الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقيل الخزعلي: شذرات من فكر عراقي لا ينقطع.

مظهر محمد صالح

2022 / 6 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


انه عقل مليء بالعبرة والحكمة ويدل بالفور ان احزان الدنيا لاتوجد لتثبط الهمة ولكن لتشحذها …تدهشني حواراته الاسبوعية التي يرسله لي دون ان يكتم في القلب احزانه واتراحه …فما يضاعف من احساسي العميق ان شذرات الدكتور الخزعلي يجب ان لا تضيع في بحر النسيان او ان ينطفيء القها من الذاكرة دون ان تشرق على جبهة لامعة تقف ضد تيار الزمن المتدفق دون ان يزيل جوهرة المستقبل من معصم التفاؤل.
1- يتناول الخزعلي الماضوية المنغلقة بالقول:
" عَجَبٌ لكيفية تعاطي الأُممِ الميّتةِ المُغيّبةِ مع العظماء ،فهي؛
(تنتمي إليهُمُ بالشِعار وتُفارقهم بالدِثار! )، (تُحارِبُهُم أحياءً وتُبَجِّلُهُمُ أمواتاً! )، (تحتضِنَهُمُ وجداناً وتُجافيهُمُ عقلاً! )، (تصنعهُمُ أوثاناً ولا تُقَيّمهُمُ منطقاً! )، (تُصَنّمهم في التاريخ وتُبدِدهم في الحاضر! )، (تطربُ الى سيرتِهم وتُغادِرهم في مكارم أخلاقِهم! )، (تتفاخرُ بنتاجاتِهمُ ولا تستلهمُ مناهجهمُ!)، (تُرَّكِزُ على إبداعهمُ وتتغاضى عن مُكابداتهمُ!)، (تُوالي نقيضَهم وتنبذُ أشباههم! )، {تحتفي بهم (كذكرى) وتتغافل عنهم (كمسؤولية)!}، إن هذه بحق ل(شيزوفرينيا العصر)."

*جعلَ الله رموزَ الانسانيةِ؛ (حُجَةً ومَحَجَّةً) .
2- يدرك الخزعلي مشكلات الماضوية اللاعضوية بكونها ظاهرة منقطعة عن السلوك البشري الحاضر،فهي ظاهرة تمجد الماضي بافعال اقرب الى الطقوس التي تمارس عند موت انسان انقطع عن الحاضر وفقد رابطة التواصل مع السلوك والتصرفات التي تحكمها النزاعات البشرية الحاضرة بقيودها واهواءها وتحركاتها واطماعها الحياتية .انها الماضوية المنغلقة في نطاق ترابطها بالتصرفات البشرية الحاضرة . اذ يجسدها الدكتور الخزعلي في عطاءه الفكري بانها اقوالا لاتقترن بالافعال حقا وكانك تمارس زيارة متحف اسمه الماضي المجيد .
3- يجد الدكتور الخزعلي في فلسفة النجاح بانها قصة يجب ان تروى
قائلاً :
النجاح عبارة عن مسيرة انتصارات؛* (على الذات=الإستقامة)، (على العبودية = الإستقلالية)، (على الفُحش=العِفّة)، (على الفوضى =الإعتدال)، (على الترف =الحكمة)، (على الإسراف =التدبير)، (على التصنّع =النقاء)، (على الإستكانة =الطموح)، (على التكلّف =الوضوح)، (على الجمود =المرونة)، (على الماضي =التجدّد)، (على الموروث =التمدّن)، (على السلبية =الإنتاجية)، (على الأقدار =المبادرة)، (على التوحّش =الحُب)، (على الإختلال =الإتزان)، (على القطيع =التحرر)، (على القهر =المقاومة)، (على الظلم =المواجهة)، (على الحُمق =التغافل)، (على التشتّت =التخطيط)، (على الخوف =المعرفة)، (على القلق =العلم)، (على التردد =المجازفة)، (على الكآبة =التواصل).
4-حقا الايام لاتريد ان تستريح الا بالنجاح وان القنوط بالفشل الذي يطل من عليائه لا يجد معنا لوجودنا الا بالبذل والعطاء الانساني كما تريده الايام. فقصة النجاح كما يراها الخزعلي هي دايلكتيك انساني في الرقي والتقدم .واجملها الصبر على السالب من الحياة لبلوغ المشرق منها.
5- يرى الدكتور عقيل الخزعلي وهو يتابع القلق الانساني في ارتباطه بذكريات الماضي والسقوط على الارض قبل يرتفع بعرقه ودمه الى وثبة المستقبل والسير في مجراه الابدي محملاً بالهواجس قائلاً:
{الإنسانُ المُعاصرُ؛ يُحاصِرُهُ القلق؛ (من الماضي؛ بذكرياتِهِ المؤلمة)، (ومن الحاضرِ؛ بمعاناتِهِ المُعقّدة)، ( ومن المستقبلِ ؛ بهواجسِهِ المجهولة)، فيعيشُ بعينِ الاعاصيرِ التي يخلقُها وسطَ ذاتِهِ، ويغفلُ عن كُلِّ نجاحاتِهِ ومنجزاتِهِ او حتى صمودِهِ واصرارِه وتحولاتِهِ.
إن وصفةَ التصالح الايجابي الآني؛ تكمن بخلطةٍ من؛ (جُرعةِ وعيٍّ+ وحفنةِ مشاعرٍ+ وبُرهةِ تأملٍ+ وقبضةِ إيجابيةٍ+ وحُزمةِ إيمانٍ+ وشبكةِ تواصلٍ+ وموفور شَغَفٍ+ وظلال معنى+ وكفايةِ عملٍ…)}.
فبين الوعي والامل والايمان والتواصل وكفاءة العمل يولد مصنع الحياة بعوامل انتاج كما يراها الخزعلي بوصلتها في التقدم ، عقل يعمل بعزم وسلام .
6- واذا كانت الحرية هي في تعدد الخيارات ، فيرى الدكتور الخزعلي في ذلك ان :
"الإنسانُ كيانٌ يتقلَّبُ بين خيارين، حيثُ:- {في العقلِ ؛ تكمُنُ (العبوديةُ) و (الحُريّةُ)}، {وفي الفِكرِ؛ تُشيَّدُ (السجونُ) و (الحصونُ)، {وفي القولِ ؛ تصدُرُ (السمومُ) و (النعومُ)}، {وفي السلوكِ؛ تُترجَمُ (النذالةُ) و (الأصالةُ).}
ومن جانبي ارى في مقولة الخزعلي في خيار الحرية لمسات قوية مفادها ان تنمية الخير والشر ومحركات إطلاقهما عملية تراكمية تعتمد على طول النشأة الصحية للسلوك الانساني… فكم تسهم الاسرة والمجتمع في قوة تلك الاطلاقات ونوعيتها سواء اكانت بيضاء ام داكنة ترنو نحو العدم او اسراره.
7- المفارقة جدلية التقدم.
بعدان مات ماضي وهو متلبس بالاوهام يدخلنا الدكتور الخزعلي بالقوة الدافعة للحياة والخروج من فراغات الماضي تاركاً اياها تتشابك بينها في عالم من اللاشيء. يقول المفكر عقيل الخزعلي :
{- الوجود مهمٌ ، ولكنّ فحواه أهم
- البصرُ مهمٌ ، ولكنّ البصيرة أهم
- السمعُ مهمٌ ، ولكنّ الإتعاظ أهم
- العقلُ مهمٌ ، ولكنّ الحكمة أهم
- العلمُ مهمٌ ، ولكنّ المهارة أهم
- الرأيُ مهمٌ ، ولكنّ المقصد أهم
- التفاعلُ مهمٌ ، ولكنّ المبادرة أهم
- العملُ مهمٌ ، ولكنّ طبيعته أهم
- المجتمعُ مهمٌ ، ولكنّ العائلة أهم
- القائدُ مهمٌ ، ولكنّ رؤيته أهم
- الفريقُ مهمٌ ، ولكنّ مشروعه أهم
- الحُبُّ مهمٌ ، ولكنّ الكرامة أهم
- الفوزُ مهمٌ ، ولكنّ آثاره أهم
- الشعارُ مهمٌ ، ولكنّ مصداقيته أهم
- التنافسُ مهمٌ ، ولكنّ الوطن أهم
- الوقتُ مهمٌ ، ولكنّ الأولويات أهم
- الزمنُ مهمٌ ، ولكنّ الإتجاه أهم
- النجاح مهمٌ ، ولكنّ السعادة أهم
- المالُ مهمٌ ، ولكنّ المُبتغى أهم
- الوفيرُ مهمٌ ، ولكنّ النادر أهم
8- انها مفارقات في جدلية التقدم فهي اقرب الى فلسفة ( الجميل ) و( الجمال) فكل لون هو شي جميل لوحده ولكن عند استكماله بالالوان الاخرى قد يبلغ الجمال وقد لا يبلغه . فكل الالوان (جميلة )بمفردها ولكن يظهر (الجمال )بتناسق الالوان من عدمها.
9- ختاماً،فالرؤية بلا عمل حلم ، والعمل بلا رؤية هدر للوقت والموارد . والرؤية المقرونة بالعمل هي الازدهار والنماء والتقدم ….كلمات افتتح فيها الاقتصادي اللامع الدكتور فلاح الثويني مؤتمر بيت الحكمة في علم الاجتماع البارحة ليذكرني بالمفارقات الجدلية للدكتور عقيل الخزعلي في صباحات هذا اليوم البغدادي الرائع المشرق بلهيب الشمس والفكر.
(( انتهى))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري