الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


11 أيلول.. حرب اللامبادىء

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 9 / 19
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


ومرّت سنوات خمس على الحادي عشر من أيلول!!
خمس سنوات حفلت بتاريخ قرن من القتل.. والدم المسفوح..
تغيرت خلالها كل معادلات الشرق الأوسط.. وربما معادلات العالم.. بحيث أصبحنا ننظر إلى المنطقة وكأنها تسكن كف عفريت نائم.. لا يعلم إلا الله متى يطوّح بها في الهواء.. في فراغ مفتوح على كافة الاحتمالات..
الولايات المتحدة أعلنتها حرباً على الإرهاب.. حتى يخيل للمرء أنها ستعيد تشكيل العالم من جديد.. من أقصاه إلى أقصاه ضمن أفران ماكدونالد العملاقة بحيث تتحول الحياة بمجملها إلى همبرغر وكوكا كولا..وصالة عملاقة من صالات هوليوود..
الإدارة الأميركية التي أعلنتها حرباً صليبية ذات يوم.. عادت لتعلنها حرباً قومية أميركية بامتياز (دفاعاً عن أمنها القومي).. ثم حرباً أممية على الإرهاب أينما وجد!!..
بدأت في أفغانستان.. ولم تنته في العراق!!..
الأفغان الذين يعتبرون بلادهم (قمامة) السماء.. كناية عن فقرهم الجغرافي والتاريخي وعن أرضهم الجدباء الممتدة بلا خصب ولا ماء.. ازدادوا فقراً وخوفاً..وقتلاً واتسعت رقعة (القمامة) لتصبح قمامة الأرض والسماء معاً..
العراقيون الذين يعتبرون بلادهم قطعة خصب من السماء.. كناية عن غناهم الجغرافي والتاريخي.. ثروة وخصباً.. وحضارة أيضاً..
قلبت الحرب الأميركية كلها معايير الأرض والسماء بالنسبة لهم.. وحولتهم إلى شعب افتقد أبسط مقومات الحياة الإنسانية فلا النخيل نخيل ولا النفط نفط.. ولا الوطن وطن..بحيث تحولت مفردات الحياة إلى غربة وتشرد وضرب في المجهول..
مفردات دموية ملأت أرصفة البلاد دماً وجثثاً مجهولة الهوية وذبحاً مذهبياً وطائفياً.. وميليشيات لا أحد يعرف كيف تشكّلت ومن أين أتت.. نبتت في أرض السواد مثل المسوخ، وأعملت السيف برقاب العباد..
مفردات العراق اليوم ملأت أرصفة دول الجوار والمهجر البعيد بالعراقيين الغرباء عن رافديهم ونعمة ظلال السماء التي عاملتهم بكبرياء طيلة تاريخهم البعيد..
إنها الحرب الأميركية على الإرهاب!!..
الإرهابيون الأشباح تكاثروا في بقاعنا.. حتى أصبحنا نخالهم الرديف اللازم لهذه الحرب الكافرة.. والنقيض الضروري لوجود جحافل المارينز في بلادنا..
ففي ظل هذا القتل والقتل المضاد لا يمكننا إلا أن نرى الإرهاب وأميركا وجهين لعملة واحدة..
قتل يبيع ويشتري في تاريخ الأمم وحاضر الشعوب لتصبح البلدان مساحات خاوية تمتد أشواكاً ورمالاً على مستقبل مجهول..
أميركا لم تخض حرباً ضد الإرهاب.. قد نقول عنها حرباً صليبية.. وقد نقول حرباً استعمارية أعادت قوانين السوق الاقتصادية في العالم إلى أوائل القرن التاسع عشر.. بحيث تجمع ثرواتها من سياسة الأرض المفتوحة.. والمحروقة معاً..
وربما نقول إنها حرب الثأر الأميركية..
أميركا في حربها تلك تحولت إلى بدوي يضرب في صحرائه بحثاً عن الانتقام.. وربما عن دم لم يعرف قاتله!!..
لكنها في كل المعايير لم تكن حرباً على... الإرهاب!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟