الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة

محيي الدين محروس

2022 / 6 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تُستخدم الكثير من التعابير السياسية والقانونية دون التوقف عندها وعلى ما تعنيه!
من هنا أهمية التذكير والتمييز بين المواطنة والوطنية التي مصدرها الوطن .. أي حيث يعيش الإنسان...والتوقف عند الوطنية.
فالوطن باختصار شديد هو الدولة الذي يستقر فيه الإنسان ويحمل جنسيتها، ويخضع لقوانينها ..وله حقوقه وعليه واجبات المواطن.
———————
مفهوم المواطنة تم تطويره وتحديثه منذ الثورة الفرنسية ليقرر المساواة التامة في الحقوق والواجبات بين المواطنين، وليشمل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، دون أي تمييز بين المواطنين على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الفكر.
وهذا ما أكد عليه الإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان 1789 والإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948.
============
مفهوم الوطنية:
التعريفات عديدة ومختلفة ولكن يمكن الاختصار بما يُفيدنا اليوم، بأن الوطنية تعني حب الإنسان لبلده والعمل لسعادة مجتمعه، والتضحية الذاتية في سبيل سعادة وطنه ومجتمعه.
ومثال التضحيات نضاله من أجل استقلال وطنه أثناء احتلاله من قبل دولة أجنبية.
في البلدان ذات النظام الديمقراطي تقوم الوطنية علي ارتباط الأحزاب السياسية والمواطنين بما يخدم مصالح المجتمع والدولة دون تناقض بينهما.
أما في البلدان ذات الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية يوجد تناقض بين مصالح المجتمع والمواطنين الذي يناضلون من أجل حرياتهم وبين النظام السياسي.
وهنا يأتي التساؤل:
وماذا عن وطنية المواطنين الذين يقفون إلى جانب السلطات السياسية في دولةٍ ذات نظام دكتاتوري مثل سوريا؟
هنا تتشعب الإجابة إلى عدة احتمالات ، ويمكن تلخيصها بما يلي:
أولاً:
قسم وطني من المجتمع يخضع لإعلام النظام وتنظيماته السياسية والاجتماعية التي تُعلن حربها الإعلامية على التنظيمات الإسلاموية الإرهابية، وتقوم بمحاربتهم.
وهنا جدير بالتذكير بأن: النظام السوري أفرج عن بعض قادة هذه التنظيمات من معتقلاته.. وقام برمي السلاح لتسليح المُتظاهرين،
وذلك قبل دخول المُسلحين الإسلاميين الأجانب عبر تركيا إلى سوريا، وقبل تسليح وتمويل التنظيمات الإسلاموية من قطر والسعودية والإمارات وغيرها من الدول..
—————-
ثانياً:
قسم مُستفيد من السلطات السياسية، ولكنه لا يتبع لأي أجندة خارجية…الاستفادة ممكن أن تأخذ أشكالاً عديدة: وظيفة…منصب في دائرة…منصب في وزارة …إلخ.
هنا تكون الإشكالية في الوطنية حسب مدى علمه بالاستبداد الذي تُمارسه السلطات.
فإن كان يعلم الواقع فعليه الاستقالة والوقوف إلى جانب شعبه، كما فعل العديد من السوريين، وهنا يتمثل الموقف الوطني والوطنية.
أما في حال كان من المخدوعين بإعلام النظام…عندها من الأفضل عدم تخوينه، بل القيام بتقديم الحقائق له.
——————
ثالثاً:
قسم يرفع „ الشعارات الوطنية „ وهو يعلم علم اليقين بأن النظام يُمارس الاستبداد بأشكاله المُتعددة من اعتقال وقتل وتعذيب في السجون وقصف للمدن والقرى …إلخ.
فهذا القسم هو خارج الإطار الوطني ..وصولاً إلى الخيانة الوطنية، وإذا كان من مرتكبي الجرائم بحق شعبه ..تنتظره المحاكم بما فيها محكمة الأمن الدولية.
============
إضافة توضيحية:
ومن المفيد التذكير بأن الإسلاميين بصورة عامة لا يعترفون بالوطنية والمواطنة، ويرفعون بالمقابل شعار الأمة الإسلامية التي تتعدى الأوطان والقوميات. ويقول الأفغاني بهذا الصدد:
بأن جنسية المسلم دينه…وأن الوطنية مؤامرة غربية…! وهذا أيضاً يتفق مع طروحات الإخوان المسلمين على لسان القرضاوي: „ لا يعترف الإسلام بأي رابطة غير الإيمان“.
—————
أما عن وطنية المُعارضات فالصورة واضحة:
مَن يعمل لأجندات خارجية تتناقض مصالحها مع المجتمع ، فهو بالتأكيد لا وطني وصولاً للخيانة الوطنية.
ومَن يعمل لصالح وطنه ومجتمعه بشكل مستقل عن التدخلات الأجنبية فهو الإنسان الوطني.
علينا التسلح بالوعي الوطني، ونشر فكر المواطنة في النظام الديمقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد