الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان من حركة -العراق قادم-.

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2022 / 6 / 18
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


في الشدائد تبلى السرائر وفي الازمات الوجودية يبقى لكل موقف معنى ولكل خطوة هدف يعبر عن ضمير الفرد وطريقة فهمه لما يجري من حوله، ليس كفرد خارج مجموعته، بل كعنصر مسئول وفاعل وحامل رأي وضمير تجاه المجتمع الذي ينتمي له ويسعى فيه مع المجموع نحو الأرتقاء والتطور والبحث عن أفضل ما يمكن أن يقدمه لنفسه وللأخرين، وفي ضل ما نعيشه كعراقيين منذ عقود مرت تناوبت فيه أنواع السلطات وتعددت أشكال الفلسفات الحاكمة وطرائق الحكم بقي العراقي الممثل لهويته الوطنية خارج الحسابات الميدانية، وأديرت الأمور في غالب الأحيان بغياب رأيه وغياب مفترض لوجوده، لذا لم ولن يشعر العراقي في أي يوم من تلك الأيام أنه جزء من ألية إدارة الدولة والمجتمع وعليه واجب المشاركة كما هو حق طبيعي له.
حتى جاءت الطامة الكبرى في عالم أضحى كل شيء فيه خاضع لعلاقات دولية تعلن حق الشعوب في تقرير المصير، وأن السلام العالمي ركيزة وجوديه له تبنى عليها شكل العلاقات بين الأمم والشعوب، جاءت الدبابة الأمريكية الغاشمة لترسم خارطة واقع جديد فرضته على المنطقة بأكملها بشكل عام والعراق بشكل خاص، عمدت هذه الخارطة بدماء العراقيين وبثروتهم ومستقبلهم ووجودهم وحملتهم فوق ما تحتمل الشعوب من قدر، فوق هذا وذاك جاءت بحكام باعوا العراق ووقعوا على عقود المتاجرة به وهم ما زالوا في ديار الغربة ينتظرون كلمة السر التي تتيح لهم أستلام العراق كغنيمة لساداتهم وهم عبيد أذلاء، وجرى ما جرى وبدلا من الحرية التي وعد بها شعب العراق صار يدفع الجزية لهذا وذاك عن يد وهم صاغرون، وتحولت أرض العراق إلى مزرعة موت ودم وظلم وقهر تحت رعاية أدوات الأحتلال وجنده المجندين، وصبرنا لعل في أخر النفق ضوء، وأتضح لنا وباكرا أننا لسنا في نفق بل في حفرة الهلاك التي لا تنتهي إلا بضياع وطننا وأنهاء وجوده.
ومرت السنين ونحن الذين نحمل جينات العراق العظيم بين كر وفر نقمع ونسحق ويظن المتحكمون بنا أن صوت العراق قد صمت وللأبد لنفاجئهم مرة أخرى بصوا جديد وبعود أصلب، حتى بلغت مبلغها وحانت موعدها ثورة الشعب فخرج أهل الشيم والنخوة من أبناء الرافدين يحملون علم العراق بدل قلوبهم وقلوبهم على أكفهم ليصرحوا "نريد وطن"، نريد الحياة ويكفينا ذلا ومهانة ممن يتحكم بنا لمصلحة أسياده في الخارج، فقدمنا القرابين غير مبالين لعلنا نهز عرش الطغاة ونعلن أنتصار صوت المشروعية صوت شعب الرافدين الأبي، فأحتالوا وأمتاروا وداهنوا وكذبوا وأقسموا بربهم الذي يعبدون أنهم معنا حتى صدق البعض دعواهم وأخمدوا نار الثورة، وجاؤوا بعجل وسامري ليقنعوا شعب العراق أن الله معهم، لم تنطلي الحيلة على الأحرار وصرخنا بكم أن هؤلاء حملة القرآن على الرماح ما هم إلا غدرة فجرة يسترون خوفهم يداهنون وما هم بمؤمنين بما يقولون.
رمم الفاسدون مواقعهم وأستعادوا أنفاسهم وعوضوا خسائرهم وقالوا نعم لأنتخابات جديدة وبرلمان أخر وليقضي القاضي برأيه ولعلل نجد قول الفصل في صندوق الأنتخاب، بكل ما في الأمر من سوء وعدم رضا ومقاطعة غالبية الشعب للانتخابات فقد أظهرت النتائج عريهم وعورتهم التي لا تتغطى وتمردوا وحاولوا أن يركبوا مركب الشر ليغيروا من وجه الهزيمة وكان هناك من يدعمهم ويؤازرهم من قوى الدولة العميقة التي صنعوها بأيديهم القذرة الخائنة، ومع كل ذلك لم تنجح مساعيهم وظلوا منبوذين مثل قردة الأستعراضات الفكاهية مضحكة للجميع وبظنهم أنهم أصحاب قدر وقرار، حتى خرج من كان في ظن البعض المؤمل في التغير والضارب على وتر الإصلاح والغالبية الوطنية لأسبابه الخاصة، منها ما نعرف ومنها ما لانعرف، حتى أطل الخاسرون الفاشلون ليعلنوا أن العراق خال من الرجال الرجال سواهم وأنهم اليوم وغدا حكامه أبي الشعب أم رضي بذلك.
صار الأمر لزاما أن يخرج الشعل ليقول كلمته واضحة صريحة بدون لف ودوران لا للفاسدين الفاشلين حملة راية الموت والدمار، كفى منكم لسنا فئران تجارب لكم حتى تجربوا كل يوم فينا نظرية او فكرة، نحن شعب بغض النظر عن تاريخه وماضيه وأصله وجذوره من حقه أن يعيش كباقي الشعوب بعمل ويبني ويستقيم، لا نريد منكم أي شيء سوى أن تذهبوا بعيدا عنا فقد مللناكم ومللنا مناهجكم التي ليس فيها سوى الفوضى والتخبط والنكوص للخلف، اليوم نعلنها لكم ولزعيمكم على وجه التحديد حتى لا تقول أن العراق لم يعد فيه رجال موقف يحملون الروح على أكفهم وينامون على الذل يتقبلون الأمر كأنه قضاء وقدر، أعلمك أني واحدا مما بقي في العراق من رجال تأبى الذل والضيم، وها أنا أعلنها لك وللناس ومن يهمه الأمر، أني على الجانب الأخر منك، خصما معارضا لا يقر لي قرار حتى يحكم الحق بيننا، أنا ومن تبعني على حب العراق...
سلام على العراق وأهل العراق الطيبين، بارك الله بكل من يحمل حب العراق في جنباته وكل من جعل العراق رايته ورأيه، ليس هذا أعلان زعامة ولا بيان للشهرة هو تبني موقف نريد منه اولا رضا الله وخدمة الشعب الذي لم يعد له من يحمل جراحه، فقد أدمنا الصبر حتى أغلق الفاسدون كل مخارج ومداخل الفرج، ماذا نعمل؟ هل ننتظر أحدا ينجينا من عذاب أليم ليأتي بعدها بحثالاته ليحكم ويجرب مرة أخرى؟ أم نحمل جراحنا ودمائنا ونذهب للظالم للمنازلة أما النصر وأما الشهادة في سبيل الله والوطن، البعض يقول نحن ضعافا ولا بمكننا المنازلة وقد نسي أمر الله وتدبيره، انا بكم أول الذاهبين لست قائدا ولا زعيما ولكن الخطوة الأولى تحتاج قدم شجاعة جريئة لتؤشر بداية المسير، حيا على المسير ... حيا على النصر ... وغدا لناظره قريب ... وشكرا لكم لأنكم تنصرون أنفسكم.
سنصدر لاحقا كل التفاصيل حول مشروعنا الوطني وأليات العمل لمن يريد الالتحاق بقافلة العراق المتجهة نحو المستقبل وتحت مسمى "العراق قادم" ليكون الصوت الذي يعيد للفاشلين والفاسدين رشدهم وصوابهم، وليكون العراق قادم طريقنا نحو بناء عملية سياسية نقية تستمد مشروعيتها وشرعيتها من تضحيات الشعب وأحلامه وأمانيه، وبهذه المناسبة ندعوا كل الأحرار قوى وشخصيات ومنظمات أن تكون في صف العراق بلا شروط ولا تحفظات لنساهم معا في إزالة هذا الغبار والدخان وشبح الموت والفناء عن وجه وطننا المجيد، وأن نعمل جميعا قلب على قلب ليكون صدى ما نفكر زلزالا يهد أركان الظلم والجور والطغيان... عاش العراق ... رحم الله الشهداء والمضحين .. والمستقبل للعراق والعراق مستقبلنا المضيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي