الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس للسودان من الثورة المضادة في مصر

سارة حجازي

2022 / 6 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مقابلة مع الرفيقة سارة حجازي أجرتها فاليري لانون ونشرت في موقع مجلة الربيع، لسان حال شبكة الربيع الاشتراكية في كندا، بتاريخ 17 تموز/يوليو 2019، ناضلت حجازي قبل استشهادها في صفوف الشبكة.



مع دخول الثورة في السودان مرحلة جديدة، وانطلاق نقاشات حامية حول تشكيل مجلس مؤقت مختلط بين العسكر والمدنيين، من المهم تذكُّر أن الثورة المضادة بدأت عام 2013 في مصر. هذه المقابلة هي للتذكير بطريقة ردة فعل الطبقة الحاكمة حين فقدت السلطة ولو بشكل مؤقت. لكن هذه المقابلة هي كذلك شهادة على مدى قوة الثوار وقدرتهم على رؤية احتمالات التغيير على المدى الطويل، خاصة لأن الرأسمالية تخلق أزماتها بحيث يمكن للناس الانتفاض بأي وقت. كما تظهر الحاجة إلى تنظيم ثوري. في هذه المقابلة تشرفنا بمقابلة سارة حجازي التي شاركت في الثورة بمصر وسجنت في معتقلات نظام السيسي. ونجحت بالحصول على وضع لاجئة خارج مصر [كندا].

كيف هي الحياة في مصر في ظل النظام العسكري الحالي؟



مظلمة. بدلاً من بناء المدارس والحدائق، يبني النظام السجون والمعتقلات. هناك أكثر من 50 ألف سجين سياسي في مصر. من دون دعم طبي بهدف إماتة السجناء السياسيين، كمحمد مرسي ومثله العديدين.

لا يسمح بالزيارات. عندما كنت معتقلة لم أتلقَ أي زيارة تقريباً، بقيت في السجن لمدة ثلاثة أشهر ووضعوني في زنزانة إنفرادية من دون تهوئة ولا كلام ولا أي شخص معي، أصبت بالاكتئاب وفقدت عمل عيني.

اليوم يفعلون الأمر نفسه مع الترانس والسجناء السياسيين.

لا حياة سياسية في البلاد. ما يهيمن هو صوت الجيش والنظام. لا حقوق للإنسان، أو للنساء، أو للاجئين، أو للصحافيين. كل امرأة، غير مسلمة أو سنية، وليست غيرية، وغير متوافقة مع النظام هي عرضة للقمع.

ما هي أشكال القمع؟ السجن، وصمة العار، يمكن طردك من العمل كما حصل معي بسبب معارضة النظام.

يتحكم النظام بالمناهج التعليمية ومواده، ولا يحصل أي تغيير أو تجديد. في المدارس إذا لم تلبس الصبية الحجاب فإن المعلم يصبح قاسياً معها (هذا ما حصل مع أختي).

ما هو شكل الاقتصاد؟ كيف يؤثر ذلك على التغيير الاجتماعي أو السياسي؟

حالياً رفع النظام سعر الوقود، لذلك في مصر من يستطيع العيش هم الأغنياء فقط. يستعمل الوقود للسيارات، ولكن أيضاً في خدمة توصيل المنتجات الغذائية، لذلك سيكون تأثيره كبيراً على استهلاك المنتجات لأن أسعارها سترتفع بدورها. سيعيش الغني ويموت الفقير. يضع النظام الناس في المعتقلات بسبب احتجاجاتهم ورجال الدين يقولون للناس “تحلى بالصبر لأن الله يأمرنا بالصبر وستكون الجنة هي المكافأة”.

لذلك، لا يمكن للناس العيش على هذا النحو، هل سيواجه الشعب؟ أعتقد ذلك. لكن الناس خائفة. إذا كان من ثورة، فلن تكون الآن، إنما هي آتية.

هل بإمكانك مناقشة دور الثوريات؟

إلهام عيدروس من مؤسسي حزب العيش والحرية، الحزب الاشتراكي، الذي تأسس عام 2013، لعيدروس تاريخ طويل من التظاهر والنضال وهي اليوم المستشارة القانونية للحزب. كما هناك شخصية معروفة أخرى هي مزن حسن، المناضلة من أجل حقوق النساء والداعمة للواتي تعرضن للاعتداءات الجنسية خلال انتفاضة عام 2011، كما هناك العديد من القيادات النسائية.



هناك الكثير من الخطابات المنادية بأولوية إشراك النساء في تحقيق الديمقراطية والحقوق العمالية وإسقاط النظام، لذلك علينا طرح مسألة حقوق النساء ومجتمعات الميم كأولوية. في حزب العيش والحرية أقمنا سياسة لمكافحة التحرش كجزء من ضمان حقوق النساء ومجتمعات الميم.

ما هو وضع المنظمات العمالية؟

المنظمات مرغمة على اعتماد أسلوب النضال السري. الجناح اليساري غير منظم، وهناك حاجة للتنظيم من أجل القيام بالإضرابات والاحتجاجات. بالنسبة للمستقبل، أعتقد أن الشرق الأوسط سيتغير، لأن كل شيء يتغير.

كل شيء مترابط؛ حتى الغرب والشرق يترابطان ببعضهما البعض حتى لو لم يرَ ذلك الناس. الماركسية مادية وديالكتيكية- فكل شيء مترابط، لذا، إذا شنّ الغرب عدواناً على سوريا، فإن ذلك سينعكس على الغرب بهروب اللاجئين إليه. تعتقد القوى الغربية أنها ستدمر الشرق عن طريق الامبريالية، ولكن ذلك يرتد دائماً عليها، هذا ما يعنيه الديالكتيك.

ما هي الدروس من ذلك للسودان؟

لا تتركوا الجيش أو الجماعات الدينية يـ/تتولى زمام الأمور. لوقفهم، سيكون هناك إراقة للدماء. إذا أردت ثورة، فعليك البقاء في الساحات وعدم العودة إلى البيت. أما بالنسبة للجيش، فإذا كنت مسلحاً، فأنت أقوى من غير المسلحين. لذلك يجب أن تكون الأغلبية هي من ترفض القتال ضد الشعب. أنا لا أؤمن بأدوار البطولة، ولكن في الشرق الأوسط ومصر والسودان، عندما يقول أحد لا من صفوف الجيش، سيكون بطلاً!

إذا نجح السودان، فلن يكون النظام المصري سعيداً لأنه حتى الشهر الماضي تحدث السودانيون ضد السيسي. إن قوة الدعم السريع السودانية (الجنجويد سابقاً) ليست منظمة بشكل جيد ويمكن للمحتجين الاستفادة من ذلك.

ليس حكيماً أن يستند السودانيون على جيوش “دولية” من دول أخرى للدفاع عنهم. فهذه المشاركة تكون دوماً مقرونة بشروط، وهي غير جيدة لـ”مساعدة” البلد.

لذا، إن الإضراب والبقاء في الشوارع هي ما هو ضروري لفرض التغيير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل