الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخبة السياسية، الغير سياسية!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2022 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ان النخبة السياسية التي تعجز عن تحليل سياسات السلطة الحاكمة تحليلاٌ سياسياٌ، وتكتفي باطلاق صفات شخصية على الحاكم - جاهل، غبي..الخ - هي في الحقيقة تنزع عن نفسها صفتيها، كنخبة وكسياسية، معاٌ

نجحت سلطة يوليو على مدى سبعة عقود في خصي النخبة المدنية، سياسياٌ وفكرياٌ، وتولى التمويل الاجنبي الباقي، اما الشرفاء فقد فضلوا الابتعاد عن هذا المستنقع.

اما النخبة الدينية فقد حرص النظام على بقائها حية تحت السيطرة حتى الان.


نقول طور، يقولوا احلبوه!
هل السياسات التي تنفذ في مصر، هي صناعة مصرية، ام سياسات اسياد صندوق النقد، والبنك، الدوليان؟!

السلطه في مصر لا غبية ولا جاهلة، هى ذكيه لمصالحها، وواعية بمصالحها، فهى تنفذ سياسات حكام العالم، سياسات افقار الشعوب وبؤسها، حتى تضمن استمرار تفردها الاناني بالسلطة والثروة، واي حد يقول ان سياسات افقار الشعب وبؤسه هي بسبب غباء السلطة او جهلها فهو يضلل الناس، ويحرف نضالهم، وهو موضوعياٌ، لا يريد ان يفضح منبع هذه السياسات ومصدرها، ولا يريد ان يفضح سبب تنفيذ السلطة لهذه السياسات على حساب مصالح الشعب، يفعل ذلك سواء لمصلحة "تمويل، مباشر او غير مباشر"، او لغباء وجهل.


من المستفيد بالقول ان السلطة جاهلة وغبية؟!
ان السياسات التي تنفذ في مصر ليست صناعة مصرية، انها السياسات التي تفرض على كل دول العالم بما فيها الصين وروسيا. والنظام المصري ينفذ هذه السياسات كي يحتفظ بالسلطة والثروة منفرداٌ.

ان القول بان افقار الشعب وبؤسه ناجم عن غباء السلطة وجهلها، يعني شيئ واحد، ان نغيير هؤلاء الجهلة الاغبياء، ونأتي بأخرين اذكياء واعون، وهو ما يعني انك ستغيير الاشخاص، ولكنك لن تمس السياسات، وهذا بالضبط ما يسعد القوى الدولية الحاكمة، غير الافراد، مفيش مشكلة طالما نفس السياسات مستمره.
لذا كلمة السر للولايات المتحدة تجاه اي نظام مناوئ المطلوب "تغيير السياسات" لتتطابق مع السياسات المفروضه، ولا يهم تغيير الافراد.


النخبة المدلسة العميلة، والنخبة الوطنية الشريفة الغافلة!
السياسة المصرية، ليست صناعة مصرية ..النخبة المدلسة تضلل الشعب، بان سياسات النظام المسببة لفقره وبؤسه وشقاؤه، سببها غباء النظام وجهله، وليس ان سبب تنفيذها لهذه السياسات يعود لانانيتها في تحقيق مصلحتها في الحصول على رضى حكام العالم كي تتمكن من الاستمرار منفردة بالسلطة والثروة، على حساب الشعب، وليس بسبب جهلها او غبائها!

وهو ما ينطبق على تخفيض الدعم وتخفيض القيمة الشرائية للجنيه، وبيع ورهن اصول البلد، واغراق البلد بالديون، وشراء اسلحة بالمليارات ليست لها وظيفة، والموافقة على السد الاستعماري "النهضة"، والتنازل عن حقولنا للغاز في شرق المتوسط .. الخ. كلها للحصول على الرضى من حكام العالم، "استيراد الشرعية"، بعد فشلها على مدى سبعة عقود في تحقيق اياٌ من مبرارات استمرار وجودها في السلطة، خاصة بعد الطلاق بال18 في 25 يناير 2011.

ان من يقول ان سياسات افقار الشعب وبؤسه بسبب جهل السلطة وغبائها، هو يعمل، سواء بقصد او بدون قصد، للدفاع عن هذه السياسات المفروضة دولياٌ، ويضلل الناس بان السبب هو مجرد غباء وجهل الموجودين في الحكم، وحرف اتجاه بوصلة التغيير نحو الافراد وليس السياسات، اي انه يدافع موضوعياٌ من حيث لا يدري عن سياسات افقار الشعب وبؤسه، وهذا مفهوم من النخبة العميلة الممولة من نفس اصحاب هذه السياسات، ولكنه غير مفهوم من النخبة الوطنية الشريفة التي يتم جرفها في نفس الاتجاة الذي يدافع عن هذه السياسات دون ان يدري.

ان كافة سياسات الافقار والبؤس "النيوليبرالية" الاقتصادية، المدعمة بالقمع الضروري لها، السياسي والامني والاعلامي والثقافي .. الخ، التي يطبقها نظام السيسي، هي سياسات في اساسها الاقتصادي/الثقافي، هي سياسات مفروضة فرضاً من حكام العالم في عصر "الشركاتية"، حكم الشركات الكبرى الاحتكارية، على انظمة كل دول العالم، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، حتى النظامان الصيني والروسي اللتان اصبحتا احدث واكبر مستعمرتان رأسماليتان في العالم .. والذي لا يعني عدم تطبيق اياً من انظمة الدول لهذه السياسات، سوى ان يتم فرضها بالحروب العسكرية، "الحرب العالمية على الارهاب" الحرب العالمية الثالثة الغير معلنة، المبهمة، عدواً واهدافاً وجغرافيا وتاريخ، او بحروب "العقوبات الاقتصادية والمالية والدبلوماسية"، وهو في نفس الوقت، لا يعني سوى شئ واحد بالنسبة للنظام المصري، ان تفقد نسخة السيسي، استحواذها منفردة على السلطة والثروة، في ظل استمرار استيراد شرعيتها من الخارج، بعد ان ناصبت المجتمع المدني العداء على مدى سبعة عقود، الحامي الوحيد الحقيقي للوطن، ولاي سلطة وطنية، فكان "الاختيار" الحقيقي، لنسخة السيسي، التضحية بالشعب علشان السلطة تعيش.

احد الاهداف الاساسية لطحن الناس على الدوام، اكثر واكثر - بخلاف استغلالهم مادياٌ- ان لا يتوفر لهم الوقت ولا الطاقة، ليسألوا انفسهم، لماذا هم غارقون في كل هذا البؤس، وكيف الخروج منه؟!.
كل ما تقترض مني اكتر، كل ما تقرب من قلبي اكتر.


سيناريوهات الحكم الاسلامي لمصر؟!
داخلياٌ: بالرغم من الضربات الامنية العنيفة ضد التيار الاسلامي في مصر وخاصة جماعة الاخوان، الا انه، وربما بسببها، هناك انتشار غير مسبوق لهذا التيار، ليس فقط على مستوى الاعداد التي بعشرات الملايين للتيار الاسلامي في مصر عموماً، وانما الاهم بما لا يقاس، هو على مستوى انتشار افكاره وثقافته وتقاليده وسلوكياته، هذا الاهم في حسابات سيناريوهات المستقبل القريب، فدائماً يمكن للسلطة ان تسجن افراد من هذا التيار، ولكنها، وفقاً لطبيعتها اليمينية الشمولية، لا يمكن لها ان تسجن افكاره وثقافته. اما الفئات المعادية لهذا التيار حال حدوث تحرك شعبي واسع، فتنقسم الى نوعين رئيسيين:

النوع الاول، غالبيته ينتمي الى الطبقة البرجوازية الوسطى، وهي غير ثورية بحكم التشوه الخلقي في نشأتها وتكوينها، وليست منظمة، بعد ان وأدت سلطة يوليو المجتمع المدني، مجال نشاط الطبقة الوسطى.

النوع الثاني، الشرائح العليا من الطبقى الوسطى، وايضاً، ما يسمى برجال اعمال من محاسيب الطبقة الاجتماعية/الوظيفية للسلطة الحاكمة، سلطة السيسي، وجميعهم ستجدهم وقتها في العاصمة الادارية الجديدة، المنطقة الخضراء المصرية، المحصنة جيداٌ، والمرفهة تماماٌ، اي في "الجمهورية الجديدة".

خارجياٌ: كان وصول الديمقراطيين الى السلطة في الولايات المتحدة بمثابة قبلة الحياة للتيار الاسلامي في مصر والمنطقة عموماٌ، ومن الاشارات الكاشفة، من السهل لك ان تلاحظ دفع الولايات المتحدة لمكانة دولة قطر - ذات التوجه الاسلامي - على المستوى الاقليمي والدولي، ان احد اسباب الدفع بالتيار الاسلامي عموماٌ، وفي مصر خصوصاٌ، هو استحواذ الجيش على جزء ليس صغيراً من الثروات الوطنية، ومعظم الاراضي المصرية، وهي ثروات تقدر بتريليونات الدولارات، وكلها اهداف استراتيجية لتكتلات الشركات المالية الكبرى الاحتكارية، بقيادة الشركات الامريكية، حكام عالم اليوم، وهو مجال ضغط هائل، غير معلن، من صندوق النقد على السلطة المصرية، مما حدى بالرئيس السيسي ان يعلن على الهواء تكليف رئيس الوزراء بطرح شركات من بينها شركات الجيش بقيمة 10 مليارات دوولار كل عام، على مدى اربع سنوات، والملفت والكاشف في هذا التصريح للسيسي، لتأكيدة "ان يجب ان يتم ذلك قبل نهاية العام"! .. وفي هذا السياق يمكن فهم القرار الامريكي الاخير برفع الجماعة الاسلامية، واجناد بيت المقدس، في مصر، من قائمة الارهاب الامريكية، وكلها روافد تساهم في توفير بيئة لحكم اسلامي في مصر.



*ما اخذ بالقوة، لا يسترد الا بالقوة!
للاسف هذا الشعار الصحيح الذي رفعه عبد الناصر، لم يستطع ان يحافظ عليه بد يونيه 67، بسبب "كعب اخيل" سلطة يوليو، وأد المجتمع المدني المصري، الحامي الحقيقي لكل وطن.
اصدرت اليوم محكمة يونانية امراٌ للحكومة بأعادة النفط الايراني الذي استولت عليه بناء على طلب امريكي، من ناقلة نفط روسية احتجزتها اليونان، جاء امر المحكمة بعد احتجاز ايران لناقلتي نفط يونانيتين، رداٌ على احتجازها لناقلتها.



*نجاح الاضراب الذى دعى اليه الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم، بنسبة تجاوزت 96%
رفض الاتحاد العام التونسي للشغل المشاركة في الحوار الذي دعى له الرئيس التونسي، ونظم اضراب عام في كل الشركات والهيئات العامة يوم 16 يونيه الحالي.

الاضراب العام الذي دعى اليه الاتحاد العام التونسي للشغل، والذي يشمل 159 شركة مؤسسة عامة، دفاعاً عن العمال والشعب التونسي ورفضاً لخضوع قيس سعيد لشروط صندوق النقد الدولي، ببيع بعض المؤسسات العامة وبتخفيض حاد للدعم وللقيمة الشرائية للعملة الوطنية، ورفع رقابة الدولة على اسعار السلع في السوق المحلي، وخروج الالاف من العمل الى البطالة .. وتوقفت منذ دقائق كل مظاهر الحياة العامة للدولة بما فيها توقف النقل العام وتوقف الطيران من والى تونس .

هذا هو المجتمع المدني التونسي المستقل المنظم القوي .. هذا هو المجتمع المدني الذي حرصت سلطة يوليو في مصر على وأده من اول يوم، ولا مهمة اولى على جدول اعمال القوى الوطنية من استعادته مستقلاً ومنظماً وقوياً، اذا كنا جادين في ادعائنا باننا نعمل من اجل مصر مدنية ديمقراطية حديثة، وبدونه كل احتمالات المستقبل كارثية.
يارب اتحاد عام مصري للشغل.

كما رفضت في السودان، قوى معارضه مبدئية عديدة المشاركة في "الحوار الوطني"، الذي تقوده بشكل مباشر الولايات المتحدة.
يمكن للمعارضة ان تكون غير ذيلية، اي مبدئية.



*ما البهجة في استلام جائزة النيل، في زمن ضياع النيل؟!
روبرت دي نيرو (78 عاماً)، في حفل استلامه جائزة نقابة ممثلي الشاشة تكريماً لمسيرته الفنية:
"هناك صواب وهناك خطأ، هناك منطق سليم وهناك اساءة استغلال للسلطة، وانا كمواطن املك الحق مثل غيري، ممثل، رياضي، موسيقي، او اي شخص اخر، املك الحق في التعبير عن رأي، واذا كنت املك صوتاً اعلى بسبب مكانتي، سأستخدمه كلما رأيت اساءة سافرة في استغلال السلطة".
للاسف مجدداً خذلني كعادته صديقي "السابق" المخرج الكبير داوود عبد السيد عندما اعلن أن جائزة النيل للفنون، هي الأهم في مشواره الفني، وانها فتحت شهيته للعودة من جديد للعمل، بعد ان كان قد سبق له ان أعلن اعتزاله الإخراج السينمائي!.
عندما يحجم نجوم المجتمع وقادته الاجتماعيين عن الدفاع ولو بكلمة، ولو بحدها الادني، عن مظالم شعبهم، بل وعن مخاطر وجودية تهدد امتهم وحضارتها العميقة، كما قد فعل، ويفعل حالياً، نجوم مصريين في مجالات مختلفة، ودفعوا اثماناً غالية لمواقفهم الشجاعة .. اعتقد ان هؤلاء النجوم الانانيين الذين لا يجدوا في كل ما يحدث من كوارث في مصر سوى حصولهم على "جائزة موظفة سلطوياً" فرصة من اجل عمل جديد - وقد، وغالباً، لن تتحقق -، اعتقد ان هؤلاء من حق الشعب ان لا يهتم بهم ولا بجوائزهم الشخصية التافهة الموظفة سلطوياً في زمن الانحطاط والانهيار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة