الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سِباق التعرُّج 1

علي دريوسي

2022 / 6 / 11
الادب والفن


أتمنى أن أكتب رواية شيقة لم أعش تفاصيلها أبداً، لكني ـ حالياً ـ لا أملك فكرة مفيدة أدحرجها فتكبر وتكبر لتصير كتاباً.
من يسلمني طرف الخيط؟
أتساءل ـ دون براءة ـ من أين لبعض الناس أموالها؟
هنا لا أقصد الناس التي تعيش في سوريا واغتنت بفعل عجلة الفساد المتفاقم، ولا أقصد هنا الفساد بسبب الحرب، لأن ظاهرة الفساد متأصلة في المجتمع السوري منذ عشرات السنين.
هنا أقصد أولئك الذين يعيشون في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها.
وهنا لا أقصد أولئك الأقزام من أبناء الحكام والمسؤولين، بل أقصد أولئك الذين كانوا يدعون الفقر والمعاناة في سوريا!
بالحقيقة لا أقصد أبداً أولئك الذين مضى على تواجدهم أكثر من ربع قرن وراحوا يعملون ويتعلمون منذ اليوم الأول لوصولهم في ألمانيا وغيرها، ومع هذا لم يحصدوا ـ بالإضافة لحياة كريمة ـ أكثر من إمكانية شراء منزل وسيارة مستعينين بقرض من البنك، والأمثلة هنا كثيرة.
بل أقصد أولئك الذين لم يكن باستطاعتهم شراء سندويشة شاورما، ثم ظهر العز عليهم ـ هكذا فجأة ـ بعد سنوات قليلة من إقامتهم وسنوات عمل أقل بكثير، وكسل كبير ودخل شهري متواضع. فتراهم ـ دون أن يكونوا قد ربحوا باليانصيب ـ قد اشتروا سيارات حديثة وشُققاً جميلة في مراكز المدن ومنازل ريفية ذات قيمة ويمضون إجازات سنوية مكلفة وأشياء أخر.
كيف لإنسان سوري ـ بالصفات المذكورة أعلاه ـ أن يشتري شقة حديثة قي قلب برلين أو لندن أو باريس؟ أو سيارة مرسيدس أو سيارة أودي حديثة مثلاً؟ أين هو البنك الذي سيعطيك قرضاً أو أكثر ودخلك الشهري المحدود لا يسمح لك بتغطية نفقات ما ستشتريه؟
من أين وكيف حصل هؤلاء البشر على هذه الأموال؟
أتمنى أن أكتب رواية شيقة لم أعش تفاصيلها أبداً، لكني ـ حالياً ـ لا أملك فكرة مفيدة أدحرجها فتكبر وتكبر لتصير كتاباً.
من يسلمني طرف الخيط؟

يقول صديقي الأستاذ أحمد اسكندر سليمان: "فلتكن عملية البحث عن فكرة روائية هي المدخل الى الرواية، هكذا سيكون بمقدورك اختبار مساحات مفتوحة بشكل لا نهائي، كما يمكنك الإشارة الى الطريقة التي ترى فيها الرواية كشكل وإمكانية وطريقة، وهكذا سيمكنك اختبار شخصيات بشكل لانهاية له، كما أنها ستكون الطريقة التي تكتشف فيها أسلوباً خاصاً للبناء والسرد. لا بأس ببعض الشغب في البداية، لكن بشرط أن يكون ممتعاً للقارىء. ثمة عتبات لا نهاية لها لكتابة رواية ما دمت تملك الوقت والطاقة على الاحتمال والاستغراق التام في عالمها".

أعتقد أنه قد سلّمني طرف الخيط بذكاء. أعجبني رأيه. سآخذ بوصيته وأبدأ التجربة.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا