الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منال حاميش و الابعاد الغيبية

منال حاميش
مهندسة مدني.. باحثة بعلوم ما وراء الطبيعة و العلوم الروحية الحديثة

(Manal Hamesh)

2022 / 6 / 17
الطب , والعلوم


إن الملائكة والجن مخلوقات طبيعية أبسط من البشر، وتشير
آيات واضحة في القرآن الكريم إلى أن الملائكة مخلوقات في
بعد واحد، والجن في بعدين، في حين نحن البشر في ثلاثة
أبعاد، وكذلك من الممكن أن يكون عالم الآخرة من أربعة
أبعاد، ثم يتطور أيضا إلى أكثر من ذلك و ذلك في المستويات الروحية العليا منه.
بالطبع نحن نعيش الآن في هذا العالم ذي الأبعاد الثلاثة،
ونحن في الحالة العادية لا نستطيع رؤية الجن ولا الملائكة،
لأن أدواتنا الحسية العادية تستطيع فقط إدراك الظواهر
المادية، أو تلك التي تؤثر على المادة. وفي المقابل فإن الجن والملائكة يمكنهم أن يرونا،
لكن ليس لأن أدواتهم الحسية
قادرة على إدراك هذا العالم
و المادي الذي نعيش فيه، وإنما لأن
تركيبنا الباطني نحن البشر، مثل
الـروح والنفس والعقل، له نفس
طبيعة الجـن والملائكة؛ فالجن
في الحقيقة يتفاعلون مع النفوس
البشرية الباطنة، والملائكة تتفاعل
أيضا مـع الـعـقـول الباطنة. كذلك
يمكن لبعض البشر أن يعبروا إلى عالم
الجن والملائكة، عن طريق التحلل عن
هذا الجسم الظاهر المادي ، كما يحدث في حالة النوم والموت مثلا..
وبعض الناس لهم القدرة على الكلام والتفاعل مع الأرواح
حتى في حالة اليقظة كالوسطاء الروحيين مثلا.. ابعاد الملائكة في العالم النوراني.....
إن الملائكة كائنات في بعد واحد لأنهم مخلوقون من نور،
والملائكة هي أول المخلوقات؛ وكما أن الجوهر الفرد(الذات العليا) سبحانه و تعالى هو مثل
النقطة ليس له أبعاد، فإن الملائكة التي هي أول بداية الخلق
مثل حرف
الألف الذي يحدث من سيلان النقطة عن طريقة
جريان القلم وتكرار النقطة الأولى بصور مختلفة ومتجاورة
تشكل خطا، سواء كان مستقيما مثل الألف أو منحنيا مثل
بعض الحروف الأخرى كحرف اللام، فكذلك الملائكة تحدث
من تكرار تجليات الحق مرتين على الأقل، لأن أقل الخط
نقطتان. والله سبحانه وتعالى يقول على لسان الملائكة:
(له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك)..
فلم يذكر اليمين والشمال لأن ذلك غير معرف بالنسبة
لهم، وكذلك الفوق والتحت. لذلك نجد أن حقيقة الملك لا يصح فيها الميل فإنه( اي الملك) منشأ الاعتدال، والميل انحراف ولا انحراف عنده، ولكنه يتردد بين الحركة المنكوسة
والمستقيمة...
إن الملائكة في الحقيقة هي القوى الطبيعية التي تعمل دائما في
بعد واحد، وهي تمثل عادة كالأشعة في الفيزياء، وهي دائما
تعمل بين جسمين رغم أن تأثيراتها قد تظهر في النهاية في
بعدين وثلاثة أبعاد أيضا، وذلك لأن قولنا إنها في بعد واحد لا يعني ابدا انها لا تشغل
مستويا أو فراغا كما هو حال الخط المنحني، ولكن البعد الواحد يعني أن لها درجة حرية واحدة،
لا تتحرك إلا إلى الأمام أو الخلف.
.. هذه فكرة موجزة عن ابعاد الملائكة و حركتها في العالم النوراني الاثيري.. اما الابعاد في العالم الاخر (العالم الاثيري).. نحن لا نستطيع الكلام بدقة عن عالم الآخرة، ولكن يمكننا
إجراء بعض الاستقراء فنقول إن التسلسل الطبيعي للخلق
يعني أن الآخرة ستكون من أربعة أبعاد مكانية خاصة،
لأن أحاسيسنا الرئيسية التي تتعلق بالأبعاد يمكن أن تنتظم
وذلك وفق التسلسل التالي: فالسمع يكون في بعد واحد، لأن
المعلومات التي ندركها بالسمع تكون متسلسلة بحيث
نحصل على معلومة واحدة فقط في كل وقت. والبصر
يكون في بعدين لأننا نرى صورة واحدة مسطحة في كل
وقت واحد. صحيح اننا نشعر بالأبعاد الثلاثة حولنا
ولكن ذلك ناتج عن تركيب الصور المسطحة الني ندركها مع الوقت ومع إجراء نوع من التكامل بين هذه
الصور. فنحن لا ندرك الأبعاد الثلاثة مباشرة بالسمع
أو بالبصر وإنما نتخيلها بالخيال.
،
فيبدو، وفقاً لأحاديث نبوية كثيرة، أننا في الآخرة سوف
نكتسب قدرات جديدة لإدراك الأشياء في أربعة أبعاد،
وحينئذ ستصبح خيالاتنا حقيقية في ثلاثة أبعاد؛ ففي
الآخرة سيكون كل ما نتخيله حاضراً أمامنا كما أننا
الآن يمكن أن نتخيل أي شيء، وهذه الحقيقة يؤكدها
ابن العربي وكذلك العديد من الأحاديث النبوية التي
تصف الجنة. فعلى سبيل المثال يقول ابن العربي إن
الناس في الجنة سيكون عندهم قوة الخلق من خلال الأمر
كما يخلق الله تعالى الآن بقوله «کن»
في الحقيقة إن آلية الخلق بواسطة الجوهر الفرد، الذي هو
القلم الاعلى تماما مثل الكتابة بالقلم العادي؛ فتبدأ
الكتابة بوضع نقطة على الصفحة (وهي اللوح المحفوظ أو
النفس الكلية) ثم تبدأ هذه النقطة فتسيل لتشكل حرف الألف وبقية الحروف التي تكون عادة في بعد واحد ثم في بعدين،
ولكن يمكن أن تكون أيضاً في ثلاثة.
وهكذا فالخلق بدأ بالحق الذي هو الجوهر الفرد، ثم انتقل
إلى الملائكة، ثم الجن، ثم الإنس، وبالموت أو النوم أو الفتح
المعروف في التصوف، تنفتح عين البصيرة ويكون الإدراك في
ثلاثة أبعاد، كما يحصل عموماً لأهل الآخرة؛ سواء أهل الجنة
أو أهل النار.
ويقول ابن العربي إن الآخـرة لا تزال دائمة التكوين عن
العالم، فإنهم يقولون في الجنان للشيء يريدونه كن فيكون،
فلا يتوهمون أمـرا ما ولا يخطر لهم خاطر في تكوين أمر
ما إلا ويتكون بين أيديهم. وكذلك أهل النار لا يخطر لهم
خاطر خوف من عذاب أكبر مما هم فيه إلا تكون فيهم أو
لهم ذلك العذاب وهو عين حصول الخاطر؛ فإن الدار الآخرة
تقتضي تكوين العالم عن العالم لكن حساً وبمجرد حصول
الخاطر والهم والإرادة والتمني والشهوة، كل ذلك محسوس
...... يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طفل فلسطيني يجمع قطرات المياه من خزان متنقل في غزة ليرتوي


.. الثاني عربياً والأول سورياً.. وفاة رائد الفضاء محمد فارس




.. معهد في كاليفورنيا يجمع أكبر كاميرا فلكية في العالم


.. وضع لؤي وائل لاعب المقاولون تحت الملاحظة الطبية 24 ساعة بعد




.. رئيسة جمعية العون الطبي للفلسطينيين تحذر من كارثة صحية في غز