الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خنادق

علي عبد السادة

2006 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كنت سأبدأ بحفر "خندق" يحيط بحدود منزلي، وأملأه بالماء، وأمتطي حصانا واحمل "النبال"، وأعترض طريق الملثمين، لولا أن مسؤولا في الداخلية نفى تنفيذ "خطة الخنادق" التي ستحيط بالعاصمة.
كنت مندهشا، لقول ذلك المسؤول بان موضوع الخنادق "مجرب" و"ناجح"، عندما أستخدمه الأوروبيون في القرون الوسطى. وفي كل الاحوال، كان لزاما علينا ان ننتظر شهورا عدة لاكمال الحفر، واعداد دراسات لتصاميم الحدود البلدية للعاصمة خوفا من أن تتعارض الخنادق مع خطوط الكهرباء والهاتف المدفونة.
والحقيقة، انه من المعلوم ان فكرة الخنادق لم تكن خيارا ستراتيجا وحيدا للاجهزة الامنية، بل كانت واحدة من جملة افكار تطرحها تلك الاجهزة لايجاد حل عملي لمشكلة التسلل. وربما كان الاعلام، وكما حدث خلال اليومين الماضيين، قد حصل على معلومة تتعلق بواحدة من هذه الافكار وأعتمدها كخيار امني وحيد.
ومن باب الحياد، فان الاجهزة الامنية تبذل، ولا شك، جهودا كبيرة في توفير الامن، ومجابهة الجماعات المسلحة، لذلك فهي تفكر، على الدوام بجملة خيارات تطرح للنقاش.
رغم ذلك، فأن الحديث عن اجراءات امنية تحد من العمليات الارهابية وتزيد من فاعلية الاجهزة الامنية، يدركه المختص بالشأن، اكثر من أي شخص اخر، الا انه، وفي موضوع الخنادق، قد لا يبدو الامر مجديا من ناحية أستهلاك الزمن وظروف اخرى تتعلق بالازمة السياسية والامنية داخل العاصمة، اكثر من التفكير من القادمين، المتسللين اليها.
وان كانت الخنادق، حقا، خيارا وحيدا فلابد من اعتماد خيارات، حلول، اخرى لمشكلة المسلحين داخل بغداد، فهم هاجس مواطنيها، ويعيقون أي تطور نحو أستتباب الامن. وهنا يكون الاجدر بأصحاب القرار، ورجالات السياسية، الخروج، بسرعة من دائرة الخلافات الراهنة، فهي تنعكس دوما على الوضع الامني في العاصمة، وبشكل نسبي.
كذلك، الخارجون من قاعة مؤتمرات المصالحة، عشائر ومنظمات، وبعد ان وقعوا على ميثاق شرف، ينبذ الارهاب، ويحرم دم الابرياء، ويدعم جهود الاجهزة الامنية، ويدعو الى حل المليشيات، بات من المنتظر منهم تنفيذ ما وقعوا عليه على ارض الواقع. خلاف ذلك ستكون فكرة الخنادق منطقية رغم كل شيء، وساعود الى حفر خندق حول منزلي، وأستسلم لنظريات القرون الوسطى.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا