الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بانتظار جولة الحسم الثانية / تحالف اليسار الفرنسي يحقق نتائج استثنائية رشيد غويلب

رشيد غويلب

2022 / 6 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


يبدو أن قوى اليسار الفرنسي الرئيسية تجاوزت مرحلة التشتت، واستطاعت بعد أقل من شهرين على فوز الرئيس ماكرون بالانتخابات الرئاسية، التحول من التنافس غير المجدي فيما بينها، وحالة التشرذم التي عاشتها أطرافها الرئيسية كالحزب الاشتراكي، إلى حالة الهجوم وتحقيق نتائج كانت بالأمس القريب غير منظورة حتى لأكثر المتفائلين في صفوفها.

النتائج الرسمية المعلنة للجولة الأولى لانتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية، التي جرت يوم أول أمس الاحد، عكست تفوقا ضئيلا جدا، ومشكوكاً فيه لقائمة الرئيس ماكرون “معا”، التي حصلت على 25,75، مقابل 25,66 بالمائة لمنافسه القوي الصاعد تحالف اليسار (التحالف الشعبي الايكولوجي الاجتماعي الجديد) بزعامة جون لوك ميلونشون. وكانت جميع التقديرات الأولية التي سبقت اعلان وزارة الداخلية قد أعلنت تقدم تحالف اليسار بفارق ضئيل أيضا، حيث حصل تحالف اليسار وفق هذه التقديرات على 25,66 مقابل 25,22 في المائة لتحالف ماكرون. والحقت هزيمة كبيرة بزعيم حزب “الاسترداد” اليميني المتطرف إيريك الذي لم يحصل زمور سوى على 4 في المائة فقط، ولم ينجح شخصيا بالوصول إلى الجمعية الوطنية، وتراجعت منافسته ماري لوبان كثيرا.
وبعد اعلان النتائج شكك مانويل بومبارد، أحد أكبر مرشحي اليسار عن حركة فرنسا الأبية في مرسيليا بصحة النتائج المعلنة. وقال بومبارد في تغريدة على تويتر في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين “تنبيه لتلاعب جديد من دارمانان”، في إشارة إلى وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وأضاف بومبارد أن تحالف ميلونشون فاز بحوالي 200 ألف صوت إضافي لم يتم احتسابها في النتائج النهائية.

ماكرون يفقد الأغلبية
تعطي مراكز الاستطلاع المتفائلة جدا لكتلة الرئيس في الجمعية الوطنية الجديدة 255 – 260 مقعدا، مقابل 170 – 220 مقعدا لتحالف اليسار، ما يعني ان الرئيس مهدد بفقدان اكثرية الحد الأدنى البالغة 289 مقعدا، أي ان ماكرون سيضطر لقبول الشراكة مع رئيس وزراء يساري قد يكون ميلونشن، او غيره، لأن القانون الفرنسي لا يفرض على الرئيس تكليف زعيم الكتلة الفائزة شخصيا بتشكيل الحكومة الجديدة. والجدير بالذكر ان جميع التوقعات المتداولة، ستظل في دائرة التخمين حتى اعلان نتائج الجولة الثانية التي ستجري الأحد المقبل 19 حزيران الجاري.
ومن جانب آخر جاء تقدم اليسار ليزيح التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة لوبان من موقعه باعتباره المنافس الرئيسي لماكرون منذ فترة طويلة: في حين فازت مارين لوبان من التجمع الوطني بنسبة 39 في المائة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في نيسان الفائت، و في هذه الانتخابات حصل حزبها على 18,68 في المائة فقط من الأصوات. لقد فشلت لوبان في الاستفادة من هذه المكاسب ويبدو أنها تعيش تراجعا سياسيا باديا للعيان.

نسبة مشاركة متدنية
ووفقا لبيانات وزارة الداخلية، بلغت نسبة المشاركة بالتصويت (باستثناء أقاليم ما وراء البحار) 39.4 في المائة، وهي أقل نسبة مشاركة منذ 20 عاما على الأقل في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وكانت النسبة في حدود 40.8 في المائة في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الأخيرة في فرنسا، وقد دعي للتصويت في الانتخابات الحالية 48 مليون ناخب.
ولهذا يركز تحالف اليسار خلال الأسبوع الذي يسبق جولة الحسم، على دفع الأغلبية الممتنعة عن التصويت إلى المشاركة الفعالة، انطلاقا من حصة اليسار الكبيرة بين ملايين الممتنعين، بسبب حالة فقدان الثقة بمشروع بديل خلال السنوات الماضية، فيما يراهن ماكرون على تجميع قوى اليمين التقليدي لدعمه في الحفاظ على أكثرية قلقة في الجمعية الوطنية الجديدة.

ردود فعل أولية
في كلمته بعد اعلان التقديرات الأولية، أعلن زعيم تحالف اليسار ميلونشن “الحقيقة هي أن الحزب الرئاسي، بعد الجولة الأولى، هزم وتفكك”. في الديمقراطية، عليك أن تقتنع. نحن مقتنعون كثيرا”. ودعا ميلونشن الناخبين الفرنسيين إلى عدم تضيع فرصة بناء فرنسا جديدة.
من جانبها دعت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، الناخبين إلى دعم تحالف ماكرون، واصفة إياه بأنه المجموعة الوحيدة “القادرة على الحصول على أغلبية (برلمانية). وفي هجوم مباشر على المنافسين في اليسار واليمين قالت بورون: “في مواجهة التطرف، نحن الوحيدون الذين نقدم مشروع التماسك والوضوح والمسؤولية”. وقد تلقت ردود أفعال غاضبة في الوسط السياسي الفرنسي لمساواتها بين اليسار الديمقراطي والنازيين الجدد.
عناوين الصحف الرئيسة في فرنسا التي تداولتها وسائل الاعلام بعد انتهاء التصويت، عكست لحظة تحول كبير في السياسة الفرنسية مصحوبة بمخاوف ملموسة في صفوف الليبراليين الجدد: كان العنوان الرئيس في جريدة ليبراسيون، “اليسار يعود من جديد”، فيما قالت جريدة لوفيغارو اليمينة المعروفة، “أكثرية منقوصة للرئيس واليسار يدخل البرلمان بقوة. وأكدت جريدة ليموند واسعة الانتشار على ان “الانتخابات التشريعية ترسم فرنسا جديدة”. ورأت جريدة اللومانتيه الشيوعية في الحدث انتصارا كبيرا لليسار الفرنسي.
التقييمات الأولية لممثلي قوى اليسار في الحوارات التلفزيونية، اكدت ان الانتصار ليس مفاجئة، وانما يعكس قطيعة بين الناخبين وسياسات الليبرالية الجديدة، وان حملة اليسار الانتخابية كانت أكثر من رائعة، وان اليسار يتطلع إلى تحقيق نتائج أفضل في الجولة الثانية. وهناك أكثر من 500 مرشح يساري حسم عدد منهم السباق منذ الجولة الأولى وينافس الأخرون من مواقع جيدة في الجولة الثانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم