الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقلفة الطبلة والزمارة والهيصة

سامى لبيب

2022 / 6 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لماذا نحن متخلفون (94) .

- المشهد البدئي
عندما كنت فى المرحلة الإبتدائية كان لي نصيب طيب من فن الإلقاء والخطابة لأتصدر طابور الصباح منشداً بعض الشعارات والخطابات الخشبية عن الثورة والقومية العربية والإستعمار مقتبساً هذه الخطب من كتابات صحفية ومقولات الزعيم الخالد جمال عبد الناصر .. لأتذكر قيام ناظرة المدرسة بالإشارة لي بالتوقف بعد كل فقرة لتطالب التلاميذ بالتصفيق لأستكمل بعدها وليتكرر التصفيق مرات ثانبة .
بالطبع كنت أنتشي من التصفيق وزهوي بتريدد الشعارات والمقولات الثورية ولكن كان هناك تأمل بسيط راودني يشير إلى الببغائية وإنصياع القطيع ولكني لم أتوقف أمامه كثيراً , وهاأنا أتوقف عنده الآن للإشارة لما نتربي عليه من ثقافة الطبلة والمزمار والقطعان .

- 9و10 يونيه .
يشهد شهر يونيه الكثير من المشاهد الدرامية فى مقدمتها هزيمة مصر الكبيرة المُذلة فى 67 ليليها سيناريو تنحي الرئيس جمال عبد الناصر فخروج جماهير حاشدة تعلن عن تمسكها بالزعيم ورفضها للتنحي .
يتصور البعض أن خروج المصريين الحاشد لرفض التنحي جاء بشكل تلقائي عفوي , ولكن لنا أن تتوقف أمام مشهد شعب تجرع هزيمة منكرة ليتحرك رافضاً تنحي قائد الهزيمة مطالياً ببقاءه , فالأمور لا تعدو سوي قيام من يمتلكون الطبلة والمزمار من قيادات الإتحاد الإشتراكي والتنظيم الطليعي فى حشد الجماهير فى هذا السيناريو .

- موت الزعيم .
شهدت مصر أكبر جنازة في العالم عند وداع الزعيم جمال عبد الناصر لتتصور أن هذا المشهد طبيعي وعاطفي لحب الجماهير لزعيم الامة وهذا صحيح إلى حد ما , ولكن الأمور لم تخلو من حضور أصحاب الطبلة والمزمار الذين حشدوا وأثاروا الجماهير وإن كان هذا تم بدون مجهود يذكر , ليتشابه هذا مع عادة المصريين فى الريف والأماكن الشعبية بإستحضار المعددة التى تقوم بالصويت والصراخ لتُحيي وداع المرحوم ليتبعها النسوة , فصاحبة الطبلة والمزمار قامت بمهمة الحشد والتهييج وهكذا كل مشاهد حياتنا .
.
- 18و19 يتاير 77
فى 18و19 يتاير 77 قام الشعب المصري بمظاهرات حاشدة ضد القوانين الإقتصادية بزيادة الاسعار لأكون مشاركاً وشاهداً على هذه الاحداث بقيامي بالحشد والإثارة عازفاً على الطبلة والمزمار , لأضيف أن اليسار المصري قام بالحشد والتهييج ولكنه فقد السيطرة على حراك الجماهير فإتسمت الأحداث بالتخريب والإنفلات .

- الترحاب بنيكسون .
شهدت مصر أحداث تنم عن أننا شعب يحركه طبلة ومزمار بلا أي وعي لتنساق الجماهير كالقطيع , فتحت رغبة السادات الإرتماء فى الحضن الأمريكي رأينا مشهد إحتفالي فنتازي بترحيب المصريين بالرئيس الأمريكي نيكسون ليتجول فى الشوارع بصحبة السادات وسط جماهير محتفية ليحدث هذا عام 74 بعد عام واحد من دعم امريكي قوي لإسرائيل فى 73 .. فبماذا تفسر طبيعة هذا الشعب التى تربي على العداء السافر لأمريكا في مدارسه وصفحات جرائده وعلي جدران شوارعه وميادينه ليحتفي بنيكسون سوى أن رجال السادات من أصحاب الطبلة والمزمار عرفوا كيف يقومون بحشد القطيع .

- 25 يناير 2011 .
التظاهرات الضخمة التى صاحبت ما يعرف ب25 يناير جاءت نتاج السماح بقوي الطبلة والمزمار على الحشد والتهييج , وهذا السماح جاء نتيجة ضغوط امريكية فى تغيير النظام الذي إحترق أوراقه والرغبة فى إستبداله بنظام إسلامي ليبدأ الحراك بواسطة قوي ليبرالية يسارية ثم يقفز ويسيطر الإسلاميون على المشهد وهو المطلوب تحققه .. فلا تتصور أن السُخط والغضب الشعبي تجاه نظام مبارك هو الدافع الوحيد للإنتفاضة بل عندما قام أصحاب الطبلة والمزمار بالتهييج مع إدراك الجماهير أن الصراخ والصياح آمناً ويمكن ان يتحقق .

- 30 يونيه .
ما يطلق عليه ثورة 30يونيه هو أسلوب ذكي في التعامل مع الطبلة والمزمار فقد تم إستغلال غضب الجماهير من حكم الإخوان فى قلب الطاولة او قل بالأحري تلويح حملة الطبول والمزامير بأن بالإمكان قلب الطاولة , وذلك بالتمهيد بجمع ملايين التوقيعات بواسطة حملة تمرد ليقوم حملة الطبلة والمزمار بإتاحة الفرصة بالصراخ والصياح عن طريق تأمين الجيش والشرطة لحراكهم لتتحرك الجماهير للصياح بأمان وتستحضر الجيش للسلطة .. فلولا السماح لحملة الطبول والمزامير وإستجابة الجماهير لها ما كان هناك تغيير .

- ليست هذه المشاهد قاصرة على الشعب المصري فحسب فهناك حضور دائم لحملة الطبول والمزامير فى كاقة البلدان العربية ليحركوا الجماهير إحتفاءاً بعيد ميلاد الرئيس وبقراراته الكارثية وعداواته المتهورة ألخ ليكون الحضور الجماهيري ليس حباً فى الزعيم وإقتناعاً بسياساته بقدر الرغبة فى الصياح والهيصة .

- نحن شعوب تنتفض ليس من حجم السخط والغضب في داخلها بل إستجابة لمن يمتلك الطبلة والزمارة الذي يستطيع حشد وتهييج الجماهير .

- المفكر الكبير إبراهيم عيسى لا يتوقع قيام المصريين بتظاهرات حاشدة مستقبلاً على غرار 25 يناير ويعزي هذا إلى وعي المصريين بخطورة الفوضي والإذعان للإسلام السياسي .. الأستاذ إبراهيم عيسى مُحق فى توقعاته ولكنه مخطأ فى تفسيره , فالمصريين لن يشاركوا فى تظاهرات حاشدة مستقبلية لعدم وجود اصحاب الطبلة والمزمار القادرين على الحشد والتهييج فقد إعتقل النظام المصري كل من له القدرة على الإثارة والحشد .

- أتذكر مشهد من حياتي فى الفترة الجامعية عندما تم إعتقالي أنا ومجموعة من الرفاق الشيوعيين لعدة أيام وصدقاً لم نتعرض فيها للتعذيب وكل الدعابات الدرامية المصاحبة للإعتقال .. ليجمعنا لقاء مع عقيد من أمن الدولة قبل الإفراج عنا ليقول : هذه قرصة ودن صغيرة ونحن نعلم أنكم مجموعة من المثققين فقط ونحن لا نعاديكم طالما مافي أدمغتكم ثقافة ولكن عندما تتحركوا للتنظيم والإثارة وحشد الجماهير فسيكون لنا معكم شأن آخر .

- تحرص الأنظمة القمعية على إعتقال أى أصوات قادرة على حشد وتهييج الجماهير ليس خوفا من شعاراتهم وبرامجهم بل من قدرتهم على حشد الجماهير وتحريكها .

- أكاد أجزم أن الجماهير تتحرك وتنتفض متى توفرت كوادر قادرة على حشدها وتحريكها فلا تأتي الشعارات والبرامج كدافع لها للحركة وإن كانت الشعارات التى تمس مصالحها تشعل جذوتها ولكن ليست هذه هي الأولوية بل يمكن القول أنها تحتشد وتتحرك وراء اى شعار حتى لو كان تافهاً غير موضوعي طالما سيسمح لها بالصراخ والهيصة والفوضي .

- تبارك الانظمة القمعية أصحاب الطبلة والزمار طالما هي بعيدة عن ذقنها فتسمح بالتعصب الكروي بين قطبي كرة كالأهلي والزمالك بل تسمح بالتعصب الطائفي لتفريغ طاقة العامة بالصياح والصراخ .

-أسباب ثقافة الطبلة والمزمار أن هناك ميراث هائل من القهر والتعايش معه بل إستعذابه وتمجبده , لتفقد الشعوب القدرة على الرفض والإستنكار والصراخ ليكون موقفها هو تفريغ طاقة الغضب والسخط فبمن تطوله أياديها كالنزاعات القبلية والعائلية والطائفية ومن يستطيع حشدها بطبلة ومزمار .

- علاج هذه الحالة المتردية من الإذعان لثقافة الطبلة والمزمار بإنتشار الوعي والجرأة على نقد الذات وكل الإرث الثقافي وما يطلق عليه بالثوابت والتراث ليمتلك المصريين المصداقية والموضوعية فلا ينقادون لشعارات , ولا يكون الصراخ والصياح والجلبة نهجهم ووسيلتهم الوحيدة للتعبير مع كل من يستطيع تهييجهم وإثارتهم بالطبلة والمزمار .

-لابد أن نربي أطفالنا على الصياح والصراخ وفق قناعاتهم ومشاعرهم وليس وفق إملاءات فيكون حراكهم طبيعياً صادقاً فلا يلجأون لمن يمتلك الطبلة والمزمار ليحرك الغضب ويطلق فيهم صراخ وصيحات ببغائية .

دمتم بخير .
لا سبيل لتطور حضاري إنساني فى وجود ثقافة الطبلة والمزمار ومن ينجذب لها طالباً الصياح والهيصة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حَزيران
سلام ابراهيم محمد ( 2022 / 6 / 14 - 18:02 )

فعلا أستاذنا الكريم، كما تفضلت لا سبيل لتطور حضاري إنساني فى وجود ثقافة الطبلة والمزمار

في تلك الاثناء لَطّف الطبّالون (قاهري الزمان، التاريخ و الجغرافيا) الاندحار المشين بمفردات : زَلّة
، هَنّة (أية قساوة و حدِة !) أزمة و نكسة و »خسرناها معركة و سنربحها حرباً«..فيما بعد أنجبت الأمة المغلوبة على أمرها بالتوارث أضحوكات سوداء مُنتنة بدموع مُرائية فاقوه دُعابة ليصبحوا بجدارة مُخزية، آباء كل الهزائم المكتسية زورا ثياب نصر أجوف.
أربع و خمسون سنة مضت..القادة الراديويون أفقدوا القوم خلالها حتى السيوف الخشبية..
» طحنتنا في مقاهي الشرق
حرب الكلمات
والسيوف الخشبية…….
و ها نحن فُتات/ في مقاهي الشرق/نصطاد الذباب« البياتي
(من مقالي (حزيران
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720888


2 - تقييم الوضع
على سالم ( 2022 / 6 / 15 - 06:00 )
الاستاذ سامى , فى تقديرى ان المدعو عبد الناصر كان خراب وكوارث وافلااسات ومصائب حلت على مصر وشعبها البائس التعيس , يقدم الدكتور علاء الاسوانى حلقات على اليوتوب يقيم فيها الوضع المتردى فى مصر على حلقات , قدم اليوم حلقه على اليوتوب واسمها ( جمله اعتراضيه .. من يخون مصر ) وهذه حلقه جديره بالمشاهده لما فيها من تحليل منطقى وسليم , ايضا يقوم الاستاذ محمد حسين يونس بكتابه سلسله داميه ومؤلمه عن الوضع المأسوى فى مصر منذ ايام الفراعنه والى الان ,الاطلاع على هذه السلسه يصيب اى فرد بالاحباط والغضب والالم النفسى واليأس والتخبط ازاء هؤلاء اللصوص القتله والذين احتلوا مصر وسببوا لها كوارث ورده حضاريه مروعه


3 - تسلسل 2
سلام ابراهيم محمد ( 2022 / 6 / 15 - 11:00 )
الأستاذ علي سالم، تحياتي
تماماً »المدعو عبد الناصر..« من الأبطال المهزومين بامتياز
كتبت مرة :..الوجوم كان سمة اليوم التالي، مَردّه غسل الوجه بماء أخبار إذاعة -لندن- المثلج..لذا لم يقرأ احد أخبار-النصر المبين- البائتة في الصحف مثل »الجيش العربي يزحف إلى تل أبيب..«! قال أحد العمال بأن الجسر الجوي الاميركي هو السبب..و كان لآخرين عتب على-ميراج- الفرنسيين، آحادا أشادوا و ثَمّنوا تهديدات السوفييت للعدو..و بعضهم أدرك ِلمَ يستوطن الفشل في هذه البلاد : فالسلاح سلاح إنما الحسم في يد و حكمة حامله. لقد إستنظر -القادة- عبثا_ حصادا وفيرا زاهرا من بذور لم تُروى قط !..
مرت أيام قلائل لتمسح جماهير البؤس المزمن ما لصق على وجوهها (من نفس الراديو الجسيم) رذاذا متطايرا بهدوء من بصاق قائد الانكسار الكبير عندما -أبهرهم- بخطاب اللاتنحي، إثره خرجت جماهيره المغشوشة (بطانة و وجه) إلى الشوارع تأييدا له و مضى هو يزاول عظمته بسَكينة_ ملاعين، من تذكرتم توا ً!


4 - من كتاباتك إستدعيت ذكرياتي الأليمة أستاذ سلام
سامى لبيب ( 2022 / 6 / 15 - 20:58 )
أهلا أستاذ سلام ابراهيم
مداخلتك ومقالك رائع فلك طريقة رائعة في تناول الشأن السياسي تبتعد عن الصرامة لتخوض فى البعد الإنساني والإجتماعي.
لقد تداعت الذكريات والإنطباعات المؤلمة عندما قرأت مقالك لأتذكر الأحاسيس والإنطباعات التى روادتني فى 67
كنت حينها فى ال11 من عمري مشبع بإيماني وحبي لمصر لأستقبل البيانات الاولي عن الحرب بواسطة المذيع أحمد سعيد بالفرح والتهليل فنحن فى سبيلنا لإلقاء إسرائيل في البحر.
لم أصدق الهزيمة لأتصور أنها دعاية مغرضة من إذاعة لندن كما ربونا على فكرة المؤامرة إلي أن إعترف عبد الناصر بالهزيمة حينها أدركت حجم الخديعة والمصيبة وأننا شعب حنجوري مجعجع بائس مخدوع.
جاء بيان التنحي بصياغة تطلب التعاطف والتحدي ولكن بعقلي الصغير وعشقي لعبد الناصر لم اتصور أن يقوم الشعب بالتظاهر لثني عبد الناصر عن التنحي لأدرك اننا شعب عاطفي بائس تتحكم فيه إعلام الطبلة والزمارة بتعبيري اليوم.
تتوالي الأحداث لأدرك حجم الزيف والغش الذي يمارس على هذا الشعب عازفين على عشقه للهيصة والطبلة والزمارة.
تحول عشقي لعبد الناصر إلى تحفظ وحرج وبواسطة إعلام الطبلة والمزمار بدأت أبحث له عن مبرر بفساد من حوله!


5 - تحفظ شديد
حميد فكري ( 2022 / 6 / 16 - 17:22 )
تحية للحضور الكريم
جدل النقد والنقد الذاتي ,منهج علمي في التعاطي مع الحياة. فالحياة بطبيعتها متغيرة باستمرار.
ولكن لي تحفظ شديد على مثل هذا الكلام يا أستاذ سامي حين تقول :
)نحن شعوب تنتفض ليس من حجم السخط والغضب في داخلها بل إستجابة لمن يمتلك الطبلة والزمارة الذي يستطيع حشد وتهييج الجماهير .(
فمن الصعب جدا إصدار مثل هذا الحكم العام الإطلاقي , إذ لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن ننكر وجود قدر معين من الوعي السياسي الناضج يخترق هذه الإنتفاضات الشعبية ,في مصر المغرب وغيرها من البلدان الشرق أوسطية وشمال أفريقيا .
فالحضور - على قلته أوضعفه - لفئات مجتمعية ذات وعي سياسي وأيديولوجي وحتى تنظيمي داخل هذه الإنتفاضات ,لايمكن تجاهله , وإلا كان إجحافا في حقها.
وإذا كنا نعلم أن الإنتفاضات الشعبية هي تعبير عن وجود صراع إجتماعي / طبقي, فمن الطبيعي أن هذه الإنتفاضات تحوي بداخلها شرائح إجتماعية مختلفة ,ولذلك هي بالضرورة متفاوتة من حيث حضور الوعي وشكل ممارسة هذا الحضور نفسه .
من الخطأ إذن النظر الى الشعب ,على أنه كثلة واحدة متجانسة , فالواقع دائما متخالف وليس متماثل.
تحياتي



6 - أين العيب هل في المستبد أم فى الشعب
سامى لبيب ( 2022 / 6 / 16 - 17:42 )
أهلا أستاذ علي سالم
إشكالية الشعب المصري وغيره من الشعوب المقهورة أنه مخدوع حتي الثمالة فى زعماءه بل تصل المأساة إلى إستعذاب هذا القهر والتعايش معه والتغني به وهذا شاهدناه مع جمال عبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد.
نعم هناك حكام مستبدين قهروا ومسخوا الشعوب ويستحقون الحرق بجاز وسخ فخسارة فيهم الجاز النظيف ولكن هناك مثل مصري يقول : يا فرعون إيش فرعنك قال ملقتش حد يردني . إذن هناك مسئولية تقع على عاتق ثقافة الشعوب التى تحتفي مع كل زمارة وطبلة بدون وعي.
الحقيقة العلاقة جدلية تمت على مدار تاريخ طويل من القهر فالحاكم مستبد يجد قبول وترحيب من المقهورين الذين يتعايشون مع هذا القهر ليصل بهم الحال إلى الإشادة والتمجيد بالقهر والقاهرين!
أعتبر الحلقة المفصلية فى التاريخ المصري عندما رضخ الشعب المصري للغزو الإسلامي وإرتضي بقهره ومحوه وطمسه لثقافته وتاريخه بل وللسانه لنري الأحفاد يعتبرون هذا القهر غزوا مبينا وتاريخ أجدادهم الأوائل كفار!
من هنا تشكلت ثقافة الشعوب لتحتفي بالقاهرين والمماليك وكل من يرفع السيف والكرباج بل يتم إستعذاب والإحتفاء بهم .. إتفووو .


7 - نعم رؤيتي صادمة قاسية ولكن لها ما يبررها
سامى لبيب ( 2022 / 6 / 18 - 14:10 )
أهلا أستاذ حميد فكري
أعترف أن رؤيتي في هذا المقال قد تكون صادمة قاسية إلى حد ما ولكن للأسف هذه الرؤية تجد ما يبررها.
أنفق معك فى قولك:(من الخطأ إذن النظر الى الشعب,على أنه كثلة واحدة متجانسة, فالواقع دائما متخالف وليس متماثل)
كما أتفق مع قولك:(لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن ننكر وجود قدر معين من الوعي السياسي الناضج يخترق هذه الإنتفاضات الشعبية)
تأتي رؤيتي الصادمة القاسية من رصد حراك الإنتقاضات والتظاهرات العربية وتأثير القوي الواعية فيها لأجزم أن تأثير القوي السياسية الواعية فيها ضعيف غير مؤثر لتكون الغلية للقوي الفوضوية التى تصنع الحدث وفق إثارتها وعفويتها.
أنظر إلى الإنتقاضات والتظاهرات العربية ستجد حراك يفتقد للوعي ليحركه قدرة الأنظمة واجهزة المخابرات علي التخطيط والسماح به.
مارأيك فى إحتفاء الإنتفاضات بذكري ميلاد الرئيس وخطبه العنترية الكارثية,,أين ذهبت الإنتفاضات التى تعلن التحدي للإستعمار وإسرائيل إلى الإرتماء فى أحضان أمريكا والإحتفاء بموكب رئيسها بعد أن ملأنا الدنيا كراهية ورفضا لأمريكا وغيرها الكثير من المواقف فمن كان له التأثير أليس لفوضي تتحرك بطبلة ومزمار!
تحياتي وتقديري


8 - من كان وراء الطبلة والمزمار للإرتماء في أحضان الإس
حميد فكري ( 2022 / 6 / 19 - 03:53 )
تحية أستاذ سامي
من كان وراء الطبلة والمزمار للإرتماء في أحضان الإستعمار؟
(أين ذهبت الإنتفاضات التى تعلن التحدي للإستعمار وإسرائيل إلى الإرتماء فى أحضان أمريكا والإحتفاء بموكب رئيسها بعد أن ملأنا الدنيا كراهية ورفضا لأمريكا وغيرها الكثير من المواقف فمن كان له التأثير أليس لفوضى تتحرك بطبلة ومزمار!(
سؤال جيد ،والجواب عليه هو:
إن شعار -التحدي للإستعمار وإسرائيل- لم يكن يحمل نفس المضمون ،لدى كل الأطياف السياسية في أوطاننا.
فهو عند اليسار الماركسي ،غيره عند القوميين ،أو الإسلاميين ، أما عند الليبراليين ،فهو منعدم تماما.
وحين تراجع دور اليسار في الصراع السياسي/ الطبقي ،إحتلت القوى السياسية الآخرى ( إسلاميين و ليبراليين) زعامة هذا الصراع فصبغته بأيديولوجيتهما ،والتي هي في جوهرها لا تعادي ولا تناقض الإستعمار ،بما هو علاقات رأسمالية تبعية .
والنتيجة ،إنه من الطبيعي ،أن يحدث ذلك الإنقلاب الكلي ،بين شعار تحدي الإستعمار ،والإرتماء في أحضان هذا الإستعمار نفسه.
والسؤال الصعب هو كيف نتحرر من هذا الإستعمار ؟ وللإجابة على هذا السؤال ،ينبغي أولا ،الإجابة على سؤال ما الإستعمار ؟
تحياتي

اخر الافلام

.. اضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب سوء الأحوال الجوية


.. -الرد على الرد-.. ماذا تجهز إسرائيل لطهران؟| #الظهيرة




.. بوتين..هل يراقب أم يساهم في صياغة مسارات التصعيد بين إسرائيل


.. سرايا القدس: رشقات صاروخية استهدفت المدن المحتلة ومستوطنات غ




.. أصوات من غزة| ظروف مأساوية يعيشها النازحون في العراء بقطاع غ