الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السبهلله (19)
محمد أبو قمر
2022 / 6 / 17مواضيع وابحاث سياسية
كان هدف السادات من تحالفه مع الاسلام السياسي هو الحصول علي السلطة المطلقة ، لكن هذا الاتفاق كان بمثابة الفرصة الذهبية للطرف الآخر فبدأ بتنفيذ مجموعة من الاجراءات التي تقوده في النهاية للحصول علي الوطن :
1- تهيئة المجتمع المصري بكل فئاته لكي يصبح استيلائهم علي مصر كانه فتح النبي لمكة ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ).
2- القيام بعمليات ارهابية لإضعاف السلطة وترهيب وإخضاع القوي الأخري الموجودة علي الساحة ، ولإثبات وجودهم كقوة اسلامية تقاتل أعداء الله ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بها عدو الله وعدوكم ).
3- اختراق جميع مؤسسات الدولة وإسقاطها لكي يصبح إسقاط الوطن في النهاية تحصيل حاصل.
4- إنشاء كيانات اقتصادية تتيح لهم توجيه القرارت الاقتصادية بما يخدم مصالحهم ويثبت وجودهم كقوة اقتصادية مسيطرة.
كانوا يتصرفون بحرية كاملة ، وبإسم الله ، وبدعوي تطبيق شرائعه ، وباستغلال حالة الفوضي والفساد والإهمال وصعوبة حصول الناس علي الخبز لإطعام أولادهم ، وباستغلال إنشغال رجال مبارك ونظام هذا الرجل كله بعمليات نهب أراضي الدولة وتقاسم ثروات الوطن ، باستغلال ذلك كله تسللت جماعات الاسلام السياسي إلي كل بيت ، وإلي كل فصل دراسي ، وإلي كل قاعة محاضرات جامعية ، وإلي كل منافذ الإدارة في الدولة ، وإلي كل الجمعيات والنقابات بحيث كانت انتخابات مجلس النواب بعد الثورة مباشرة شبه معركة من معارك الاسلام احتشد فيها المسلمون أمام اللجان الانتخابية لقتال الكفار ونصرة رجال الله وتسليمهم مفاتيح مصر .
لم يخرج الاسلاميون الارهابيون من تحت الأرض فجأة لكي يستولوا علي مصر بعد الثورة ، كانوا موجودين طوال الوقت منذ جلسة الاتفاق مع السادات ، كانت الشرطة تراهم ، وكان الجيش يراهم ، وكانت الأجهزة الأمنية تعرف كل ما يتخذونه من اجراءات للوصول إلي لحظة التمكين ، وكان الإعلام المخترق موجود حيث وجدوا ، في ملاعب الكرة ، وسط المشجعين ، مع اللاعبين حتي في غرف الملابس ، في استعراض قواهم القتالية في ساحات جامعة الأزهر ، كانوا يوسعون من قواعدهم في قري مصر ونجوعها تحت أعين السلطة ، كانت لهم حوارات واتفاقات وتوافقات مع السلطة ذاتها ، ولم تكن علاقاتهم المشبوهة مع قطر وحماس وتركيا وأمريكا وبريطانيا بعيدة عن أعين السلطة ، كان وجودهم علي الساحة المصرية يوحي وكأن تحالفهم مع السادات عقد لا يمكن نقضه .
ثورة يناير أسقطت مبارك ، لكنها كشفت في ذات الوقت عن أن جميع أجهزة الدولة كانت تعمل في اتجاه المحافظة علي سريان الاتفاق بين السادات والاسلام السياسي ، ليس لأن هذه الأجهزة كانت خائنة ، وإنما لأن مؤامرة الصحوة كانت قد أصابت جميع هذه الأجهزة بالعمي فلم تعد تري الانهيار الذي كان يصيب مختلف مناحي الحياة المصرية ، كان التعليم يتساقط ، وكان النسق الأخلاقي الذي تحدث عنه بريستد في كتابه فجر الضمير يتفكك تحت ضربات الدعاة ومشايخ الصحوة ، وكان السقوط المدوي قد وصل إلي ساحات القضاء ، فقد كانت شهادة الشيخ محمد الغزالي في محاكمة قتلة فرج فودة ، وكان الحكم بتكفير نصر حامد أبو زيد وتطليق زوجته منه إيذانا بسيطرة خطاب ديني دموي خرافي تكفيري علي عقل ووجدان ووعي الشعب المصري تحت مظلة القانون وإخلاء الساحة المصرية من الباحثين والمفكرين ، حدث ذلك أمام جميع أجهزة الدولة وكأن الجميع قد أصيبوا بالشلل والعماء.
في يوم الجمعة 18 فبراير عام 2011وقف الشيخ يوسف القرضاوي يخطب أمام ما يزيد عن 2 مليون من الثوار المصريين احتفالا بنجاح ثورة يناير 2011 ، ووسط هدير الثوار كان الشيخ يقول : ( إن هذه الثورة لم تكن ثورة عادية بل ثورة ملهمة ومعلمة للعالم أجمع ) ، كان ما قاله القرضاوي صحيحا تماما ، لكن لا أحد من الثوار الذين كانوا يهتفون له ويصفقون بعد كل جملة يقولها لم ينتبهوا إلي أن وجود هذا الرجل في ميدان التحرير في تلك اللحظة كان دليلا علي كل الجرائم التي تم ارتكابها في حق الشعب المصري منذ الاتفاق الذي عقده السادات مع الاسلام السياسي ، ولم يكن أحد منهم يدرك أن وقوف هذا الرجل علي منصة الثورة في ميدان التحرير في تلك اللحظة لم يكن إعلانا بانتصار الثورة وإنما إعلانا بانتصار مؤامرة إسقاط مصر التي دبرتها المخابرات المركزية بالتعاون مع النظام السعودي.
يتبع
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - حقيقه مؤلمه
على سالم
(
2022 / 6 / 17 - 05:34
)
الاعتراف بالحق فضيله ودرس , الاسلام فى مصر هو نبت سرطانى خبيث وله تداعيات كارثيه ورده حضاريه على الشعب الذى تجرد من حاسه الفهم والادراك السليم
.. تقرير دولي: نحذر من مجاعة قد تضرب شمالي غزة
.. ترمب يلجأ لبيع -الأناجيل- وسط مواجهته لفواتير قانونية
.. كاميرا العربية تدخل منزل معتصم القذافي وترصد حياة البذخ والث
.. رجل فارع الطول يلفت الأنظار أثناء أدائه لمناسك العمرة
.. لا علاج ولا غذاء كافيان.. طفل من قطاع غزة يعاني من الفشل الك