الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد المنظور اليهودي لتطور الشعر العربي الحديث- الدكتورمحمد نجيب التلاوي

عطا درغام

2022 / 6 / 24
الادب والفن


تلعب الترجمة مع الإعلام دورًا متميزًا قد يصل حد تزييف الحقائق، وإقناع عامة المثقفين بل والمتخصصين في جميع جميع دول العالم بأمور قد تناقض الحقيقة، وتظل صورة الدول ممسوخة بفعل الإعلام الموجه حتي تصل الحقيقة إليهم في يوم ما.
ونذكر أن "جالان" قد ترجم " الليالي" العربية سنة 1704 فأعجبت المثقفين الأوربيين عامة والمتخصصين بصفة خاصة ،وأخذوا فكرتهم عن الشرق العربي من خلال حكايات ألف ليلة وليلة ، فتصوروا المنطقة حالة غنائية، مليئة بالقصور والجان والغانيات..
حتي أن ترجمة "جالان" وصفت شهرزاد الأنثي بملامحها أكثر من شهرزاد المفكرة والمثقفة. وتطلع أدباء أوربا إلي الشرق العربي بعد ان كونوا صورة خاطئة ملؤها الرومانسية الحالمة أو الفاجرة.
ولما عرف الاستعمار الأوربي طريقه إلي المنطقة العربية،ظلت صورة المنطقة يغفلها منذ الاحتلال وحتي عهد قريب..كل هذا والعرب والمسلمين يتركون غيرهم يرسم لهم صورة ممسوخة أحيانًا،وبذيئة في أحايين أُخر.
وحان وقت إسرائيل مؤخرًا برسم معالم المنطقة الحضارية كما تحب هي، وتقدمها للعالم حسبما يتفق منظورها العنصري،ويشجعها علي ذلك إعلامها القوي.
ودراسة موريه- التي حاولت هذه الدراسة في تسديد ثغراتها- محاولة صهيونية لتقديم صورة الشعر العربي مشوهة للعالم، ويتعمد الباحث أن يرسم العربي الخائف من التجديد المدثر بقافيته،والحبيس لألفاظه الطنانة.
صوَّر المسلم بصورة الرافض لأي تجديد؛لأنه يعتقد أن أي جديد جاء للاعتداء علي الإسلام- علي حد تعبيره- ومن ثم هيَّأ الساحة لإقناع القاريء بأن المجددين هم المسيحيون الذين أفادوا من التراتيل المسيحية والكتاب المقدس؛ فطوروا الشعر العرب يالمعاصر شكلا ومضمونًا.
ولذلك ركز علي (فرانسيس مراش ومطران وجبران ونعيمة ..) وتعمد إسقاط (الساعاتي والبارودي وشوقي ودرويش..) حتي من ذكرهم من الشعراء المسلمين أعاد الفضل لتوجيه المسيحيين لهم كأبي شادي مثلًا.
وتابعت الدراسة مراحل تطور الشعر العربي من خلال (الشعر المقطعي/ الشعر المرسل/ الشعر الحر...) واضطر الباحث إلي الرد علي بعض القضايا الأساسية والفرعية التي أثارها موريه، والتي تمس حقائق حاول تغييرها بسبب منظوره العنصري الموجه.
وتناولت الدراسة في بدايتها السقطات المنهجية لموريه كاتساع المساحة الزمنية لدراسته مما اضطره إلي قفزات غير متتابعة في تاريخ الشعر العربي،وابتعاده عن التحليل وقلة الاستشهادات النصية..ثم تناولت الدراسة الرد علي فكرة تقسيم الشعراء العرب إلي ( اشتراكيين وقوميين ثم مدرسة لبنانبة).
وعرضت الدراسة لفكرة نشر اللغة العامية والاعتماد عليها في الإبداع الأدبي،وتتبع نشاط القائمين علي هذه الفكرة منذ بداية التبشير المنظم في المنطقة العربية 1850 وحتي وقتنا الحاضر.
ورد الباحث علي موريه الذي تصور الشعر العربي في تطوره الحديث ،وكأنه ثورة مبتورة الجذور؛ فاستشهد بنماذج محدودة من التجديدي الشعري في شكله ومضمونه عبر العصور الأدبية بدءا من العصر الجاهلي وحتي العصر الحديث.
وأثبت الدراسة أن تطور الشعر العربي جاء معبرا عن نقلات حضارية ومزاجية خاصة بالعرب أنفسهم، وأن التطور غر مستورد بالتقليد للأوربيين كلية،وأن التأثير المسيحي للتراتيل والكتاب المقدس غير قائم، وهو وهم نظري غير مدعم بدليل،وأن جذورًا في تراثنا الشعري وجدت للشعر المقطعي والشعر المرسل علي حد سواء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير