في بغداد ..الخ ..ضحكت ولم أرد عليها بكلمة وتجاهلت ما كتبت ولما أخبرت أخي في بغداد بذلك تعجب وقال أنها طرحت أسباب أخرى لرفضها الزواج منك لا داعي لتوضيحها الآن ! ..وسلمته إحدى رسائلها وقرأها والتفت لزوجته معاتباً إياها عن صديقتهم التي أهدرت وقتي .أما العشيقة العربية فلا زلت أحن كثيراً لها وللآن وهي تستاهل المحبة والاحترام وللأسف فقدت عنوانها ورقم تلفونها ..وكذلك فأنا أشتاق كثيراً الى مارينا الروسية الفتاة الرائعة بكل شيء وأشعر أيضاً بالندم لانقطاع التواصل معها والذي تم في الايام الاولى لوصولي الى الدنمارك ولبضع مرات وفي أحد رسائلي لها أرسلت ما تبقى لدي من روبلات وهي مئة روبل داخل الرسالة ولا أتذكر هل أنني سألتها عن وصولها أم كان الكلام بيننا يتعلق بعلاقتنا والتباعد الصعب الذي حصل دون ارادتنا علماً أنها قالت لي سوف أتزوجك بشرط أن تعيش أما في روسيا أو أي بلد اوربي آخر ..ثم أضافت ..لكن ليس في العراق ..! فالاوضاع عندكم كلها حروب ومشاكل وأنا اخاف , كما أكدت ...حقها ..اليس كذلك ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد