الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم ايها الزاهد :

عادل علي عبيد

2022 / 6 / 17
الادب والفن


نعم يا صديقي الرائع (هاني ابو مصطفى) فلطالما استحضرك لأجدد غربتي فيك والآخرين / هكذا نحفر خيباتنا في المحن البائنة / وكم انت من مؤثر لتؤكد السبق الى طلسم تلك البئر المعطلة / وكم كان ذلك الصمت المطبق بهيا ليفصح عن ثورتك العارمة وانت تؤكد توريتك في زمن افشاء الاقنعة / يا انت ، لكم كانت حجب الصمت ثقيلة لتخفي عالما برمته اسقط قناعات الرمز / هم انفسهم امتطوا تلك الحجب الغليظة ليشيحوا بوجوههم الهلامية عن ذلك البريق الذي يحجب البريق / الكلمات - ابا هاني - لا تفصح عما نكن ، او ان الكلمات القلقة المتقافزة تبدو متسقة احيانا ولكنها تتشرذم لتخفي محور الحقيقة / نعم صاحب الهم ، لا يمكن لحقيقة ان تؤشر عليك ، وانت تضج بالحب الذي يفضحك ، قبل اصطدام الشخوص بالعيون / هيا لنعقد الآمال ، ونخفي ارتسامات البوح ولو كانت على حساب الحب ، فجرح يوسف الصديق عمده الصمت المُّعشق بالصمت ، حتى غلب صمته على حبه ، فكان النبي الذي ناف على نبوة يعقوب النبي / ذاك القميص بقي مرفوعا في سوح الحقائق حتى اللحظة / فالكل اليوم يرفع راية القميص ، مظلمة القميص ، محنة القميص ، اشكالية القميص ، / ويتغالى متبجحا برواية القميص / حتى غدا ذلك القميص مفصلا على مقاسات من يستبق الاحداث ، في زمن تعددت فيه الرايات السود والخضر والحمر والبيض .. / المشكلة يا صديقي المبتلى بهم الآخر ، ان اقوالنا آمالنا قصائدنا كتاباتنا لما تكتمل / وان الغصة كبيرة كيما نرمي بأعباء القول على كاهل الآخرين ، فبتنا نتوارى بأكفاننا ، ونتخندق بقبورنا قبل الموت / قد تصبح الجلابيب اكفانا ، والقمصان اكفانا ، والرايات اكفانا / فانهر الدم ما زالت تنتعش بالصبيب الجريان / هيا احمل قربتك قبل حمل لوحك الساكن ، فلكم حملنا نعوشنا قبل ان ينتخي الآخرون لحملها / هكذا يمضي الزمن الخائب اقزلا يجدد النحيب الصياح الزعيق لمن تخلفوا عن الركب / اولئك الذين افصحوا عن ثقل الخيبات ليؤكدوا تقاعسهم ، فكانوا في خانة جموع البغال التي لطالما تهاب الخيول المطهمرة والاحصنة الجامحة / اشكالية القحط ما زالت تقلقنا على الرغم من وقوفنا على ضفتي نهرين خالدين ، حتى ان الشط والهور راحا يعلنان عن الانين وهو ينشر اسطورة الجفاف في ارض كنيت بسوادها / المراهنات على غدنا تجددت بنا ، فكنا نسابق الغيب لنصل الى الغيب ، وكنا نمتطي السهوب البعيدة لنصل الى مشارف احلامنا الصفراء / أي مهزلة تجعل من مؤمن يخفي ايمانه ، وصادق يخفي صدقه ، حتى يخال على انه مزيف للحقيقة ، وراصد للبعيد الذي لم يأت / حتى بتنا نشيح بوجوهنا امام من يتبجح بحداثته ، وهو ينعت صدقنا بالدجل ، ويحشرنا مع من اسس لفن الدجل وانعشه / حتى اشرت علينا اصابع ما قائلة : هذا متدين له علاقة برب ما ، وكنا نشيح بوجوهنا ولا نفصح بحقيقة وعظمة ذلك الرب ، لان الآخر ممن ادعى التدين الايمان الورع النقاء كان يتاجر بصنعته اللبوس ، وحرفته المزركشة ، وجلبابه الفضفاض ، فلم يترك مساحة للصدق ، فتساوى الصدق بالكذب لأول مرة / فحلت لعنة المسيح واليهود ، والملائكة والشيطان ، والصالح الطالح .. / نعم ، هو ذاك البحر الذي لا تصمد الانفس القلوع الشواني امام غضبته ، وهو يحقق اشكالية الصمت الصخب الهدوء الثورة والتي تجعلك في حيرة الحيرة واشكالية المشهد / كأنك سيدي تُحفر ذاكرتي الهشة ، لتزق فيها سيولا من آمال استحضرها وتزاحمني ، لولا ذلك الطوفان الهائج الذي يجعلك في خانة الذاعن الساكن الذي يغلق جبه ليعيش في عزلته ، ويموت فيها كناسك ارعن لا يعرف انه ( عابد وثني ) تصرعه الحقائق ليقول : من انا ؟ / كم تمنيت ساعة ان اتلبس دورك وانت تقف على نار الكهوف لترقب هجرة الالهام ، وهو يسافر بعيدا ليحط رحاله في دائرة زهدك / وتمنيت ان تطول ادعيتك لأعرف كيف نوزع خبزنا الحار البارد البائت على الفقراء الذين يطيلون النظر الينا / الطواغيت سيدي نحن من يصنعهم ويعبد الطرق امام مسيرتهم ، اقدامهم الجامحة ستسحقنا يوما ونحن نرش الورود ايذانا بمقدمهم ، ووصول مواكبهم / قد اسمعك وانت تفصح عن مللك الجميل لمواويلي الناشزة ، ولكن من لي غيرك في زمن استفحلت فيه قصائد ، وشمخت فيه اغان راحت تشبع الجمال البعيد ، وتركت جرحنا الكبير ينتظر على قارعة من تسري به الليالي وتدفعه رياح الغرب / من لي غيرك وانت تحمل بعض جرحي بلسما لايامي النحسات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع