الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب -أصول القرآن- 3

جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)

2022 / 6 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محور : كتب غير المسلمين

نقل القرآن
- ألفونس مينجانا
حسب السردية الإسلامية
لا يوجد إجماع كبير بين الروايات حول جمع القرآن. أقدم التدوينات عن التجميع هي لابن سعد (844)، والبخاري (870) ومسلم (874) (1).
_____________________________________________________
(1) محمد بن سعد البغدادي
لا يوجد شيء في مصادر ترجمته مما يتعلق بنشأته وأسرته، وكيف كانت بدايته لطلب العلم، والذي يظهر أن والده لم يكن من أصحاب الجاه، ولا من أرباب الرواية، إذ لو كان كذلك لعرّف به ابنه، فقد خصّص جزءاً كبيراً من كتاب الطبقات للتعريف بالعلماء من محدثين وفقهـاء، ولو كان من أصحـاب الجاه والنفـوذ لكان له ذكر في كتب التراجم، ومن مصنفاته "الطبقات الكبير" ،"خبر النبي" و"كتاب التاريخ".
البخاري ومسلم
لكن الإمام البخاري لم يسمع مباشرة ممن عاصروا النبي ، ولا سمع مباشرة ممن نقلوا عنه.. ولا سمع الإمام مسلم ممن نقل عنهم الرواية نقلاً عن النبي. نقل البخاري الحديث عن النبي بالسماع بعد جيلين من جيل النبي. وإلى جانب صحيحه له كتاب "التاريخ الكبير": وهو موسوعة كبرى في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم، وقد اقترب فيه البخاري من استيعاب أسماء من رُوي عنهم الحديث من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى زمنه. ثم جاء مسلم ونقل بالطريقة نفسها ما أخرجه في كتابه. يعتبر من أهم علماء الحديث النبوي بعد البخاري، بكتابه "صحيح مسلم" الذي يأتي في المكانة الثانية مباشرة بعد "صحيح البخاري" في مصادر الحديث. وقيل "إن مسلم قفا طريق البخاري، ونظر في علمه وحذا حذوه، إلا أن مسلم لم يرو في صحيحه عن البخاري؛ لأنه لازمه بعد إتمامه صحيحه".
_______________________________________________________

يسرد ابن سعد 10 أشخاص مختلفين يُعتقد أنهم جمعوا القرآن في زمن النبي محمد (مع عدد من الأحاديث المختلفة التي تدعم كل مرشح). ثم عرض حديثاً ينسب تجميع القرآن إلى عثمان أثناء خلافة عمر ، وفي مكان آخر ينسب هذا التجميع إلى عمر نفسه.
أما قصص البخاري فتختلف. لقد أعطى الفضل في جمع القرآن خلال حياة النبي محمد لمجموعة متنوعة من الناس ، ولكن ليس نفس القائمة التي قدمها ابن سعد. ثم له قصة تجميع أبي بكر التي قام بها حصرياً زيد بن ثابت. ويتبع ذلك مباشرة بحديث عن عملية التجميع العثماني الذي قام به زيد وثلاثة آخرون.
السردان الأخيران (تجميع أبو بكر والتجميع العثماني) قد تم قبولهما دون كل السرديات الأخرى – وهنا تبرز بإلحاح تساؤلات:
- لماذا الاقتصار على السرديتان فقط؟
- وأيضًا ، إذا كانوا قد جمعوا المصحف كاملاً ، فلماذا كان من الصعب إنتاج مخطوطة له؟
ومن ثمة، فمن المحتمل أن يكون هذين التجميعين خياليين مثل التجميعات الأخرى.

يخلط مؤرخون مسلمون آخرون الصورة إلى أبعد من ذلك:
- يسرد مؤلف الفهرست – ابن النديم (متوفى في 995 أو 998م) - جميع القصص التي رواها ابن سعد والبخاري ، ثم يضيف قصتين أخريين.
- يخبرنا الطبري أن علي بن أبي طالب وعثمان قاما بتجميع القرآن ، لكن عندما غادرا فعل نفس الشيء كل من ابن كعب وزيد بن ثابت. واتهم الناس في ذلك الوقت عثمان بأنه اختزل القرآن من عدة كتب إلى كتاب واحد.
- كتب الوقيدي أن ابن أبي سرح ادعى أنه يستطيع تغيير ما يريد في القرآن.
- مصدر آخر السردية الإسلامية ينسب "جمع" المصحف إلى الخليفة عبد الملك بن مروان (684-704) ولملازمه حجاج بن يوسف الثقافي. ينسبها "برهبرايوس" (2) وجلال الدين السيوطي (2) إلى الأول ، والمقريزي (2) إلى الأخير. يقول ابن الأثير أن الحجاج حرم قراءة رواية ابن مسعود ، ويقول ابن خلكان (2) إن الحجاج حاول إقناع القراء بالموافقة على النص لكنه لم يوفق. في الواقع ، استمرت القراءات المختلفة وسجلها الزمخشري والبيضاوي ، على الرغم من أن أي شخص يتبع المتغيرات عوقب بشدة وقتئذ.
________________________
(2) "بار هيبراوس" (1226 – 1286 م) هو مؤرخ سرياني وطبيب وفيلسوف من الديانة المسيحية ، أسقف يعقوبي ، وكاتب اللغة السريانية. اسمه الحقيقي "غريغوريوس أبو الفرج جمال الدين ، أبو الفرج بن العبري أو أبو الفرج".
جلال الدين السيوطي، (849 هـ/1445م - 911 هـ/1505م) إمام حافظ، ومفسر، ومؤرخ، وأديب، وفقيه شافعي. له نحو 600 مصنف. قضى السيوطي فترة غير قصيرة في خصومات مع عدد من علماء عصره، وأشد خصوماته وأعنفها كانت مع شمس الدين السخاوي. ألف رسالة في الرد عليه ، اسمها «مقامة الكاوي في الرد على السخاوي» نسب إليه فيها تزوير التاريخ، وأكل لحوم العلماء والقضاة ومشايخ الإسلام. تنبه بعض خصوم السيوطي إلى خطئهم فيما صوبوه إلى هذا العالم الجليل من سهام في النقد والتجريح وخصومات ظالمة، فأعلنوا عن خطئهم، وفي مقدمتهم الشيخ القسطلاني الذي أراد أن يسترضيه فتوجه إليه حافيًا معتذرًا.
المقريزي، مؤرخ مسلم ولد (764 ـ 845 هـ) (1364 - 1442م) ممن اهتموا بالتاريخ بكل نواحيه.
ابن خلكان (608 هـ/1211 م - 681 هـ/1282 م ) مؤرخ وقاض وأديب ، وهو صاحب كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان وهو أشهر كتب التراجم العربية، ومن أحسنها ضبطا وإحكاما _________________________________________________________________________________

حسب الكتاب المسيحيين
639 م - مناقشة بين البطريرك المسيحي وأحد المسلمين (ملخص محادثة مسجلة في مخطوطة بتاريخ 874 م). نعلم منها:
- لم يُترجم الكتاب المقدس إلى اللغة العربية آنذاك
- وجود تعاليم حول التوراة والميراث وإنكار لاهوت المسيح وموته في المجتمع العربي.
- لم ترد أي إشارة إلى أي كتاب عربي مقدس.
- كان بعض الفاتحين العرب يعرفون القراءة والكتابة.

647 م - رسالة من بطريرك سلوقية ، "إيشوعيب" الثالث ، تشير إلى معتقدات العرب دون أي إشارة إلى القرآن.

680 م –في مخطوطة كاتبها مجهول لا يعرف شيئًا عن القرآن ، ويعتقد أن العرب ببساطة يعتنقون العقيدة الإبراهيمية.

690 م - لم يكن لدى "جون بار بينكاي"- (3) John Bar Penkaye ، الذي كتب في عهد عبد الملك ، أي فكرة عن وجود القرآن. فقط في القرن الثامن أصبح القرآن موضوع نقاش بين المسلمين والمسيحيين. من بين النقاد المسيحيين الأوائل للقرآن: "أبو نوش" - Abu Nosh (سكرتير حاكم الموصل) ، و" تيموثاوس "- Timothy(4) (بطريرك سلوقية النسطوري) ، والأهم من ذلك ، الكندي (830 م - أي قبل البخاري بأربعين عامًا) !).)
_________________________________________________
(3) كان جون بار بينكاي (بالسرياني: Yōḥannān bar Penkāyē) كاتبًا في أواخر القرن السابع وكان عضوًا في كنيسة الشرق. عاش في عهد الخليفة الأموي الخامس عبد الملك بن مروان. تقدم كتابات "جون بار بينكاي" رواية شاهد عيان عن الفتوحات الإسلامية المبكرة في عصره. ألف كتابا ضخما في التاريخ عنوانه بالسريانية - Ktâbâ d-rêš mellê - أي "ملخص تاريخ العالم"، مكون من 15مجلدا. يغطي المجلدان 14 و15 من بداية الفتح العربي حتى العقود الأخيرة من القرن السابع ، فهو معاصر لما تحدث عنه.
(4) تيموثاوس الأول (حوالي 740 - 823 م) هو بطريرك كنيسة المشرق من 780 إلى 823 وأحد البطاركة الأكثر تأثيرًا في تاريخها. ان أحد أشهر الإنتاجات الأدبية لتيموثاوس تدوين نقاش غير حاسم حول الادعاءات المتنافسة للمسيحية والإسلام ، والذي يُفترض أنه عقد عام 782 مع الخليفة العباسي الثالث المهدي (حكم بين 775-785 م). نُشر أولاً باللغة السريانية ثم باللغة العربية. في صيغته الباقية ، باللغة السريانية ، يحترم الإسلام بشكل ملحوظ ، وربما تمت كتابته لإمتاع القراء المسيحيين والمسلمين على حد سواء. وقام "ألفونس مينجانا" بترجمة النقاش إلى الإنجليزية عام 1928 تحت عنوان "اعتذار تيموثاوس عن المسيحية". موضوعها ذو أهمية دائمة ، ولا يزال من الممكن قراءتها اليوم. _____________________________________________

حجة الكندي (185 هـ/805 - 256 هـ/873) الرئيسية:
لقد جادل علي وأبو بكر على خلافة محمد. بدأ علي في جمع المصحف ، وطالب آخرون بإدراج "قطعهم المدونة". تمت كتابة مجموعة متنوعة من المخطوطات. أبلغ علي عثمان عن التناقضات ، أملا في تقويضها ، لذلك أتلف عثمان جميع النسخ باستثناء واحدة. وتم إعداد أربع نسخ من مخطوطة عثمان ، لكن تم إتلاف جميع النسخ الأصلية. عندما أصبح الحجاج بن يوسف قوياً في عهد عبد الملك بن مروان (الخليفة بين 684و 704 م) جمع جميع نسخ القرآن ، وقام بتعديل المقاطع كما يشاء ، ودمر النسخ الأخرى وأمر بإعداد ست نسخ من النسخة الجديدة.
فكيف والحالة هذه، تميز الأصل عن المزيف؟

تم العثور على ما يمكن نعته برد المسلمين على الكندي دفاعا عن الإسلام وكتبه الطبيب العالم المسلم أبو الحسن علي بن سهل ربَّن الطبري (5) بناء على طلب الخليفة المتوكل. لكنه تجاهل وجهة نظر الكندي التاريخية واكتفى – ببساطة – بالتأكيد على أن الصحابة كانوا رجالًا صالحين. ثم يقدم اعتذاراً عن الإسلام، وهذا الكلام لذو دلالة لأنه سباق لتدوين الحديث.
___________________________________________________
(5) هو الطبيب والعالم المسلم أبو الحسن علي بن سهل ربَّن الطبري. ولد في "مرو" (طبرستان) – ( 780م /164 هـ أو سنة 770م ـ 153 هـ / 870 م ) ، كان يجيد العربية والسريانية واليونانية، كما كان ضليعاً بالخط العربي، وصار كاتباً للخلفاء المعتصم والواثق والمتوكل. قيل إنه تحول إلى الإسلام من الزردشتية، كما قيل أيضا إنه تحول من المسيحية. وظل أقل شهرة من تلميذه الرازي.___________________________________________

باختصار - يبدو أن المسيحيين لا يعرفون القرآن الرسمي حتى نهاية القرن الثامن ويبدو أنهم يرون الإسلام كمشروع سياسي مع "القليل من اللباس الديني".

على سبيل الخلاصة لكل ما سبق يمكن القول
لم يُكتب أي شيء تقريبًا من القرآن عند وفاة محمد. ومن غير المؤكد مدى شهرة الكتابة في مكة والمدينة في ذلك الوقت.
بعد سنوات قليلة من وفاة محمد ، بدأ أصحابه في كتابة أقواله، هذا ما منحهم الهيبة. ونالت رواية عثمان بخصوص القرآن – مصحف عثمان – بوعا من السيادة وكانت محاولة حثيثة لتدمير الروايات الأخرى. وبالتأكيد ، لم تكن اختلافات اللهجات هي المشكلة ، لأن الكتابة العربية في ذلك الوقت لم تكن قادرة على التمييز بين هذه الاختلافات على أي حال، وهذا لأن الخط العربي كان في بداياته ولم يلج بعد دائرة تطوره التي فرضتها الظروف.
ومن المحتمل أن "مصحف عثمان" قد كتب على لفائف من المخطوطات (صحف) ، ثم تحت حكم عبد الملك وحجاج بن يوسف الثقافي، تم وضع هذه "الصحف" في شكل كتاب مع قدر من التنقيح ، وتم حذف بعض الأجزاء وإضافة أخرى.
_________ يتبع / الآثار المادية لتاريخ نص القرآن _____________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س