الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رُهاب إسرائيل من العَلَم الفلسطيني (2 من 3)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2022 / 6 / 6
القضية الفلسطينية


نهاد أبو غوش
امتدت المواجهات حول رفع العلم الفلسطيني إلى عموم الأراضي الفلسطينية في القدس والضفة، كما حصل في بلدة حوارة القريبة من مدينة نابلس والتي تشهد مرورا كثيفا للمستوطنين في انتقالهم بين الداخل ومستوطنات شمال الضفة. لكن الحدث الأبرز خلال شهر أيار الماضي كان تبرير الشرطة الإسرائيلية لقمع المشاركين في جنازة الصحفية شيرين ابو عاقلة في القدس، من خلال الاعتداء العنيف على الجنازة والمشاركين والتعرض للنعش، ما اثار موجات من السخط على امتداد العالم. ففي الردود التي أصدرتها الشرطة ادعت أنها تدخلت لمنع المشاركين من حمل الأعلام الفلسطينية وإطلاق الهتافات المعادية، وادعت كذلك أنها اتفقت مع مندوبي عائلة الشهيدة ابو عاقلة على الامتناع عن رفع الأعلام وتقييد عدد المشاركين، الأمر الذي نفته العائلة ومحاموها بشكل قاطع.
فرض السيادة بأي ثمن
من الواضح أن حساسية الدولة الإسرائيلية وأجهزتها والقوى التي تقودها إزاء قضية العلم الفلسطيني، بل ومن أية مظاهر ترمز للحضور السياسي الفلسطيني في القدس، تعود إلى تصميم هذه القوى على فرض السيادة الإسرائيلية على المدينة بأي ثمن ومهما كلّف الأمر، وذلك ما يفسر سلسلة المواقف المتطرفة والسماح بالاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ثم في حالة الإجماع اليميني التي نشأت حول مسيرة الأعلام التقليدية، والتي كانت في الماضي تقتصر على قوى الصهيونية الدينية المتطرفة. لكن هذه المسيرة والقوى التي تحركها تحولت إلى جزء من منظومة السيطرة على القدس وتهويدها، علاوة على أن هذه الأحداث وقعت في غمرة التوقعات بقرب انهيار حكومة بينيت- لابيد، وزيادة احتمالات التوجه لانتخابات مبكرة، وهي أجواء مواتية تماما لمزيد من التصعيد ومغازلة الأوساط المتطرفة من الجمهور.
يعرض الكاتب الإسرائيلي نير حسون في هآرتس، الدراما المرتبطة بما أسماه "حرب الأعلام" فقال أنها بدأت في جنازة الصحفية شيرين ابو عاقلة، التي عملت فيها الشرطة على إزالة أعلام فلسطين، لكن الأعلام ظهرت بكثافة بعد ذلك في الحرم وفي الأحياء العربية، وعندما رد اليهود بآلاف الأعلام في مسيرتهم وبدا أنهم يسيطرون في معركة الأعلام، لاح حسم في المعركة كعمل شيطاني حين ظهرت في السماء وفوق رؤوس المحتفلين طائرة صغيرة تحمل علم فلسطين.
وإذا كان مفهوما حجم التحشيد الذي يبذله اليمين الإسرائيلي للتحريض على الفلسطينيين وعلمهم لما ذلك من اثمان سياسية لا يريد اليمين الخوض فيها، فإن قدرا كبيرا من الغمغمة والتعلثم ميز القوى والأصوات المحسوبة على اليسار الصهيوني الإسرائيلي، فالكاتبة رفيت هيخت في هآرتس تساوي بين حمل المتطرفين الإسرائيليين للأعلام الإسرائيلية في المسيرة الاستفزازية في القدس، وبين تعبير فلسطينيي الداخل والضفة عن هويتهم الوطنية، فهي تتجاهل تماما وجود الاحتلال، ومصادرة الحقوق الوطنية للفلسطينيين، وترى أن هذا "الانشغال المرضي بالأعلام" مرض طفولي، يبقي الناس سجناء في الحقل الرمزي الذي يشبه الفاشية.
إنها الحرب!
وكان الكاتب والأكاديمي الإسرائيلي اليميني المتطرف مردخاي كيدار الأكثر وضوحا في تفسيره للجدل الدائر حول معارك العلم، فكتب في صحيفة "مكور ريشون" بتاريخ 17//5/2022 أن " العلم ليس قطعة قماش بريئة، فعندما تتصارع مجموعتان على أرض واحدة، فإن الأعلام التي ترفرف تشير إلى الهدف، وكذلك إلى الخصم والعدو، وبالتالي فإن رفع العلم هو إعلان حرب بوسائل مرئية، إنها دعوة صريحة وواضحة للقتال، فالعلم يعبر عن هوية جماعية، ويعبر عن طموح وطني، وبالتالي يحدد من "نحن" ومن "هم".
ومن خلال إقراره بالقراءة التمهيدية، يكون هذا القانون قد قطع مرحلة تشريعية مهمة، ولكنه ما زال بحاجة إلى إقرار الكنيست بثلاث قراءات متتالية حتى يصبح نافذا، ولعل الخشية من التعارض بين إقرار القانون ومبدا حرية التعبير دفعت إلى اقتصار سريانه على المؤسسات التي تحظى بتمويل الحكومة، من دون أن يمتد هذا الحظر إلى الشارع والفضاءات المفتوحة كما كان يطمح بعض المشرعين الإسرائيليين، أو كما دلّت بعض فصول المواجهات بين قوات الاحتلال وأجهزة الشرطة الإسرائيلية من جهة والفلسطينيين الذين يرفعون علمهم سواء بالنسبة للفلسطينيين في إسرائيل الذين دأبوا على رفع العلم الفلسطيني في المناسبات الوطنية وخاصة في يوم الأرض وذكرى النكبة، أو بالنسبة للفلسطينيين في القدس وسائر الأراضي المحتلة في العام 1967 حيث تحولت مناسبات رفع العلم إلى ذريعة لتدخلات عنيفة من قبل أجهزة الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س