الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة الثورة

مصطفى عبداللاه
باحث

(Mustafa)

2022 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يمكن أن نقول أن من أهم أسباب فشل ثورة يناير2011 بل والربيع العربي بأكمله هو غياب البوصلة والرؤية الحقيقية فالبرغم من وجود العديد من الشعارات التي كانت تتمثل في صورة مطالب مثل الحرية والعدالة الاجتماعية إلا أنها لا تعدو إلا أن تكون مجرد كلام في الهواء ، فمثل هذه الأهداف لا تتحقق بمجرد سقوط النظام كما كان يتخيل أبناء الربيع العربي بل أن المشكلة ليست سياسية بقدر ما هي مشكلة اجتماعية متجذرة في المجتمع ، فالنظام وأي نظام ما هو إلا ابن للمجتمع الذي أفرزه ، فكيف نثور على النظام وهو صورة مصغرة من مجتمعه ! وهذا لا يعني أننا لا نحتاج الى ثورة بل على العكس نحن نحتاج إليها كل الحاجة ولكن ليس بثورة الميدان والشعارات التي لا تجني ثمارها ولكن نحن نحتاج الى ثورة حقيقية على المجتمع ذاته و على وعي المجتمع ومسلماته ، في ظل مجتمع سيطرة عليه الراديكالية الإسلامية وجماعات الإسلام السياسي لا يمكن أن نطالب بالحرية ، فأي حرية يمكن أن نحصل عليها في ظل وجود فاشية مثل الفاشية الإسلامية ! بل من المضحكات المبكيات أن تلك الجماعات الفاشية كانت تندد بالحرية في الميادين ، فهل لو كان المجتمع يملك أدنى درجات الوعي كان ليسمح لمثل هؤلاء بأن يسرقوا ثورته ؟ فحتى من يصنفون أنفسهم على أنهم مثقفين وسياسيين تحالفوا مع مثل هذه الجماعات بل و طالبوا بحقهم في المشاركة السياسية بدعوى أنهم فصيل وطني ، كيف تكون ثورة تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية وتتحالف مع من هم أكثر ديكتاتورية وفاشية من أي نظام ! كيف لدعاة الحرية أن يتحالفوا مع الفاشيون ؟ لا أظن أن هذا حدث إلا بجهل هولاء بفكر جماعات الإسلام السياسي والإسلام الراديكالي عموماً ، وفي رأينا نحن مجتمعات لم تخرج بعد الى عصر الحداثة بل نحن مأسورين بداخل أزمان العصور الوسطى ، فنحن مجتمعات تسيطر عليها الخرافة مجتمعات معادية للعلم مازالت تحركها وتتحكم بها عقول متحجرة تحت الغطاء الديني سواء في شكله المؤسسي المنظم أو في شكله الدعوي الشعبوي ، والحل لا يكون إلا بالتخلص من الكهنوت الديني والسلطوية الدينية المسيطرة والمتحكمة في العقل الجماعي كيفما تشاء كما حدث في أوروبا من قبل فيما يعرف بالثورة اللوثرية وفيها أطاح مارتن لوثر بالكهنوت الديني مع بدأ التوعية بحقوق الإنسان والحقوق والحريات الفردية وحقوق المرأة بشكل خاص، الحل لا يكون إلا بإدراك أن العلمانية هي المظلة الوحيدة القادرة على تحقيق المساواة والحرية بين الجميع و هي الوحيدة القادرة أن تخرجنا من أزمان الحكم الديني الشمولي البائدة الى زمن الحداثة والحرية ، التنديد لا يجب إلا أن يكون بالعلمانية و بالوعي العلماني و بمواجهة علمانية قوية لكل فكر أصولي و شمولي وخاصة أن كان فكر ديني مستبد ، فالثورات الميدانية لن تأتي إلا بالخراب المستعجل أو بحكومات أكثر شمولية و أستبداداً فالثورة يجب أن تكون ثورة أجتماعية وثورة وعي وكما لخص أمانويل كانط المشهد في ما التنوير قائلاً :قد تضع الثورة نهاية للحكم الأوتوقراطي المطلق، او للاستبداد الجشع الباحث عن السلطة، لكنها لن تنجح ابداً في خلق إصلاح حقيقي في طرق التفكير بالأحرى، تعصبات جديدة، مثل تلك التي استبدلت، تستخدم كسوط للتحكم في الغالبية العظمى اللامفكرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية