الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السبهلله (12)

محمد أبو قمر

2022 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


30 /6 ، ذلك اليوم العظيم في حياة المصريين ، كانت مجريات الأحداث في أعقاب ذلك اليوم تؤشر أو كانت تؤكد إلي أنه سيتم كشف الغطاء عن الاتفاق بين الاسلام السياسي والسادات حتي يعرف الشعب أبعاد ما تعرض له خلال أربعين عاما من حياته ، وكان خروج الشعب بهذا الحشد العظيم كانت يشير إلي أنه سيجري جتما نقض هذا الاتفاق علنا وتمزيق أوراقه بالكامل حتي نبرأ جميعنا من كل الخطايا ، ثم بعد ذلك تُتخذ جميع الاجراءات الكفيلة بمنع حدوث مثل هذه التحالفات الاجرامية حتي لا يعود أحد منّا يفكر في التحالف مع بلطجي إرهابي محتال ضد شعبه .
ولم يكن خروج الشعب المصري في 30/6 في مشهد لم يحدث في التاريخ لمجرد طرد الإخوان ، وإنما كان خروجهم المهيب هذا يتطلب كشف وفضح تفاصيل المؤامرة الصحوية التي استهدفت إخراجه من التاريخ ، كان يتطلب عرض أهداف هذه المؤامرة الخبيثة علي الشعب ، وفضح أطرافها ومموليها ، ثم توجيه أصابع الاتهام علنا لكل العملاء من الدعاة والمشايخ والاعلاميين والمسئولين الذين اشتركوا في شن هذه الحرب اللعينة علي الشعب المصري وجعله أضحوكة نفسه قبل أن يكون أضحوكة العالم بأسره.
كان الشعار المرفوع في يناير 2011 ( عيش ، حرية ، عدالة اجتماعيه ) ، وفي ظني أن من كانوا يرفعون هذا الشعار لم يكونوا يعرفون مشكلة المصريين الأساسية ، ولم يكونوا يدركون ما يحتاجه الشعب علي وجه الحقيقة ، هذا الشعار الذي بدأ بالعيش كان شعارا تسوليا ، إذ كانت القوي السياسية والثورية التي تصدرت المشهد الثوري في يناير رافعة شعار التسول هذا كانت ملوثة هي الأخري بالخطاب الديني الشائع الذي حول الفرد من منتج إلي متسول ، ( لما تتزنق إدعي ربنا وهو هايبعتلك رزقك ، ماتنساش تصلي ع النبي كل يوم وإنت هاترزق من وسع إن شاء الله ، إفرض علي مراتك لبس الحجاب وامنع اختك من الخروج في الشارع وإنت ربنا هايرضي عليك ويرزقك من حيث لا تحتسب ، كسر التلفزين إللي أمك بتتفرج عليه وانت ربنا هايبعتلك رزقك كل يوم ، ما تعيدش علي جيرانك المسيحيين ولو اتجوزت واحده مسيحيه ماتحبهاش ولا تسلم عليها إنما تنكحها بس وإنت كده هاتنول رضي ربك عليك ويرزقك ، اتجوز أربعة وإذا لقيت عيله صغيرة حلوه كده ومربربه انكحها وملكش دعوه ، إنت بس إسمع إللي بنقولك عليه وانت هاترزق وهاتدخل الجنة كمان ياسيدي).
في هذا الجو البزرميطي الذي أكل العقل ، وأمات الضمير ، وأشاع قيما أخلاقية تأنف منها حتي الصراصير ، في الجو ده تربي جيل كامل لم ينجو منه حتي كثير من النخب السياسية والثورية ، وكان من الطبيعي أن يكون شعار يناير هو ( إديني عيش أحسن أنا جعان ) ، في الوقت الذي كان الشعب المصري يريد أن يسترد عقله ووعيه وضميره وأخلاقه التي انهارت حتي يستطيع أن ينتج خبزه الذي يحتاجه بنفسه ، وأن يحقق بعمله وكده وإبداعه العدالة التي يستحقها ، وأن يخلص نفسه من أنياب من أكلوه ومصمصوا روحه بدعوي إدخاله الجنة وتهيئته لممارسة جنس ليس كأي جنس فيها .
لم يكن الشعب المصري في الحقيقة يريد من يحنو عليه فهو لديه كل الامكانات التي تجعله يحنو علي نفسه وعلي غيره أيضا ، فقط كان يريد أن ينجو من المؤامرة ، ولن يكون له نجاة منها إلا إذا عرف من هم الذين تآمروا عليه ، وكيف تآمروا ، ولماذا تآمروا عليه بكل هذه البشاعة حتي هزموه وسلبوه كل قواه ثم في نفس الوقت أوهموه بأنه الأفضل والأميز عند الله وأن بقية البشر خلقوا فقط كي يخدموه ، كان لابد للشعب أن يعرف من هم هؤلاء الخونة الذين تولوا تنفيذ هذه المؤامرة تحت ستار كونهم دعاة ومشايخ موثوق في علمهم ووساطتهم وقربهم إلي الله .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة