الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‏‎انسداد المزدوج: تحليل الدولة المشرقية -الهشة

مظهر محمد صالح

2022 / 6 / 6
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في مقالين رائعين لكاتبين ومفكرين عراقيين تصدرهما النشر الوطني العراقي هذا اليوم 6-6-2022 وهما ابراهيم العبادي ومحمد الشبوط .

اذ تناول المقال الاول للكاتب والمفكر السياسي ( العبادي) : مشكلات العراق : اين الخلل ؟؟في حين تناول المقال الاخر للمفكر والتربوي ( الشبوط )متصديا لمسالة سياسية مهمة مضمونها : صناعة الشر . ذكرتني المقالة الاخيرة بمقولة للكاتب والفيلسوف والروائي الفرنسي جون بول سارتر حينما وجد ان الناس الاذكياء جدا لايمكن ان يكونوا اشراراً … لان الشر يتطلب محدودية وقصور في التفكير.
وبالرغم من ذلك فان المقالين الكبيرين قد مثلا لي مدخلاً لتحليل الاجتماع السياسي الراهن في العراق والجدلية المحتدمة داخل البنية الفوقية السياسية نفسها . اذ غدت قضية البحث عن البديل السياسي والقانوني لصد ظواهر خطيرة استجدت في المجال التربوي كظاهرة اختراق النظام الامتحاني لطلبة مدارس العراق المتوسطة والمطالبة المجتمعية بالبحث عن ذريعة المقدس المستبد بلباس النمط السياسي الشرقي ، كي تفتح المخارج المنغلقة في خضم عسرة من الانسداد السياسي الذي طال زمنه. انه امر يدعونا بلا ريب الى تحليل ظاهرة مجتمعية سياسية تسمى
‏‎مجازاً (نسيج ماتحت البنية الفوقية للدولة) فهو تجسيد لإشكالية المصالح المجتمعية وبنياتها ومركباتها وتشابكاتها الطبقية والفئوية المحركة للافق السياسي.
‏‎فعلى الرغم من غياب المؤسسية الحديثة التي تبقى عتلة الاختيارات ورافعتها العليا في توفير المجال الحيوي للحرية في بلداننا المشرقية بالتحديد وعبر تطبيقاتها ونماذجها في الديمقراطية السياسية الحديثة ، الا ان حالة التقلب وغلبة حالة اللاستقرار عدت واحدة من المعضلات التي تواجه اليوم اوسع المؤسسات الاجتماعية تماسكا وعفوية (وهي المؤسسة المجتمعية ذات النسيح المتبادل في صناعة مصالحها وصنع توازناتها في قاع البنية الفوقية )والتي تحظى افتراضاً باديولوجية تلقائية كصانعة للراي العام لبلوغ غاياتها في دولة الرفاهيةwelfare state .
بلا ريب تعاني المؤسسة المجتمعية العفوية المذكورة انفا من خطر قوامه -التفكك المؤسساتي والتشتت الايديولوجي المتصلب والمضاد لمصالحها المجتمعية نفسها، ففي الانموذج المشرقي للديمقراطية الذي نعيشه اليوم، هناك حالة تفكك او تهشم في بنيات تلك الانسجة الاجتماعية التلقائية اوالمؤسسية المجتمعية العفوية اوحتى مايمكن تسميتها مجازاً ثانية وبشكل ادق: قوى قاع البنية الفوقية
‏superstructure base forces .
‏‎وهي القوة ذات المصلحة المنسجمة في التطلع الى مجتمع الرفاهية،ولكنها
‏‎ أمست مستقطبة في صراع (القمم الامرة) في الهرم السياسي ذو المصالح المتضاربة وانسداداته الخطيرة التي افقدته درجة التماسك في مصلحته المجتمعية نفسها ونقصد تحديدا ((الطبقة الوسطى الهشة
‏ soft middle class او قوى قاع البنية الفوقية التي امست خاضعة ومفككة لتناثر السلطات الايديولوجية المتصارعة (وهي ربما مقاربة اصطلاحية لمقولة المفكر الفرنسي الماركسي البنيوي لويس أولثوسير في موضوع السلطة الاديولوجية ).
‏‎فمع ضياع الحياة المؤسسية وضياع نسيجها المجتمعي العفوي ( اي قوى قاع البنية الفوقية كما اشرنا ) تخوض بلادنا اليوم انسدادين مزدوجين خطيرين في مكونات البنية الفوقية الكلية: واقصد هنا ازمة بناء وتسيير الدولة سواء في قمة الهرم الفوقي بقواه السياسية المتنازعة او في قاع الهرم الفوقي المجتمعي -الطبقة المتوسطة الهشة، لذا فالمحصلة هي التسلق المجاني نحو حافات انموذج مشرقي شديد الهجينية سواء في ديمقراطيته الوليدة المتلبسة بتاريخ طويل من الاستبداد الشرقي او في الانغماس بالغليان القبلي القائم على الغنيمة والغلبة والعقيدة ،مخاضه بناء ….دولة مشرقية هشة- oriental soft state .
(( انتهى)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا