الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا كان رب البيت للطبل ضارب

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2022 / 6 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



بغض النظر عن كل تلك المطالب المحقة التي رفعت أثناء الاضطرابات والمواطهات الأهلية الدامية التي وقعت في سوريا خلال العقد المنصرم، وحاجة البلاد فعلاً لألف ثورة دستورية، وحقوقية وتشريعية وقانونية، ووطنية عظمى تضعها على سكة الحداثة والعصرنة لتواكب الشعوب والأمم المتحضرة، بدلاً من كونها ما زالات تئن وترزح مزروبة في حظيرة قبيلة صحراوية، وفكرها الضحل المتواضع، لألف وأربعمائة عام من الزمان، إلا أن ما حدث من قلائل وانزياحات مجتمعية وجيوسياسية وعولمة الأزمة وتدويلها، لم يمثـّل، ولم يك بحال من الأحوال ثورة وطنية وشعبية، قدر ما هو تمرد لمجاميع مسلحة ومرتزقة أجانب أتوا "نصرة للدين"، اكتسى وارتدى طابعاً مذهبياً إيديولوجياً بغيضاً مقيتاً صرفاً، خلق حالة من الاستقطاب المذهبي الحاد لم تشهده البلاد مثيلاً له في يوم من الأيام، ما زاد من حدّة وتعقيد الوضع السوري وفاقمه لدرجة استحالة تصور أية حلول معه.
واتضح لاحقاً، أن ما تسمى بـ"الثورة السورية" (مع التحفظ على التسمية طبعاً)، كانت وصلة تتابعية في سياق ماراتون "الشرقنة"، كوصفة تغيير جيوسياسي جماعي، ( لبعض الأنظمة البوليسية العسكرية الديكتاتورية الهرمة المهترئة والمتداعية والتي تآكلت وانتهت صلاحيتها الفعلية وعمرها الافتراضي كنظام "زهايمر" مبارك المصري الذي عاش ثلاثين عاماً بالتمام والكمال 1981-2011، استـُهلك فيها تماماً، كما بالنسبة لنظام العقيد القذافي، (أربعين عاماً ونيفاً 1969-2011)، والتونسي (ثلاثين عاماً 1989-2010)، ونظام الشاويش صالح اليمني (قرابة الـ35 عاماً 1977-2011) وسرعان ما تم إلباسها -أي السورية) ثوباً طائفياً معتمداً على مبدأ وفكرة الأغلبية العنصري الفاشي في مواجهة أغلبيات ضعيفة إقليمياً وإيديولوجياً أمام التيار السني التقليدي العريض، وهذه هي شرعية هذه الثورة الإيديولوجية الوحيدة، وسلاحها في مواجهة "حكم الأقلية" (النصيري) حسب خطابهم الشهير، ومن هنا تطورت، مع قوة الزخم الإيديولوجي، لترفع، وتتحول نحو شعار دولة الخلافة الإسلامية في الشام والعراق، التي اشتهرت رسمياً بـ" ISIS " والتي تحولت بدورها لثورة "دواعش" حقيقية عنصرية طائفية اردوغانية تطبق الشريعة والحدود في أماكن سيطرتها المحصورة فقط على "أصحاب الفرقة الناجية" من بابها لمحرابها وموجهة ضد الأقليات الدينية وبقية الأطياف لإعادة استعبادها (ثورة تقوم علناً لإعادة استعباد شعوب ومكونات أخرى وإخضاعها وتطلب الحرية لنفسها فقط، وعلناً لسبي النساء "العلويات" وتشغيلهن كجاريات وتسخيرهن كخادمات بالبيوت) بعدما خرجت -تلك الأقليات- من تحت جناح وهيمنة السطوة والنفوذ السني التاريخي، وباتت تشكل أغلبية وذلك بفعل التحولات الجيوبوليتيكية الكبرى وخلخلة المنطقة ديمغرافيا وإيديولوجيا واختراقها من غزاة كثر متعددي النزوع الإيديولوجي وإمطارها بالفرق "الضالة" والأخرى الباطنية والإثنيات المخفية الهاربة من جحيم المركز الثيولوجي نحو الأطراف الأكثر أماناً من إرهاب طبقة الخلفاء المستبدين مع تشكل هويات و"وطنيات" وكيانات جديدة ومستحدثة متباينة إثنياً ومذهبياً بفعل سايكس بيكو، ففقد الجناح السني التقليدي، فيما يسمى بـ "المشرق العربي"، قوته وسيطرته ولم تكن تلك الثورة وليست بالمطلق ضد النظام الحاكم وإقامة نظام حكم ديمقراطي وطني تعددي علماني منفتح، إنما لإقامة دولة الخرافة الدينية الوراثية العضوض الاستبدادية، على النمط الراشدي والأموي والعباسي والعثماني وو، ناهيكم عن أن معظم رموزها كانوا من ابناء وعظام رقبة النظام التاريخيين المدللين المحبوبين والمحظيين، (وقتها لم يكن النظام طائفياً)، من نقلوا البندقية من كتف النظام لكتف كلينتون، وممن تمتعوا ببركات وثروات ونِعم وعطاءات ومكرمات النظام، وما أكثرها لأتباعه وأزلامه، واحتلوا الواجهات لسنوات وسنوات قبل ان تصيبهم لوثة، وتصل لهم عدوى الثورات الكلينتونية وبين عشية وضحاها، وليلة وأختها، صاروا ثواراً، لا يشق لهم غبار، وصاروا يشتمون النظام الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف ورفعهم من مجهول وليل معتوم......
استمعت، لتيوب، عبارة عن محاضرة لأستاذ جامعي بالتاريخ، من نخبة القوم الثائرين، في مناطق "المحرر" (كما يحلو لهم تسميتها وهي خاضعة عملياً لديكتاتور آخر هو أردوغان)، يخجل من خطابه-أي المحاضر- عتاة الفاشيشت والنازيين و"الكو كوكس كلان"، يكفر فيها جميع الطائفة، ويصب جام غضبه على "الطائفة المتوحشة" كما أسماها، وينعتها جماعياً دوتن أي استثناء، بأبشع وأقذع الألفاظ، وأنها لم تنتج في تاريخها مبدعاً واحداً، ولا إنساناً عليه القيمة، ولا يمكن تصنيفها من بين البشر، ولم تنتج سوى القتلة المأجورين، (تجريم جماعي)، وإلههم (أي إله النصيرية)، يأمرهم بالقتل كإله اليهود "يهوه" حسب قوله المسجل، ووصفهم بأنهم القبيلة اليهودية الثالثة عشرة المفقودة، وهم حلفاء لكل سكان الأرض لكنهم أعداء للسنة، وهم ليسوا مثقفين، وأن مثقفي هذه الطائفة هم أشد تعصباً ضد أهل السنة، وطالب الجمهور أن يعطيه اسم مثقف، أو عالم، أو فيلسوف، أو شاعر نصيري، حتى أدونيس هو "لص" سرق أشعاره، وليس بشاعر كما قال، واستشهد بقول للشاعر العراقي كاظم جواد الذي قال، حسب العبدو، في كتابه "تدليس أدونيس"، أنه لص، وينكر على الطائفة أية فضيلة وميزة وسمة بشرية (مجرد وحوش)؟ أستاذ جامعي يعتقد جازماً أن جميع أفراد الطائفة مشاركون بالحكم (يعني مثلاً انا مشارك بالحكم ولي قرار بالدولة وما شحطوني ولا مرة)، وأفراد الطائفة يتمتعون، جميعاً، بخيرات وثروة البلد ويجري تمييزهم طائفيا، ولهم صلات واتصالات وتواصل مباشر مع "النخبة النصيرية"، التي يعتقد أنها تحكم البلد، وكلهم مخابرات ومخبرون طائفيون لا علمانيون ولا ماركسيون ولا يسار ولا ملحدون كلهم نصيرية متطرفون مجرمون يرتكبون المجازر ويقتلون ولا يوجد بالطائفة معارضون سياسيون ولا سجناء رأي ولا نشطاء ولا فقراء ولا شرفاء ولا ولا ولا.... (تجريم وتخوين جماعي لمكون بالكامل هكذا بكل بساطة)
فماذا بعد هذا الخطاب العنصري الفاشي الطائفي الرسمي في "المحرر"؟ وعلى رؤوس الأشهاد، لأستاذ جامعي تفترض فيه الحكمة والأكاديمية والروية والدماثة وسعة الصدر وكبر العقل ودماثة الخلق، لكنه تخطى كثيراً، وتجاوز، بحقب ضوئية، ولم يترك شيئاً آخر لا للجولاني ولا البغدادي ولا وبني عمشة أوآل علوش كي يقولوه....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اردوغان و الخرفان
بارباروسا آكيم ( 2022 / 6 / 16 - 19:47 )
اخوية هو هذا اردوغان اتوقع له مصير اسود اكثر قتامة من مصير عدنان مندريس
ربما يكون المشهد مثل مشهد موسوليني و عشيقته أو شيء من هذا القبيل
المشكلة إنه الإخواني _ الحيوان _ فيه ميزة أنه تظهر عليه ملامح العته و البلاهة بحيث إنه لا يستطيع إخفاء أهدافه و ميزة أخرى : إنه لا يدع أحد يثق به
و هذا ما هو حاصل مع السيد اردوغان الحيوان
الكل يراه كمراهق سياسي و مغامر و مقامر
حتى الإخوان الموجودين في تركيا صاروا ينهالون عليه بالشتائم
و يقولون لا نعرف متى سيبيعنا

لكن الكارثة حينما يأتي رئيس دولة ليتهم مجموعة من ابناء وطنه بأنهم كذا و كذا حتى يحصل على تأييد المجموعات الأكثر تطرفا داخل البلد فتلك مصيبة و تؤشر على مستقبل اسود
و هذه هي كارثة الديموقراطية المزيفة التي كان يسميها المرحوم السيد القمني ديمقراطية الصندوق
أخي أنا التقيت بناس علويين قادمين من تركيا
يقولون صراحة إن تركيا لم تعد بيئة آمنة
و قد فضلوا الهجرة الى بلدان لا يعرفون عنها شيئا على البقاء في مناطقهم
مع التقدير

اخر الافلام

.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال


.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري




.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا