الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رُهاب العَلَم يعكس الرفض الإسرائيلي لحقوق للفلسطينيين (3 من 3)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2022 / 6 / 7
القضية الفلسطينية


تجاهل وجود شعب فلسطيني
ومن الملاحظات اللافتة أن السياسيين والمشرعين الإسرائيليين، والمحرضين على منع رفع العلم الفلسطيني في وسائل الإعلام وصفوا العلم بأنه علم "منظمة التحرير الفلسطينية" تارة، وعلم "السلطة الفلسطينية" تارة أخرى، من دون أن يحاولوا الإصغاء لأصوات النواب العرب في الكنيست وبخاصة نواب القائمة المشتركة، الذين أوضحوا خلال النقاشات التي جرت على مشروع القانون في الكنيست، أن هذا العلم هو رمز للشعب الفلسطيني، وهو موجود قبل قيام السلطة ومنظمة التحرير، وأبعد من ذلك أن رفعه من قبل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل هو دليل على انتماء هؤلاء إلى الشعب الفلسطيني.
وفي السياق، قال بيان للتجمع الطلابي الديمقراطي "أن العلم الفلسطيني هو علمنا الوطني، وهو أحد الرموز التي تعكس هويتنا كفلسطينيين داخل الجامعات وخارجها"، وقال الناشط الطلابي صالح اغبارية خلال مقابلة مع محطة تلفزيون "مساواة" أن حملة التحريض العنصرية ضد الطلاب العرب ونشاطاتهم تقودها جماعة "إم ترتسو" اليمينية العنصرية، وهي تحرض حتى على مبدأ حق الطلاب العرب في الدراسة في الجامعات الإسرائيلية.
فوبيا العلم
سبق للنائبة أوريت ستروك من حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف أن اقترحت مشروع قانون في ايار / مايو الماضي يمنع رفع العلم الفلسطيني قطعيا في "مناطق" إسرائيل، وبررت اقتراحها بأن ما اسمته علم السلطة هو علم لكيان إرهابي ينص في وثائقه على تمويل الأعمال الموجهة ضد إسرائيل، وبذلك يعدّ هذا العلم علما إرهابيا، وينطوي مشروع القانون الذي اقترحته النائبة اليمينية بحسب موقع (سيروجيم) على عقوبة الحبس لمدة ثلاث سنوات أو غرامة بمقدار خمسة آلاف شيكل، وتمتد العقوبات بحسب المشروع المذكور لتشمل المشاركين في مظاهرات واجتماع يرفع فيها "علم السلطة الفلسطينية"!
كان يمكن لأي حدث حول العلم الفلسطيني أن يثير نقاشا قوميا عاصفا مهما كان هذا الحدث محليا أو محدودا، وهذا ما فعلته يافطة تدعو للتعايش علقتها منظمة يسارية اسمها "مِحَزْكيم" على بناية البورصة في رمات غان، صبيحة يوم التصويت على مشروع قانون منع العلم الفلسطيني، ورسم على اليافطة علم فلسطيني كبير وإلى جواره علم إسرائيلي مع شعار " مستقبلنا أن نعيش معا" بالعربية والعبرية، أثارت الخطوة عاصفة من التعليقات والتنديد وتدخلات السياسيين والبلدية، ما دفع الشرطة إلى التوجه للبناية وطلب إنزال العلم الفلسطيني، وسارع رئيس البلدية كرمل شاما هكوهين إلى طمأنة الجمهور الغاضب وإبلاغه بإنزال العلم الفلسطيني، ووضع شعارات تمجد الجيش والشرطة بدلا منه، يشار إلى أن نفس المنظمة التي رفعت اليافطة قامت بخطوة مشابهة في مدينتي الناصرة والطيرة العربيتين من دون أن تواجه باحتجاجات.
وبالعودة إلى الوراء قليلا يتبين أن محاولات اليمين الإسرائيلي لمنع رفع العلم الفلسطيني ليست وليدة المواجهات التي وقعت مؤخرا فقط، ففي آب / أغسطس من العام 2018 قدمت النائبة عنات باركو من حزب الليكود مشروع قانون يجرّم رفع العلم ويفرض عقوبة الحبس لسنة واحدة على من يفعل ذلك من الفلسطينيين في إسرائيل، وجاء هذا الاقتراح ردا على التظاهرة الحاشدة التي نظمتها لجنة المتابعة العليا، وارتفعت فيها الأعلام الفلسطينية في قلب تل أبيب رفضا لقانون القومية.
وفي ذلك الوقت قال نتنياهو أن رفع العلم الفلسطيني في المظاهرة هو أفضل دليل على ضرورة تشريع قانون القومية، أما رئيس الكنيست حينذاك يولي أدلشتاين، فاعتبر أن النضال الذي يقوم به أعضاء الكنيست العرب ولجنة المتابعة ليس موجها ضد قانون القومية فقط، بل ضد وجود دولة إسرائيل.
الرأي للقانوني
سبق للمركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل ( عدالة) أن نشر رأيا قانونيا في مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2021 أوضح فيه أن رفع علم فلسطين ليس جريمة ولا يتناقض مع القانون بموجب قرار أصدرته المحكمة العليا في العام 2003 واعتبرت فيه أن رفع العلم هو جزء من حرية التعبير، لكن مراجعات أخرى للمستشار القانوني للحكومة ولمحاكم الصلح، قيّد حق رفع العلم بشروط ألا يؤدي ذلك إلى الإخلال بالنظام وأمن الجمهور(1).
لا يمكن فصل معركة الأعلام عن الاتجاه العام الذي تسير عليه دولة إسرائيل منذ استقرار حكم اليمين فيها على امتداد العقدين الماضيين، سواء لجهة تعزيز الطابع اليهودي على حساب القيم الديمقراطية في الدولة، أو لجهة محاربة الوطنية الفلسطينية حتى في الأراضي المحتلة عام 1967 وما يرتبط بذلك من تقويض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. أما الصراعات والمماحكات الحزبية والانتخابية حول هذه القضية او تلك فهي تسرّع في هذه الإجراءات ولا تختلقها من العدم. ويتضح من سيل التصريحات والتعليقات أن حساسية المسؤولين الإسرائيليين من العلم الفلسطيني ليست مجرد حساسية من قطعة القماش وألوانها الأربعة، وإنما من الحقوق السياسية التي ينطوي عليها الاعتراف بالفلسطينيين كشعب ذي حقوق وطنية وقومية على أرضهم.
بدا بنيامين نتنياهو منتشيا من نتيجة التصويت بالقراءة التمهيدية على مشروع منع العلم الفلسطيني، محاولا توظيفها في سياق مساعيه للعودة إلى الحكم وقال " اليوم انتصر العلم الإسرائيلي، نحن نعيد إسرائيل إلى اليمين، هذا يوم مهم لدولة إسرائيل ولمستقبل دولة اليهود".
أما المبادر إلى اقتراح القانون وهو النائب إيلي كوهين من حزب الليكود، فوصف النتيجة بأنها خطوة مهمة لاستعادة السيادة، وقال " في دولة إسرائيل لا يوجد إلا علم قومي واحد".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان