الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرح عند جلال سليم

رائد الحواري

2022 / 6 / 12
الادب والفن


"يا سهل حوران أنت هزج قافيتي
يا من تناجي بعذب اللحن أغنيتي
كل الدروب إلى هواك تحملني
ومضيت نحوك من شوقٍ ببوصلتي
يا أقحوانا على الأفلاك ننثره
لو ناشدت عطرك الأزهار لبيتِ
رقّ النسيم على خدٍ يلاطفه
ويسقي سماءك خمر خابيتي
ثم إستفاقت سنابل قمحك الطرّب
تهدي الشموس ضياءا يعلو ساريتي
خرّجتُ عن مهجتي في حبّك ترفا
وطاب موتي على أطلال قاتلتي
يا إربد المجد ما لاح الهوى طربا
إلا و رقّ نسيم الوصل ناحيتي
لولا هواك لما بكيت من طلل
ولا سجدت لغير الله ناصيتي"

نحن في المنطقة العربي بأمس الحاجة إلى البياض، إلى الفرح، فحجم الضغط الواقع علينا يجعلنا في حالة جوع مستديمة للفرح/للراحة، وعندما يأتي هذه الفرح صورة شعرية فإن هذا يعني أننا أمام مادة دسمة تجعلنا نأخذ كفايتنا لنسد ما فينا من حاجة للراحة.
عناصر الفرح تتمثل في المرأة، الطبيعة، الكتابة/الفن، التمرد/الثورة، إذا ما توقفنا عند القصيدة، سنجدها مطلقة البياض، ـ إذا ما استثنينا ألفاظ: "موتي، قاتلتي ، بكت" فالقصيدة بمجملها جاءت بمضمون أبيض وبألفاظ بيضاء، واللافت في هذا البياض أنه تناول أكثر من عنصر، فمنها ما هو متعلق بالطبيعة الأرضية كما هو الحال في هذه الألفاظ: "سهل، حوران، اقحوانا، الأزهار، النسيم/نسيم، سنابل، قمحك، خابيتي، اربد" ومنها ما جاء متعلق بالطبيعة السماوية: "سماءك، الشموس، ضياء" وهذا يأخذنا إلى أن الشاعر ينظر إلى جمال الطبيعة بصورة متوازنة، بصورة أرضية، وصورة علوية، وإذا ما توقفنا عند ما هو أرض سنجد الخضرة والتي تمثل الخصب، الغذاء المادية، سنابل/قمح/خابية" وأيضا خصب جمالي/روحي والذي نجده في" الأزهار/اقحوانا" وكأن الشاعر من خلال الطبيعة الأرضية يرد القول أن حاجته لا تقتصر على الغذاء/الطعام فحسب، بل هناك غذاء جمالي/روحي لا يقل أهمية عما هو مادي، من هنا جاءت الطبيعة السماوية لتؤكد على الناحية الجمالية/الروحية، واعتقد أن هذا المقطع:
" ويسقي سماءك خمر خابيتي"
فيه ما يؤكد على التكامل بين ما هو أرض وما هو سماوي.
وإذا ما توقفنا عند الحركة في القصيدة، سنجدها حركة متعلقة بالأرض جاءت من خلال هذه الألفاظ: "الدروب، تحملني، ومضيت، نحوك، ببوصلتي، خرجت، أطلال" فهذه الألفاظ له علاقة بالأرض/بالطريق، لكن هناك أيضا حركة علوية تتجه نحو السماء، نجدها في ألفاظ: "الأفلاك، ضياء، يعلو، ساريتي"
وهذا ما يجعل فكرة التكامل بين الأرض والسماء تخدم فكرة الخصب المادي/الغذاء والروحي/الغناء معا، بحيث يصل المتلقي إلى ضرورتهما له، فهو بحاجة إلى الغذاء والجمال معا.
أما عصر الفرح الثاني فكان الكتابة/الفن الذي نجده في ألفاظ: "قافيتي، اللحن، أغنيتي، الطرب" فهذه الألفاظ تجمع ما هو بشري/قافيتي، أغنيتي" مع الأداة الموسيقية/لحن، وهذا يخدم فكرة الإنتاج الثقافي للناس/للشاعر، بمعنى أن وجوده في الطبيعة/سهل حوران/إربد، منحه القدرة على إنتاج شيء/مادة مفرحة ، تتمثل في الغناء والعزف.

القصيدة منشورة على صفحة الشاعر
Jalal Aldeen Salem








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا