الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....40

محمد الحنفي

2022 / 6 / 13
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


خاتمة / خلاصة عامة:.....3

ولتجاوز التناقض القائم بين الفكر الحزبي اليساري، والممارسة المنسوبة إلى الحزب اليساري، وانعكاسه، سلبا، على التنظيمات الحزبية، أن تعمل التنظيمات الحزبية، على تفعيل مبدأ المحاسبة الفردية، والجماعية، ومبدأ النقد، والنقد الذاتي، في الإطارات التنظيمية المختلفة، في أفق الحسم مع هؤلاء، والتخلص منهم، حتى لا يبقى في الحزب اليساري إلا المناضلون الأوفياء، الذين يضحون من أجل الحزب اليساري، ويسعون إلى تسييده، ومن أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والعمل على تحرير الإنسان، والأرض، ونحقيق الديمقراطية، بمضامينها المختلفة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، في أفق تحقيق الاشتراكية، حتى يصير الواقع في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي.

ولا يمكن أن يكون هناك فرق، بين فكر المناضل اليساري الحزبي، وبين فكر الحزب اليساري المناضل؛ لأن المناضل اليساري الحزبي، ملزم بممارسة النظرية الحزبية اليسارية، وملزم بالقوانين الحزبية، وبأيديولوجية الحزب، وبتنظيماته المختلفة، وبمبادئه، وبمواقفه السياسية، ولا يمكن أن يخرج عنها، إلا إذا قرر عدم الالتزام. ونظرا لتأثره بأيديولوجية أخرى، أو بمواقف سياسية أخرى، مما يقوده إلى الانحراف، الذي يجعله، مباشرة، خارج الحزب. ولذلك، لا يمكن أن يكون فكر المناضل الحزبي، في واد، وممارسته، في واد آخر.

وهناك من المناضلين اليساريين، من هو مزدوج التفكير، ومزدوج الممارسة، مما يجعل تأثيره في الحركة، بازدواجيته، واضحا. فهو في الحزب، مزدوج الفكر الحزبي اليساري، وهو خارج الحزب، يروج فكرا إقطاعيا، أو بورجوازيا، أو بوجوازيا صغيرا. وهو في الحزب، ينجز ممارسة حزبية، وهو خارج الحزب، يوجه ممارسة الفكر الإقطاعي، أو الفكر البورجوازي، أو الفكر البورجوازي الصغير، أو المتوسط، المريض بالتطلعات الطبقية. وهؤلاء الذين يعانون من الازدواجية، في الفكر، وفي الممارسة، على الحزب اليساري، الذي أراد أن يعمل على تحرير الإنسان، وتحقيق الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، أن يعمل على معالجة مشكل الازدواجية، في الفكر، وفي الممارسة.

والمناضل اليساري، لا يمكنه إلا أن يكون واضحا، فكرا، وممارسة. ومن لا يكون كذلك، لا حق له في أن ينتسب إلى اليسار.

والمناضل اليساري، هو المقتنع بالاشتراكية العلمية، التي اعتمدها في تكوين أيديولوجية اليسار، التي ينطلق منها، في إيجاد تنظيم جزبي اشتراكي علمي، يقتنع أعضاؤه بالأيديولوجية، القائمة على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، يسعى، باستمرار، إلى تفعيل البرنامج الحزبي، الذي يتخذ مواقف سياسية، تنسجم مع الأيديولوجية الحزبية، كما تعتبر نتيجة للتحليل الملموس، للواقع الملموس.

والمناضل اليساري الحقيقي، لا يدعي امتلاكه للنظرية اليسارية، وفي نفس الوقت، يمارس نقيضها، بل يجتهد، ويعمل على تطوير الفكر، والممارسة، في إطار النظرية اليسارية المبدئية، على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وانسجاما مع الواقع، انطلاقا من توظيف المادية الجدلية، والمادية التاريخية.

والمناضل اليساري، المقتنع بالاشتراكية العلمية، يستحيل أن يعمل ما يتناقض مع النظرية اليسارية، المبنية على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، فإذا قام بذلك، فإنه يجد نفسه خارج اليسار، لأن اليسار الحقيقي، لا علاقة له بازدواجية الفكر، والممارسة، كما أنه لا علاقة له بمن يعمل على القيام بممارسة، تتناقض مع النظرية الماركسية.

والعمل، من أجل تجاوز التناقض، بين النظرية، والممارسة، كما رأينا سابقا، ضرورة استحضار مبادئ المحاسبة الفردية، والجماعية، والنقد، والنقد الذاتي، ومراقبة الممارسة الفردية، والجماعية، والتأكيد على التكوين الاشتراكي العلمي، من خلال توظيف قوانين الاشتراكية العلمية، في تطورها، في التفاعل مع الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والدخول في مواجهة الأنظمة الاستغلالية، وطنيا، وقوميا، وعالميا، للبرهنة على ممارسة الحركة اليسارية للصراع، في مستوياته الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، والنضالية المبدئية، التي تساهم فيها الجماهير الشعبية الكادحة، في الدفع بالصراع، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

واليساري الحقيقي، لا يمكن أن يقبل قيام التناقض، بين ما يقتنع به، كنظرية لليسار، وبين ما يمارسه، مما لا علاقة له بما يقتنع به، تجنبا لأية محاسبة فردية، أو جماعية، وتجنبا، كذلك، لممارسة النقد، والنقد الذاتي، وحرصا منه على تطور الحركة، في الاتجاه الصحيح.

أما إذا أصر، أن يوسع مجال استفادته الشخصية، مما لا علاقة له باليسار، فإن مكانه بين اليساريين: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، ونضاليا، غير موجود. وإلا، فإن اليسار، صار في ذمة التاريخ، إذا قبل بمثل هؤلاء، الذين يمارسون غير ما يظهرون، في الاقتناع به.

ومفهوم اليسار، يجب أن يتحكم في تحديد مفهوم اليساري، في ممارسته بصفة عامة، وفي علاقته بأفراد المجتمع، وبأسرته، وعائلته؛ لأنه، بذلك، يجعل اليسار يتغلغل في المجتمع، ويجعله يرتبط باليسار، وبالفكر اليساري: الاشتراكي العلمي، الذي يعده لمواجهة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، ويعمل على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

ومعلوم أن الالتزام بالنظرية اليسارية، على مستوى الممارسة، هو المحدد لليساري، خاصة، وأن المستغلين يعملون، قدر الإمكان، على النيل من اليسار، حتى لا يقوم بدوره، لصالح الشعب، ولصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. الأمر الذي يترتب عنه: ارتباط الشعب باليسار، وارتباط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين به. وهو ما يقف وراء ارتفاع وتيرة النضال.

ومعلوم، كذلك، أن الانخراط في النضال، من أجل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو الذي يتحكم في الممارسة، لضبط:

من هو اليساري؟

لأن من لم ينخرط في النضال، إلى جانب الكادحين، ومعهم، في الشروط الصعبة، التي يعيشونها، لا علاقة له لا باليسار، ولا بالعمال، ولا بباقي الأجراء، ولا بسائر الكادحين، ولا بالجماهير الشعبية الكادحة. وعلى اليسار التخلص من هؤلاء.

والتناقض بين النظرية اليسارية، والممارسة الني لا علاقة لها باليسار، هو الذي يفرض إعادة النظر في اليساريين، من أجل تطهيرهم من أمثال هؤلاء، الذين يسيئون، بممارستهم المشبوهة، إلى اليسار، ويشوشون عليه، ويجعلونه غير قادر على تجاوز الخلط، الذي يقف عنده، حتى لا يتقدم إلى الأمام، ويخترق صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والمناضل اليساري، لا يمكن أن يتصور الواقع، على خلاف ما تسعى إليه النظرية اليسارية، فإذا تصوره على خلاف ما يسعى إليه اليسار، فإنه سيجد نفسه، في يوم ما، خارج اليسار. وحتى نتجنب ذلك، يجب أن يحرص اليسار على جعل اليساريين، في مستوى استيعاب النظرية اليسارية، واستيعاب الاشتراكية العلمية، بقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، وملما بتاريخ اليسار، وبالتجارب الاشتراكية، وبالتضحيات التي قدمها اليساريون العظماء.

ويقتضي وضوح اليساري، أن يكون التصور مبنيا على وضوح النظرية، التي توضح لنا، كيف يجب أن يكون الواقع، في مظاهره: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، على أساس التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؛ لأنه لا شيء أوضح من الديمقراطية، ومن حقوق الإنسان، وحقوق الشغل. وعدم وضوح التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، وحقوق الإنسان، يرجع إلى الإقطاعيين، والبورجوازيين، والريعيين، والمهربين، وغيرهم، ممن تكمن مصالحهم في التضليل، حتى لا يحلم العمال، وبقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالتحرير، وبالديمقراطية، وبالاشتراكية، وبحقوق الإنسان، وبحقوق الشغل، ليقضوا حياتهم في الحرمان الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والحقوقي، والشغلي.

وأهم شيء بالنسبة للمناضل اليساري، أن يحرص على بناء اليسار، وعلى بناء حزب اليسار؛ لأنه بدون بناء اليسار، وبدون بناء حزب اليسار، لا يستطيع المناضل اليساري، أن يفعل أي شيء، في حركة المناضل اليساري، تكون ضمن اليسار ككل، وفي إطار حزب اليسار، حتى يستطيع المناضل اليساري، الفعل في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سعيا إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، الضامنة للاستقرار المادي، والمعنوي، للأفراد ككل، وللمجتمع، وللشعب الكادح. أي أن على اليسار، أن يعمل على تغيير الواقع القائم، إلى واقع أحسن.

وهكذا، نجد أن تناولنا لفقرات موضوع:

(المناضل اليساري حين يهوى الوضوح).

تقودنا تلك الفقرات إلى:

1) ضرورة تحديد:

من هو اليساري؟

حتى لا نتيه بين التعاريف المختلفة.

2) من هو الحزب اليساري؟

حنى لا نتيه بين كيانات مختلفة، تدعي أنها يسارية.

3) ما هي الأهداف العلمية، التي يسعى اليسار إلى تحقيقها؟

ومن أجل أن نكون واضحين أكثر، وانسجاما مع موضوع معالجتنا، فإننا نقول:

1) بأن الوضوح، يقتضي منا، أن نعتبر اليساري، هو المقتنع بالاشتراكية العلمية، الباني لأيديولوجيته، على أساس هذا الاقتناع، وانطلاقا من واقعه، سعيا إلى بناء التنظيم اليساري، انطلاقا من تلك الأيديولوجية، وعاملا على جعل التنظيم يتخذ مواقف سياسية، منسجمة مع التنظيم، ومع الأيديولوجية، ومع طموحات اليساريين، وعاملا، كذلك، على تفعيل التنظيم، انطلاقا من نهج يساري محدد، من أجل تحقيق الأهداف المحددة، العاملة على تغيير الواقع، تغييرا شاملا.

2) أن الوضوح، يقتضي منا، أن نحدد معنى الحزب اليساري، الذي يتمثل في الإطار، الذي يقتنع بالاشتراكية العلمية، التي يقتضي الانطلاق منها، لبناء أيديولوجيته، التي تعتمد في البناء الحزبي، وفي توضيح برنامجه السياسي، في أفق تحقيق المجتمع، الذي يطمح المناضلون إلى تحقيقه، حتى يتمتع جميع أفراد المجتمع: ذكورا، وإناثا، بالتحرير، والديمقراطية، والاشتراكيةـ كأهداف كبرى.

3) وفي إطار الوضوح، الذي يتميز به اليساري، والحزب اليساري، فإن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها الحزب اليساري، يمكن تقسيمها إلى:

ا ـ أهداف مرحلية، ترتبط بتفعيل البرنامج المرحلي، وفي غالب الأحيان، فإن الأهداف المرحلية، تقتضي من الحزب اليساري، ومن المناضلين اليساريين الحزبيين، العمل على إيجاد منظمات جماهيرية: نقابية، وحقوقية، وجمعوية، تختلف اختصاصاتها من منظمة، إلى أخرى.

ب ـ أهداف إستراتيجية، كالتحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. وهي أهداف يسارية كبرى، لا تتحقق إلا على المدى البعيد، وتسعى إلى جعل الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، تتمتع بالتحرير، تحرير الإنسان، والأرض، وبالديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبتحقيق الاشتراكية، التي تضمن التوزيع العادل للثروة، المادية، والمعنوية.

بالإضافة إلى تمتيع جميع أفراد المجتمع، بحقوق الإنسان، وحقوق الشغل، كما تراها الاشتراكية، أملا في جعل الإنسان حاضرا على المستوى العام، وعلى المستوى الخاص، في جميع القطاعات الاجتماعية، حتى لا يظلم إنسان. والاشتراكية قائمة، واليسار حاضر، والديمقراطية محترمة، والإنسان، والأرض، متحرران من عبودية الإنسان، ومن احتلال الأرض، ومن تبعية الدولة للرأسمال، أو للمؤسسات الرأسمالية، التي تستغل الشعوب بديونها.

فهل عملنا على أن نوفي موضوع:

(المناضل اليساري حين يهوى الوضوح).

حقه من التناول، والمعالجة، التي أردناها أن تكون علمية، ما أمكن ذلك؟

وهل استطعنا تحديد مفهوم المناضل اليساري؟

وهل وفينا بالجواب على السؤال:

هل يمكن لليساري: أن يدعي النظرية بصفة عامة، ويمارس نقيضها؟

وهل استطعنا أن نعالج السؤال:

ما العمل من أجل تجاوز التناقض بين النظرية، والممارسة، في شخصية المناضل اليساري؟

وهل تمكنا من الجواب على السؤال:

هل يمكن لليساري، أن يقبل قيام التناقض، بين ما يقتنع به، كنظرية لليسار، وبين ممارسته، التي لا علاقة لها باليسار؟

وهل أصبنا الهدف، عندما اعتبرنا أن من يحرص على أن يوسع مجال استفادته، لا علاقة له باليسار؟

وهل وفقنا في اعتبار: أن تحديد مفهوم اليسار بصفة عامة، وعلى مستوى علاقته بأفراد المجتمع، وبعائلته، وبأسرته؟

وهل تمكنا من تحديد مفهوم المناضل اليساري، من خلال التزامه بالنظرية اليسارية، على مستوى الممارسة اليسارية؟

وهل تمكنا، كذلك، من إصابة الهدف، عندما اعتبرنا أن الانخراط في النضال إلى جانب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو الذي يجب أن يتحكم في الممارسة، لضبط مفهوم المناضل اليساري؟

وهل وفقنا في اعتبار التناقض بين النظرية، والممارسة، التي لا علاقة لها باليسار، في التفريق بين اليسار، وبين المتياسرين؟

وهل وفقنا، كذلك، في اعتبار أن المناضل اليساري، الواقع، على خلاف ما تسعى إليه النظرية اليسارية؟

وهذه، فقط، نماذج من الأسئلة الواردة، في هذه المعالجة، من أجل لفت الانتباه، إلى ضرورة إعمال النظر في المقروء، من أجل إخضاعه للنقاش الواسع، الذي يغني النظرية اليسارية، كما يغني الممارسة اليسارية، سعيا منا إلى جعل المتلقي، يهتم باليسار، وبالنظرية اليسارية، وبالممارسة اليسارية، وبالعلاقة بين النظرية اليسارية، والممارسة اليسارية.

وما مدى تفاعلهما مع الواقع؟

وما مدى تفاعل الواقع معهما؟

وما هي الإمكانية التي تؤدي باليسار، إلى العمل على تغيير الواقع، سعيا إلى جعل الواقع، في خدمة مصالح الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة؟

فحرصنا على توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على يد اليسار الحقيقي، هو الذي يجعل الجماهير الشعبية الكادحة، مرتبطة باليسار، وساعية إلى تحقيق أهداف اليسار، التي هي أهدافها، التي تصير في خدمتها، عندما تتحقق على أرض الواقع.

ابن جرير في 14 / 03 / 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز