الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياة ماركس: 2- لقائه مع انجلز

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2022 / 6 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سبق وأن نشرنا عشرة حلقات حول كتاب عالم الاقتصاد الأمريكي Thomas Sowell تحت عنوان "قراءات في كتاب الثروة والفقر". كما ونشر Sowell حديثا عدد من الفيديوهات القصيرة في اليوتيوب تحت عنوان "حيا ة ماركس" سنقوم بتدوينها وترجمتها ونشرها تباعا:
الحلقة الاولى:- حياة ماركس: 1- السنوات الأخيرة
الحلقة الثانية:- حياة ماركس: 2- لقائه مع انجلز*
كان إنجلز أصغر من ماركس بعامين، البيئة التي نشأ فيها أكثر اعتدالا من بيئة ماركس، عائلته أكثر ثراءً، تمتلك نصف مصنع في ألمانيا ونصف مصنع آخر في إنجلترا. لم يكن والده متساهلاً كوالد ماركس، كان قارءً نهماً ونوعيا لدرجة تمكن في منتصف عمره تعلم عشرات اللغات قراءة وكتابة رغم عدم التحاقه بأية جامعة. أُرْسِل إنجلز، في السابعة عشر من عمره، بعيداً للتدريب أثناء عمله في شركة عائلية في بريمن. لكونه إبن المالك لم يَُكَلَف باعمال مرهقة، كان معروفًا بتناوله الجعة وقراءة القصائد واجراء المراسلات، وبعد تناول غدائه على راحته يستمتع بقيلولة في أرجوحة شبكية. وجد الوقت الكافي لدراسة هيجل Hegel.
في النهاية انتسب إلى منظمة الهيغليين الشباب، كان لقائه الأول مع كارل ماركس، محرر جريدة Rheinische Zeitung، قصيرا ورائعًا، لدرجة اعتبره ماركس عضواً آخر في المجموعة الراديكالية في تلك المرحلة. كانت مساهمات إنجلز الأدبية في الجريدة تسبب لماركس مشاكل مع الرقابة. عاش إنجلز في مانشستر- إنجلترا خلال الفترة 1842 إلى 1844 يعمل في شركة عائلية، من خلالها تراكمت لديه الملاحظات الكافية حول ظروف العمال في هذه المدينة الصناعية - ساعدته عند نشر كتابه الأول" ظروف الطبقة العاملة في إنجلترا عام 1844."
في طريق عودته إلى راينلاند - ألمانيا في عام 1844، مر بباريس والتقى ب ماركس مرة أخرى- قضيا أياما عديدة من النقاش معاً إلى أن توصلا الى" اتفاق كامل بشأن المسائل النظرية" - الاتفاق الذي استمر بينهما خلال العقود المتبقية من حياتهما. عند هذا المنعطف لم يكن إنجلز أكثر تقدمًا من ماركس على طريق الشيوعية فحسب، بل كان أكثر دراية منه بالاقتصاد أيضًا.
على الرغم من ظهور أول منشورهما المشترك - العائلة المقدسة - بعد عام، لم يكن هناك ما يشير، في ذلك الوقت، إلى استمرار التعاون بينهما.
فتح نشر كتاب "العائلة المقدسة" آفاق كتابات مستقبلية لكليهما منفردين. لكن الواقع والأحداث جمعتهما مرة أخرى في إنجلترا، في تحالف دائم كانت فيه أفكارهم وكلماتهم متداخلة لدرجة أنه سيكون من التسرع أن نقول بشكل قاطع، بعد مائة عام، ما هو لماركس وما هو لإنجلز. حتى ابنة ماركس، بعد وفاة أبيها، نشرت عن طريق الخطأ مجموعة من المقالات الصحفية منسوبة لوالدها والتي تبين لاحقًا أن إنجلز كتبها كلها.
أشهر كتاباتهم المشتركة المعروفة كانت بالطبع "البيان الشيوعي The Communist Manifesto"، وقد جسدت ولادة هذا البيان نمط من المؤامرة السياسية الماركسية. كانت منظمة راديكالية في لندن تسمى عصبة العدل the League of the Just في طور إعادة التنظيم لتصبح الرابطة الشيوعية Communist League، وقد أشترك العديد من الأشخاص في صياغة عقيدتها. قدم أحد هؤلاء مسودة الرابطة الشيوعية إلى إنجلز الذي اعترف لماركس:" لقد عبَرُت خدعة جهنمية على موسى Mosi"- عندما استبدل انجلز البرنامج الماركسي بالمسودة التي أُودع إليه من قبل موسى. بعد أن أدرك إنجلز فداحة خيانته، حذر ماركس من التكتم المطلق، "وإلا فإننا سنُخلع وستحدثْ فضيحة قاتلة".
وهكذا جعل ماركس وإنجلز نفسيهما صوتي الشيوعية.
كتب إنجلز وثيقة في شكل سؤال وجواب، لكنه قرر بعد ذلك أنه لم يعجبه. حوّل عمله إلى ماركس لإعادة القيام به بشكل آخر ، واقترح العنوان؛ "البيان الشيوعي". تطورت الوثيقة ببطء، وكُتبت في الغالب بأسلوب ماركس، على الرغم من إعادة إنتاج بعض الأفكار من مسودة إنجلز السابقة، وتم نشرها في فبراير 1848 باسم بيان الحزب الشيوعي، دون ذكر للمؤلفين، كما لو كان من عمل منظمة كبيرة وليست حفنة من اللاجئين المتطرفين.
كانت الأغلبية الساحقة لأعضاء العصبة الشيوعية من المثقفين والمهنيين، مع عدد قليل جدًا من الحرفيين المهرة. متوسط ​​أعمارهم أقل من الثلاثين، حالتهم الاجتماعية متقاربة، تمخض عنهم خلال السنوات اللاحقة ما يسمى ب"رابطة العمال الدولية"، والعديد من الجماعات الراديكالية الأخرى التي أطلق فيها الشباب المتميزون على أنفسهم اسم "البروليتاريا". عندما انتُخب انجلس كمندوب في العصبة الشيوعية عام 1847، "في البداية تم اقتراح رجل عامل، لكن أولئك الذين اقترحوه صوتوا لي في النهاية." على حد تعبير إنجلز نفسه، ومن المفارقات أن عام 1848 كان عام ثورات، لكنها كانت ثورات اختلفت عن تلك الموصوفة في البيان الشيوعي.
كانت البرجوازية والبروليتاريا في تحالف ثوري ضد الحكومات الأوروبية الاستبدادية في القارة. خلال الاضطرابات التي اجتاحت أوروبا عاد ماركس وإنجلز إلى ألمانيا - ماركس لتحرير صحيفة، Neue Rheinische Zeitung، بأسلوبه الديكتاتوري المألوف. عمل إنجلز في البداية كمساعد رئيسي له، حتى اضطر إلى الفرار من أمر اعتقاله بتهمة التحريض على العنف. شق إنجلز طريقه عبر فرنسا إلى سويسرا، مستمتعًا طوال الطريق "بأجمل وأحلى أنواع العنب والفتيات الجميلات." سبب هذا النمط الطويل الأمد من تحويل إنجلز إلى( womanizing زير نساء)، ومن بينهن زوجة زميل شيوعي الذي كشف إغرائه لشيوعي آخر "عندما كان في أكوابي- عبارة تعني أن الطرف الأخر يفشي، كالثمل، عن كل ما بجعبته ":
."which included the wife of a fellow communist whose seduction he revealed to another communist “when in my cups
كان مغرمًا بالنساء الفرنسيات بشكل خاص، حيث أبلغ ماركس في عام 1846 حول"بعض اللقاءات اللذيذة مع الرقيقات" وذكر لاحقًا: "إذا كان لديّ دخل قدره 5000 فرنك، فلن أفعل شيئًا سوى العمل والاستمتاع بالنساء إلى أن أتفكك. لو لم تكن هناك فرنسيات، لما كانت الحياة تستحق العيش." عاد إنجلز إلى ألمانيا في عام 1849، حيث تم قمع الثورة وشارك في القتال المسلح ضد القوات الحكومية. صدر أمر نفي ماركس، بسببه اضطر إلى تصفية الصحيفة بخسائر مالية مدمرة. بحلول النصف الأخير من عام 1849 شق ماركس وإنجلز طريقيهما بشكل منفصل إلى إنجلترا، حيث كان قدرهما أن يقضيا بقية حياتهما.
*رابط شريط الفديو: (621) Life of Marx: Meeting Engels | Thomas Sowell - YouTube
(يتبع)
رابط الحلقة الاولى: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759019.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط