الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقاً حول إنعقاد الإجتماع الفني للحوار المباشر ومواقف الجبهة الثورية السودانية

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 6 / 9
الصحافة والاعلام


(رأي خاص)

إنعقدت يوم ٨ يونيو - ٢٠٢٢م أولى الجلسات الفنية المُمَهِدة لعملية الحوار المباشر في الخرطوم بدعوة من الآلية الثلاثية ومشاركة فريق مستشار الرئيس سلفاكير ميار ديت للشؤن الأمنية السيد/ توت قلواك الوسيط الجنوب سوداني الذي وصل البلاد مبكرًا بهدف المساهمة في دعم الحوار، وقد حضر الجلسة عدد من قوى الكفاح المسلح والمجموعات السياسية بينما رفض الآخرون المشاركة لأسباب تتعلق بمناخ الحوار الذي يرونه غير ملائم حسب ما ذُكِر في عدة بيانات، ومن منطقة اولو باقليم النيل الأزرق وجه القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعبية دعوة للجميع للمساهمة في إنجاح الحوار وإنهاء مشكلات السودان، كما إستمعنا لأحاديث قادة الجبهة الثورية الداعية للحوار من أجل تجنيب البلاد مخاطر الإنزلاق، ووتحدث ممثلو للآلية الثلاثية حول ضرورة إشراك الممانعيين بغية الوصول إلي التسوية الشاملة التي ستقود السودانيين نحو الديمقراطية الكاملة والسلام المستدام وإصلاح الإقتصاد السوداني.

الجبهة الثورية السودانية أبدت مواقفها تجاه هذه العملية بما يوحد السودانيين حول القضايا الوطنية الأساسية، وقد جدد د.الهادي إدريس رئيس الجبهة تمسكه بالحوار كرافعة للعبور إلي السودان الديمقراطي الموحد؛ حيث قدم إفادة إعلامية ذكر فيها بمبادرة الجبهة الثورية ومراحلها وجداولها باعتبارها المبادرة الأكثر قرباً لمخاطبة الوضع السوداني المأزوم الذي يحتاج لمبادرات عملية تخرج نصوصها من طور التنظير إلي ملامسة الواقع بشكل عملي، وهذا هو الطريق الأصلح للمرور من واقع الصراع إلي موقع الحل السلمي المتفاوض عليه بين كافة المكونات، والحوار هو وسيلة تجعلنا نتمكن من تثبيت أعمدة التغيير وبناء دولة آمنة ومستقرة يتمتع شعبها بحياة كريمة، والجبهة الثورية قادمة من مشوار الكفاح المسلح الذي إمتد لعشرات السنيين، وهذه الثورة خاضتها مجتمعات من الريف والمدينة مع إختلاف وتعدد الآليات المستخدمة في الكفاح الثوري التحرري الذي أحدث التغيير في السودان، وبعد دخول البلاد في نفق الصراع السياسي الذي عطل ماكينات التغيير فيها وفاقم المشكلات الإقتصادية والأمنية يتوجب علينا الجلوس جميعاً علي طاولة الحوار لبحث كيفية العودة إلي مسار الديمقراطية والمدنية والسلام والمواطنة بلا تمييز.

إن التمنع الذي أبداه البعض يمثّل محور الخطر الذي ظللنا نحذر من الوقوع فيه، وكان الأمثل مناقشة قضايا الخلاف مع النظر بعين فاحصة لمعاناة السودانيين، وجاء ذلك كنتاج مباشر لفقدان الإرادة والرغبة والثقة للأطراف المنوط بها خوض الحوار وحل الأزمة، وقد تحدثنا فيما سبق عن أهمية تهيئة مناخ الحوار من كافة الجوانب، وحدثت تطورات في هذا الإتجاه، ويجب إزالة التوجس الذي يسيطر علي البعض للدخول مباشرة في إجراءات حوار شامل يجمع الجميع، وهنالك عدد من المكونات الشريكة في الأزمة لا ترغب بأن تكون شريكة في الحل، وهذه الوضعية سوف تطيل عمر الصراعات السياسية دون أن تحقق مصالح السودان، ويجب أن تعود الآلية الثلاثية مرةً آخرى لبحث أسباب تمنُع الحرية والتغيير "المجلس المركزي" عن الذهاب إلي الإجتماع الفني، وليكن هنالك نقاش واضح وصريح بين السودانيين حول مصير السودان الذي أضحى علي بعد خطوات من الإنهيار، والمشكلة التي لا نواجهها بصراحة وصرامة لازميين لن تجد الحل المناسب لها، ولا نريد أن نكون في حالة دوران عكس عقارب ساعة التغيير، ويجب أن يكون الحوار هو مفتاحنا الذي نستخدمه لفتح أبواب التغيير والتحول الديمقراطي.

9 يونيو - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان