الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضطراب الشخصية بين التدين والعلمانية

باسم عبدالله
كاتب، صحفي ومترجم

(Basim Abdulla)

2022 / 6 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا شك ان الصراع الديني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في اوربا وما استحدثه من تحولات جذرية في بنية العقلية الدينية قد دفع الى فحص المعتقد والنص المقدس، وجعل عصر التنوير في اوربا يقف على خط التماس في انتاج جيل ثوري متمرد واع اذ ظهرت فيه كوكبة من المفكرين، كانت تلك الفترة حركة فكرية وفلسفية، عرفت في البدء بالنهضة الإنسانية، جسدت كتابات المفكرين في الصحف والكتب المطبوعة آمال العلمانية، بهدف تقويض افكار وسلطة الكنيسة، ومهدت الطريق لقيام ثورات تحررية ادت الى ظهور الليبرالية الى انفتاح عصر التنوير، كذلك قام العالم الإسلامي من خلال ابن رشد وابن سينا من خلال دراستهم للفكر الأغريقي وتعرفهم على انماط التفكير الفلسفي عند افلاطون، سقراط وارسطو فتنوعت مداركهم الثقافية والتنويرية ليكونوا قادة عصر التنوير الإسلامي، خاصة ان فلسفة ارسطو النقدية للفكر العقلاني النقدي جعل المنطق الفكري الإسلامي يتطور لأول مرة تجاه نقد النص المقدس. كان الهدف الأساس في عصر التنوير اعطاء المساحة الأكبر للعقل فهو مصدر المعرفة ذلك لأنه المثل الأعلى للحرية ولسن القوانين، لهذا تضمن عصر التنوير في فرنسا الحرية الفردية والتسامح الديني، وقد تميز عصر التنوير بمنهجية البحث العلمي والتشكيك بالعقائد الدينية. بحسب ايمانويل كانت الفيلسوف الألماني مثل التنوير خروج الإنسان وتحديه للقصور العقلي وسعيه لجلب المعارف والابتعاد عن التفسيرات المثيولوجية وعدم الركون الى التبعية للآخرين وقد كان ايمانويل كانت اول من دعا الى التحرر الفكري وعدم الإيمان بالقدرية ، ورفض الطاعة لرجال الدين.
انطلق الفكر النقدي للدين من خلال ديكارت في فلسفته فلقد ابتعد عن تأملات ماوراء الطبيعة فمزجت عقيدته بين العقل والمادة. على ان التطوير النقدي لعصر التنوير قد جاء بكتابات ديفيد هيوم وسبينوزا اللذان كتبا وبشكل مباشر في نقد الفكر الديني وتحليلاته القاصرة لفهم الوجود. لقد جلب التقدم العلمي اسلوب الخطاب الجديد وعمل على قيام الفكر التنويري اذ ان العديد من الكتاب كانت لهم خلفية علمية فربطوا بين المعارضة الدينية كنهج رجعي والتقدم العلمي، فصار التقدم العلمي وثيقة لإثبات رجعية الفكر الديني المتخلف, صارت الثقافة والوعي الإجتماعي اساس التنوير حتى ان التعريف بالقيم الديمقراطية انتهجت نهج التحرر فصارت النظريات الحديثة تلك التي تحمل القيم الليبرالية تركز اساسأ على عزل الفكر الديني عن المجمتع المدني.
قدّم جون لوك احد اكبر دعاة الفكر التنويري الى نظرية العقد الإجتماعي اذ مزج الفكر السياسي بالفكر التنويري، منه اسهامه الفعال في المناداة بحرية الفرد والمساواة الإجتماعية وعدم التمييز بين المجتمع المدني والدولة، بمعنى استند جون لوك على الحرية الفردية في اختيار نظام الحكم، هذا النهج الديمقراطي اضعف السلطة الدينية في اوربا، وصار النزاع بين السلطية الدينية وعصر التنوير على اشده، هذا وان الكثير من دعاة الفكر التنويري صاروا ضحايا الإضطهاد الديني، مثل فرانسوا فولتير لقد دافع عن الحرية المدنية وحرية العقيدة وكان مدافعاً عن الإصلاح الاجتماعي وقد حارب الكنيسة الكاثوليكية، كذلك باروخ سبينوزا الفيلسوف الهولندي، الذي الّف عددا من المؤلفات وقد كتب في الأخلاق واصلاح العقل، ولعل اهم كتبه ” رسالة في اللاهوت والسياسة ” كان دعاة الفكر التنويري يسعون الى ازالة الآثار السلبية التي تركتها عقيدة الإيمان بالغيب في نفسية الأنسان من الطفولة ومدى تأثيرها السلبي على طبيعة تفسيراته للكون وفهمه للحياة وبالتالي في بروز مجموعة الأمراض النفسية التي يعيشها المتدين في خلال حياته الدينية.
منشأ الإضطراب النفسي:
بعد المقدمة التي عرضناها حول بداية عصر التنوير وماهو هو هدف دعاة الفكر التنويري، نعرج الى حقيقة تلك المزايا التي قدمها اصحاب الفكر التنويري للمجتمعات، هو في تفادي وقوع المرء في حالة الإضطراب النفسي ثنائي القطب ان صح التعبير عنه بين العلمانية والتدين، فهذا التجاذب القاسي يضع الكثير من الناس في عدم الوثوق من ايمانهم، وتبقى عقولهم مشتتة لا يمتلكون الإيمان الحقيقي لحقيقة احدى الإتجاهين، فهل المنطق العلمي يمثل الحقيقة او المنطق الديني؟ فهذا الأضطراب الإيديولوجي، جسّد جملة النزاع الفكري للمجتمعات قائم على اساس مدى تأثير الدين او العلمانية على عقلية الفرد. الإنسان في مواجهة الإيمان في الغيب بمقابل مواجهة المنطق العلمي، فعندما لا يحقق الدين مطالب الفرد النفسية والهموم الشخصية ينتقل للتفكير في نجاح واقعية الفكر العلماني، تبدأ الشخصية الفردية بالاستقلال عن الغيب عندما يجد المقارنة بين الواقع والغيب تتسع رقعتها ولا يجد منطقاً مقنعاً لرجال الدين فيما يراه.
التحدث مع النفس :
لعل الإيمان بالغيب قد جلب الحوار الذاتي مع النفس، فالمؤمن بالغيب يرى ان هناك من يسمعه، يسمع آماله ورغباته ويستشعر خوفه، وبالتالي تنشأ حالة لغة يتكلم المتدين فيها مع نفسه، هذا التأمل وفتح الحوار الذاتي، نشأ لدى المؤمن بالدين حالة انفصام شخصيته، الى عالم غيبي لا وجود له، جعل عقله ينفصل عن الواقع ليعيش الأمل والخوف من الله، ومن سلطانه وعقابه، حبه والتعلق به، وكراهية الشيطان، تترسخ هذه الصفات ” الحب، الخوف، الكراهية ” صفات تحمل عوالم الميول الغيبية وبكل ما تجمل من تراث ديني، يعيش المرء فيها كل يوم خلال انفصال ذاته بالصلاة التي تتطلب فصله عن ذاته الإجتماعية لتلقي حالة الرحيل عن الواقع في التحدث مع النفس اذ تنمي فيها الانفصال واقناع العقل بواقعية هذا الانفصال، ان من يتحدث مع نفسه، ويجد في هذا الحديث املأ بوجود قوى غيبية تسمعه بحاجة الى علاج نفسي، فأقناع النفس بوهم المعتقد نوع من الشيزوفرينيا المرضية التي تكسر الثقة بالنفس وتنمي فعل الإتكالية على مسميات غيبية لا وجود لها إلا في عالمه الفردي فحسب. اذ كلما ارتفعت الروحانية ورفاهة الإحساس بالغيب كلما زاد الانفصال الذاتي وتعمق المرض اكثر. ان الحوار مع الذات خلال النص الديني في الصلاة والحركات التي تؤدى فيها تصبح عادة قهرية ايمانية تكون جزءاً من التركيبة العقلية للمتدين. الدعاء كذلك هو الشكل الشخصي المتمثل بطلب المتدين تحقيق مصلحة شخصية، تكون بمناجاة وتوسلات ومشاعر تعبدية، لا قيمة لها لان القدرية سبقت امنيات دعاء المؤمن، فكل حوار تأملي مع النفس مصدره الدوافع الدينية حالة مرضية لأنها تفترض وجود قوة غيبية لها وجود، تقدم حالة ايمان المتعبد ومشاعره الدينية. هذا الانفراد الذاتي في العبادة مرض نفسي لأن الصحة العقلية تعتمد على قدرتنا في تنشيط عقولنا من خلال التحكم في مصدرها الواقعي الملموس وليس خيال افتراض وجود كائنات روحانية لا تقف على حقيقتها العقول. التحدث مع النفس خلال الصلاة والدعاء يجسّد فقدان السيطرة الواقعية على العقل فهذا هو المرض النفسي عندما لا نوازن بين الواقع واوهام التأملات الروحانية، فالمتعبد يتحدث لقناعاته الذاتية لجعل العقل يستغرق في مفاهيم اللاوعي وهذا كله ضمن امراض وسلبيات الإيمان غير المدرك لخرافة العقيدة الدينية.
الطفولة وامراض النفس :
ينشأ الاطفال كالعادة على المعتقدات الغيبية في الشرق الإسلامي على وجه الخصوص، تتحول عقولهم الى مرتع يتوغل فيه الوهم في حياتهم الشخصية، فيعيش الخوف في اعماقهم، اذ هناك نار الحجيم، تتحول احلامهم الى كابوس مزيج من الرعب والخوف، فتتحول اعمالهم اليومية الى عدم الثقة بالنفس ويتحول الخوف الى العدوانية تجاه الآخرين، إله يتصيد احلامهم ويحولها الى نزاع بين النفس والواقع، الى قلق قاسي لا يبرح عقولهم فينشأ معهم عالم الوهم يكبر مع سنين عمرهم يكون ويتشكل في كيان شخصيتهم، ان الحصيلة التي ينتج عنها رعب الغيب في النفوس، العدوانية للمجمتع, فيتخذ من النص الديني ذريعة للعدوانية. يتحول البيت العائلي الآمن الى نزاع بين افراد الأسرة، وفي كل عائلة ينشأ العديد من اولادها ونسائها الى قنوات ارهاب تتطور مع التقدم في السن، ففي العائلة الواحدة تجد العلماني والمتدين، وغالباً يتغلب جو العلمانية ذلك ان التربية الدينية تدرس في المدارس الابتدائية في مقتبل عمر الطفل، وقبل ان يصل الى سن البلوغ يكون قد تمكن الغيب من اعماقه الى جعله قدوة حياته. يتعلم الجميع مفاهيم الدين وتتشرب نفوسهم من مصادرها وما اكثرها. اننا نجد الدين يهيمن على حياة المجتمعات الشرقية بينما لا تجد العلمانية طريقها للعقول الا في مراحل متأخرة وبعد سن البلوغ فيكون وصولها المتأخر في العقول تأثيرها ضعيفاً. تنشأ الطفولة على المعتقد الغيبي مع إله اغلب نصوصه الوعيد والتهديد، فينشأ العنف المنزلي بدوافع دينية عدوانية خفية ذلك ان إلههم عدواني ليس في مقدور عقله غير الحساب والعقاب رغم علمه الغيبي بمصائر افعالهم. تنشأ العقد النفسية في اول صفة لهذا الموروث الديني الخوف من الله، عقيدة تأسست على الخوف من ناره التي لها وجود في عقولهم ولا وجود لها في واقعهم حتى مماتهم.
كراهية الشيطان والعدوانية الذاتية :
تعيش الكراهية في الطفولة عبر مراحل سنينها الاولى من خلال التعليم الديني في كراهية الشيطان، هذه الكراهية تتحول في نفسية الطفل الى ارث عدواني لانها انفعالات وانعكاسات لرد أفعال سلبية تجاه الآخرين فهي في العقل الباطن مخزون عدواني اصل نتاجه التربية الدينية التي تحول وهم الشيطان الى منهج دراسي يتم تطويع العقل على تقبله كحقيقة لا تقبل الجدل. لا يفكر اطفال المدارس في الهوية الشخصية للشيطان ذلك ان تقبل هذه الشخصية في اللاوعي قد الغى العقل الاستدلالي فيهم وجعل للشيطان كيان وجودي راسخ في حياتهم العقلية. ان هذا التسليم المطلق لحقيقة الشيطان ترعرع من خلال المفردات التي ساعدت على رسوخ حيانهم الفردية في حياة الطفل لنهاية حياته ان الشيطان شخصية مطروده، منبوذه، شريرة، تسعى لإغواء البشر، فبهذه الكراهية للشيطان تولد الخوف منه كذلك في اسلوبه الماكر تجاه الآخرين، فينشأ الصراع مع النفس الكراهية والخوف من الشيطان، وكذلك الحب والخوف من الله، لهذا يتقاسم الخوف من الشيطان في جبروته والخوف من الله في ناره وفي قوة سلطانه. الحصيلة الدينية موروث الخوف والعدوانية، موروث تربوي انفعالي يتخذ طريقه لكل حياة المتدين، هناك ينتظر موروث التربية الدينية فرصة الإنطلاق لكراهية من يعادي المعتقد من اقوام الأديان الأخرى او من اصحاب العقول المستنيرة. يولد الخوف والكراهية التعصب في تطبيق آلية المعتقد. هكذا نشأت مجتمعاتنا الإسلامية على صب الزيت فوق نار من لا يؤمن، انه صراع المعتقد الغيبي توراثته الأجيال في فواتير الدم التي يتم توقيعها فوق رؤوس الابرياء بسبب افكارهم النقدية والعلمانية وحتى المعتدلة منها والليبرالية. كراهية الشيطان والعدوانية امراض تسببتها الأديان لانها جعلت من الغيب حياة الكائن الحي من الطقولة حتى وفاته خط الأنحراف ومحاربة الحياة المدنية بكل اشكالها الجمالية والإنسانية.
الوسواس القهري وموروث الغيب:
لعل نتاج الموروث الديني يتمثل في الوسواس القهري compulsive disorders تتركز في نفسية الطفل مجموعة افعال وهواجس تتملك سلوكه الشخصي فتبعده عن الحياة السوية، هذا الوسواس عبارة عن تصورات واوهام تحرض على المشاعر المؤلمة والعدوانية تتحول لسلوكيات قهرية فتعطل فيهم الأفعال الإيجابية وتحولها الى مصدر للشك والخوف وعدم اليقين في النفس، هذا الأمر يتأتى من خلال الافراط في الصلاة وفي ممارسة الطقوس الدينية التي يثيرها الخوف الديني في النفوس. فالتركيز المفرط للقيم الدينية على انها اساس الحقيقة والعدل والإيمان الشديد بها في تتطبيق النصوص الدينية للمعتقد الغيبي في جعله مصدر اخلاقيات المجتمع والايمان بالمعتقدات الخرافية كالحظ والنصيب، والقدر، وغيره من من تصورات ذهنية تجعل الوسواس القهري مرضاً نفسياً يتطلب علاجه. تمر التجربة الدينية لمجموعة من المصابين بهوس الوسواس القهري تركزت اغلب حالاته على المتدين الذي يمر بتجربة دينية وروحية عالية، فهو يعيش حالة الإيحاء الذاتي انه بات قريباً من الإله فيشعر بنوع من حالة الإلهام الذاتي بما يمكن تسميته المقدس او التصوف الروحاني والاتحاد بعوالم الخالق، هذه الروحانية تتمثل بروحه التي راي فيها انها تصعد للأفق الأعلى للإله الذي خلقها ونفخ فيها من روحه، بمعنى ان الانتقال من رسوخ حالة الغيب في نفسية الطفل الى تطور فعلها في مرحلة متقدمة تبلغ مداها في حياة المتصوف فتحول ذاته الى نسيج روحاني اقنع عقله بقدسية اتحاده بالذات الإلهية. فكما قيل في البيت الشعري ” اني جعلتك في الفؤاد محدثي .. وابحت جسمي من اراد جلوسي ... فالجسم مني للجليس مؤانس ... وحبيب قلبي في القؤاد انيسي ” فصار الحبيب هو الله الذي زرع كيانه الروحاني في الطفولة. هذا الأتحاد غالبا يتحول للعدوانية في حياة المؤمن والمتصوف الى مجاهد ارهابي يريد تطبيق شرائع الغيب قسراً على المجتمعات المدنية.
مرض البارانويا paranoia والشيزوفرينيا schizophrenia :
يعرف البارانويا بمرض الارتباك اي الشك وعدم الاطمئنان وسوء الظن في الحال وفي الآخرين، هي حالة عدم الوثوق بالنفس وبالغير، انها تصنع حالة عدم الطمأنينة ان كل ما يقدمه للخالق لا يضمن له رضى الله عنه، لهذا يرخص نفسه ويرى انه مجرد عبد لا قيمة له امام المتسلط الكوني، رخص الذات احد اهم وابرز المعتقدات الدينية التي يرى فيها المتدين عدم الوثوق في دخوله الجنة فهو يبكي ويتكلم مع نفسه آملاً برضى الله من خلال اظهار علامات رضى الله، فاذا صادف ان عاش حالة ليست بحسب ظنونه يأخذه احساس الخوف والفزع ان الله غير راض عنه. يقودنا تطور مرض البارانويا الى الشيزوفرينيا، وهي انفصال الذات كلياً، فيبدأ باضطراب الوهم الى حالة الذهان Psychosis فلم يعد قادراً على التفريق بين الحقيقة والوهم، حتى نراه يصل الى الإنفصال الذاتي الكلي فهو يكتفي بالله ويرى فيه العالم الذي يطمح ويركن اليه، هذه اعراض ادراكية تدفع بالمتدين الى الانعزال والعيش في عالمه الخاص الذي يرى فيه الله في عقله الباطن ويعيش احلامه الخاصة التي يفسرها عقله انه يعيش في العالم الروحاني ومكتف به. فهذا التنقل بين قطبي التدين والعلمانية في جوهره يؤدي الى تنازع الذات بين قطبين مما يحجب الدور الإيجابي الفعال للفرد في البناء الإجتماعي، فالاضطراب ثنائي القطب بين المثالية والمادية او بين التدين والعلمانية منشاه الطفولة وطريقة التربية التي صيغت فيها المعتقدات الروحانية فهي تتنازع في الإنسان كي تثبت فيه اما الارث العلماني او الديني، لهذا فالمجتمعات التي تطورت فيها المدنية والتقدم العلمي يتراجع فيها الحس الديني وينمو بدلا عنها اساس التعامل العلمي والليبرالي والمنطقي، فليس هناك استعداد فطري لتقبل المعتقد، انما هناك تربية اجتماعية لتغذية العقول بالفكر المستنير كي تنشأ سوية وبلا امراض تديّن المعتقد، فاضطراب ثنائي القطب يتمثل بين الإيمان بالمعتقد الروحاني او الواقعي العلماني الذي لا يفضل التحليلات الغيبية لانها تنشأ عالم العدمية والعبثية، اي ان المتدين يهرب من الواقع الى عالم الروحانيات. ان بناء العقل العلماني الواقعي يجعلنا امناء على التمنية البشرية بشكلها الفاعل الإيجابي، ويجعلنا واعين ان النص المقدس اسلوب تربوي عنصري في المدارس لتنشأة الحالة العدوانية للذات ولبقية الأديان، فتسلط المعتقد في عقلية المواطن يحول الوطن عنده الى مجتمع كافر ما لم يمضي على طريقه هو وإلا فالجهاد فرض عين. اظهر تاريخ الايمان العقائدي للاديان بشكل فعال مأساة الشعوب والحكومات في صراعها مع التيارات الدينية وخاصة الإسلامية منها ذو الطبقة التكفيرية، لقد آن الأن لإزالة النص المقدس الداعي للتفرقة الإجتماعية بين مسلم وكافر، يهودي ومسيحي، بوذي وصابئي، وجعل التربية الوطنية تكون الولاء للوطن وليس للمعتقدات الغيبية. ان المخلفات الدينية عبر الحروب الهائلة قد كلفت البشرية طاقات هائلة كان يمكن بدل الموروث الديني ان تكون قيم المجتمعات الحضارية اداة فعالة لتقدم الشعوب في اتجاه السلام والوفاق الدولي بين الأمم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53