الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد فشل بوتين في غزوته لأوكرانيا

احمد موكرياني

2022 / 6 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


ان النجاح والنصر في معركة حربية لابد ان تنتهي الى النتائج التي رسمها الغازي، فشل بوتين في تحقيق النصر لتغيير النظام الحكم في أوكرانيا والسيطرة عليها كما فعل في استيلائه على جزيرة قرم، وان عدم قدرة الجيش الروسي، القوة العسكرية الكبيرة الثانية في العالم وينتج كل أنواع الأسلحة الدمار الشامل وبأحدث التقنيات في احتلال احدى مستعمرات الاتحاد السوفياتي السابقة "أوكرانيا" مع وجود عدد كبير من الروس اللذين استوطنوا داخل أوكرانيا ضمن خطة تغيير الديمغرافي كما حدثت في المستعمرات الأخرى في عهود روسيا القيصرية والاتحاد السوفيتي.

ليس فشل بوتين محصورا بالهزيمة العسكرية المدوية لقواته المدججة بكل أنواع الأسلحة الدمار والتوجيهات بتدمير المصانع والبنى التحتية في أوكرانيا وسرقة المحاصيل الزراعية ومحاصرة موانئها وتجويع الشعوب في البلدان كثيرة في العالم، بل تعدى ذلك الى اعتباره والطغمة العسكرية والسياسية التي تؤيده بمجرمي الحرب، فلا فرق بينهم وبين أي مجرم حرب منذ بداية الخليقة.

ان تبعات غزوة بوتين تعدى تدمير أوكرانيا وقتل وتشريد الشعب الأوكراني الى التسبب في الركود الاقتصادي العالمي وزيادة الكلفة المعيشة في معظم البلدان ذات الدخل المتوسط والدول اقل نموا والتي تعتمد على استيراد الوقود والمواد الغذائية وخاصة القمح، فزادت أسعار الوقود والمواد الغذائية عالميا وأسعار البضائع بكل أنواعها، والى ندرة المواد الأولية التي تدخل في الصناعات المختلفة، وتضاعفت أجور الشحن عالميا.

ان غزوة بوتين لأوكرانيا سببت عدم الاستقرار العالم سياسيا، وهذا العامل يتسبب في صعوبة حل المشاكل القائمة في الدول التي تعاني من عدم الاستقرار سياسيا وأمنيا واقتصاديا وتقلل من الجهود التي تستثمر لمحاربة الأوبئة المرضية والجفاف وحماية البيئة في العالم، فالكل ينتظر نهاية مغامرة بوتين الفاشلة في اوكرانيا.

بالموجز: ان المغامرة الفاشلة لبوتين في غزوه لأوكرانيا هي كارثة إنسانية بكل معنى للكلمة فهي اسوء من جائحة كورونا واسوء من عدوان الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن على العراق وتسليم العراق للنظام الإيراني الدموي الفاشل، وتفشي الفساد والجهل في العراق الذي علم الأنسان الكتابة والمشرع لأول للقوانين التي تنظم حياة الشعوب، وكان العراق المركز العالم الثقافي في العهد العباسي ومازالت الأرقام العربية وإضافة الصفر اليها والمصطلحات والمعادلات الرياضية التي أُبتكرت في العصر العباسي الذهبي مستخدمة الآن في العالم ليومينا هذا وحتى في العلوم والبرامج الكمبيوترية.

لم يٌمكن ولا يَمكن لبوتين من إدراك حجم الكارثة التي سببها للعالم، لأنه خريج مدرسة كي جي بي KGB الذي يشك في كل من حوله حتى في مناصريه، وتدرب على قتل كل معارض للاتحاد السوفياتي داخل او خارج الاتحاد السوفيتي، وتستر على فساد سلفه الرئيس السابق بوريس يلتسن وعائلته ولا يملك حس انساني وهو مريض عضويا ونفسيا وهمه الوحيد البقاء في السلطة طوال حياته لتفادي محاكمته على فساده وجرائمه.

انه ليس الفاشل الأول او الأخير في الغزوات والحروب فسبقه غيره في عصرنا الحديث، فقد فشل الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن بعد التضحيات بالآلاف من جنوده والمليارات الدولارات من النفقات المالية وخسارة المعدات العسكرية لاحتلال العراق واسقاط صدام حسين، خرج مهزوما وخاسر من العراق فاستولى النظام الإيراني دون ان يطلق رصاصة واحدة على النصر الذي حارب من اجله جورج بوش ، وكذلك فشلت أمريكا اكبر قوة عسكرية في العالم في حربها ضد الشعب الفيتنامي، وفشل صدام حسين في غزوته لألحاق الكويت بالعراق بعد استيلائه على كامل ارض الكويت وتشرد الشعب الكويتي وهربوا الشيوخ الى السعودية، ولكنه أضاع ملكه وقضى على الحزب البعث وتسبب في تدمير البنية التحتية في العراق بعدما كان العراق أكثر تقدما من الدول المنطقة بقضائه على الأُمية في العراق، فتخلف العراق عن الدول العربية والأفريقية ثقافيا واجتماعيا وزراعيا وصناعيا، فلا ماء صالح للشرب ولا كهرباء ونصف واردات العراق تذهب الى جيوب الفاسدين والى اسيادهم في ايران، واليوم تتحكم في العراق عصابات المليشيات المسلحة الإيرانية والخونة والفاسدين.
وفشلا النظام الإيراني والسعودي في حربهما على الارض اليمن بسبب رفض الشعب اليمني للنظامين السعودي والإيراني، وفشل النظام الإيراني في دعم حكم السفاح الأحمق بشار الأسد، وفشل حزب الله من السيطرة وعلى الحكم في لبنان رغم الدعم الإيراني وامتلاكه لترسانة أسلحة والصواريخ.


كلمة أخيرة:
• من الغرابة ان تدعم قادة بعض الدول العربية بوتين، فهل هو من جهلهم وعدم ادراكهم لما يجري في العالم ام دعما لحكمهم الشمولي المطلق المشابه لحكم بوتين لروسيا؟
• فشل فلاديمير بوتين فشلا زريعا في حملته لغزو اوكرانيا بسبب بطولة الرئيس الأوكراني الذي رفض الاستسلام والهروب، والشعب الأوكراني الذي التف حول رئيسه وقيادته في مواجهة الطاغية المجرم فلاديمير بوتين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف