الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مواقع التواصل الاجتماعي ...تواصل ام تفكك ؟
اشواق سلمان حسين
(Ashwaq Salman)
2022 / 6 / 23
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مما لا ريب فيه ان التقنيات وما وصلت اليه من تطور له اثر بالغ في خلق كل ما يمكنه تسهيل اساليب الحياة في عصرنا الراهن ومن نواحي عدة , حيث اخذت تلك التقنيات تقرب البعيد وتضع الاخبار بين ايدينا في غضون دقائق ولو ان احدا من العصور القديمة قد اتاه ما نحن فيه لأخذت عيناه بالاتساع استغرابا ودهشة يقينا بأنه من الاعاجيب .
ولكنه واقعنا الذي نعيش فيه لحسن الحظ او ربما لسوءه ,ولست هنا بصدد الوقوف على محاسن تلك التطورات ولكنه ضوءٌ اود تسليطه على الجانب المعاكس وربما لن يكون ضوءا مشعا ببياضه بل هو ضوء احمر يشير الى مدى خطورة تلك الجوانب السيئة او بمعنى اصح تلك التي جعلناها سيئة لنكون منصفين وحتى لا نظلم العلم الذي حمل الينا نوره فأسأنا استخدامه ذلك ان تلك التقنيات في متناول جميع الافراد متعلمين او غير متعلمين ووصولا الى ان كل انسان على عقله منظار ينظر الى الامور من خلاله.
دعونا نتغلغل الى اعماق تقنيات العصر مرورا بالعوامل النفسية التي وصل اليها الافراد ناجحين او مخفقين في توغلاتهم فيها , وهنا لن نكون بعيدين ابدا عن اهم التأثيرات التي بإمكاننا ان نقول وبكل ثقة انها في مقدمة العوامل النفسية التي اثرت وتؤثر على الكثير من الافراد الا وهي (مواقع التواصل الاجتماعي ) ولا نعلم هل هي تواصل حقا ام تفكك اجتماعي بعد كل ما آلت اليه الامور تحت وطأة استخدامها بل لن اغالي اذا قلت الادمان عليها عند الكثيرين .
نعم انها من اهم العوامل النفسية في زمننا الراهن والتي تؤثر بشكل كبير وربما بشكل مرضي حتى اخذت امزجتهم تتأثر سلبا او ايجابا بخاصية (الاعجاب او التعليقات وعددها ).
في عالم الفيسبوك ذلك العالم العجيب الذي اتاح للكثيرين نشر كل ما يتبادر في اذهانهم في اوقات القيلولة او على مائدة الطعام او حتى في الحمام وما ان تكتمل اٌطر الموضوع حتى يطرقع احدهم بأصبعيه معلنا عن بداية نشرها . ويؤسفنا حقا ان يكون افضل ما تطرب له الاذن في عالمنا العربي والعراق احدها ، هي الفضائح التي تمتع الامزجة المريضة بما تحدثه من استنكار او تكذيب او استهزاء او جدالات او كشف مستور.
ان العجب كل العجب ان تستند معايير المجتمع واحكامه على ما يتم نشره هنا وهناك ليصل الامر الى تهديم النفوس وتفكيك الاٌسر وهدر الدماء وما ان تنشر الفضيحة حتى يتسارع فرسان ما وراء الكيبورد ذوي الانامل التي ما ان تمعنت بها حتى وجدتها محمرة من كثرة ضربها على تلك الازرار اذ لا تبارحها راكضة وراء كل منشور فأن لم تكن لسب او شتم فعلى الاقل لكتابة كلمة (منور) التي انطفأت من شدة استهلاكها, يسارع هؤلاء الفرسان المزيفون الذين لايجيدون الفروسية ولا نبلها الى اشهار سيوفهم المتمثلة بكلماتهم البذيئة بالتشهير بأعراض الناس محاولين الهروب من بذاءة افعالهم مسرعين الى الصاقها بمن بين ايديهم من ضحايا.
ان مشكلة هؤلاء من ضعاف النفوس اللاهثين وراء التشهير والتنكيل بالآخرين هي ذات العوامل النفسية التي تحدثنا عنها غير انها الان ليست مشكلة افراد مرضى بل هي وللأسف مشكلة مجتمع مريض قد ترسبت فيه كل انواع الفيروسات المسببة للعدوى.
وفي ذات الصدد لن ننسى ان عالم الفيسبوك اصبح عالما زاخرا ايضا بتلك القوى الهائلة التي يحملها راكبي امواج الطلاسم والسحر الاسود والخزعبلات , ولأننا امة قد اصبحت فيها الكتب تتسول وتتوسل من يقرئها ولأنها امة قد سلمت عقلها لمن يستخدمه بدلا عنها فقد اصبحت تجارة الطلاسم تزهو بفضل الحمقى , ومن الغرائب انه في الوقت الذي وصل فيه التطور للمستوى الذي علا ادراج السماء والفضاء وبينما يتغلغل علماء الغرب في اغوار الاستكشافات والأبحاث العلمية , تتغلغل نسبة لا يستهان بها من العرب في اغوار التخاريف متطلعين الى ما فيها بنظرهم من قوى احجار الرزق ولسان الضفادع العذراء او ريشة ديك مراهق شرط ان ينهق لا ان يصيح .حتى اصبحت لديهم الصفحات التي يضحكون بها على عقول السذج والحمقى.
وهنا نتساءل هل ان القرن الحادي والعشرين بكل ما شهده من انقلاب هائل في مجال العلم لم يستطع ان يصل بأمة العرب الى ان تنقلب ثائرة على العقول المخرفة والمريضة ام انها ثارت فعلا إلا ان نتائجها لم تتعدى نتائج ثورات الربيع العربي؟
اما ما يدعو للغثيان حقاً فهو انتشار التفهاء ممن يتابعهم الملايين وبشكل يثير الدهشة ، فنجد تلك التي تستعرض قصة شعرها او فستانها او حذاءها ، او اولئك الذين ينشرون خلافاتهم بأوساخها وبمفردات اقل ما يقال عنها انها بذيئة ، والمشكلة انها تصدر من مشاهير او لنقل (مشاهير التفاهة) الذين يبحثون عن الشهرة مهما كانت وسيلتها ، حتى وصل الأمر لتصوير مشاهد زرق احدهم بالأبرة ، او تصوير احداهن وهي تستجم في حمامها ولا يحجز جسدها عن عيون المتابعين سوى فقاعات صابون ليس اكثر.
تحريض على العنف تجاه المرأة تحديداً او في الأسرة بوجه عام.
تبرير ظواهر التحرش والقاء اللوم على المرأة.
انتشار الفيديوهات المتطرفة دينيا من اللاهوتيين وتسميم افكار الشباب بالتشنج الفكري والدوغمائية والتعصب الديني.
كل تلك الظواهر اصبحت ابرز ما تتسم به مواقع (التفكك) التواصل ، وابرز ما يميز عصرنا الراهن هو الجهل والامية الفكرية ، وهذا جل ما نخشاه ، بل جل ما نخشاه وكما يقول الماغوط:
أيها التعساء في كل مكان
جُلَّ ما أخشاه
أن يكون الله امياً.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة