الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدران معاصرة

منصور الريكان

2022 / 6 / 22
الادب والفن


1-جرثومة معاصرةْ

إمتلئي يا رئَتي المومس منْ أدرانِهمْ
فهُم كثيرٌ هاهُنا ……..يحاولونَ حرقَنا
ويوقدونَ ظلَّنا …………ويشربونَ ماءَنا بكأسِنا
فامتلئي يا رئَتي المحاصرةْ
جرثومةٌ معاصرةْ
تنامُ في أفياءِنا
وتبعثُ الملَلْ
منْ داسَ فوقَ نارِنا
وأهدرَ الخَجلْ
وأسقطَ الحمامةَ الوديعةَ بآخرِ القبلْ
فامتلئي يا رئَتي المراهقةْ
بظلِّ منْ أوعيةٍ منافقةْ
تَحَطّّميْ ……تَهافَتيْ …..توارَثي مأساةِ عصرٍ عاهرٍ ودوسي فوقَ هاجسِ الخرابْ
فالليلةَ ما نمتُ يا حَبيبتي السمراءْ
شربتُ سماً علقماً وهجتُ في مرافئِ الأغرابْ
ألوبُ كالملسوعِ في مساوئيْ ……..رتبتُ فوقَ موقدِ الأقبيةِ المحاصرةْ
لرئتي شوارعٌ منْ ظلّهمْ …………….فامتلئي يا رئَتي وانتحريْ
ودمّريْ مواطئَ المنافقَ الخنزيرْ
وناميْ يا جميلتيْ …مفتوحةَ الساقينْ
كمتعبٍ مراهقٍ ضريرْ


2- جمجمة

فالليلةَ تدورُ في الجمجمةِ أوعيةٌ فارغةٌ ونارُ منْ ندمْ
أحدّهمْ يحملُ في نوازِعهْ
أحجيةً منْ خرزٍ وآخرونَ صعّدوا البكاءَ للسماءْ
صدورهُمْ قدْ حمَلتْ أوسمةً فارغةً لكنّهُمْ واأسفيْ … قدْ حرَقوا العلمْ
يا ضحكةَ المهاجرِ الغريبِ يا ……قُدْ هاجسَكْ ……ودَعْ هواءَ نَجمَتَكْ
تراقصُ البكاءَ والنحيبْ
ويوقظكْ ………..خرابُكَ الملفقَّ لهاجسِ الأسى ……..أنتَ الذي ابتدأتَ بالرياءْ
وقدتَ نارَ ظلّكَ تكوينةً مراوغةْ
وشاهدةْ ……………………للغةٍ مُبالغةْ
إفترشتَ رملَ صحوكَ منتحراً بذاتكَ كمتعبٍ يغوصُ في الألمْ
عشرونَ عاماً والحرائقُ في دمَكْ !منْ سألكْ ؟
منْ حاورَكْ ؟
منْ أحرقَ الأفعالَ والأسماءَ والكلماتِ فوقَ شفَتكْ
منْ صيّرَ القصيد في مواقدكْ ؟
يا غربَتكْ؟
فالليلةُ تدورُ في الجمجمةِْ أوعيةٌ فارغةٌ ونارُ منْ ندمْ


3-بركة آسنة

في بركةٍ آسنةٍ خلّفتُ وجهي كلّهُ وغصتُ في منافذِ الضفادعِ العريانةِ ودستُ فوقَ شكلِها
أتعَبَني نقيقُها ……………………………إختزلتُ نارَ وجَعيْ
وقمتُ أخطو داخليْ
مضمخاً…………تختلطُ رائحةُ التيزابِ بالأمعاءْ
يوقظُني النعاسْ ……………..يا أيـّها المراهقَ الشريدْ
منْ أفرغَ التيزابَ في دمَكْ ؟
منْ حاورَ الطحالبَ المومسةْ ؟
منْ داسَ وجهَ شاهدِ العصورِ في تَكونّكْ
يا أيّها القديمْ ………فنحوَ شاطئِ الأمانِ عُدْ
رتـّلْ وجوهَ ظلـّهمْ
وأخترقْ جبهةَ تلكَ النارْ

4- أموات

فجاءةً تحملُني الخَطواتْ
لمرفأٍ مناهضٍ مراهقٍ تغوصُ في أفيائِها النساءْ
عَبرتُ خلفَ مُتعتي مهادناً سلالةَ الأمواتْ
لا بيتَ ليْ ……لا ذُكرياتْ ……كلُّ الذيْ وضعوهُ ليْ أطباقَ منْ كعكٍ منَمَّقَ بالدماءْ
وأُشيعَ أنّي قدتَ آدمَ للبكاءْ
وإنَّ خاتمتيْ ………………..إحترافَ خريطة التكوينِ في لغةِ السماءْ
يا وهجَ هذا النورِ ساعدْني ودَعْني كيْ أرى
خطواتُهم ………….فهُمْ كثيرٌ صاحبيْ
أفهَلْ تَرى ؟؟؟؟5- أدران
إمتلئي يا رئَتي المومس منْ أدرانِهمْ
إخترقي مساوئَ المرافئِ المتعبةِ وأختفيْ كذكرياتِ العصرْ
فعندَ ( بارَ النجمةِ ) الصعلوكُ والغلمانْ
يرتّقونَ جرحُنا
ويمسحونَ ذكرياتِ عمرنا
فأيّنا ينامُ فيْ العراءْ
فعندنا الهواءُ لا يذوبْ
والشاعرُ المراهقُ يموتُ في المقلوبْ
والضجةُ ماسكةٌ خيوطَ مأساتي من الصميمْ
والرهبةُ موغلةٌ بحدِّ وجعِ السيفْ
رأيتُ في المنامِ مرفئيْ
محلقاً فوقَ فضاءِ عينها
ودمعًها محاصرٌ بالتبغِ والأفيونْ
((مُسيلمَةْ)) ………..يقودُ ظلَّ وجهها ….ويرسمُ الصراعَ بالدمارْ
مواقدٌ ونارْ
منْ أوقدَ الحِصارْ ؟
منْ أحرقَ المنائرَ العتيقةَ منْ قادَها نحوَ خطوطِ ظلِّ نخلةٍ تموتُ في منافذ العشّارْ ؟
فامتلئي يا رئَتي المومس منْ أدرانِهمْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب


.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل




.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال