الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يوم الزبير الدامي الشيخ احمد ..العود احمد
عادل علي عبيد
2022 / 6 / 8الادب والفن
دائما ما تحتضن الخضرة سفرات ورحلات استجمام ومخيمات وكشتات .. ولا بأس ان تعزز الطبيعة روعتها وعظمة جمالها وهي تبارك تلك الخضرة المشتعلة التي تؤكد مطلق العلاقة بانفتاح وانشراح النفس الانسانية ، لاسيما اذا اشتعلت هذه الخضرة ببعضها ، واصبحت مرجا تذوب بخضرته الدهماء كل انواع واسماء الالوان لتتألق اشجار الجوز والبرتقال والتفاح والتين وغيرها .
لكننا هنا في الزبير نحج بسفراتنا ورحلاتها الى الصحراء ، امنا الرؤوم ، لنلج تجمعات الرمل والكثبان والمفازات الممتدة بالحصى الملتمع الذي يحفل بالجدب والحمض والعاقول ، ويحتضن الشوك والحنظل والغضى . . اظن ان نفوسنا تتوق الى جذورنا البدوية ، او اننا نتطلع الى مشروع جديد للتأمل مثلما تحقق يوما بالشعر الذي يكون التأمل مداده الدم ! فلعمر العربي يحج الى مناطق الجدب البيد القاحلة ليكتشف نفسه التي تؤلف له منالا بعيدا .
ثمة مقارنة اركيولوجية – طوبغرافية بين ابناء البحار وابناء الصحارى تمخضت عن ان الحكمة تستقر ها هنا ، في الشرق الكبير ، الفلسفة والمنطق وعلم الاخلاق . ولنتوقف هنا قليلا ونسأل : صحيح ان الاختراع والاكتشاف العلمي ينطلق من ابناء البحار الا انه ينصهر دائما بالحكمة التي تؤكد وجوده ! هكذا اعترف فلاسفة الغرب بهذا التقليد الازلي والذي يعيش محنة الثابت والمتحول .
كانت غابات الاثل متنفسا لأهالي الزبير ونظرية مغايرة للون الاحادي الصحراوي الجامد ، لكنما الاهالي انفسهم هموا لاجتثاث هذه الغابات ، لينعموا بدف الشتاءات بعدما اسهمت القوات الاطلسية بضرب المنشآت النفطية (المفبرك) ، وتعطيل المنظومة الكهربائية . ولم يبق لهذه لغابات الا بعض اطلال وآثار وشواخص .. اذن هم اجهزوا على آخر احتضارات الخضرة التي تتحدى جبروت الجدب الشاخص في صحراء الرميلة والنخيلة والهدامة ..
بانوراما العيون المحدقة في الافق المضبب لم تكتشف سبيلا جديدا لتغور بتورياته ، بعدما ايقنت ان اللعبة تنطلق من محور العم سام وصولا الى حبائل كيسنجر ومهزلة الشرق الاوسط الجديد .. فراحت الصواعق المواحق والبارجات النفاذات تطلق موتها البطي ، وتزرعه في احشاء الام الرؤوم ، لتحصد آلاف الاروح وبطريقة دورية تعززت ببرامج وحبائل سان جوست وفرانكشتاين ونيرون .. وتعيد مجازر دير ياسين والاراغون وصولا الى سبايكر .
لعل الفتوى المباركة لمشاطرة ومشاركة الاخوة المسيحيين اعيادهم قد حققت وقعتها ، وكيف لا ونحن نستحضر مقولة السيد المسيح (عليه السلام) الرائعة : ( ما ينفع الاعمى ضوء الشمس وهو لا يبصرها) .. ففي مستهل عام يخبئ بثناياه سيول المفاجآت ، وبعيدا عن هدايا سانت كلوز التي يحملها ببذلته الدموية الحمراء وابتسامته التي تسع قرى الصفيح ، يهب (الاهالي) صوب الام الرؤوم التي افصحت عن حيرة الابناء ، واي وفاء لأبناء يدركون ان الغاما ومنفلقات وقنابر لما تنفجر مخبوءة في ثنايا هذه الام المبتلاة .
في الوقت الذي كان فيه الشيخ احمد الشامي يخزن مشاهد الصحراء وصفائها لينقله بأمانة الى زملائه في حوزة مدرسة الصادق ، ويضمنه جزءا من خطبته في مجلس حسيني ما ، كان الاطفال الذين يستحضرون ترنيمتهم التقليدية (مع السلامة يا بر – يابو حشيش الاخضر) يوزعون العيون هناك في الرميلة ، متبركين ب(سيد ترف) عله يرزقهم ببعض كمآت ، مرددين عبارات هنا وهناك ، ويطلقون ضحكات بعد معارك حامية الوطيس رصاصها الحنظل وبارودها بعض اناشيد تؤشر على احلامهم الغضة ، ليهم الكبار بالبحث عنهم وهم يطلقون عبارات الاستغاثة قبل الانفجار الذي اخرس كل العبارات .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي