الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الصين مستقبل سياسي قلق
هشام جمال داوود
2022 / 6 / 12مواضيع وابحاث سياسية
الصين رغم كل ما تمتلكه من مميزات تجعلها متميزة في الشهرة عن باقي الدول والبلدان في العالم، لكن الشعوب وخصوصاً الشرق أوسطية منها تكاد معرفتهم ومعلوماتهم عن الصين لا تتعدى كون ان الصين بلداً صناعياً من الطراز الأول ومن اقوى الدول الاقتصادية في العالم وأنها ذات تعداد سكاني يتجاوز المليار ونصف المليار نسمة إضافة الى مهارات ابناءها ببعض الألعاب الرياضية والتي يحصدوا فيها المراكز المتقدمة في البطولات العالمية مثل تنس الطاولة او الفنون القتالية مثل الكاراتيه او الكونغ فو.
ولكن، ماذا عن طبيعة النظام الصيني؟
وكيف يدار هذا البلد ومن هو الحزب الحاكم فيه ومن هي اليد الحديدية التي تحكم السيطرة على الحكم؟
الحزب الشيوعي هو الحازب الحاكم هناك، ونظام الحكم هو نظام رئاسي، ماسكاً للسلطة منذ عام ١٩٤٩.
ماو تسي دونغ هو اول رئيس شيوعي للصين، لكن خليفته اتهم بالفساد السياسي وتم عزله اثناء ما يعرف بالثورة الثقافية ليبقى المنصب فارغاً الى ان تم الغاءه في العام ١٩٧٥، ليعود ثانية في العام ١٩٨٢ وشغله الرئيس لي جيانيان ولكن بصلاحيات محدودة، هذه التعديلات ومنها البند الخاص بفترة حكم الرئيس والتي تمنعه من تولي المنصب لأكثر من دورتين متتاليتين جاءت كلها لمنع حالة الديكتاتورية والعبودية التي شهدتها الصين اثناء حكم ماو تسي دونغ، ولكن في فترة الرئيس الحالي شي جين بينغ الذي اصبح رئيساً للصين عام ٢٠١٣ بدأت ملامح القبضة الحديدية تلوح في الأفق من جديد خاصة عندما قام بإلغاء البند الخاص بفترة بقاء الرئيس.
اليوم تشهد الصين نوعاً من الانقسام في الرأي حول المستقبل السياسي للبلاد ومن الصعب جداً التوقع بهذا الصدد لان الصين تمتاز بنوع من السياسة غير الشفافة او المعتمة، ولكن ما ان حلت جائحة كورونا واكتسحت المدن الصينية، بدأت حالة من الاختلاف السياسي داخل الحكومة الصينية تظهر للإعلام بين جناحين وهما الجناح الذي يقوده الرئيس شي جين بينغ وهو ما يعرف بالجناح الأيديولوجي والجناح الثاني الذي يقوده رئيس الوزراء لي كي تشيانغ والذي يمثل الجناح التكنوقراطي وهذا الرجل كان بمثابة الشخص الثاني في فترة حكم الرئيس السابق هو جين تاو الذي استقال من منصبه العام ٢٠١٢ ليخلفه الرئيس الحالي الذي بدأ يعمل بالعودة الى الوراء من خلال القبضة الحديدية كما ذكرنا، وعودة لموضوع الخلاف فإن الرأي العام في الصين منقسماً من حيث التأييد للجناحين، فالرئيس طبق تعاليم صارمة ومشددة من اجل تحقيق تصفير إصابات كورونا مما أدى الى الركود الاقتصادي، اما خطط الجناح الثاني كانت تصر على منع الاغلاق التام للمصانع خصوصاِ في مدينة شانغهاي التي يسكنها اكثر من ٢٥ مليون نسمة تضررت أعمالهم نتيجة للغلق الاجباري.
هذا الخلاف أدى الي ان يلاحظ المراقبون نوعين من التصريحات المتباينة بخصوص كورونا والتي تصدر من اللجنة الدائمة للمكتب السياسي والتي تضم في عضويتها كلاً من الرئيس ورئيس الوزراء.
كل شيء الآن في الصين معلقاً الى نوفمبر المقبل حيث سينعقد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني والذي لا يزال مبهماً الى الآن بخصوص بقاء شي جين بينغ في الرئاسة او استقالته، وهل سيبقى امين عام للحزب الحاكم فقط؟
وماهي الصلاحيات الجديدة التي سيقررها المؤتمر؟
كل هذه الأسئلة ستجيب عليها نتائج ذلك المؤتمر في وقت يزداد فيه قلق المسؤولين المحليين خاصة بعد تصريح لي كي تشيانغ بأنه لن يكون رئيساً للوزراء مجدداً رغم شعبيته الكبيرة في الأوساط الصينية.
ومن البديهي ان أي انقسام في القمة سيكون له مردود سلبي على وضع البلاد المحتقن سياسياً وعسكرياً مع أكثر من بلد جار مثل تايوان والهند.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المجلة - هل يغير اعتداء موسكو الأرهابي قواعد الاشتباك في الح
.. هل يغير اعتداء موسكو الأرهابي قواعد الاشتباك في الحرب الروسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •