الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهية الوعي و جوهر التوحيد

اتريس سعيد

2022 / 6 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الوعي هو مسيرة الإنسان وغايته، إنه الحلم والحقيقة منذ الازل، إنه نظام الإرتقاء والتبتل والإحسان، إنه معراج النفس في سلم الوجود الأزلي، إنه هدف كل الديانات السماوية لأنه دستور مسجل في ذاكرة الأجيال. يكون الشخص موحدا عندما ينطق في الشهادة (أشهد أن لا إله إلا الله) ومعنى كلمة الشهادة (أشهد) أعي وأدرك وأرى، فعندما تقول شاهدت الفيلم فإنك تابعت الفيلم وأدركت مقاصده وعرفت بدايته و تطور الأحداث ونهايته أي أنك وعيت هذا الفيلم إنما عندما تقول (أشهد أن لا إله إلا الله) فإننا ننطق بها في اللسان ولكننا لم نشهد بعين اليقين بالرغم أننا لا نشك بهذه الجملة إلا أنه ينقصنا الوعي بها وتفعيلها في الحياة باللسان والقلب و الجوارح، الشهادة بالوحدانية هي غاية الوجود (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وكيف يعبدون إن لم يعرفون و يفقهون ويدركون وهل للعبد الزائل ان يدرك الرب الباقي،؟ لا إنه لا يستطيع أن يحيط به لأن الله لا محدود بينما نحن محدودون وإن تعددت الكرامات والخوارق، إنما المعرفة هنا والشهادة بالحقيقة الإلهية والعلية أن الإنسان كان في عالم الذر هو عالم الذرة أي عالم النور أي عالم العندية الإلهية في العالم الإلهي وكما آدم كان في الجنة كان يعلم الحقائق الإلهية وهكذا كل نفس منا كانت تعلم الأسماء كلها (أشهدهم على أنفسهم قالو شهدنا) ألا إن إغواء الشيطان لآدم الذي جعله يأكل من الشجرة، شجرة المعرفة، معرفة الخير والشر، شجرة الإزدواجية فآنقسم فكر آدم من الوحدة إلى التعددية والإزدواجية، معرفة الحق والباطل ولأن فكر آدم تجزئ فقد نسي الحقائق العلية التوحيدية لهذا هبط من قمة مدارج المعرفة إلى دركات الدنيا وبعد أن كان إنس فقد دخل في الزمن المحدود وب (الآن) والآوان حتى أصبح (إنس+ان»إنسان) حتى يستوعب الحقائق العلية بصورة مجزأة و ليس بكلية شاملة وهذه رحمة من الله لأن لو كان الله سيعلم الإنسان حقيقته الإلهية بشموليتها وكليتها لسحق عقل الإنسان من شدة النور الإلهي والفيض الرباني لهذا فإنسان اليوم يحتاج إلى أن يزكي نفسه حتى يعرج عبر الصراط المسقيم إلى منتهاه وإلى الله المنتهى من خلال سبعة طبقات وعي يخترقها ولا يحترق بها بعد أن كان الإنسان إنس وروح منيرة في عالم من نور عندما نسي الحقائق التوحيدية وأكل من الشجرة المحرمة فإن نوره إنقشع فصار عدما ثم أوجدها الله مرة اخرى رحمة منه فأشرقت الموجودات من العدم من خلال نور وجهه الكريم ثم نفخ فيه من روحه عبر الكلمة الأولى وقال لها كن فكانت الحياة ولا زالت هذه النفخة مستمرة والكلمة مسموعة إلى أبد الآبدين وعلى الإنسان أن يستفيد من هذه النفخة ويسمع هذه الكلمة بعد أن يرتقي و يزكي نفسه من جهلها ولا وعيها حتى يحقق الشهادة بمعرفته بالحقية التوحيدية (لا إله إلا الله) لهذا تجسدت الموجودات من العندية الإلهية في دركات كثيرة في هذا العالم تحكمها سبعة طبقات وعالم اكثر من سبعة، إلا أن طريقنا نحن في هذه الدنيا تتكون من سبعة طبقات من هنا الله يعلم أن لهذه الأنوار سبعة طبقات حجاب جهل لابد أن تنير ذاتها حتى تعود إليه ولا بد من هذه الأنوار المنطفئة.
جميعنا نحن من وسيط من خلاله يهبطون في عالم الدنيا فخلق الله هذه السماوات السبع والأرض ثم خلق أبينا آدم لنأتي من خلاله ونعيش التعددية ثم الإزدواجية حتى نصل إلى التوحيد الذي منه نحن أتينا (إنا لله من الله وإنا اليه راجعون) لكن إن لم نرقي أنفسنا ونزكيها ونزيد نورها فإننا لن نستحق الرجوع إليه لأن نوره في اليوم الموعود سيحرقنا و لهذا الله خلق الخلق وجسدهم بعد أن كانوا صورا حتى يعودون إلى صاحب القوة العظمى الروحية النورانية الخالقة والحقيقة المطلقة الموصوفة بالأقدمية الأزلية وإنما الآن لا نستحق العودة إلى النور النوراني لأننا لا نستطيع إستقبال هذا الفيض الإلهي وعلينا أن نتزك ونعرج هذا السلم بطبقاته السبعة وغيرها من النظم السبعة وذلك عن طريق العلم و الحكمة والعبادة النابعة من المحبة اللامشروطة بجنة ونار و لكن لأن الله أهلا للعبادة حتى يسجد له ويعبد وهنا تكمن أهمية الوعي الذي لا ينحصر عند دين معين او علم مادي معين ولا فلسفة أو إتجاه معين، إننا من خلال هذه الاسطر التي تعطي لحياتنا معنا جديدا ونعرف أننا نحن من إخترنا هذا الدرك الأسفل من العالم لإننا كنا على مثال أبينا آدم في الجنة إلا أننا جهلنا الحقيقة التوحيدية ونزلنا هنا لنرتقي مرة أخرى بينما هناك أنوار لم تنزل ولا زالت إلى هذه اللحظة باقية في عالم الحقيقة بكلمة أشهد أي أعي وأرى وأدرك ومن هو الذي يعي ويرى ويدرك هذه الوحدانية في هذه اللحظة لهذا جاء الوعي حتى يعرف الإنسان حقيقة كلمة الشهادة بذاتها وعندما يدرك الإنسان نظم الكون الدقيقة سيتعرف على الوحدانية الموجودة في كل الديانات والمذاهب و سيعرف حينها أن لا معبود ولا خالق يستحق العبادة والرضا إلا ذلك الموجود الأزلي الحق ولك أن تبحث في كتابك المقدس عن هذه الحقيقة في أي مذهب كنت ستجدها حتما مدونة هناك تقر بالتوحيد ذلك الذي ليس كمثله شي وليس لأسمه نظير الخالق العظيم.

͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س