الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتل النساء وجرائم أخرى.!!

وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)

2022 / 6 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتبجح الكثير من أتباع دين محمد بأنهم أصحاب أخلاق وأنهم أهل العفة والشرف لأنهم يمتلكون مرجعية أخلاقية دينية، لكن في أحيان كثيرة تكاد لا ترى لهذه المرجعية أثر في الواقع، فالغش والفساد والرشوى والسرقة والنفاق والتحرش والإغتصاب وزنا المحارم والقتل يستشري في أوساط كثيرة عند أمة ما أنا بقارئ بحيث لم تنفع معهم لا مرجعية أخلاقية ولا رقابة إلهية.
طبعاً بعض أتباع دين (هؤلاء لا يمثلون الإسلام) أكيد سيرفضون وصفي لهذه الممارسات اللاأخلاقية المنتشرة في مجتمعاتهم، وسيتبجح بعضهم ويقول أنها أحداث فردية، لكن يبقى السؤال وهو: لماذا تحصل كل هذه الجرائم ولماذا لم يستفد الكثيرون من المرجعية الأخلاقية ولماذا لم تردعهم الرقابة الإلهية المزعومة خصوصاً وأنهم يعيشون في بلاد تنتشر فيها المآذن والمساجد كما ينتشر الحصى في ساحل البحر؟؟
في غضون أربعة أيام تم قتل فتاتين مسلمتين من قبل شابين مسلمين، نيِّرة أشرف في مصر وإيمان ارشيد في الأردن، هذا ما أوضحته لنا وسائل الإعلام والتواصل، ومن يعلم كم من جريمة قتل حدثت وتحدث في الخفاء بحق النساء في مجتمعاتنا دون أن يتم تسليط الضوء عليها، جرائم قتل النساء ولمختلف الأسباب والتبريرات الساذجة والسخيفة تكاد لا تخلو منها جميع الدول العربية (الإسلامية) وهذه الجرائم لم ينفع معها دين ولا رقابة مزعومة، لكن لماذا المرأة رخيصة لهذه الدرجة ولماذا يُسمح أو يتم التساهل مع من يعتدي عليها؟؟ برأيي هناك عدة عوامل وأسباب تساهم بشكل كبير في حدوث هذه الجرائم وتكرارها بشكل دائم في مجتمعاتنا منها:
1- الدين الذكوري يساهم بدرجة كبيرة في الإعتداء على المرأة ويؤسس لتسليعها وتملكها والإنتقاص منها والضغط عليها.
2- الأعراف العشائرية المتخلفة تُساهم هي الأخرى في امتهان المرأة ولا تقيم وزناً لحقوقها وكرامتها وحريتها.
3- عدم وجود سلطات سياسية حريصة على تحقيق قيم العدالة والمساواة، بل أغلبها فاسدة خاضعة ومتواطئة مع السلطة الدينية والمفاهيم المغلوطة للأعراف المجتمعية وبالتالي ضعف ورداءة القوانين والتشريعات المعمول بها في البلاد.
4- التربية السيئة والتعليم السيئ سواء كانا في البيت أو في المدرسة أو في الشارع هما أيضاً خاضعان لتأثير السلطات الثلاثة (سلطة الدين - الأعراف المجتمعية - القوانين والتشريعات الضعيفة) ولهذا تجد الوعي الجمعي غارق في الوحل لا يعرف قيم المساواة والحقوق والحريات والثقافة الإنسانية الصحيحة معدومة في هذه المجتمعات.
5- الكبت والحرمان وعدم الإختلاط والتضييق على الحريات والميول الطبيعية لكلا الجنسين.
6- وأخيراً التمسك بمفاهيم الشرف والعفة الزائفتين اللتان يتم حصرهما في جسد المرأة وتحديداً فيما بين أفخاذها.
التبجح والتعالي واحتكار الأخلاق والحديث عن فائدة الدين عبارة عن هراء وهو كضرب الهواء في الشبك، لهذا تجد شعوبنا مليئة بالأمراض النفسية وبالعاهات الأخلاقية وبالذكورية المقيتة، وإذا لم يتم تصحيح المفاهيم وإعادة النظر في كل ما ذكرت سوف تستمر هذه الممارسات البشعة ولا أعتقد أنّ هذه الأمور ستحصل في الوقت القريب، لكن حتمية التاريخ تقضي إلى أن دوام استمرار الحال من المحال ولا بدّ للمجتمعات أن تلفظ كل ما هو سيء وتستبدلها بالشيء الصحيح، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح حتى ولو بعد حين.
#ملاحظة: كل الأديان على الأرض من صنع البشر.!!
محبتي واحترامي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي