الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبادرات تيسير تكاليف الزواج

محمد حمادى
كاتب رأى حر مصرى

2022 / 6 / 10
المجتمع المدني


الأصل فى الزواج تكوين أسرة وبناء حياة جديدة عنوانها التفاهم والمودة والرحمة، فى هذه الايام أصبح الزواج عبئا لا يحتمله بعض الشباب بسبب تكاليف الزواج وأسعار الأجهزة والعفش والتقليد الاجتماعى الأعمى الذى تراكم لعقود طويلة، فأصبح هذا التقليد عادات متأصلة لا رجعة فيها من قبل النظام الاجتماعى الغاشم الذى يقهر الفقير ويجبره على مواكبة الموضة والسلوك الاستهلاكي، بين الحين والآخر تظهر مبادرات رائعة من أصحاب عقول مستنيرة ومتفتحة ، تدعو لخفض تكاليف الزواج بالقرى والنجوع فى جميع المحافظات المصرية وخصوصا في الأرياف، لا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية الطاحنة التي تجتاح العالم كله، منذ ظهور وباء كورونا وانطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أصاب بعض منها بلادنا ، التي تقدم المشروعات والإنجازات لتحقيق حياة كريمة للمواطنين.
البعض يتظاهر فخرًا، بما تحمله عشرات السيارات من أجهزة ومستلزمات، لا حاجة للعروسين بها على مدار عقود طويلة قادمة، وربما يأتي الحفيد، ولا يتم استخدام كل هذه الأدوات والأجهزة، فالأهم لديهم التفاخر والتباهي، حتى وإن كان ذلك على حساب الاستدانة وتوقيع ايصالات أمانة على بياض، تنتهي في المطاف بهؤلاء خلف الأسوار.
الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث العام الماضى أثناء إحتفالية يوم المرأة المصرية والأم المثالية وقال (موضوع الغارمات محتاجين نفكر فيه شوية موجود في الريف، وفوجئت بما يحدث فأرغب في الحديث عنه فمن الممكن أن يكون قوة دفع للإعلام والمؤسسات الدينية، في تغيير الأمر»، وتابع: «فوجئت بأهلنا في الريف بيجيبوا 2 تليفزيون 2 ثلاجة و10 بطاطين طب ليه؟! طب 2 غسالة ليه، معروف في الريف إن ده عيب أن يقل الجهاز بالشكل ده، وإحنا عايزين الأسر تقوم بالواجب مع بناتها لكن ياريت نفكر إن ده مش عادة طيبة، ربنا مقالش نعمل كده حتى لو كان معايا أعمل ده ليه؟).

الغارمات والغارمون لا يعدون ولا يحصون، وأرقام عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع هذه السن معروفة فى مراكزالبحوث الدراسات وأجهزة الإحصاء، صحيح هناك مبادرات مهمة فى بعض القرى لتخفيض تكاليف الزواج وقائمة المنقولات والشبكة والمهر وخلافه لكنها تسير على استحياء ولم تتمكن من تعميم التجارب فى مختلف المناطق ولا تزال فى طور النشىء الذى لا يقاس عليه، والأمر هنا بحاجة إلى مشاركة مجتمعية من كل الأطراف الفاعلة لدعم وتبسيط ظروف الزواج وتأسيس عقد اجتماعى لا يرهق الطرفين ويمنع الاستدانة والقروض المعيقة لتطور الحياة والتى تحدث بسببها مشاكل كثيرة تؤدى أحيانا إلى هدم المؤسسة الزوجية بالطلاق أو استخدام العنف، وبعضهم يذهب الى السجن بسبب عدم السداد هذه التكاليف باهظة الثمن، نحتاج إلى دور الفن الحقيقى والإعلام وأهل السياسة وهم ذاهبون الان الى الحوار الوطنى نتمنى أن يكون هذا الملف ضمن أولوياتهم وأن يخرجوا علينا بحلول أوبمشروع قانونى يطرحوه الى المجالس التشريعية لمناقشة هذا الامر ، ورجال الدين والعرف الاجتماعى فى استعادة التوازن وتحقيق الاعتدال والبساطة وإظهار نماذج تمكنت من كسر البزخ وتخلت عن مفهوم التقليد الأعمى أو مجاراة الأثرياء، ونحتاج من القادرين أن يضربوا المثل فى التبسط وتفهم الأوضاع الاجتماعية لكثير من الفئات المهمومة بلقمة العيش وتأمين أبسط مقومات الحياة، البديل لعزوف الشباب عن الزواج سيكون مكلفا جدا على السلام الاجتماعى والاستقرار والأمان وعلينا أن نتحرك ولابد من أن يكون هناك تشريعا قانونيا ملزما لحل تلك القضية الشائكة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل