الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية.. انفراج سياسي ام دم و دمار؟
محمد رضا عباس
2022 / 6 / 19مواضيع وابحاث سياسية
لا يوجد هناك اتفاق بين المراقبين حول قادم الأيام في العراق , فمنهم المتفائل ومنهم غير المتفائل , الاغلب غير متفائل بمستقبل العراق , العملية السياسية , والسلم الأهلي وخاصة أبناء المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد . المتفائل يتوقع ان استقالة كتلة التيار الصدري جاءت رحمة للعراق حيث من دون الكتلة الصدرية و انهيار الائتلاف الثلاثي المتكون من الديمقراطي الكردستاني , و تكتل السيد الحلبوسي , والتيار الصدري سوف يصعد من رصيد القوى المقاومة و القضاء على المشروع الخارجي والذي هدفه التطبيع مع الكيان الصهيوني.
الغير متفائلون , وهم الأكثرية , ينظرون الى خطاب السيد مقتدى الى انه رسالة انذار موجه الى أنصاره في المدن للتأهب والاستعداد للمرحلة القادمة والتي ستكون صعبة وقد تسيل فيها الدماء في شوارع بغداد و الوسط والجنوب و تدمير مدن . انهم يتوقعون موجة جديدة من الاقتتال الداخلي والدمار قد تكون الاسوء في تاريخ العراق الحديث .
هؤلاء الغير متفائلون بمستقبل العراق بعد استقالة نواب الكتلة الصدرية يقولون ان انسحاب الكتلة جاء بعد عدم استطاعت السيد الصدر وحلفاءه من تشكيل حكومة عابرة للاطار التنسيقي , ومع الاستقالة تلاش الامل في انجاز ما يريده الصدر وهي:
إعادة النظر بقوات الحشد الشعبي
نزع سلاح الفصائل المسلحة
و الهيمنة على القرار السياسي العراقي
ويقولون أيضا ,ان السيد سيعمل بكل طاقته على انجاز أهدافه هذه سواء كان في السلطة او خارج سياج السلطة . عندما يكون السيد خارج السلطة سوف يستخدم الشارع للوصول الى أهدافه , وهي اهداف تطابق اهداف الغرب والذي وجد من حربه مع روسيا مكلفة جدا له وقد تقود العالم الى الفناء , وان من يقرر مصير العالم الجديد بعد حرب أوكرانيا هو من يقبض على منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة , وهو السبب وراء تعويل الدوائر الغربية على السيد مقتدى الصدر وعلى تكتله والذي يريد اقصاء القوى الموالية لإيران في العراق ومن ثم التفرد بالسلطة بمساعدة الغرب . هذا التخوف جاء من قبل القيادي في " تحالف الفتح" النائب جبار المعموري , حيث يقول النائب , ان " ما سمعنا وشاهدنا من تقديم الاستقالات لرئيس مجلس النواب من قبل السيد مقتدى الصدر , معناه انقلاب واضح على العملية السياسية . ثم سيعود الصدر الى جمهوره ويحرك الشارع استجابة للمشروع البريطاني الذي كان معولا عليه سابقا ان يكون البديل الثاني او الثالث بعدما لم يستطع الثلاثي تشكيل الحكومة". النائب عبر عن خشيته من ان يؤدي الانقلاب الى فوضى عارمة , وهو ما تريده بريطانيا وامريكا , داعيا أبناء الشعب " ان لا يكونوا وقود للفتنة .. ونامل ان يجلس السيد مقتدى و يستقيل فعلا ويذهب الى حوزته وان لا يحرك الشارع ويطيح بالعملية السياسية."
لماذا الخوف من الشارع ؟
السيد استطاع بمرور الزمن من جمع انصار كثر, وفي الفترة الأخيرة من خلال توظيف الشباب العاطل عن العمل ومن خلال تشريع قوانين مهمة مثل تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وقانون الامن الغذائي ,يضاف الى ذلك ان التيار اصبح له خبرة واسعة في إدارة التظاهرات و الإضرابات , وهناك تخوف شديد من ان هذه المرة سيخرجون مسلحين الى الشارع. واذا شارك في تظاهرات تشرين 2019 الصدريين وغير الصدريين , فان هذه المرة ستكون التظاهرات باسم الصدريين وان الاقتتال سيتحول الى قتال شيعي – شيعي وامام كثرة السلاح عند كلا الجانبين فان القتل والتدمير سيكون واسعا , خاصة وان هناك اعلام داخلي وخارجي ينتظر الفرصة المناسبة لتسميم الشارع العراقي عامة والمنطقة الوسطى والجنوبية خاصة.
أصحاب هذه النظرية الغير تفائلية يذهبون ابعد من ذلك , حيث يقولون ان "المعارضة الشعبية سوف يقتحم بها (السيد الصدر) المنطقة الخضراء وعند دخوله سوف يعلن من هناك التحول الى النظام الرئاسي واذا ما حصلت مواجهة بين التيار والاطار , فان العاصمة ووسط وجنوب العراق سوف يحترق , وهذا الاحتراق سيكون سبب لإعلان إقليم غرب العراق , وليس هذا فحسب بل حتى جنوب ووسط العراق سوف يتحول الى إقليم."
ومن اجل ذلك حذر احد كتاب الجنوب العراقي من المناكفات والتوترات بين " الأطراف التي تعمل من مساحات مدن الجنوب ", عدم التفريط بالثروات الموجودة في مدنه " لصالح اتفاقات اثبت الواقع انها هشة", وتجاوز المصالح الفئوية والفردية. فيما اقترح كاتب اخر بان يتم تشكيل لجان شعبية في كل منطقة من مناطق الجنوب , تحديد المطالب التي يريدها المواطن الجنوبي و حلها سريعا , التنسيق مع القيادات الأمنية , والقاء القبض من قبل الأهالي والقوات الأمنية على أي شخص ملثم.
المتخوفون من الاستقالة يعتبرون ان قرار السيد الصدر اغلاق مكاتب النواب وجميع مؤسسات التيار خطوة استباقية لردود فعل الطرف الاخر . التيار بدأ الاستعداد للمواجهة منذ 10 نيسان بأنشاء اتحاد الاعلام الصدري و جيش الكتروني لتعبئة قواعده , فيما أضاف التيار 4000 شاب الى سرايا السلام في محافظة ديالى وبابل , واطلاق إذاعة ( سرايانا) كأجراء احتياطي لتوجيه التعليمات الى أنصاره فيما لو تم قطع الانترنت . أتمنى ان كل ما ذكره المتشائمون على مستقبل العراق مجرد اضغاث أحلام , وباعتقادي مازال في العراق خيرون ولا يسمحون بانزلاق الوطن نحو حرب داخلية , ومع هذا نقول الله يستر العراق ارضا وشعبا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله