الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بازل لزهرة الخشخاش - رواية - 30/22

أحمد عبد العظيم طه

2022 / 6 / 15
الادب والفن


سيارة عبد الحكيم رزق غانم تنطلق بنا على طريق البحر، والنوافذ جميعها مفتوحة للهواء المطلق قادمًا من المتوسط إلى الأبد، والمصباح الداخلي مضاء.. ولن تنجح الشعرية باختبار الابتعاد، ذلك أن الأجواء السحرية تسيطر تمامًا على المشهد من جهاته الأربع– كالشركة العظيمة لها أربعة أفرع تسيطرهم جيدًا– لهذا كان ولابد أن تمتزج الدماغ بالكون قائلاً بصوت شرذمه الهواء: في بيت مبني عـ البحر نصه فـ الميه ونصه عـ الشط.. حد فيكو راح هناك قبل كده؟
- لأ!... (وقد بدا لي المهندس صابر مستغربًا من تركيبة العبارة وليس فحواها)...
- مكانه بعيد على كده؟ (تساءل عبد الحكيم رزق غانم بشغف متكلف)
- بعد المعسكر بحوالي تلاته كيلو وتخش بالعربيه فـ الرمله لغاية ما توصل البحر...
- ........................
- .............................. (مر المعسكر عن يسارنا كالجن فأغلقنا النوافذ)...
- ...................

وقد كان الهواء ضرب الدماء المخدرة بالأدمغة، فتلاطمت الأفكار كأمواج المتوسط، بعد أن صارت تكاد تكون مسموعة – الأمواج– من هذه المسافة. وعبد الحكيم رزق غانم ينطلق بسرعة جنونية، حتى أنني جننت حين أغمضت لبضع ثوان، واكفهر وجه المهندس صابر بالمرآة الأمامية، و...
- من قصاد اليافطه الجايه يا هندسه...
- ...................... (لم يبطئ فأثار زوبعة رملية صاحبت السيارة بالظلام)...
- إمشي فـ اتجاه البارج الشِمال باستقامه...
- ...................

.. القمر ليس بدرًا ولكنه يجعل السماء سرابية الظلمة، والبيت النصفي يميل بغرفته الشمالية على الماء – كأنه قد سُحب!– في المقابل يرتفع نصفه الآخر عن الشاطئ ما يقدر بالمتر، حتى أن قطران خرسانة الأساس يظهر داهمًا على ضوء كشافات السيارة...
- تسدق فرجه فعلاً!.. (عبد الحكيم رزق غانم بتعجبية فرحة...)
- بس قصته إيه؟ تعرف قصته وللا متعرفش؟ (المهندس صابر متعالمًا)...
- لما نخش جوه هحكيلك القصه.. ( وكنت أجيل عيني بالظلام بحثاً عن شيء)
- نخش فين.. دا الباب عتبته فـ الميه؟!
- شكلك اتعصبت يا صابر.. وللا تكون خايف هاهاهاهـ... (عبد الحكيم رزق غانم يشعل سيجارة ملفوفة فتتطاير شرارات التبغ على أثر الهواء البحري المتماوج)
- مش خوف.. ممكن كسل انا معاك.. لإني بصراحه معنديش استعداد لا اقلع الجزمه ولا ابل هدومي..
- لو على كده تبقى محلوله... (قلت في حين أتفحص وجهه من زاوية معتمة)
- إزاي؟
- في باب مـ الناحيه التانيه ومش طايل الميه خالص.. وآدي نور العربية داخل البيت من مكان الشبابيك.. يعني كده يبقى ملكش حجه يا هندسه صابر...
- ..........................

رمقت ما كنت أبحث عنه قبل أن نكمل لفتنا حول البيت، فتأخرت قليلاً والتقطت سلسلة مفاتيح من تحت نصف قالب، ثم تبعتهما إلى الداخل...

عندما تدخل لابد أن تُعود بصرك على الإضاءة المسرمدة لبرهة، وأن تحافظ على اتزانك الحركي ماشيًا فوق الإفريز الخرساني المنحور، فالأرضية منهارة تمامًا، والتكلسات الملحية تكاد تبدو كالحة البياض فوق عديد من أكوام رملية مدببة.. كانت الصالة على ما خمنت سلفاً من مساحتها، والطرقة المنحدرة إلى أبواب الغرف الغارقة...
- ........................
- ...............................
- ....... ـمع القصه.. انت بتذلنا وللا إيه؟ (قال المهندس صابر بلهجة متشاجعة)
- شوف.. إنت بدام جبت سيرة الذل يبقى لازم تجربه، عشان انا مكنش فـ دماغي أية نية إذلال لـ حد يا هندسه صابر.. واذا كنت فعلا عاوز تسمع قصة البيت يبقى هتقول ورايا المركب الغرقانه بلس تلت مرات.. ها؟...
- انت فعلاً خرفت! الهوا لطش دماغك.. مبلاش أسلوب حاوريني يا تيته العقيم ده...
- من وجهة نظري المتواضعه أنا شايف ان دا حقه.. القصه قصته وانت اللي عاوز تسمع يبقى تنفذ اللي قالك عليه من سكات... (عبد الحكيم رزق غانم متفلسفًا)
- وبعدين انا مبسخرشي منك ولا بتهكم عليك ولا حاجه.. كل الحكايه ان الكرفان بتاعي فـ المعسكر اسمه المركب الغرقانه وعايز ادشن اسم الفرع التاني هنا عـ البحر..
- هو كل حاجه عندك غرقانه غرقانه.. مفيش حاجه عايمه أبدًا!...
- مقدر ومكتوب يا هندسه.. هتقول وللا مش هتقول؟ لخص... (بلهجة قاطعة المساومة)
- اتفضل قول.. بس تحكي فورًا الـ....
- المركب الغرقانه بلس/ المركب الغرقانه بلس (صوته يحمل استهجاناً)
- المركب الغرقانه بلس/ المركب الغرقانه بلس (صوتي– ليس صوتي– فمدجج بالأوامر)
- المركب الغرقانه بلس/ المركب الغرقانه بلس (صار صوته مرتجاً، لكأنه قد حضر...)
- زمااان من ييجي حوالي ميت سنه.. كان الساحل دا كله متوزع نقط جيش انجليزي.. كان أيامها بورسعيد اسمها الفرما وأكيد الدنيا ساعتها كانت غير الدنيا دلوقتي خالص.. المهم إن الانجليز أيامها بنو فنار كبيير عشان السفن بتاعتهم تهتدي بيه وهي جايه من بحر الشمال الرهيب.. وطبعاً مش باقي منه دلوقتي غير شوية حجاره ورخام متكومين على بعد حوالي عشرين متر عوم فـ الميه وعمق بتاع اربعه متر.. لو غطست بالنهار تشوفهم.. المهم ان فـ الأيام ديًا كان الفنار على البر خالص.. يعني كان في مسافه معقوله بينه وبين البحر.. والبيت ده كان السكنه اللي بيبات فيها العسكر النبطشيه عـ الفنار بالليل.. كانو دايمًا بيبقو تلاته واحد قايم وواحد نايم وواحد طاير مع القناديل فـ كابينة الفنار بيتابع معدل الزيت لكل قنديل.. لحد ما فـ يوم من أيام الحرب العالميه الأولى سفينه من سفن العدو لاشت دانة مدفع فـ الفنار.. وستر ربنا انه كان بالنهار فمكنشي في حد جوه الكابينه.. طبعًا العساكر التلاته خافو على حياتهم زي أي حد فـ الدنيا.. وقعدو يفكروا بسرعه يعملو إيه؟ بسرعه يعملوا إيه؟ لو خرجوا دلوقتي ممكن يتنشوا كلهم بدانة مدفع كمان.. وعشان ينزلو المخبأ لازم واحد فيهم يقفل عليهم ويداري الباب بالرمله وبعدين يحاول يهرب بأقصى سرعه.. عملوا حادي بادي وطلع آخر واحد كان بيتابع القناديل هو اللي هيدفن عليهم وبعدين يحاول الهرب.. ثم هو ونصيبه بعد كده... (وكان صوت دانات مدافع تنفجر يأتي خافتاً من بعيد...)
- الحكايه مشوقه.. بس مش ممكن نكملها بره فـ الطريق يكون أحسن؟
- مينفعش يا هندسة المفهوميه.. مطرح ما ابتدت تنتهي.. وللا كفايه كده؟..
- لالا ازاي.. دا حتى المهندس صابر شكله سميع قصص قديم وعمره ما يوافق على نهايه باهته زي دي.. هو بس تلاقيه تعب من الوقفه حبتين... (وكان صوت عبد الحكيم رزق غانم يخرج منتعشًا بسعادة خفية وشغف)...
- يبقى ننزل تحت عشان يريح رجليه... (ثم قفز– قفزتُ– إلى الأرضية داهسًا بعض أكوام الرمل المتكلسة، والتي بدت كلحود الأجنة بالمقابر المحلية)
- ياريت متكونشي بس منزلنا فـ روبه... (يقفز عبد الحكيم رزق غانم، تلاه المهندس صابر متكلمًا في الهواء)
- المهم.. العسكري اللي وقع عليه الاختيار كان عصبي جدًا وهو بيقفل على زمايله.. عشان من شباك الأوضه الشماليه شاف ييجي اربعين خمسين سبعين سفينه من سفن العدو بتقرب من الشط.. ظهروا فجأه بعد ما انقشع التراب والدخان بتوع انهيار الفنار.. وقال فـ نفسه: كده فرصتي فـ النجاه شبه معدومه.. إذن يبقى لازم يكون موتي ليه فايده.. انا هستنى فـ السكنه ومش ههرب عشان أول ما يخشو ويلاقوني لوحدي مش هييجي فـ دماغهم ان في حد مستخبي وإلا كنت استخبيت انا كمان.. وبكده أكون أنقذت الاتنين صحاب العيال اللي تحت دول.
- موتوه؟ (يسأل المهندس صابر بما يشبه التمني)...
- متقاطعنيش لوسمحت.. إسمع وانت ساكت (لهجته – لهجتـ... – وقحة القسوة).. سفينه تانيه ضربت طوربيد بر مائي على أساس الفنار عشان تقضي عليه خالص.. ولأن دي كانت مهمتهم الأساسية فـ الوقت ده.. راحوا قعدوا يضربوا فـ دانات على قذائف على طرابيد لغاية ما الشط هبط.. اتحفر بشكل مخيف.. والميه عدت مكان الفنار ووصلت أول البيت...
- والمخبأ؟ (...، فقد كان هذا الفضول الطفولي من طبيعة المهندس صابر)...
- قلتلك اخرس.. فاهم وللا لأ؟ إخرس... (وصار عصبيًا جدًا وتأججت عيناه كجمرتين)
- العفو والسماح يا حضرة راوي السيره.. جاهل وغلط... (عبد الحكيم رزق غانم كاتمًا في ضحكه بينما يقترب دوي الانفجارات البعيدة)...
- المهم.. هو طبعًا كان لازم يأمن نفسه ويموت موتة عسكري انجليزي مقاتل مش موتة حارس فنار شِشنا والسلام.. قام جري طلع كل السلاح اللي فـ السلاحليك وجهزه بحيث يكون فـ متناول إيده.. بس فـ نفس الوقت كان المخبأ المقفول على زمايله معمول من ألواح الفولاذ وليه مفتاح واحد معمول من الصلب المجلفن استحاله يفتح غير بيه.. يعني لو المفتاح اتاخد أو اتدفن فـ الرمل فـ حالة مـ البيت يتدمر بقذيفة وللا دانة يبقى عليه العوض فـ الناس ديًا.. فكر شويه وبعدين قال تاني فـ نفسه: المفتاح ده لازم يتعان بره بأقصى سرعه.. وراح ناطط مـ الشباك ده (يشير إلى مكان شباك الصالة والذي هو المنفذ الرئيسي لضوء كشافات السيارة) بحيث يكون البيت فـ ضهره مداريه وهو بيشوف هيخبي المفتاح فين.. دور دور/ دور دور/ ملقاش غير نص قالب طوب ابيض جيري هو اللي ممكن يبقى علامه فـ قلب التوهه بتاعت رملة الشط.. حفر كام حفنه وحط المفتاح وبعدين غطاه بنص قالب الطوب.. (يخرج سلسلة المفاتيح من جيبه ويمدها إلى الضوء، فيتضح أنها لا تحتوي إلا على مفتاح واحد يعكس لمعة فضية مطفأة للصلب المجلفن)...
- مش ممكن طبعًا.. إنت بتشتغله بالعقل وللا ايييه؟... (عبد الحكيم رزق غانم معارضًا)...
- الميه تكدب الغطاس يا هندسه... وللا ايييه انتو؟؟ (هكذا قال بوعيد واضح، أعقبه
صفير متقطع)
- يا سلام عـ الذكاء! وأكيد عاوز كمان تقنعني إنك انت العسكري الانجليزي! لعلمك يا سيدي الفاضل أنا المخدرات ملحستش دماغي للدرجادي.. (المهندس صابر متوترًا يحاول صعود الإفريز الخرساني)...
- مش مهم انا أكون مين.. الأهم ان في مخبأ وفي مفتاح.. والمفتاح أهه.. معايا.. ثم مينفعش تخرج قبل ما نتفق كلنا عـ الخروج.. فاهم وللا مش فاهم؟ متخليش صوتي يعلى كل شويه كل شويه.. فاهم وللا مش فاهم؟... (جذب المهندس صابر من قدمه فاختل توزان الأخير وسقط فوق أكوام الرمال المتكلسة مرة أخرى)
- إنت بتعاملني كده ليه؟ واشمعنى عبد الحكيم مشـ.... (ولاح بصوته خوف وانصياع)
- عشان مبيقاطعشي كتير وأسئلته غالبًا منطقيه.. إنما انت عاملي فيها مي وبتقولي انت بتعاملني كده ليه... (وكان ينطق الكلام ثقيلاً على أثر الإفراط بتدخين المخدر)...
- طب مطلوب مني إيه دلوقتي؟ مش فاهم نتفق عـ الخروج كلنا ازاي يعني!.. هو احنا مش كده كده خارجين وللا ايه العباره بالظبط يا عبد الحكيم؟
- سدقني انا زيي زيك مش فاهم حاجه.. بس أكيد في مبرر لكل اللي بيعمله ده.. خليك صبور شويه يا صابر.. الراجل يكمل حكايته وبعدين جايز نفهم فـ الآخر... (عبد الحكيم رزق غانم متآمرًا بصورة ما)...
- يااا هندسة الخير انت والأستاذ صاحبك المهندس.. مفيش حد هيعتب بره البيت دا غير لما نفتح المخبأ وكمان ننزل نبص بصه عـ الاتنين اللي تحت دول.. مش يمكن لسه عايشين؟
- لا مؤاخذه فـ قطع كلامك.. أولاً هو اللي انت بتقوله حلو وممتع كقصه طريفه.. فـ مش المفروض يبقى كلنا عايشين الدور أوي كده واحنا بنسمع.. ثانيًا ودا الأهم انك تثبت مدى صدق كلامك وقتي.. وياريت بقى من غير مقدمات التشويق والرعب والأفلام دي... (عبد الحكيم موازِنًا ويُحس من لهجته برائحة البارود المتخلف عن الألعاب النارية)...
- بص انتو اللي من غير فلسفه ورطرطه كتير.. مات الكلام يا هندسات وإلا محدش يطلع حي من هنا.. وخلِصنا... (ازداد كلامه ثقلاً وأخرج مدية من خلف بطن ساقه، ثم إنه يتحرك نحو أحد الأركان، ويبدأ بإزاحة بعض أكوام الرمال متكلسة القباب، والتي كانت تتداعى بمجرد لمسها)...
- .........
- تنزلولي نص متر فـ الرمل حالاً مطرح العلامه
- تحت تهديد السلاح! برضو ينفع كده العيش والملح اللـ...
- لخص يا عبد الحكيم يا رزق يا غانم.. عشان صاحبك ممكن يشبط فـ الكلام ويتأذي بسببك. وانت شايفه عامل ازاي.. خيش وقش...
- ............... (يبدآن بالحفر على مضض، ولا يبدو اصفرار وجه صابر بالظلام)...
- أول ما توصلو لسطح معدني تقولولي... (أشعل سيجارة بينما يراقبهما على ضوء الولاعة من برهة لأخرى)...
- .......................
- الشيخ زهدي بتاع الآثار كان دايمًا يقولي كده.. أول ما توصل لسطح معدني تقولّي هاهاهـ.. (يخطو خطوات عرضية متوترة وسريعة بينما لا يحول بصره عنهما)
- بس لو فرضنا يعني كان في قفل هنا.. يبقى أكيد زمان البارومه حولته لبودره.. إنت بتقول القصه مـن أيام الحرب العالميه الأولى..
- ..........................
- مش انت قلت كده قبل كده؟.. مش صح يا سيدي الفاضل؟...
- .......................................

عندما وصلا إلى السطح المعدني لغطاء المخبأ، قالا له: وصلنا إلى سطح معدني. فقال في نفسه: سبحان واهب القوى ومحقق الرؤيا...

- أول ما تسمعو خرفشة شكاير بلاستك تقولولي (صار صوته مضطربًا بعض الشيء)
- سمعنا.. أنا ماسك شكاره بإيدي.. أسحبها؟
- مش قبل ما تقبض على القفل بأيدك.. وإلا هيتملي رمله...
- ماشي وبعدين...
- خد افتح. (يناول المفتاح إلى المهندس صابر، بلهجة آمرة مضطربة)
- ............... (يتراجع عبد الحكيم رزق غانم بضع خطوات لإفساح مساحة الحركة)
- أول مـ تفتح القفل هتلاقي دراع حديد.. شده لفوق.. فهمت؟...
- فهمت فهمت...
- ..............................

بمجرد أن سحب المهندس صابر الذراع الحديدي لأعلى، انهارت الأرضية من تحته، وسقط قيد الرمال التي كانت تعتلي الغطاء المعدني – والذي كان تصميمه يتكون من شريحة فولاذ سميكة مشنكلة بقضيب فولاذي دوار في نقطتين، الأولى تنفصل عندما يزال القفل ويرفع الذراع الحديدي لأعلى، بينما النقطة الثانية هي عبارة عن سلسلة من حلقات فولاذية لا تنفصل، ذلك أن مهمتها تتحدد في إعادة جذب الغطاء الفولاذي مرة أخرى بعد سقوط المختبأ...

- صابر.. يا صااابر.. انت كويس؟ (يطمئن عبد الحكيم رزق غانم على صاحبه بصوت أراده جزعًا، لكنه جاء ساخرًا رغمًا عنه...)
- خرجوني من هنا بسرعه.. خرجني يا عبد الحكيم.. صاحبك اتجنن وعاوز يقتلني يا عبد الحكيم.. هيقتلك بعد كده يا عبحكيم.. اتجن فـ عقله سدقني.. سدقني يا عبحكيم...
- هيقتلني وبعدين يقتلك يا عبد الحكيم! طب ليه يا عبد الحكيم؟ ليه يا عبـ حكيم؟.. انت شكلك غلبان أوي يا هندسه صابر.. كل ما في الموضوع يا هندسه صابر اني عاوز اعرف حالة المخبأ وصلت لإيه بعد تسعين سنه يا هندسه صابر...
- أرجوك طلعني من هنا بسرعه.. أنا عندي القلب وفي دوا لازم اخده دلوقتي... (لقطة خاطفة للسيدة فريال تمر بذاكرتي/ بذاكرته!/ بالذاكرة!؟.. ولكنها نهاية تبدو محشوة الوجه بقسمات أليمة)...
- هسيبك ربع ساعه لغاية مـ عنيك تتعود عـ الضلمه وبعدين تقولنا شايف إيه.. أو لمست إيه...
- يا عبد الحكيم.. يا عبـ......... (يجذب سلسلة الحلقات الفولاذية ويعيد إغلاق الغطاء فينكتم الصوت بغتة)...
- ...................................................

عيناه التمعتا عاكسة ضوء سيارته – وقد بدا الضوء لكأنه توهج قليلاً – وخبط عبد الحكيم رزق غانم كفاً بكف ضاحكًا بصهيل متحشرج...

- اللي انا عاوز اعمله بقالي ييجي شهر ومش عارف.. عملته انت فـ ساعتين زمن.. يخرب بيت سنينك بني آدم...
- .............. (قسماته جانبية الإضاءة، خالية التعبير، ولم يبد أنه قد استمع إطراءً)...
- بس احنا فعلاً هنسيبه محبوس كده على طول؟ وللا الصبح نييجي نخرجه وللا إيه؟؟...
- على فكره.. أنا التردد بيزعجني جدًا.. بيخليني عصبي...
- مفيش تردد ولا حاجه وإلا مكنتش انا اللي طلبت منك تحبسه مـ الأول.. بس الحكاية فـ ان دي كده حبسة موت!. هيموت!...
- عملت عمل.. تنساه.. تخلصه وتنساه.
- لكن برضـ....
- نسيت اسألك.. انت طلبت تحبسه بسبب إيه؟...
- أبدًا.. بعد ما مشروع التفريعه ابتدا.. جابوه معايا فـ الكرفان بحجة ان مينفعش تبقى في كرفانات فردي في ظل أزمة تسكين عماله.. وانا الصراحه مبعرفش اعيش وفي حد معايا..
- سبب واهي طبعًا.. عشان كدا انت متعاطف معاه!...
- يعني.. بس نسبيًا بسـ............
- عندي حل عبقري...
- أخمن اننا هنطلعه دلوقتي ونقوله كنا بنهرج معاك وشغل مخدرات وكده.. كلامي صح؟
- لأ... (عادت خطواته العرضية/ العصبية/ تنشأ تدريجيًا)...
- امال ايه؟
- إنت.. تلحقه.
- شوف.. ولا أكني قلتلك حاجه.. أنا عن نفسي نسيت الموضوع نهائي.. حتى بالأماره هتجنن واعرف باقي الحكاية بتاعت الفنار الغرقان...
- كويس.. دا كلام كويس جدا. يبقى كان ايه.. بعد ما العسكري الانجليزي عان المفتاح.. قام رجع دخل البيت تاني مـ الشباك وقعد جمب السلاح يعبي فـ ذخيره ويستنى قدره.. وكان صوت الانفجارات عمال يزيد ويقرب (صوت الانفجارات يزيد ويقترب) بس الغريبه ان الأرض كانت بطلت تتهز بالبيت.. شويه وراح تنه يتسحب يتسحب لغاية ما وصل شباك الأوضه الشماليه (يشير باتجاه الجزء الغارق) وبعدين رفع راسه ببطئ.. ببطئ زي كده ( يمثل رفع الرأس ببطء، فيبدو كشبح يرفع رأسه ببطء، لتبدو عينيه الدمويتين بفيلم أجنبي.. cut)... ساعتها بص لقى الانفجارات كلها فـ نص الميه.. وشاف إن معظم سفن العدو كان ضهرها للشط الرملي وباقي السفن كانت بتلف وشها بسرعه شرقاً وغربًا.. فعلطول فهم ان السفن الانجليزيه عملت كماشة إعدام لسفن العدو... ففرح جدًا وقال في نفسه: عاشت البحريه الملكيه فخر المملكه.. كده بقالي فرصه فـ النجاه. يدوبك ما كملشي الكلمه وكانت دانه كبيره طالعه من مدفع بوارجي مش مدفع قطعه عاديه.. تقريبًا قلشت من فرقاطه انجليزي وانفجرت فـ الميه على بعد حوالي خمسين متر من البيت.. وخلت أطنان من الميه تطير على ارتفاع ييجي عشره متر فـ الهوا... ودا كان آخر مشهد شافه العسكري الانجليزي قبل ما ضغط تفريغ الهوا يلزقه فـ الحيطه المواجهه وينزل على وشه فـ الميه اللي وصلت وبدأت تعدي مـ الشباك بعد ما البيت بدأ يغوص بنصه القدماني فـ الرمل...
- مات؟!.. (وكان عبد الحكيم رزق غانم يسأل بما يشبه الحسرة الحقيقية)
- محدش يعرف لغاية دلوقتي.. لكن عمومًا لما القيادة بعتت سرية مشاه تتقصى أخبار الفنار الغرقان والسكنه المنكوبه.. ملقيوش أي جثث.. ولا عرفوا ان في مخبأ تحت رجليهم.. ودا لأنهم كانوا تبع سلاح الإشاره فمهماش مشاة بحريه ولا تبع فرق المرتزقه عشان يبقى عندهم فكره عن حاجه زي كده.. مشاة البحريه كلهم كانو عـ السفن بيحاربو.. بس يا هندسه.. هي دي قصة البيت من بتاع ميت سنه.. دلوقتي الصيادين والفلايكيه ممكن يستنو بعض هنا.. زي علامه على طول الساحل....
- ...................................


*******

متن الرؤية

ليس لبصرف النظر عما حدث، مجالاً للاعتبار في شيء مما يجري. فمن الذي نخس الناس على تلك الشاكلة المذعورة، كي يصيروا إلى ما آلوا إليه من تنطع، وهلع، واستباق نحو باب لا يعلمون ما وراءه، لاسيما إذا كان علم الدهماء بتغمية البقرة أثناء الدوار يعد علمًا...
وإذ أن كل ما أذكره هو أشباح جمهرة ما خلف الباب الفاميه – والذي حرصتُ على إغلاقه بالأكرة الدوارة عقب دخولي – مما زاد في توتري وأنا أتحسس بروز المطواة في جيبي لأجسمها.. وهي ترفع صوتها ليظهر زاعقاً ومنبهًا بدرجة تتوافق مع نسبة الخطر.. ومن وراء ظهرها كان زجاج نافذة مكتبها – البلوري السميك – يؤطر مشهدًا لبضع عمارات مساكن تعاونية وشجرة سيسبان...

ذلك وقد اجتمع بعض الرواة على استخدام خواص استحالية – تجاه من سولت لهم أنوفهم بإفراغ هذا المخاط النجس– والتي تبدوا غير محرمة دستوريًا في ظل الدستور الجديد للحكاية... فريد الوهمي..............

- يعني هتعمل ايه يعني؟
- هباشر مصارينِك وقتي يا سيده عزيزه
- نعم؟؟؟
- أرزع بالعتله في السقف يا سيده عزيزه...
- إطلع بره
- أداعبُك يا سيده عزيزه
- أنا قلت بره...
- متعمليش من بنها يا سيده عزيزه
- برااااااااااااا....
- إنتِ هتمضي على ورقة النقل دلوقتي ورجلك فوق رقبتك وإلا هي سحبة واحده جاهزه للردع حالاً يا سيده عزيزه...
- إنتَ بتهددني يا ولد!...
- ولد دا عندها هناك يا ماركه.. أنا بقولك عايز إمضتك دلوقتي ومن غير سريخ وإلا سوف أبـ....
- ................................
.......................................................................................................
نزلت في مسرة متوجهًا إلى ممر الراعي الصالح، أحب أن أمشي هذه المسافة من محطة المترو إلى الممر كلما قررت الذهاب إلى رسمي.. كان الجو معقول الحرارة، والزحام ليس كبيرًا في هذا الغروب المتأخر..
على سبيل التغيير، قلت سأبيت ليلتي بهذا الحي القديم، والوقع الصوتي – مسرة – يذكرني بعهود خرافية جرت على تلك الأرض، لا يعجبني المعنى الرائق للاسم بقدر ما تشدني هيروغليفية المؤالفة النغمية للأصوات.. ثارو، سرابيوم، صان، مسرة، هليوبوليس، ممفيس، أبيدوس، إسنا، أسوان، سيوة.. هكذا كان سنوسرت يشير على رعمسيس بتسمية البلاد يا ناس... ورسمي يدري حالتي الذهانية منذ زمن، ويلحظها بوجهي بين زيارة وأخرى – جدًا يكون ذلك – فيتركني لشأني مذهنًا، صامتاً، أبحلق في أرضية الممر كأنني أعد الأقدام، أو مُركزًا بريشة واحدة من مروحة السقف، مديرًا حدقتاي معها أينما طاحت.. بل هو في أحيان كثيرة يتصرف لي في حشيش، وقلم وورقة، ويطلب من عاملي المحل أن يكفوا عن إرهابي بترتيب الأرفف، ومسح الموديلز، وتعليق الشماعات....

- ....................
- .............
- الأطروحة الكبيرة! ديًا عن إيه ديًا..؟!
- لسه مش عارف...
- .................

رسمي هو الإكليريكي الوحيد من بين أصدقائي الأقباط كثيري العدد، لذا أستطيع بأريحية تامة أن أناقشه باللاهوت المسيحي، دون قلق أن ينفعل لكلمة، أو يشيح عن تساؤل.. أذكر أيام مسرح البلد ومجادلات ثنائية حادة – تدور أمام من لا يغادرون بعد انتهاء البروفة – حول التناول، والثالوث، وكان رسـ...
وماذا سوف يجري يا هذا في ذلك الحيد الصخري من البحر– أنا عن نفسي لا أعلم شيئاً – إنما إلى حد علمي أنه إذا ما مت قتيلاً؟! فإنني أكون قد فعلتُ ما توجب عليّ فعله بكل المراحل التاريخية لصناعة مأساة ملحمية، يظهر بها قائدًا وحيدًا ضد جيشه خرافي العدد، والذي يزداد بغشم كلما دنت الشمس من كبد السماء... لذا فأنا أستودع نفسي بين يدي خالقي غير عابئ ببشر من الناس أجمعين... ولقد نوهتُ بما مضى من البحر، أن قاربي فقط له مجدافان، وفقط به شبكة وحيدة مغزولة من فرامل الدراجات – كيلا تسرع المياه بالفرار– وأيضًا بأنني لا أمتلك كرة رجبي، كي أرسم لها فمًا وعينان، وأكلمها بعدما تجرفني الأمواج غريقاً به نفس، وتوسدني رمال الشاطئ المعزول، الملعون، بالجزيرة السوداء – حينما الأرض سوداء والشجر أسود – والريح تضرب الجزيرة بمقتل، والأمطار لا تكف عن خبل السقوط.. ولا مكان للاختباء غير كهف مظلم بجزيرة سوداء.. كما أنني لا أود التناص مع توم هانكس في ويلسون خاصته يا أخي، ليس لي به حاجة وأنا أكلم نفسي لثلاثة أعوام باليوم الواحد، وأعبد الله رب العرش العظيم... وأمرغ جبهتي في السجود قائلاً اللهم يا رب اغفر وارحم، واجعل الأرض والشجر والمطر والبحر وكل شيء يسبح بحمدك، أنسًا وعوناً لي بالنجاة.. والقارب لازال عائمًا، وأنا أهتدي بالنجوم إلى جوف العاصفة.. وللحقيقة فقد كانت ماري غير موفقة تمامًا بقرارها الأخير، ذلك أنها لم تصبر على كيد المحليين بالـ Ecole Sharm ولو أنها فعلت لما اضطرت إلى هذه الحالة النفسية الأشد سوءً من سوابقها، فقط ليس المال وانتظار حوالة بنكية تصل من نيوزيلندا بين الحين والآخر، هو السبب بما أصابها من كآبة، ولكنه أيضا كان الافتقاد لعمل شيء مركزي بالحياة، ومهنة التدريس– أعرفها – من المهن التي تهب صاحبها سلطة ما، لا يستطيع نسيانها حتى ولو كان ذلك بشكل مؤقت، أو لظرف تفرضه خناقة مع المدير مثلاً، أو شغل التلقيح من زميلة محلية شابة كمثال آخر... فلما أصابنا التعب، لم نتوقف عن الحفر، وأشار الشيخ زهدي إلى منتصف الثلث الذي أقف به – وكانت المياه قد وصلت إلى ما فوق ركبنا – ثم ناول شعبان المسطرة المعدنية المدببة – وكان أقرب له مني – وقال لي: خذ السيخ منه واغرسه حيث أشرت لك. ففعلتُ، وقد فهمت أن قصد الشيخ لم يكن قياس المياه، بل هو محاولة الاصطدام بما بعد روبة الطين، وأربعة أيام من الحفر.. صه.. تن.. صوت.. تن تن تنـ... الله أكبر.. يا ميسر كل عسير يا رب.. اللهم صل على النبي.. رنة معدن مش حجر.. يا لعبك يا شيخ زهدي.. أصوات....

- ايييه!.. هي القطط أكلت عيالها وللا إيه؟.. ماتعقل بقى يا عم.. أنا مش ماسك حاجه..
- النص صابع بقى بميت جنيه رسمي يا رسمي والصراحه انا مش جاي اغرمك.. خليني ادفع والزياره الجايه لو جبتلي وقية مش هحاسبك عليها...
- لأ.. أنا قلت دا واجبك.. وبعدين انا بشوفك كل سنه مره.. يعني الواجب أكسبلي...
- .......................
- ...............................

وصرت ماشيًا من البيت إلى وسط البلد، كنت أريد شراء لمبة مسنفرة بدلاً عن التي احترقت بغرفة الكتابة، ولكنني أمشي مرتبكًا على الرغم من أن خطواتي كانت متزنة تمامًا.. والحلم لم يفصح بعد عن نوعه، ولكنني تمنيتُ من دخلته أن يكون واقعيًا بشدة، وألا يحتوي ذلك الخيط السحري المفزع الذي اعتدته بأحلامي الأخيرة.. فالأمر بسيط بالنهاية ولا يعدو كونه شراء لمبة.. توقفت أمام لطفي للأدوات الكهربائية.. واللافتة التي طالما أنارت هذه المساحة من الشارع بألوان طيفية متحركة، كانت مطفأة. فقط يشع ضوء أصفر خافت من الداخل، وليس ثمة زبوناً واحدًا يدخل أو يخرج، وعندما انتبهت إلى الشارع، أيضًا لم أجد أحدًا كما توقعت.. ولكنني غالبت توجسي، وهششت رائحة السحرية التي بدأت نسماتها المعهودة ترد إلى أنفي، ودخلتُ قائلاً: مساء الخير...
لم يظهر أحد... جلتُ بعيني في المكان.. وكانت الجدران كلها مبطنة بجلد مدبوغ تضبطه قوائم خشبية غليظة... السلام عليكم.......
ولم يظهر أحد... ليس هو محل لطفي...
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين...
ظهر الشيخ عبد الله المهدي من باب المخزن، كان يدفع أمامه ترولي ستانلس عريض من الذي تطرح عليه الجثث لتغسيلها غسلاً شرعيًا، وقال مبتسمًا: ماذا تريد؟.. قلت: لمبه مسنفره. قال: عندي هذه. وتناول مصباحًا كرويًا من فوق الترولي أضاء بمجرد أن احتوته أصابع الشيخ.. قلت: دا مش هينفع معايا يا شيخ.. أنا بكتب بإديا الاتنين وعاوز لمبه مسنفره.. مش ده محل لطفي. قال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مشيرًا نحو باب الخروج...
لم أيأس، واختصرت المسافة بالتخريم في شوارع جانبية، متجهًا إلى محل القياتي للأدوات الكهربائية.. المكان كما أعرفه.. وأصبح هناك ناس تروح وتجيء وصوت سماعات ساوند خارج من الداخل وينتشر عاليًا.. و: عاوز لمبه مسنفره إذا سمحت. قال: خلصانه.. بس في حاجه جديده أحسن. وسحب علبة زرقاء من إحدى الكراتين ثم أخرج لمبة مسنفره، ولكنها تختلف عن الأخرى بأن لها فواحة عطر زجاجية معبأة وتلتحم بالجزء المعدني من اللمبة. قلت: أنا مش بتاع معطر جو والكلام دا يا هندسه.. مفيش حتى لمبه عاديه مستعمله؟. أومأ بـ : لا. ثم أعقبها: أنصحك ماتدورشي.. مش هتلاقي عند حد... البلد مفهاش لمبه مسنفره من ستين سنه...
وجدتُ نفسي بمعدية فنارة، ولكنني كنت قد زهدت بالحلم، فاستيقظت قبل أن أعبر إلى الشاطئ المقابل...

- حضرتك ممكن تلعب معايا كوره كمبيوتر؟
- خلي بابا يلعب معاك يا حبيبي
- لسه نايم.. هنلعب ماتش واحد بس
- أبانوب.. فكك مني وروح ذاكرلك كلمتين ينفعوك احسن...

قضيت الليلة الثانية عند مي.. وقد انتقلت إلى شقة مفروشة جيدة المستوى بوسط البلد، وبانت عليها فلوس الرقص، بدا ذلك من نظرة عابرة على البراويز الأبنوسية لصورها – صورها تملأ الحوائط بشكل ميي – كانت قد أعطتني المفتاح الاحتياطي للشقة.. ولكنني لم أفضل الخروج وجلست مقلبًا بقنوات التليفزيون الـ lcd بعضًا من الوقت، ثم انهمكت في كتابة شيء ما على الهاتف – بالإنجليزية – وحفظته بمسودات الرسائل...

- اتأخرت؟
- لا عادي...
- خلي بالك انا نفضت للدنيا كلها وجيت أقعد معاك.. مش طالبه كآبه
- وإيه اللي يدعو للسعاده يا فالحه؟
- أنا.. مش عجباك وللا إيه!.. (غابت قليلاً ثم خرجت مبهرجة الزينة)
- ............................
- مالك؟
- مفيش.. لسه راجع من الصعيد.. مشوار فاشل من بتاع الملايين...
- آثار تاني.. انت يابن الحلال مش كنت فكيتك من زمان وقلت ان كله هلس فـ هلس...
- النصيب.
- ..............................
- ...................................
- اعمل حسابك الأجازه دي كلها تقضيها معايا
- طب ورائف؟
- رائف!.. مين رائف؟....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع