الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ابتلعت قوى المركز حزب المؤتمر السوداني؟

خزامي مبارك

2022 / 6 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


سيظهر النص هل ابتلعت قوى المركز حزب المؤتمر السوداني؟

_ في فهم تحالفات المؤتمر السوداني مع القوى الإسلاموعروبية _(1)
خزامي مبارك
الخرطوم 8/يونيو/2022
___________

أطرح هذا السؤال و في جعبتي وثائق كثيرة من بيانات ومواثيق وتحالفات طويلة المدى والقصيرة منها، بعضها أحدثت إنشراخات كبيرة في الحياة السياسية السودانية يوماً ومنها ماتت ولم يعد يتذكره الناس حتى.
تحالفات قامت على أسس سياسية ومسلح كالتجمع الوطني في التسعينيات وتحالفات جمعتها رؤى طويلة المدى كتحالف الكتلة التاريخية وغيرها.
ولكن جوهر المسألة هي أن كل هذه التحالفات لم تكن معنزلة عن الصراع الإجتماعي /الإقتصادي / السياسي الذي يعيشه السودان كدولة ولدت في سياق مابعد إستعماري صاحبت تكوينه إختلالات جمة،وهذا أمر طبيعي لأن سودان اليوم الذي نعيشه هو إمتداد لذلك الحقل الذي صنعته الامبراطورية المصرية في نهاية 1820وبداية 1821م التي شملت دولا وقبائل مختلفة كانت تمر بفترات متباينة من التطور الإجتماعي و الإقتصادي فجعلت منها دوله حديثة، بنمط الدولة الحديثة المولودة في المجتمعات اللبيرالية ، عرفت" بالدولة السودانية"
كانت وحدة فرضتها طموحات مصر وتوازن القوي الدولية في ذلك الزمان، وحدة كانت تحمل في داخلها غابة من التباينات والإختلافات إلا أن محمد علي باشا إختار الثقافة السياسية لها أي توجهها الأيديولوجي الإسلام والعروبة (الثقافة العربية الإسلامية) فكانت النتيجة الغاء الوجود الإجتماعي والثقافي والفكري واللغوي والإبداعي لبقية المكونات غير العربية، إضافة إلى ذلك أصبح هذا التوجه بمثابة الأداة المبررة للرق والنخاسة في تلك المجموعات، هذه البداية المختلة صنعت لنا سوداناً أبرز ميزاته التفاوت الإثني والثقافي والإقتصادي وأصبحت النواة الأساسية المكونة للمجموعات المهيمنة هي (مؤسسة الجلابة وزعماء الطوائف ورجالات الادارة الأهلية وزعماء الطرق الصوفية ‘رجال الدين والأهالي المنتمين لحقل الثقافة العربية الإسلامية )الغلبة والسيطرة.
وإستمرت هذه التركيبة طيلة الحقب التاريخية لمسيرة الدولة السودانية، ففي المهدية يكفيك فتح أروقة الصراع بين أولاد البلد وأولاد العرب لمعرفة ذلك، بل نظرة واحدة الي كلمات شعراء ذلك الزمان كشعر الحاردلو يعكس ذلك الصراع والسيطرة.
وفي فترة الحكم الثنائي التي شهدت تكوين الحركة الوطنية السودانية لم يتغير في الامر شيئاً، بل الأخطر فيها حتى الحركة الوطنية جاءت تحمل في ذاتها الكثير من هذه التناقضات والبعض منها غارقه حتى الركبة في الوعي (الاسلاموعروبي) فمؤتمر الخريجين مثلا كان يعمل على بث المشاعر القومية (بوتقة الأنصهار) التي لو تأملناها نجد أساسها يرجع للوعي الأيديولوجي المهيمن عبر خطابات وحدة الامة وغيرها وهي وحدة في ثوبها الاسلاموعروبي بلاشك. كما ان جمعية الإتحاد السوداني 1920 التي يعتبرها البعض أول تنظيم سياسي "للأفندية" أكبر عيوبها أنها فشلت في العمل علي البحث ومعرفة التركيبة الاجتماعية والاقتصادية للسودانيين وقوانين تطورها ومعالجة مسألة الاستبعاد فيها.
هذا الكلام لا ينقص من نضلات الحركة الوطنية السودانية ضد الاستعمار بقدر ما هي محاولة لوضع الاشكالية في سياقها الموضوعي مع الاشادة الكاملة لعبيد حاج اللمين وعلي عبداللطيف ورفاقهم من نضالات عظيمة قدموها ضد الاستعمار.
في عام 1956خرج المستعمران (البريطاني والمصري) الذي عرف بالاستقلال وترك المجال للسودانيين لبناء دولتهم بما يحقق لهم الرفاهية والحرية وغيرها من الحياة الكريمة اساسها عقد اجتماعي يقوم علي المواطنة ولكن المؤسف استمرت الرؤية الاحادية ومشروع الدولة الاسلاموعروبية كأيديولوجيا رسمية وكمشروع للوحدة الامر الذي كانت ومازالت محصلته النهائية التدهور الاقتصادي والحروب الأهلية.
و في أعماق هذا الصراع ولدت الكثير من المنظومات الحزبية والمؤتمر السوداني ليس استثناء منهم وأيضاً ولد مشروع السودان الجديد كبوصلة فكرية و أتجاه حمل على عتقه ثقل الخروج من هذه الأزمة.
وبميلاد السودان الجديد أصبحت الحياة السياسية في السودان لا تحتمل المواقف الضبابية أما أن يقف الفرد محافظاً لطبيعة الواقع المختل أو مجابهتها، والتحالفات فيها لا تحتمل المتناقضات إما تحالف لحل الأزمة أو تحالف المحافظة عليها.
وفي نظرة سريعة بإمكاننا فهم طبيعة كل التحالفات التي تمت منذ التسعينيات وحتى الآن ونجد أغلبها تحالفات وقعت داخل سياق هذا الصراع اي بالواضح أما تحالف قوى السودان الجديد أو تحالفات قوى المركز (الاسلاموعروبيين).
في هذه المساحة سأحاول فهم تحالفات المؤتمر السوداني منذ تأسيسه وحتى الآن وكذلك موقعه الأيديولوجي داخل هذا الصراع.

يتبع.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام