الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبحث عن شركاء ...ولانريد اوصياء

صلاح بدرالدين

2022 / 6 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لوحظ في الفترة الأخيرة تحركات ، واجتماعات ،على وقع التهديدات التركية بالقيام باجتياح عسكري جديد لمناطق سورية محددة بمحاذاة الحدود المشتركة ، وفي هذه المرة من جانب سوريين من أصحاب نظرية ( اذا كان الخيار بين تركيا والنظام فنحن مع النظام ) وهي نفس التوجه الذي تسلكه جماعات – ب ك ك – ومسمياتها الأخرى من ( ب ي د – قسد – مسد وووو) ، ويلاقي دعما مباشرا من المحتل الروسي ، والمحتل الإيراني .
بطبيعة الحال هذا خيار مصطنع وغير واقعي ، فالاحتلال التركي ، مثل كل الاحتلالات الأخرى ، لم يطرح إحلال النظام التركي محل النظام السوري حتى يتم اختيار احدهما ، فالخيار الوحيد هو بين نظام الاستبداد من جهة ، والشعب السوري بغالبيته من الجهة الأخرى ، بل ان كل المحتلين في بلادنا سيغادرون مهما طال الزمن ، وسيسحبون جيوشهم عندما يحل السلام ، اما الزعم بالدفاع عن الكرد فليسمحوا لنا بالقول : كفاكم مزايدات ، قبل كل شيئ ماهو موقفكم من حق الشعب الكردي السوري بتقرير مصيره السياسي ، والإداري ضمن سوريا الديموقراطية التعددية التشاركية الموحدة ؟ .
أحداث السنوات العشرة الأخيرة هزت سوريا ، ليس بفعل مااحدثته الالة العسكرية لنظام الاستبداد ، وحماته من المحتلين الروس ، والإيرانيين ، والميليشيات ( الأممية !) بكل فظاعتها ، وكذلك الفصائل المسلحة المحسوبة على المعارضة ، والمنتشرة تحت حماية الاحتلال التركي ، وآثارها الكارثية من قتل ، ودمار ، وتهجير ، لاكثر من نصف البلاد وشعبها فحسب ، بل ماتركته من آثار بغاية السوء في العقول ، والاذهان ، والمواقف ، والسياسات ، وماخلفته من جماعات ، وشلل ، ناقمة ، حائرة ، متذبذبة ، باحثة عن المصالح الذاتية فقط لاغير ،على حساب الكرامة الوطنية ، خارجة عن جميع تقاليد شعبنا السوري السامية التي نعتز بها دائما وابدا .
وامام هذا المشهد السوداوي ، يقف من مازالوا محافظين على رباطة جأشهم ، وكياستهم الوطنية ، ولم يفقدوا – البوصلة - وهم الغالبية من شعبنا السوري لحسن الحظ ، امام واجب الوفاء لنهجهم الوطني في التمسك بالحقيقة ، ومواجهة الشوائب ، وقيام نخبهم الثقافية الواعية بالمكاشفة النقدية ، والتصدي العقلاني لجميع الظواهر السلبية ، وتشخيص مكامن الخلل في المشهد عبر الحوار ، والنقاش .
أشكال التواصل في الأعوام الأخيرة
بعد اندلاع الثورة السورية ، وعمليات تسلل القوى الحزبية التقليدية ثم الإمساك بمفاصل الثورة ، والمعارضة ، وازاحة الشباب ومجمل حوامل الحراك الوطني الثوري عن المشهد كان من الطبيعي ان يجذب ( المجلس الوطني السوري ) مايماثله في الساحة الكردية ،من أحزاب تقليدية مثل أحزاب المجلس فات اوانها ، وشخوص مطواعة غير محصنة ، لاتاريخ نضالي لهم ، هؤلاء جميعا لم يكن لهم دور في الساحة الكردية ، بل ان التنسيقيات الشبابية وبدعم من مناضلين متمرسين مستقلين هي من حركت الشارع في المدن والبلدات ذات الغالبية الكردية ، وكذلك في المدن الكبرى مثل حلب ، ودمشق ، وتواصلت مع نظرائها من التنسيقيات في معظم المدن السورية .
من جانبه استحوذ النظام على حلفائه القدامى – الجدد من مسلحي جماعات – ب ك ك – الى جانب عدد من الأحزاب الكردية ، وبعض المجموعات الصغيرة الموالية قبل الثورة ، والتي تقلص دورها ، وهبطت قيمتها لدى النظام بعد بروز ، وسيطرة الحليف القديم – ب ك ك - ، وإنجاز عملية الاستلام والتسليم ، وفي هذا الخضم انكفأت الفئات ، والمجموعات ، والشخصيات الوطنية المناضلة ، واعداد من المثقفين الملتزمين بقضايا شعبهم ، أصحاب المصلحة الحقيقية لانتصار الثورة ، وحصول التغيير الديموقراطي ، أو ابعدوا من المشهد بإرادة مشتركة مباشرة او بشكل غير مباشر من جانب : النظام + المجلس الوطني السوري + مجموع الأحزاب الكردية .
نحن نتفهم ان معظم النخب السورية كانوا ومازالوا حديثي العهد بالتعامل مع القضية الكردية ، بل لدى بعضهم مواقف سلبية مسبقة ، خصوصا الوافدون منهم من صفوف النظام ، ولم يكونوا على دراية بتاريخ ، وتطورات الحركة الكردية السورية ، بل ان جلهم تفاجؤوا في بدايات الثورة حتى بوجود كردي بسوريا ،ناهيك عن قضاياهم ، ومعاناتهم ، وتطلعاتهم المشروعة ، ومشاركة شبابهم منذ الأيام الأولى بالاحتجاجات ، والتظاهرات ، والكثير منهم خاصة من البعثيين ، والعاملين في الادارات الحكومية ، تلقوا معلوماتهم الناقصة عن الكرد من توجيهات رسمية ، وامنية ، ومن كتب التربية التي تنفي أي وجود للكرد في سوريا ، لذلك لم يكن مفاجئا لنا التصرفات الخاطئة ، والمواقف السياسية القاصرة حول الحركة الكردية ، واحزابها ، هذا اذا نظرنا الى الموضوع بحسن نية .
ان اعتبار – ب ي د – والمسميات الأخرى المرتبطة كلها بحزبهم الام ( ب ك ك ) مثل قسد وغيرها ، ممثلين عن كرد سوريا اومعبرين عن ارادتهم ومناطق ومحافظات معينة ، خطأ سياسي جسيم ، بل خروج عن الحقيقة والواقع موضوعيا ، وتاريخيا ، وقصور بالوعي ، والادراك ، ب ي د معروف بتبعيته التنظيمية ، والأيديولوجية ، والعسكرية ، والأمنية ، للحزب الام ب ك ك ، وجميع قياداته أعضاء في المجلس القيادي لمنظومته المركزية ، وهو ليس حزبا سوريا ، والمأخذ لايقتصر على هذا السبب فقط بل ان هذا الحزب كامتداد ل – ب ك ك – وكذلك معظم الأحزاب الكردية الأخرى لم تعد صالحة لقيادة العمل الوطني الكردي ، وفقدت الشرعية ، وتكاثرت ، وتناسلت ، وفشلت في انجاز اية مهام قومية ووطنية تماما مثل الأحزاب السورية التقليدية التي تساقطت ، واجهضت الثورة ، وحرفت المعارضة عن مسارها .
ثم ان هناك الغالبية الساحقة من الوطنيين الكرد السوريين مستقلون عن جميع الأحزاب ويعول عليهم ان يكونو نواة للكتلة التاريخية المنقذة ، والمرشحة لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وهم كانوا ومازالوا مع اهداف الثورة ، ومع التلاحم الكردي العربي ضد الاستبداد ، ولديهم حراك فكري ، ثقافي ، سياسي ، شعبي يتصدرها حراك " بزاف " لاعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية من خلال عقد مؤتمر كردي سوري جامع .
من منطلق الحرص نتساءل : لماذا تتخطون كل كيانات وأحزاب المعارضة السورية العربية ، ولاتعتبرونها ممثلة لكم ، وتنادون بإيجاد البديل الديموقراطي الشرعي ، وتحجمون عن ذلك في الحالة الكردية ؟
انتم كسوريين معارضين للنظام – حسب ادعائاتكم - تبحثون بحسب كتاباتكم عن إيجاد بديل وطني شرعي منتخب عن الكيانات القائمة وهذا من حقكم ، و،لكن ليس من المنطقي ان تكيلو الحالة الكردية بمكيالين فلدينا أيضا قوى وأحزاب وجماعات فات اوانها ، وفشلت في قيادة النضال وخسرت الشرعية الشعبية ، لستم من تقررون من يمثل الارادة الكردية ، بل الوطنييون ، المناضلون المستقلون الكرد هم المنوطون بذلك .
لماذا لاتسمون الأشياء باسمائها في معرض الإشارة الى الوقائع ، والاحداث ؟ فلايجوز القول مثلا ان الكرد السورييون اتفقوا مع النظام او مع الروس او مع الامريكان عندما يحدث ذلك مع ( ب ي د او قسد او المسميات الأخرى التابعة ل- ب ك ك – ولايجوز أيضا اعتبار مواقف ( الانكسة ) مواقف الكرد السوريين انها مواقف وسياسات أحزاب ليس الا .
احد الكتاب العرب السوريين المعروف بحساسيته المفرطة تجاه الكرد السوريين وحقوقهم أشاد بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة الكاتب والمثقف الكردي السوري د عصمت شريف وانلي بأحد النصوص من كتاباته القديمة عام ١٩٥٣ويذكر فيها تماما كما قالها فيما بعد عبد الله اوجلان انه ( لايوجد جزء من كردستان التاريخية في سوريا ) من دون ان يعلم ان المرحوم وانلي ( وهو عالم واكاديمي مرموق رغم اختلافي معه في بعض مواقفه السياسية عندما كان على قيد الحياة ) راجع رؤيته بشكل نقدي منذ سبعينات القرن الماضي وكتب ابحاثا ومقالاتا حول ( كردستان سوريا ) واخشى ان علم هذا الكاتب العربي السوري الحقيقة قد يشن عليه هجوما لاذعا بدلا من الترحم عليه .
وهناك على الاغلب من يتحمس من القوميين العرب الشوفينيين السوريين لاوجلان وتركته لانه ينفي وجود كرد سوريين وان الموجودين متسللين موطنهمم في الشمال ، ولاشك هناك أيضا من يبحث عن مصالح خاصة في زمن تتحكم فيه جماعات ب ك ك بمصادر مالية ضخمة ، من نفط ، ومعابر ، مع معونات أمريكية .
في جميع الأحوال الأهم بهذا الموضوع ، وبعيدا عن الاصطفافات مع هذا الحزب الكردي او ذاك ، هو الوقوف الى جانب وجود ، وحقوق الكرد السوريين كشعب ، وقضية ، والعمل على التعاون ، والعمل المشترك ضد العدو الرئيسي المشترك نظام الاستبداد ، المسؤول الأول والأخير في الكارثة وفي احتلال بلادنا ، ومن اجل التغيير الديموقراطي نحو سوريا جديدة تعددية ، تشاركية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري